لم يكن البنتاغون في حاجة أن يدرس ملامح المدن السورية بعد اجتياز بشار الأسد الخط الأحمر للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فقد طبق ضباط انتخاب الأهداف «Targeting Officers» إجراءات معركة نصت على أسبقية دمشق ضمن تصنيف التهديدات المحتملة، فدمشق تدير علاقاتها الخارجية وحياة مواطنيها بالديكتاتورية والبعثية والعلوية، متذرعة بموقفها المناهض للإمبريالية والصهيونية مما جعلها تحتل في تقسيم التهديدات الإقليمية درجة تهديد عالية الكثافة متجاوزة المنخفض والمتوسط ومجاورة إيران وكوريا الشمالية وتنظيم قاعدة الجهاد. لقد احتفظ الأمريكيون على الدوام بمعلومات دقيقة عن أماكن الأهداف السورية وإحداثياتها وطبيعة ودرجة تحصينها ومستوى الدفاع عنها، حيث كانت تجدد المعلومات عن الأهداف الاقتصادية والعسكرية أولاً بأول حتى قبل عامين، حين وضعت التقارير والصور في الحفظ واستعيض عنها برجال الجيش الحر وما يملكونه من بحر من المعلومات التفصيلية عن جيش الأسد.
فلو حدثت المواجهة فسيخوض الأسد معركة من نوع الموجة الأولى من معارك القرن العشرين بالحشد والخنادق والدروع والصواريخ التي تدك المدن.
أما الجانب الغربي فيأتي وقد خدمته ثورة الشؤون العسكرية «Revolution in Military Affairs - RMA» التي عرفهـا الفكر العسكري بعد حرب تحرير الكويت عام 1991، حيث سيخوض الغرب حرباً من الموجة الثالثة التي تعتمد على الأسلحة الذكية، فالغرب يرى ويسمع ويراقب ويتدخل حين يريد، نتيجة ما يملكه الغرب من وسائل تجميع المعلومات وتحليلها ووسائل الاستطلاع ونظم القيادة والسيطرة والمخابرات والحاسبات وإدارة المعركة «CI4 BM» بينما جيش الأسد أعمى بالكامل ستنهار روح رجاله المعنوية فيهجرون خنادقهم ومعداتهم من صدمة المعركة وبعد انعدام تواصلهم مع قيادتهم. في حين أصبح صانع القرار العسكري الأمريكي قادراً على القول إن خسائره في ضرب الأسد ستكون أقل من الخسائر التي يتكبدها أي جيش غربي في المشروعات التدريبية.
وفجأة قفزت ديمقراطية الغرب لتمزق سيناريو النصر السابق ولتحمي الديكتاتورية التي لاذت بها لاتقاء الضربة الغربية التي تحدث الجميع عن حتميتها بعد مجزرة الغوطة التي ذهب ضحيتها ما يقارب الألف من الأطفال والنساء. حيث أدخلنا أوباما في فترة التفكير الديمقراطي التي ستمتد لأسبوع. وهي كافية للأسد ليقوم بحفر خنادقه بما تشمله من ترتيب لدفاعاته ونقل لقواته وتأمين لقادة جيشه ونظامه. لقد ظن الضمير الإنساني أن واشنطن والغرب سيعيدون الحق إلى نصابه بتوجيه ضربة إلى الأسد سواء كانت شاملة أو محدودة، لأنها ستحقق في أقل تقدير هدف منعه من تكرار استخدام السلاح الشامل. ثم تهاوت الآمال برفض مجلس العموم البريطاني مشاركة قوات صاحبة الجلالة في ضرب قوات الطاغية. وباسم الديمقراطية ومراعاة وجهات نظر المعارضة نأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ببرلين عن نصرة ضحايا غاز السارين. تبعتها باريس في التردد نتيجة ضغوط من اليسار واليمين، مما دفع أوباما إلى الإعلان عن عزمه طلب تفويض من الكونغرس قبل تنفيذ الضربة التأديبية للأسد. لقد كان ضعف التحالف الدولي حول أوباما إحدى ركائز جنوحه ليطلب رأي الكونغرس رغم أحقيته في تنفيذ العمل العسكري دون الرجوع لهم بحكم أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة ولا يرجع للكونغرس في قرارات تسيير شؤون القوات سواء للحرب أو حتى لتعيين قائد أحد أفرع القوات المسلحة. وحين نتذكر أن المنظومة المصطلحية للولايات المتحدة في عصر هذا الرجل لم تشمل تحقيق أهدافها بالحرب نتساءل إن كان أوباما سيضرب الأسد أم يريد التملص من الحرب عبر رفض الكونغرس لقرار الضربة؟! خصوصاً أن الشعب الأمريكي سيكون حينها في أجواء 11 سبتمبر المرعبة التي اجتمعت مع تردد أوباما الذي ربط الجندي الأمريكي بقواعده في «فورت هود» و«فورت براغ» وأرسل بدلاً منه الطائرات بدون طيار. فهل يريد أوباما التملص من تعهده بضرب الأسد؟!
المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
فلو حدثت المواجهة فسيخوض الأسد معركة من نوع الموجة الأولى من معارك القرن العشرين بالحشد والخنادق والدروع والصواريخ التي تدك المدن.
أما الجانب الغربي فيأتي وقد خدمته ثورة الشؤون العسكرية «Revolution in Military Affairs - RMA» التي عرفهـا الفكر العسكري بعد حرب تحرير الكويت عام 1991، حيث سيخوض الغرب حرباً من الموجة الثالثة التي تعتمد على الأسلحة الذكية، فالغرب يرى ويسمع ويراقب ويتدخل حين يريد، نتيجة ما يملكه الغرب من وسائل تجميع المعلومات وتحليلها ووسائل الاستطلاع ونظم القيادة والسيطرة والمخابرات والحاسبات وإدارة المعركة «CI4 BM» بينما جيش الأسد أعمى بالكامل ستنهار روح رجاله المعنوية فيهجرون خنادقهم ومعداتهم من صدمة المعركة وبعد انعدام تواصلهم مع قيادتهم. في حين أصبح صانع القرار العسكري الأمريكي قادراً على القول إن خسائره في ضرب الأسد ستكون أقل من الخسائر التي يتكبدها أي جيش غربي في المشروعات التدريبية.
وفجأة قفزت ديمقراطية الغرب لتمزق سيناريو النصر السابق ولتحمي الديكتاتورية التي لاذت بها لاتقاء الضربة الغربية التي تحدث الجميع عن حتميتها بعد مجزرة الغوطة التي ذهب ضحيتها ما يقارب الألف من الأطفال والنساء. حيث أدخلنا أوباما في فترة التفكير الديمقراطي التي ستمتد لأسبوع. وهي كافية للأسد ليقوم بحفر خنادقه بما تشمله من ترتيب لدفاعاته ونقل لقواته وتأمين لقادة جيشه ونظامه. لقد ظن الضمير الإنساني أن واشنطن والغرب سيعيدون الحق إلى نصابه بتوجيه ضربة إلى الأسد سواء كانت شاملة أو محدودة، لأنها ستحقق في أقل تقدير هدف منعه من تكرار استخدام السلاح الشامل. ثم تهاوت الآمال برفض مجلس العموم البريطاني مشاركة قوات صاحبة الجلالة في ضرب قوات الطاغية. وباسم الديمقراطية ومراعاة وجهات نظر المعارضة نأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ببرلين عن نصرة ضحايا غاز السارين. تبعتها باريس في التردد نتيجة ضغوط من اليسار واليمين، مما دفع أوباما إلى الإعلان عن عزمه طلب تفويض من الكونغرس قبل تنفيذ الضربة التأديبية للأسد. لقد كان ضعف التحالف الدولي حول أوباما إحدى ركائز جنوحه ليطلب رأي الكونغرس رغم أحقيته في تنفيذ العمل العسكري دون الرجوع لهم بحكم أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة ولا يرجع للكونغرس في قرارات تسيير شؤون القوات سواء للحرب أو حتى لتعيين قائد أحد أفرع القوات المسلحة. وحين نتذكر أن المنظومة المصطلحية للولايات المتحدة في عصر هذا الرجل لم تشمل تحقيق أهدافها بالحرب نتساءل إن كان أوباما سيضرب الأسد أم يريد التملص من الحرب عبر رفض الكونغرس لقرار الضربة؟! خصوصاً أن الشعب الأمريكي سيكون حينها في أجواء 11 سبتمبر المرعبة التي اجتمعت مع تردد أوباما الذي ربط الجندي الأمريكي بقواعده في «فورت هود» و«فورت براغ» وأرسل بدلاً منه الطائرات بدون طيار. فهل يريد أوباما التملص من تعهده بضرب الأسد؟!
المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج