شعب البحرين محاصر من قبل المليشيات الصفوية في كل شارع وطريق ومدينة وقرية، النيران تحاصره والانفجارات تهدده في صلاته وفي صيامه وفي أعياده وكل مناسباته، شعب البحرين يعيش تحت وطأة معارضة ظالمة اتخذت الإرهاب ديناً والقتل مذهباً والكذب مبدأ، معارضة قتلت الشباب والنساء، قتلت رجال الأمن، أحرقت الشوارع والمنازل والمحلات والمؤسسات، معارضة هجرت المواطنين من البديع ومدينة حمد والكثير من مناطقهم بعد أن حاصرتهم بقنابل المولوتوف في بيوتهم واعتدت على ممتلكاتهم وأحرقت مدارسهم، المعارضة الظالمة تتحكم في مفاتيح الكهرباء وصنابير الماء، المعارضة الظالمة تتحكم في كل شيء في البحرين حتى المجاري، معارضة تسيطر على الاقتصاد والوظائف الحكومية وغير الحكومية؛ تسيطر على البنوك والشركات الحيوية وقطاع الاتصالات والطيران، تسيطر على التعليم والموانىء وعلى حركة المرور وتشغيل الإشارات، معارضة في يدها كل شيء، ولم يتبقَ لها إلا أن تجلس على كرسي الحكم.
فهذا ما تريده المعارضة الظالمة تريد الكرسي، لا كرسي الحكومة فحسب؛ بل كرسي رأس الدولة، إنها تسعى لتنفذ عملية انقلابية تتطيح برأس الدولة، وها هي تضرب الأمثال بالربيع العربي الذي أطاح بحاكم ليبيا وتونس ومصر، فهي ترفض الحكم الخليفي رفضاً ليس فيه ردة ولا أم ولا جدة، يقول رأس المعارضة الظالمة «ثورة شعب البحرين لن تتوقف والنظام مدان ومشخّص بأنه ديكتاتوري».
نعم هو لا يريد كرسي الحكومة، فإن أراده فهو لوقت منظور، وها هو يعد ويستعد ويقول ويتحدى «كل ما نستطيع أن نزيد من الضغوطات مطلوب أن نفكر فيه، وبعض الأساليب تدرس بحسب الواقع»، أي أن الضغوطات اليوم تمارس للتسليم أولاً بكرسي الحكومة، وبعدها ستزيد الضغوطات وتدرس الأساليب بحسب الواقع، فيا دولة نقول إن هذه المعارضة الظالمة لن ترضى مهما قدمت إليها من حلول واسترضاءات، لن ترضى إلا بكرسي تتأهل من خلاله لحكم الدولة، فلكِ يا دولة أن تتصوري هذا الشمطوط ينازعك في الحكم، هذا الشمطوط وشماطيطه يجلسون على كراسي الحكم، فكيف يمكن أن يقبل هذا ويتقبل هذا أو يصبر على هذا، وكيف يمكن العيش مع هذا والتعايش مع مثل هذا.
المعارضة الظالمة اليوم تتنصل من إرهابها تقول «ما دخل شعب البحرين إذا قام أحد بالعنف؟ فالعنف تدينه القوى السياسية»، هذه المعارضة الماكرة اليوم تغير التكتيك في الخطاب، وذلك كما ذكرت من قبل أن التصعيد يرتفع وينزل، وتدرس بعض الأساليب حسب الواقع، هذه المعارضة الظالمة الحاقدة اليوم تراوغ، المعارضة التي وقفت بالأمس عند مقر الأمم المتحدة ببيروت ترفع لافتة كتب عليها «نطالب بتدخل الأمم المتحدة لحماية شعب البحرين من القمع في 14 أغسطس»، هذه المعارضة المارقة الكاذبة تبرئ نفسها من الإرهاب وهي تقود حملة إعلامية من أجل احتلال البحرين.
ما الواجب عمله يا دولة، هذه المعارضة الظالمة لا يفيد معها حلول سياسية؛ فالحلول السياسية التي ستقدم لها اليوم لن تزيدها إلا قوة، فقد قدمتم لها الكثير، وقد صفرتم السجون وعفوتم عشرات بل مئات المرات، وأكرمتم ووجبتم وزرتم المريض وقدمتم التعازي في مآتمهم، وعينتموهم قضاة ومستشارين وأعضاء شورى وفي مجلس النواب، كما عينتم منهم الوزير والوكيل والسفير وأنفقتم على دراستهم العليا هم وأبناؤهم، فماذا جنيتم؟ جنيتم استقالات جماعية في أصعب الظروف، أولئك الذين أخذتموهم ساعداً أيمن حتى تمكنوا من التخطيط للانقلاب، كما فتحتم لهم المؤسسات حتى الأمنية والعسكرية فماذا كان المقابل؟ المقابل أنه تم تسريب المعلومات والمشاركة في تنفيذ المخططات، فماذا إذاً تبقى وهل هناك شيء بقي وتبقى؟.
كنا نعيش بأمن وسلام، ولسنا أهل انتقام ولا دعاة تحريض، ولكن ما حصل اليوم أيقظنا وعرفنا أن من سنة الله ورسوله، ومن حكم الله في كتابه «والجروح قصاص»، وأننا اليوم يا دولة جراحنا غائرة وآلمنا زائدة وقلوبنا قد سكنها الهم، وعيوننا آلمتها المشاهد الدامية على هذه الأرض الطيبة، هذا الأرض الذي يعبث فيها الزنادقة، فمن يداوي جراحنا ومن يأخذ بحقنا؟ فالمعارضة الصفوية تأخذ حقوقها كاملة مادية ومعنوية، كما تنتقم انتقاماً جباراً من شعب البحرين المسالم الذي فوض أمره لله ثم لولي أمره الذي ننتظر منه القصاص ممن يسعى لقتل شعب البحرين، وممن يسعى إلى دخول قوات أجنبية لاحتلال البحرين، فهلا أوقفتم هؤلاء الشرذمة الصفوية وطهرتم أرض الفاتح منهم.