مازالت وزارة الصحة، ومنذ أكثر من عام، وهي تماطل بسبب وبدون سبب في توظيف الأطباء الجدد. إن المشكلة الأولى بهذا الخصوص تمثلت في تأخير امتحانات الترخيص لمزاولة الطب، وبعد معاناة شديدة وبعد تأخير غير مبرر وبعد الضغط من الصحافة والأهالي والطلبة، قامت الصحة بإجراء تلك الامتحانات، وبعد الانتهاء من هذه الأزمة وخروج نتائج طلبة الطب، دخل الأطباء الجدد في دوامة أكبر، وهو تأخير الإعلان عن الشواغر، وبعد الإعلان عن الشواغر جاءت امتحانات القبول أخيراً.
الآن ينتظر الأطباء ومنذ نحو ثلاثة أشهر كاملة إعلان وزارة الصحة عن نتائج امتحانات القبول، وليست هذه طبعاً كل المشكلة، فمن الإعلان عن نتائج قبولهم إلى حين قيامهم بكافة الإجراءات المتعلقة بتسكينهم في وظائفهم، سيحتاجون ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر أخرى، وبهذا نستطيع القول إن الأطباء ظلوا عالقين وعاطلين عن العمل لمدة عام ونصف العام تقريباً.
إن أفضل مسمى يمكن أن نسمي بها وزارة الصحة اليوم هي وزارة التأخير، لأن الوزارة التي لا تستطيع توظيف طلبتنا في غضون عام أو عامين، فإنها لا تستطيع المحافظة على خيرة طاقات الوطن من الضياع، ومن المعروف أيضاً أن كل عام يأتي يكون أكثر سوءاً في مجال التوظيف من طرف الصحة، حتى أصبح التأخير ديدنها والتطفيش شعارها!
إذا أرادت الصحة أن تقوم متعمدة وحتى من دون سبب كذلك في تأخير توظيف الأطباء الجدد، فلتكن جريئة وصريحة وتعلن ذلك أمام الجميع، أما أن تتعمد في «بهدلتهم» من دون أن يعرفوا الجرم الذي ارتكبوه فهذا هو «العيب»، فالأطباء الجدد اليوم، حين يحاولون الاتصال بالجهات المسؤولة عن هذه المهزلة في وزارة الصحة (وهذا حق أصيل لهم قانونياً وأخلاقياً)، فإنهم لا يجدون من يستمع لهم، وكلما أرادوا مراجعة مسؤول قذفهم على مسؤول غيره، وكلما أرادوا معرفة مصيرهم في مكتب من المكاتب المسؤولة عن توظيفهم أرشدوهم إلى جهات أخرى ليس لها علاقة بالموضوع، أما المسؤول الحقيقي عن هذا «العيب» فإنه يتوارى عن الأنظار، واضعاً سكرتيراته في وجه المدفع، حتى من دون أن يعرفوا ماذا يقولوا مع من يقوم بمراجعتهن.
أما جمعية الأطباء فإنها غير مبالية بمصير هؤلاء الأطباء، لأنها وباختصار شديد لم تتابع ملفهم في التوظيف ولا في أي شأن آخر، وإذا طالهم عتابنا «زعلوا» وقاموا بالدفاع عن أنفسهم!
نتمنى هذه المرة ألا يتمخض حديثنا فأراً كما هي عادة الصحة، أما سعادة الوزير فإننا نقول له وبكل شفافية؛ أين أنت عن أبنائك الأطباء؟ وهل تقبل لهم بكل هذا الامتهان غير المقبول أخلاقياً؟ أم أنك لا تعلم ما يجري في وزارتك؟ فإن كان كذلك فإن تلك مصيبة والله.
.. للحديث بقية
الآن ينتظر الأطباء ومنذ نحو ثلاثة أشهر كاملة إعلان وزارة الصحة عن نتائج امتحانات القبول، وليست هذه طبعاً كل المشكلة، فمن الإعلان عن نتائج قبولهم إلى حين قيامهم بكافة الإجراءات المتعلقة بتسكينهم في وظائفهم، سيحتاجون ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر أخرى، وبهذا نستطيع القول إن الأطباء ظلوا عالقين وعاطلين عن العمل لمدة عام ونصف العام تقريباً.
إن أفضل مسمى يمكن أن نسمي بها وزارة الصحة اليوم هي وزارة التأخير، لأن الوزارة التي لا تستطيع توظيف طلبتنا في غضون عام أو عامين، فإنها لا تستطيع المحافظة على خيرة طاقات الوطن من الضياع، ومن المعروف أيضاً أن كل عام يأتي يكون أكثر سوءاً في مجال التوظيف من طرف الصحة، حتى أصبح التأخير ديدنها والتطفيش شعارها!
إذا أرادت الصحة أن تقوم متعمدة وحتى من دون سبب كذلك في تأخير توظيف الأطباء الجدد، فلتكن جريئة وصريحة وتعلن ذلك أمام الجميع، أما أن تتعمد في «بهدلتهم» من دون أن يعرفوا الجرم الذي ارتكبوه فهذا هو «العيب»، فالأطباء الجدد اليوم، حين يحاولون الاتصال بالجهات المسؤولة عن هذه المهزلة في وزارة الصحة (وهذا حق أصيل لهم قانونياً وأخلاقياً)، فإنهم لا يجدون من يستمع لهم، وكلما أرادوا مراجعة مسؤول قذفهم على مسؤول غيره، وكلما أرادوا معرفة مصيرهم في مكتب من المكاتب المسؤولة عن توظيفهم أرشدوهم إلى جهات أخرى ليس لها علاقة بالموضوع، أما المسؤول الحقيقي عن هذا «العيب» فإنه يتوارى عن الأنظار، واضعاً سكرتيراته في وجه المدفع، حتى من دون أن يعرفوا ماذا يقولوا مع من يقوم بمراجعتهن.
أما جمعية الأطباء فإنها غير مبالية بمصير هؤلاء الأطباء، لأنها وباختصار شديد لم تتابع ملفهم في التوظيف ولا في أي شأن آخر، وإذا طالهم عتابنا «زعلوا» وقاموا بالدفاع عن أنفسهم!
نتمنى هذه المرة ألا يتمخض حديثنا فأراً كما هي عادة الصحة، أما سعادة الوزير فإننا نقول له وبكل شفافية؛ أين أنت عن أبنائك الأطباء؟ وهل تقبل لهم بكل هذا الامتهان غير المقبول أخلاقياً؟ أم أنك لا تعلم ما يجري في وزارتك؟ فإن كان كذلك فإن تلك مصيبة والله.
.. للحديث بقية