هل خذلت الدولة الشيعة الذين تمردوا على الوفاق في 14 أغسطس وفي 23 أغسطس؟ هل فشلت في استثمار الفرصة وانتهاز اللحظة التاريخية؟
نعم إنها تعاود خذلانهم من جديد بإعطاء من استعبدهم لسنوات فرصة استعبادهم من جديد، وذلك بالاعتراف الرسمي بجماعة لا تعترف بالقانون ولا بالدولة وبالآخرين.
بفرض «الحوار» مع من أعلنوا تمردهم على البحرين، الدولة تتخلى عمن خرجوا من بيت طاعة الوفاق، فجاءت الدولة بدعوتها للحوار مع هذه الجماعة الإرهابية لتحكم بعودة الشيعة لبيت الطاعة الإرهابي من جديد ملوماً مدحوراً!
تمرد الشيعة على الوفاق يوم 14 أغسطس، لم يكن سهلاً عليهم ويعد مجازفة كبيرة لأهالي القرى خاصة وأنهم اكتووا بنار إرهابهم وهم داخل الحصار دون وجود حماية من الدولة لهم، فهرب من هرب من البلاد مسافراً بدعوى العمرة، وتواجد أهالي القرى في مواقع عملهم قبل موعد الدوام منذ ساعات الفجر، وبعضهم بات في مكاتبه وقضى الليلة فيها، وبعضهم بات عند أقاربه أو أصدقائه حتى لا «تضبطه» مليشيات الوفاق وهو ذاهب لعمله، هؤلاء جازفوا بسلامتهم وبسلامة عائلتهم وأعلنوا تمردهم على الوفاق علناً.
14 أغسطس كان دعوة من نكرات دعمتهم الوفاق وساندتهم لكنها نأت بنفسها عن تبني الدعوة مباشرة، أملاً في أن تمسك العصا من النصف، فإن نجحت الدعوة أخذت «الكريدت» معها، وإن فشلت الدعوة قالت هؤلاء ليسوا «شارعي» أنا... منتهى الانتهازية الرخيصة وهذا ديدنهم.
فكان يوم 23 أغسطس هو التحدي الثاني الذي يريد أن يثبت أن جمعية الوفاق مازالت تملك الشارع الشيعي وتتحكم فيه، حيث وظفت الوفاق كل طاقتها التحشيدية لهذا الغرض، واختارت أن تبدأ من نصف شارع البديع لأنها تعرف مسبقاً هزالة المشاركة وتعرف حجم فضيحتها، فما كان من الشيعة إلا أن أداروا ظهورهم لها مرة أخرى، وبعد أن «استذبحت» الوفاق حشدت 3500 شخص على أحسن تقدير «طبعاً الوفاق تقول عشرات الآلاف»!!
وها هي تختار من جديد لمسيرة الغد شارعاً أصغر من دوار جدحفص لإشارة السهلة لتضغط فيه «شارعها» الباقي لها حتى تستخدم الصورة الكاذبة وتدعي أن مؤيديها «بعشرات» الآلاف.
الشاهد أن حصيلة هذين الاختبارين بينت الحجم الحقيقي لهذه الجمعية اليوم، بعد أن كبدت شارعها الخسائر والهزائم نتيجة تخبطها ونتيجة اعتمادها على الدعم الأمريكي فحسب.
خذلانها اليوم يعود لشيعة القرى بالفضل، هؤلاء الذين جازفوا بأمنهم وسلامتهم وأعلنوا التخلي عن دعوات الوفاق وهم يعلمون عقوبة هذا القرار وعواقبه.
فهل أحسنت الدولة استثمار هذا النجاح الكبير؟ أبداً.
إنها ترددت في إنفاذ التوصيات وترددت في إنفاذ القانون، بل ودعت للتحاور مع ماكينة التحريض الإرهابي وخذلت بذلك كل من وقف مع القانون، لتكون الرسالة التي وصلت هي أن الدولة على استعداد لمكافأة مكائن الإرهاب!
وخذلت كل شعب البحرين الذي جرم فعل التحريض وفعل التدليس وفعل الترهيب الذي تمارسه هذه الجماعة بجمعيتها ورجال دينها وصحافتها.
الحوار من حيث المبدأ آلية راقية لحل أي خلاف سياسي بين الفرقاء، والديمقراطية آلية راقية لإدارة الخلاف بين الفرقاء ولتمثيل الإرادة الشعبية في إدارة موارد الدولة، إنما لا الذي نساق إليه حوار، ولا الذي يطالبون به ديمقراطية! هذه مجرد عناوين تسويقية لبضاعة مغشوشة تم تغليفها في المصانع البريطانية الأمريكية لا أكثر ولا أقل.
البضاعة التي بداخل هذا التغليف السلوفاني الأمريكي البريطاني، عبارة عن عصابة إرهابية مارست العنف الذي أزهق الأرواح وشل البلاد، وجماعة تعاونت مع جهات أجنبية، مما يعد خيانة عظمى للمجتمع البحريني، وهي ممارسات مجرمة في كل دساتير العالم وفي قوانين العالم، فهل نحن نتعامل مع جماعة خلافنا معها على رؤى سياسية حتى نجتمع ونتحاور معهم؟ أم أن الشعب البحريني يجبر على الجلوس ومكافأة الإرهاب؟
ممارسات هذه الجماعة تساق بسببها خلف القضبان في بريطانيا وفي أمريكا ولا يمكن القبول بالجلوس معها والتحاور معها وإلا نكون قد كافأنا الإرهاب، وهذا مبدأ مرفوض أعلنته تاتشر وأعلنه بلير وأعلنه كاميرون ولم يتنازلوا عنه، هذا المبدأ أعلنه بوش الأب وبوش الابن وأوباما من بعده، فلم يطلب من شعب البحرين فقط أن يكافئ الإرهاب؟ فهل للشعوب البريطانية والأمريكية كرامة وعز أكثر من الشعب البحريني؟
هذه الجماعة التي انحسر عنها حتى مؤيدوها ولا تستمد قوتها إلا من ضغط أمريكي يستجاب له مع الأسف، تتبجح بمحو الشعب البحريني الذي صوت على ميثاق العمل الوطني الذي تصرح أنها لا تعترف به. فتقول في بيانها بالأمس «إن البحرين منذ 1975 بلا دستور وبلا عقد اجتماعي والشرعية معلقة»!! فـ98.4 لا تراه الوفاق، وحنثت بذلك حلفها الغموس الذي حلفت به على صيانة الدستور حين جلست على مقعد السلطة التشريعية مرتين، ونقضت بهذا البيان عهدها حين صوتت هي بنفسها على ميثاق العمل الوطني، وهذا أيضاً ديدنها، فما هي الأرضية المشتركة التي سيقف عليها المتحاورون مع جماعة إرهابية لا تعترف بوجود أحد سواها؟
كيف نزج بخيرة أبناء هذا الوطن علماً وفقهاً ومكانة للجلوس مع أفراد هذه الجماعة ليتحملوا بذاءاتهم ويتحملوا تمنطقهم وتنطعهم الذي يستظل بالمظلة الأمريكية فحسب والتي لولاها لما جلس معهم أحد؟
شعب البحرين يشعر بالخذلان، بعد أن فوض أجهزة الدولة الرسمية لتطبيق وإنفاذ القانون على ماكينة تفريخ ومنابع الإرهاب وعلى رأسها هذه الجمعية ورجال الدين والإعلام الإرهابي، وحتى هذه اللحظة، لم تلتزم الأجهزة بهذه التوصيات.
للعلم فإنه لم يتم تفويض الأجهزة الرسمية لإنفاذ القانون على من يضبط متلبساً في الشارع بجريمة الإرهاب، فهذا أمر مسلم به ومفروغ منه، إنما جاءت التعديلات القانونية لتجرم التحريض والتمويل والتدليس على الإرهاب، ثانياً فوضت الأجهزة الرسمية بالقبض على من يقوم بهذه الجرائم ومعاقبتهم وفق القانون.. لينتهي بنا الأمر إلى الدعوة للحوار معهم!!
{{ article.visit_count }}
نعم إنها تعاود خذلانهم من جديد بإعطاء من استعبدهم لسنوات فرصة استعبادهم من جديد، وذلك بالاعتراف الرسمي بجماعة لا تعترف بالقانون ولا بالدولة وبالآخرين.
بفرض «الحوار» مع من أعلنوا تمردهم على البحرين، الدولة تتخلى عمن خرجوا من بيت طاعة الوفاق، فجاءت الدولة بدعوتها للحوار مع هذه الجماعة الإرهابية لتحكم بعودة الشيعة لبيت الطاعة الإرهابي من جديد ملوماً مدحوراً!
تمرد الشيعة على الوفاق يوم 14 أغسطس، لم يكن سهلاً عليهم ويعد مجازفة كبيرة لأهالي القرى خاصة وأنهم اكتووا بنار إرهابهم وهم داخل الحصار دون وجود حماية من الدولة لهم، فهرب من هرب من البلاد مسافراً بدعوى العمرة، وتواجد أهالي القرى في مواقع عملهم قبل موعد الدوام منذ ساعات الفجر، وبعضهم بات في مكاتبه وقضى الليلة فيها، وبعضهم بات عند أقاربه أو أصدقائه حتى لا «تضبطه» مليشيات الوفاق وهو ذاهب لعمله، هؤلاء جازفوا بسلامتهم وبسلامة عائلتهم وأعلنوا تمردهم على الوفاق علناً.
14 أغسطس كان دعوة من نكرات دعمتهم الوفاق وساندتهم لكنها نأت بنفسها عن تبني الدعوة مباشرة، أملاً في أن تمسك العصا من النصف، فإن نجحت الدعوة أخذت «الكريدت» معها، وإن فشلت الدعوة قالت هؤلاء ليسوا «شارعي» أنا... منتهى الانتهازية الرخيصة وهذا ديدنهم.
فكان يوم 23 أغسطس هو التحدي الثاني الذي يريد أن يثبت أن جمعية الوفاق مازالت تملك الشارع الشيعي وتتحكم فيه، حيث وظفت الوفاق كل طاقتها التحشيدية لهذا الغرض، واختارت أن تبدأ من نصف شارع البديع لأنها تعرف مسبقاً هزالة المشاركة وتعرف حجم فضيحتها، فما كان من الشيعة إلا أن أداروا ظهورهم لها مرة أخرى، وبعد أن «استذبحت» الوفاق حشدت 3500 شخص على أحسن تقدير «طبعاً الوفاق تقول عشرات الآلاف»!!
وها هي تختار من جديد لمسيرة الغد شارعاً أصغر من دوار جدحفص لإشارة السهلة لتضغط فيه «شارعها» الباقي لها حتى تستخدم الصورة الكاذبة وتدعي أن مؤيديها «بعشرات» الآلاف.
الشاهد أن حصيلة هذين الاختبارين بينت الحجم الحقيقي لهذه الجمعية اليوم، بعد أن كبدت شارعها الخسائر والهزائم نتيجة تخبطها ونتيجة اعتمادها على الدعم الأمريكي فحسب.
خذلانها اليوم يعود لشيعة القرى بالفضل، هؤلاء الذين جازفوا بأمنهم وسلامتهم وأعلنوا التخلي عن دعوات الوفاق وهم يعلمون عقوبة هذا القرار وعواقبه.
فهل أحسنت الدولة استثمار هذا النجاح الكبير؟ أبداً.
إنها ترددت في إنفاذ التوصيات وترددت في إنفاذ القانون، بل ودعت للتحاور مع ماكينة التحريض الإرهابي وخذلت بذلك كل من وقف مع القانون، لتكون الرسالة التي وصلت هي أن الدولة على استعداد لمكافأة مكائن الإرهاب!
وخذلت كل شعب البحرين الذي جرم فعل التحريض وفعل التدليس وفعل الترهيب الذي تمارسه هذه الجماعة بجمعيتها ورجال دينها وصحافتها.
الحوار من حيث المبدأ آلية راقية لحل أي خلاف سياسي بين الفرقاء، والديمقراطية آلية راقية لإدارة الخلاف بين الفرقاء ولتمثيل الإرادة الشعبية في إدارة موارد الدولة، إنما لا الذي نساق إليه حوار، ولا الذي يطالبون به ديمقراطية! هذه مجرد عناوين تسويقية لبضاعة مغشوشة تم تغليفها في المصانع البريطانية الأمريكية لا أكثر ولا أقل.
البضاعة التي بداخل هذا التغليف السلوفاني الأمريكي البريطاني، عبارة عن عصابة إرهابية مارست العنف الذي أزهق الأرواح وشل البلاد، وجماعة تعاونت مع جهات أجنبية، مما يعد خيانة عظمى للمجتمع البحريني، وهي ممارسات مجرمة في كل دساتير العالم وفي قوانين العالم، فهل نحن نتعامل مع جماعة خلافنا معها على رؤى سياسية حتى نجتمع ونتحاور معهم؟ أم أن الشعب البحريني يجبر على الجلوس ومكافأة الإرهاب؟
ممارسات هذه الجماعة تساق بسببها خلف القضبان في بريطانيا وفي أمريكا ولا يمكن القبول بالجلوس معها والتحاور معها وإلا نكون قد كافأنا الإرهاب، وهذا مبدأ مرفوض أعلنته تاتشر وأعلنه بلير وأعلنه كاميرون ولم يتنازلوا عنه، هذا المبدأ أعلنه بوش الأب وبوش الابن وأوباما من بعده، فلم يطلب من شعب البحرين فقط أن يكافئ الإرهاب؟ فهل للشعوب البريطانية والأمريكية كرامة وعز أكثر من الشعب البحريني؟
هذه الجماعة التي انحسر عنها حتى مؤيدوها ولا تستمد قوتها إلا من ضغط أمريكي يستجاب له مع الأسف، تتبجح بمحو الشعب البحريني الذي صوت على ميثاق العمل الوطني الذي تصرح أنها لا تعترف به. فتقول في بيانها بالأمس «إن البحرين منذ 1975 بلا دستور وبلا عقد اجتماعي والشرعية معلقة»!! فـ98.4 لا تراه الوفاق، وحنثت بذلك حلفها الغموس الذي حلفت به على صيانة الدستور حين جلست على مقعد السلطة التشريعية مرتين، ونقضت بهذا البيان عهدها حين صوتت هي بنفسها على ميثاق العمل الوطني، وهذا أيضاً ديدنها، فما هي الأرضية المشتركة التي سيقف عليها المتحاورون مع جماعة إرهابية لا تعترف بوجود أحد سواها؟
كيف نزج بخيرة أبناء هذا الوطن علماً وفقهاً ومكانة للجلوس مع أفراد هذه الجماعة ليتحملوا بذاءاتهم ويتحملوا تمنطقهم وتنطعهم الذي يستظل بالمظلة الأمريكية فحسب والتي لولاها لما جلس معهم أحد؟
شعب البحرين يشعر بالخذلان، بعد أن فوض أجهزة الدولة الرسمية لتطبيق وإنفاذ القانون على ماكينة تفريخ ومنابع الإرهاب وعلى رأسها هذه الجمعية ورجال الدين والإعلام الإرهابي، وحتى هذه اللحظة، لم تلتزم الأجهزة بهذه التوصيات.
للعلم فإنه لم يتم تفويض الأجهزة الرسمية لإنفاذ القانون على من يضبط متلبساً في الشارع بجريمة الإرهاب، فهذا أمر مسلم به ومفروغ منه، إنما جاءت التعديلات القانونية لتجرم التحريض والتمويل والتدليس على الإرهاب، ثانياً فوضت الأجهزة الرسمية بالقبض على من يقوم بهذه الجرائم ومعاقبتهم وفق القانون.. لينتهي بنا الأمر إلى الدعوة للحوار معهم!!