أدركت الوفاق منذ أزمة 2011 أنها فشلت كثيراً في كسب تأييد ودعم المكون السني لأجندتها الراديكالية، وهي مازالت تدرك أن أي تغيير سياسي للنظام في البحرين لن يكون إلا بالشراكة بين كافة المكونات سواءً كان هذا التغيير سلمياً أم عنيفاً، مقبولاً أم راديكالياً.
ومادام المكونان الرئيسان في المجتمع البحريني هما السنة والشيعة، فإنه من المهم للغاية كسب تأييد ودعم السنة للمطالب الراديكالية التي تتبناها الوفاق والجمعيات السياسية الأخرى التابعة لها. فماذا كانت الاستراتيجية؟ وما هي تكتيكاتها؟
اعتمدت استراتيجية الوفاق على خطة متوسطة أو طويلة الأمد يمكن من خلالها اختراق المكوّن السني باعتباره المكون الرئيس الآخر في البحرين. ونظراً للثقافة السياسية التي يحملها هذا المكوّن والتي تقوم على الولاء للأرض، واحترام وتقدير الثوابت الوطنية، ورموز الحكم وأبرزها العائلة المالكة، والتعايش السلمي بين الجميع دون إقصاء أو نفي. فإن المدخل الأهم هنا هو استهداف القضايا المعيشية، ولذلك نجد موجات من الاستياء المصطنعة تظهر بين وقت وآخر، وتأخذ زخماً إعلامياً أكبر أو مبالغاً فيه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن هذا الزخم يكون مفقوداً نهائياً في وسائل الإعلام التقليدي كالصحف مثلاً. ويمكن ملاحظة ذلك قبل أيام عندما أثير خبر الزيادة العامة للرواتب في شبكات التواصل الاجتماعي وانتشر الخبر في أقل من 24 ساعة، وقيل إن إحدى الصحف المحلية نشرته لإضافة المزيد من المصداقية عليه. إلا أن المفاجأة كانت في اليوم التالي عندما اكتشف الجميع أن جميع الصحف المحلية لم تتناول هذا الخبر (المهم للغاية معيشياً) نهائياً.
الاستياء بين المواطنين موجود وحقيقي تجاه بعض المسائل، ولكنه ليس استياءً بالشكل الذي يتم تصويره بأسلوب كرة الثلج. كما هو الحال بالنسبة للوضع الأمني، فمن يتابع شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن يخرج بقناعة (الحقيقة) أن حرباً أهلية ستقع غداً في البلاد ـ لا قدر الله ـ ولكن الواقع يثبت أن الوضع الأمني مستقر نسبياً وليس كما يروج له كحقيقة.
أيضاً من التكتيكات التي عمدت إليها الوفاق لتحقيق استراتيجية لاختراق المكوّن السني إطلاق سلسلة من الشعارات للاستهلاك الإعلامي، مثل (إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه)، وبعض التصريحات التي تصدر عن الفعاليات الدينية والسياسية، مثل (أمن كل سني من أمني الشخصي!)، و(أنا شخصياً أتحمل مسؤولية حماية السنة في البحرين)، و(الاعتداء على أي سني اعتداء على شعب البحرين). فممارسات الوفاق وبقية الجمعيات السياسية التابعة لها، وأعمال الإرهاب التي شهدتها البلاد أنهت مثل هذه الشعارات، وجعلتها مجرد ظاهرة صوتية، تستهلكها بعض وسائل الإعلام دون غيرها، ويتم الترويج على توازن الخطاب الإعلامي للوفاق في الخارج.
التكتيك الثالث، والذي بدأ قبل رمضان تمثل في الزيارات الميدانية التي يقوم بها أمين عام الوفاق لبعض المجالس والأسر والمناطق السنية، كما هو الحال في زيارته لأسر الحادث الأليم الذي وقع في ضاحية السيف، وحرصه على عدة زيارات لمجالس سنية خلال رمضان، وتسعى الوفاق لتحقيق هدفين من هذا التكتيك:
الهدف الأول: تحسين صورتها الذهنية أمام الرأي العام، وبيان قدرتها على التفاعل مع المناسبات الاجتماعية التي تمس حياة المواطنين العادية.
الهدف الثاني: إحراج الأسر والمناطق المستهدفة بالزيارات الميدانية، بسبب الاستياء الذي ستواجهه من المكوّن السني عموماً باعتبار أمين عام الوفاق والشخصيات الوفاقية شخصيات غير مرغوب فيها في مثل هذه المجالس أوالمناطق بسبب تورطها في هدم الدولة والتحريض على الإرهاب.
وأعتقد أن الوفاق نجحت إلى حد ما في إحراج الأسر والمجالس والمناطق التي زارها أمينها العام مؤخراً. ولكن يبدو أن هناك وعياً متنامياً يقوم على رفض مثل هذه الزيارات نهائياً بشكل علني وصريح.
لا يمكن القول إن الوفاق نجحت في تنفيذ استراتيجيتها لاختراق المكوّن السني، إلا إذا استطاعت في يوم ما كسب دعم وتأييد هذا المكون في أجندتها الراديكالية.
ومادام المكونان الرئيسان في المجتمع البحريني هما السنة والشيعة، فإنه من المهم للغاية كسب تأييد ودعم السنة للمطالب الراديكالية التي تتبناها الوفاق والجمعيات السياسية الأخرى التابعة لها. فماذا كانت الاستراتيجية؟ وما هي تكتيكاتها؟
اعتمدت استراتيجية الوفاق على خطة متوسطة أو طويلة الأمد يمكن من خلالها اختراق المكوّن السني باعتباره المكون الرئيس الآخر في البحرين. ونظراً للثقافة السياسية التي يحملها هذا المكوّن والتي تقوم على الولاء للأرض، واحترام وتقدير الثوابت الوطنية، ورموز الحكم وأبرزها العائلة المالكة، والتعايش السلمي بين الجميع دون إقصاء أو نفي. فإن المدخل الأهم هنا هو استهداف القضايا المعيشية، ولذلك نجد موجات من الاستياء المصطنعة تظهر بين وقت وآخر، وتأخذ زخماً إعلامياً أكبر أو مبالغاً فيه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن هذا الزخم يكون مفقوداً نهائياً في وسائل الإعلام التقليدي كالصحف مثلاً. ويمكن ملاحظة ذلك قبل أيام عندما أثير خبر الزيادة العامة للرواتب في شبكات التواصل الاجتماعي وانتشر الخبر في أقل من 24 ساعة، وقيل إن إحدى الصحف المحلية نشرته لإضافة المزيد من المصداقية عليه. إلا أن المفاجأة كانت في اليوم التالي عندما اكتشف الجميع أن جميع الصحف المحلية لم تتناول هذا الخبر (المهم للغاية معيشياً) نهائياً.
الاستياء بين المواطنين موجود وحقيقي تجاه بعض المسائل، ولكنه ليس استياءً بالشكل الذي يتم تصويره بأسلوب كرة الثلج. كما هو الحال بالنسبة للوضع الأمني، فمن يتابع شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن يخرج بقناعة (الحقيقة) أن حرباً أهلية ستقع غداً في البلاد ـ لا قدر الله ـ ولكن الواقع يثبت أن الوضع الأمني مستقر نسبياً وليس كما يروج له كحقيقة.
أيضاً من التكتيكات التي عمدت إليها الوفاق لتحقيق استراتيجية لاختراق المكوّن السني إطلاق سلسلة من الشعارات للاستهلاك الإعلامي، مثل (إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه)، وبعض التصريحات التي تصدر عن الفعاليات الدينية والسياسية، مثل (أمن كل سني من أمني الشخصي!)، و(أنا شخصياً أتحمل مسؤولية حماية السنة في البحرين)، و(الاعتداء على أي سني اعتداء على شعب البحرين). فممارسات الوفاق وبقية الجمعيات السياسية التابعة لها، وأعمال الإرهاب التي شهدتها البلاد أنهت مثل هذه الشعارات، وجعلتها مجرد ظاهرة صوتية، تستهلكها بعض وسائل الإعلام دون غيرها، ويتم الترويج على توازن الخطاب الإعلامي للوفاق في الخارج.
التكتيك الثالث، والذي بدأ قبل رمضان تمثل في الزيارات الميدانية التي يقوم بها أمين عام الوفاق لبعض المجالس والأسر والمناطق السنية، كما هو الحال في زيارته لأسر الحادث الأليم الذي وقع في ضاحية السيف، وحرصه على عدة زيارات لمجالس سنية خلال رمضان، وتسعى الوفاق لتحقيق هدفين من هذا التكتيك:
الهدف الأول: تحسين صورتها الذهنية أمام الرأي العام، وبيان قدرتها على التفاعل مع المناسبات الاجتماعية التي تمس حياة المواطنين العادية.
الهدف الثاني: إحراج الأسر والمناطق المستهدفة بالزيارات الميدانية، بسبب الاستياء الذي ستواجهه من المكوّن السني عموماً باعتبار أمين عام الوفاق والشخصيات الوفاقية شخصيات غير مرغوب فيها في مثل هذه المجالس أوالمناطق بسبب تورطها في هدم الدولة والتحريض على الإرهاب.
وأعتقد أن الوفاق نجحت إلى حد ما في إحراج الأسر والمجالس والمناطق التي زارها أمينها العام مؤخراً. ولكن يبدو أن هناك وعياً متنامياً يقوم على رفض مثل هذه الزيارات نهائياً بشكل علني وصريح.
لا يمكن القول إن الوفاق نجحت في تنفيذ استراتيجيتها لاختراق المكوّن السني، إلا إذا استطاعت في يوم ما كسب دعم وتأييد هذا المكون في أجندتها الراديكالية.