ليس بعيداً عن خطبة عيسى قاسم الأخيرة، جاءت رسالة الجمعيات الست متناغمة في أجزاء كثيرة مع الخطبة، وأعتقد أن أموراً أخرى من خارطة الطريق التي وضعها قاسم لجمعية الوفاق وبقية أتباع الأتباع سوف تكون على طاولة الحوار، إن كتب للحوار أن يتم أصلاً.
هناك شكوك كثيرة حول جدية الوفاق وأتباعها في الدخول للحوار، أو أنهم سيفعلون ما فعلوه سابقاً (الدخول بنية الانسحاب) وقائمة أسباب الانسحاب جاهزة تماماً منذ حوار التوافق الوطني.
دخلت الوفاق أم لم تدخل هي في مأزق كبير، لا تستطيع أن ترفض ولا تريد أن تدخل، وفي المحصلة النهائية لن يكون الحوار في تقديري الشخصي إلا حرق للوفاق أمام مريدها، وهناك من ينتظر سقطات الوفاق في ذات الشارع، وهذا أيضاً يخيف الوفاق من الدخول، والعودة (بخفي حنين) إن لم تستطع فرض أجندتها.
لكن اللافت في الأمر، كما هي العادة، أن تعود الوفاق لتطرح مبادرة سمو ولي العهد للحوار بعد أن رفضتها في ذلك الوقت والبحرين في أزمة، والآن تعض بنان الندم على رفضها بعد استكبارها في الشارع والدوار المقبور، هذا يظهر حالة فقدان التوازن لدى الوفاق والأتباع، يرفضون يقبلون، أو أن سكرة الدوار ذهبت إلى غير رجعة.
أتفهم أن تتوافق الأطراف على آلية الحوار وإدارة الحوار، مع أن حوار التوافق الوطني كان بآليات واضحة وأفضت إلى توصيات تنفذها الدولة.
على الجانب الآخر، فإن ائتلاف الجمعيات أيضاً أصدر بياناً يطالب فيه إدانة الإرهاب والعنف الموجه للمجتمع ولرجال الأمن واستنكاره قبل بدء الحوار، لكن لم يقل لنا الائتلاف، إذا لم يحصل هذا (ولن يحصل) ما هو موقفه من الحوار؟
في اعتقادي أن الوفاق تطالب باستقلال القضاء (هكذا يقولون) وهذا يتطلب ألا يحصل عفو ولا يتدخل أحد في القضاء، وهذا الملف يجب أن يكون محسوماً ولا يطرح في الحوار أصلاً حتى يقول لنا ائتلاف الجمعيات إنه يرفض العفو عن المحكومين.
أحد أعضاء جمعية وعد استمال في تغريدة له ائتلاف الجمعيات الوطنية ويريد منهم أن يبادروا ويجلسوا مع الوفاق والأتباع، بينما هم قبل فترة كانوا يرفضون أن يجلس أحد سواهم في الحوار، وكانوا يطالبون بأن يجلسوا وحدهم مع الدولة في الحوار، والآن أصبح يستميل ائتلاف الجمعيات حتى يقنعهم بتمرير ما يريدون!
تغريدة أمس لمحمود القصاب يقول فيها: “نحن لا نستجدي التدخل الخارجي، ونحن نستعين بالمنظمات الخارجية للمساعدة”.. (والله افتكرت صايدكم بنجر)..!
عليك أن تقرأ تصريح لرئيس مجلس الأمة الكويتي أمس حين قال إن من يستعين بالخارج هو خائن..!!
شعب البحرين يصدقك أنت ومن معك في هذا الطرح، لكن الرد عليك يحتاج إلى صفحات حتى نظهر لك استجداءات التدخل الخارجي، أولها كان ما قاله علي سلمان إنه سيستعين بإيران حين عرف بدخول درع الجزيرة.
أريد أن أعرف موقف الطرفين بالحوار من هذه الملفات.
ما هو الموقف من ما يسمى بالمجلس العلمائي الذي يمارس عمله خارج القانون، ويتدخل في السياسة؟
هل دولة القانون يسمح فيها بذلك؟
هل هو مسموح في الدولة المدنية بذلك؟
ما هو الموقف من التدخل الديني لتوجيه الناخبين أثناء الانتخابات؟
ما هو الموقف من استخدام أموال الخمس في السياسة؟
ما هو الموقف من تمويل الدول والأطراف الخارجية للجمعيات السياسية؟
ما هو موقف الوفاق والأتباع تحديداً من الإرهاب في الشارع والعنف قبل وأثناء وبعد الحوار؟
ما هو الموقف من المسيرات غير المرخصة التي تعطل المصالح وتشل الاقتصاد؟
ما هو موقف جميع القوى السياسية من قضية منع الخمور، والأمور المنافية للأخلاق ولعادات أهل البحرين والتي تتواصل حتى اليوم؟
ما هو الموقف من استغلال المناسبات الدينية لطرح خطاب طائفي أو سياسي، أو يتم في المناسبات التعرض للصحابة، وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، أو تقسيم المجتمع إلى فسطاطين.
هل تراجعت الدولة عن مبدأ التوافق لإقرار أي توصيات كما فهم من تصريحات خرجت مؤخراً؟
ما هو الموقف من بناء أماكن دينية خارج إطار القانون وبفرض الأمر الواقع؟
ما هو الموقف من الأوقاف الجعفرية تحديداً التي تقول إنها ليست ملزمة بمحاسبة الخطاب الديني المتطرف أو الطائفي؟
ماذا ستطرح كل الأطراف في ملف الفساد المالي والإداري؟
وهل ستناقش موضوع تحويل تقرير ديوان الرقابة المالية إلى النيابة العامة في الشبهات الجنائية؟
هل ستناقش موضوع خروج المؤسسات المالية والشركات وتعثر المشاريع العقارية جراء الإرهاب لمدة عامين؟
ومن الذي سيسدد الكلفة؟
هل سيطرح ملف الاعتداء وتهجير المواطنين من بعض القرى لأنهم من طائفة أخرى؟، وهل ستناقش الاعتداء على الأجانب والمقيمين؟
لماذا لا يكون هناك ممثل لاتحاد الجاليات الأجنبية في الحوار، وقد وقع عليهم الضرر، وحرقتهم نار الإرهاب، وهم من يساهمون في عجلة التنمية في الوطن؟
أين سيكون ملف الإسكان، وملف الرواتب والدين العام في الحوار القادم؛ فالملفان السياسي والاقتصادي متداخلان ومتلازمان.
ما موقف الوفاق والأتباع من الاتحاد الخليجي، أو الاتحاد مع دولة أو اثنتين أو ثلاث من دول المجلس؟
أسئلة كثيرة ومتشابكة، وأكثر مما طرحنا توجد أسئلة أخرى، لكن السؤال الأهم من يريد أن يذهب إلى الحوار ماذا أعد للحوار من ملفات؟
كيف سيدخل الحوار؟
هل هو قوة صد فقط؟ أم قوة مطالب وطنية بملفات جامعة، وملفات توقف كل الممارسات خارج إطار القانون مادام الطرح يذهب إلى دولة مدنية؟
رذاذ
ما نراه اليوم من أفعال وممارسات إرهابية أخذت تعود بعد الدعوة للحوار، يظهر أن هناك أطرافاً لا تريد الحوار، تضع رجلاً في الحوار، وتضع يداً على السلندرات، هذا ما نراه ونسمعه، بينما هناك أطراف تقول إنها لن تدخل والإرهاب في الشارع، لكنها اليوم غيرت موقفها..!!