أين محاسبة المحرضين؟ أين مقاضاة رؤوس الفتنة الذين وعدت الدولة بمحاسبتهم ومحاكمتهم على الجرائم الإرهابية؟ أم أن الإرهابيين أشباح تبخرت أرواحهم وطاروا إلى جزر الواق واق، وذلك بعد أن سمعوا عن صدور قوانين المجلس الوطني!
لم نسمع مع الأسف حتى اليوم أنه تم استدعاء حتى فراش من الوفاق ولو استدعاء شكلياً لذر الرماد في عيون المواطنين الذين عجزوا وهم يحملقون و»يبحلقون» عيونهم لعله يأتيهم خبر ليلاً أو نهاراً يعيد في نفوسهم الأمل بأنهم يعيشون في دولة تنفذ ما تقول وتحاسب من يتطاول، بل أصبحنا نسمع كل يوم عن تزايد الإرهاب وعن احتراق سيارة من سيارات الأمن التي تقذف عليها زجاجات «المولوتوف» من كل حدب وصوب، ليس من جن ولا أشباح بل من بشر يخرجون بكل حرية وسط الشوارع ثم يعودون إلى بيوتهم سالمين، وكأنهم رموا الورود لا قنابل سقط على إثرها قتيل وجريح، ثم سمعنا هذه الأيام عن مؤتمر للوفاق اسمه «التغيير إلى الديمقراطية»، وتعلم الدولة أنه مؤتمر من مؤتمرات التغيير من «الحكم الخليفي إلى حكم ولاية الفقيه» الذي قدمت فيه أوراق معدودة ومدروسة فيها فندت المطالب حتى وصلت هذه المطالب إلى الدعم الخليجي الذي يسعون إلى لهفه ونهبه، كما قرأنا في ورقة المدعو خليل مرزوق الذي فصل وخطط حتى وصل به التمادي إلى التهكم على مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة الإعلامية، فقال ممتدحاً جهود الجمعية الانقلابية الإعلامية «الحضور الإعلامي الذي يتفوق بكثير على الإعلام التضليلي مدفوع الأجر» كما امتدح مجهودهم الدولي فقال «الحضور الدولي للمعارضة والناشطين الذي يخترق العلاقات القوية للسلطة»، هذا الذي مازال لسانه يطول ويطول، هذا الإيراني الأصل الذي قال إن «لا وجود لدولة في البحرين منذ 200 سنة»، هذا ومثله علي سلمان الذي مازال يتطاول ويتداول، هؤلاء الذين ليس لهم ثقل يذكر في البلد ولا لديهم سلطة ولا «عزوة»، هؤلاء الذين صنعتهم الدولة وجعلت منهم رؤوساً، هؤلاء الذين يجب أن يكونوا خلف البحار والمحيطات، فإذا بالدولة تكافئهم على إرهابهم بالجلوس معهم على طاولة الحوار، هؤلاء الذين كنا ننتظر أخبار محاسبتهم، فإذا بهم يدعون إلى طاولة الحوار، يدعون إلى الحوار والدولة تعلم أن يدهم ملطخة بدماء رجال أمنها الذين وقفوا سداً منيعاً في وجه إرهاب المليشيات الصفوية، حيث أكسبتهم هذه الدعوة صفة رسمية بأنهم معارضة وطنية، لا علاقة لهم بالجرائم الإرهابية، إذ إنه لو كانت لهم علاقة بالإرهاب لما جلست معهم الدولة على طاولة تحاورهم، فلذلك نراهم دائماً في حالة انتعاش فلقد حكموا الشارع وحكموا طاولة الحوار، وهناك دولة تستجدي موافقتهم ومهادنتهم.
إن الدولة القوية تتهاوى إذا مكنت المجرمين من مؤسساتها وأشركتهم في إدارة شؤون البلاد، وها هي إيران تحمي سيادتها وتقوي شوكتها ولا تبالي بعمامة ولا لفافة ولا ضمادة، فقد رمت في السجون أصحاب العمائم ومن لهم صولات وجولات في تاريخ الثورة الخمينية، ومن كان لهم صيت ورصيد شعبي وخرج لأجلهم ملايين الإيرانيين، فها هم مير حسن موسوي ومهدي كروبي وزهراء رهنورد ومعهم الكثيرون من الرجال والنساء تحت الإقامة الجبرية، والذين اعتقلوا بأمر مباشر من خامنئي، فقط لأنهم احتجوا على نتائج الانتخابات الرئاسية في عام 2009، بينما في البحرين شخصيات من أصول غير بحرينية ولا عربية ويوالون لإيران علناً ويعترفون بأنهم خدام إيران، والأدلة تثبت تورطهم بالتخابر والتعامل مع إيران وأمريكا للإطاحة بالحكم الخليفي، ولكن لا حكم ينزل فيهم ولا قرار ولا حتى كتاب إنذار تأديبي، ولا ندري لماذا التأخير والتمهل وعدم جدية التنفيذ، فهل هناك صفقات أو تهديدات، أو أن هناك مشاورات، أو هناك من يعترض على إنفاذ القانون، ويحاول ترضيتهم، بهدنة أو مقايضة؟ والله إن كانت هذه أسباب التعطيل في إنفاذ قوانين المجلس الوطني فإنها لن تزيد البحرين إلا دماراً وخراباً.
فيا دولة.. الشعب البحريني ضاق نفسه وصدره، فلهيب نيرانهم وقهر إرهابهم، وتجبر مليشياتهم التي باتت تحكم الشارع فتقفله متى تشاء وتتركه متى شاءت، أمر لا يمكن الصبر عليه ولا تجاهله، فالمواطن هو الذي يعيش إرهاب الوفاق ويصارع لهيب نيرانها الصفوية الملعونة التي بدأت تحاصره في مناطقه وشوارعه ومدارسه وأعماله وأعياده، والدولة مازالت صامتة لا يتحرك فيها قانون ولا ينفذ فيها قرار.
ونقول للدولة إن كانت تظن في هذه المليشيات الصفوية خيراً، فإنها قد تحتاج إلى لدغة أكبر كي لا تفيق إلا والحرس الثوري يحاصر سواحل البحرين، نعم إن ابن العلقمي يخطط ويخوّف ويهوّل لأجل تمكين هذه المليشيات وفتح المجال لهم في المؤسسة العسكرية، بعد أن فتحت لهم المؤسسة الأمنية، وها هي الوفاق بالأمس تدّعي بأن نسبة الشيعة في المناصب القيادية لا تتعدى 15%، مما يعكس رغبة في المقايضة بزيادة المناصب القيادية في الدولة، حيث إنهم لم يكتفوا بالمؤسسات الحكومية والشركات الوطنية تقع تحت قبضة مليشياتهم، بل يريدون أن تكون الطواقم القيادية لهم بالكامل، نعم هؤلاء الوزراء والمديرون والقضاة والمهندسون والأطباء والمعلمون الذين شاركوا في المؤامرة الانقلابية، يسعون إلى زيادة أعدادهم، نعم.. هؤلاء يريدون أن تضع الدولة رقبتها بين يدهم كي تلف عليها بالكامل، ولكن لا ملامة عليهم فلقد شعروا بـ»الرهاوة»، والدولة تتمنى رضاهم، وإلا كيف تفسر دعوة رؤوس الفتنة والمحرضين للجلوس على طاولة الحوار، في الوقت الذي كان ينتظر الجميع رؤيتهم يمثلون أمام القضاء البحريني بتهمة الإرهاب الدموي الذي ذهب ضحيته الكثير من المواطنين والأجانب ورجال الأمن بين قتيل وجريح ومقهور ينتظر إرساء شرع الله في خدام إيران. واختصاراً لما ورد نختم بهذه الأبيات:
يـا أمةً طالمـا ذلـت لقاتلهـا
حتى متى تخفضين الرأسَ للذنب
ألا ترين دماء الطهر قد سفكت
في كل ناحيةٍ صوْتٌ لمنتحـبِ
حتى متى تقبلين الضيمَ خاشعـةً
لكل باغٍ ومـأفونٍ ومغتصـبِ
{{ article.visit_count }}
لم نسمع مع الأسف حتى اليوم أنه تم استدعاء حتى فراش من الوفاق ولو استدعاء شكلياً لذر الرماد في عيون المواطنين الذين عجزوا وهم يحملقون و»يبحلقون» عيونهم لعله يأتيهم خبر ليلاً أو نهاراً يعيد في نفوسهم الأمل بأنهم يعيشون في دولة تنفذ ما تقول وتحاسب من يتطاول، بل أصبحنا نسمع كل يوم عن تزايد الإرهاب وعن احتراق سيارة من سيارات الأمن التي تقذف عليها زجاجات «المولوتوف» من كل حدب وصوب، ليس من جن ولا أشباح بل من بشر يخرجون بكل حرية وسط الشوارع ثم يعودون إلى بيوتهم سالمين، وكأنهم رموا الورود لا قنابل سقط على إثرها قتيل وجريح، ثم سمعنا هذه الأيام عن مؤتمر للوفاق اسمه «التغيير إلى الديمقراطية»، وتعلم الدولة أنه مؤتمر من مؤتمرات التغيير من «الحكم الخليفي إلى حكم ولاية الفقيه» الذي قدمت فيه أوراق معدودة ومدروسة فيها فندت المطالب حتى وصلت هذه المطالب إلى الدعم الخليجي الذي يسعون إلى لهفه ونهبه، كما قرأنا في ورقة المدعو خليل مرزوق الذي فصل وخطط حتى وصل به التمادي إلى التهكم على مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة الإعلامية، فقال ممتدحاً جهود الجمعية الانقلابية الإعلامية «الحضور الإعلامي الذي يتفوق بكثير على الإعلام التضليلي مدفوع الأجر» كما امتدح مجهودهم الدولي فقال «الحضور الدولي للمعارضة والناشطين الذي يخترق العلاقات القوية للسلطة»، هذا الذي مازال لسانه يطول ويطول، هذا الإيراني الأصل الذي قال إن «لا وجود لدولة في البحرين منذ 200 سنة»، هذا ومثله علي سلمان الذي مازال يتطاول ويتداول، هؤلاء الذين ليس لهم ثقل يذكر في البلد ولا لديهم سلطة ولا «عزوة»، هؤلاء الذين صنعتهم الدولة وجعلت منهم رؤوساً، هؤلاء الذين يجب أن يكونوا خلف البحار والمحيطات، فإذا بالدولة تكافئهم على إرهابهم بالجلوس معهم على طاولة الحوار، هؤلاء الذين كنا ننتظر أخبار محاسبتهم، فإذا بهم يدعون إلى طاولة الحوار، يدعون إلى الحوار والدولة تعلم أن يدهم ملطخة بدماء رجال أمنها الذين وقفوا سداً منيعاً في وجه إرهاب المليشيات الصفوية، حيث أكسبتهم هذه الدعوة صفة رسمية بأنهم معارضة وطنية، لا علاقة لهم بالجرائم الإرهابية، إذ إنه لو كانت لهم علاقة بالإرهاب لما جلست معهم الدولة على طاولة تحاورهم، فلذلك نراهم دائماً في حالة انتعاش فلقد حكموا الشارع وحكموا طاولة الحوار، وهناك دولة تستجدي موافقتهم ومهادنتهم.
إن الدولة القوية تتهاوى إذا مكنت المجرمين من مؤسساتها وأشركتهم في إدارة شؤون البلاد، وها هي إيران تحمي سيادتها وتقوي شوكتها ولا تبالي بعمامة ولا لفافة ولا ضمادة، فقد رمت في السجون أصحاب العمائم ومن لهم صولات وجولات في تاريخ الثورة الخمينية، ومن كان لهم صيت ورصيد شعبي وخرج لأجلهم ملايين الإيرانيين، فها هم مير حسن موسوي ومهدي كروبي وزهراء رهنورد ومعهم الكثيرون من الرجال والنساء تحت الإقامة الجبرية، والذين اعتقلوا بأمر مباشر من خامنئي، فقط لأنهم احتجوا على نتائج الانتخابات الرئاسية في عام 2009، بينما في البحرين شخصيات من أصول غير بحرينية ولا عربية ويوالون لإيران علناً ويعترفون بأنهم خدام إيران، والأدلة تثبت تورطهم بالتخابر والتعامل مع إيران وأمريكا للإطاحة بالحكم الخليفي، ولكن لا حكم ينزل فيهم ولا قرار ولا حتى كتاب إنذار تأديبي، ولا ندري لماذا التأخير والتمهل وعدم جدية التنفيذ، فهل هناك صفقات أو تهديدات، أو أن هناك مشاورات، أو هناك من يعترض على إنفاذ القانون، ويحاول ترضيتهم، بهدنة أو مقايضة؟ والله إن كانت هذه أسباب التعطيل في إنفاذ قوانين المجلس الوطني فإنها لن تزيد البحرين إلا دماراً وخراباً.
فيا دولة.. الشعب البحريني ضاق نفسه وصدره، فلهيب نيرانهم وقهر إرهابهم، وتجبر مليشياتهم التي باتت تحكم الشارع فتقفله متى تشاء وتتركه متى شاءت، أمر لا يمكن الصبر عليه ولا تجاهله، فالمواطن هو الذي يعيش إرهاب الوفاق ويصارع لهيب نيرانها الصفوية الملعونة التي بدأت تحاصره في مناطقه وشوارعه ومدارسه وأعماله وأعياده، والدولة مازالت صامتة لا يتحرك فيها قانون ولا ينفذ فيها قرار.
ونقول للدولة إن كانت تظن في هذه المليشيات الصفوية خيراً، فإنها قد تحتاج إلى لدغة أكبر كي لا تفيق إلا والحرس الثوري يحاصر سواحل البحرين، نعم إن ابن العلقمي يخطط ويخوّف ويهوّل لأجل تمكين هذه المليشيات وفتح المجال لهم في المؤسسة العسكرية، بعد أن فتحت لهم المؤسسة الأمنية، وها هي الوفاق بالأمس تدّعي بأن نسبة الشيعة في المناصب القيادية لا تتعدى 15%، مما يعكس رغبة في المقايضة بزيادة المناصب القيادية في الدولة، حيث إنهم لم يكتفوا بالمؤسسات الحكومية والشركات الوطنية تقع تحت قبضة مليشياتهم، بل يريدون أن تكون الطواقم القيادية لهم بالكامل، نعم هؤلاء الوزراء والمديرون والقضاة والمهندسون والأطباء والمعلمون الذين شاركوا في المؤامرة الانقلابية، يسعون إلى زيادة أعدادهم، نعم.. هؤلاء يريدون أن تضع الدولة رقبتها بين يدهم كي تلف عليها بالكامل، ولكن لا ملامة عليهم فلقد شعروا بـ»الرهاوة»، والدولة تتمنى رضاهم، وإلا كيف تفسر دعوة رؤوس الفتنة والمحرضين للجلوس على طاولة الحوار، في الوقت الذي كان ينتظر الجميع رؤيتهم يمثلون أمام القضاء البحريني بتهمة الإرهاب الدموي الذي ذهب ضحيته الكثير من المواطنين والأجانب ورجال الأمن بين قتيل وجريح ومقهور ينتظر إرساء شرع الله في خدام إيران. واختصاراً لما ورد نختم بهذه الأبيات:
يـا أمةً طالمـا ذلـت لقاتلهـا
حتى متى تخفضين الرأسَ للذنب
ألا ترين دماء الطهر قد سفكت
في كل ناحيةٍ صوْتٌ لمنتحـبِ
حتى متى تقبلين الضيمَ خاشعـةً
لكل باغٍ ومـأفونٍ ومغتصـبِ