حالنا في البحرين يشبه تسلسل الأخبار حول مشروع البحير الإسكاني؛ الإعلان عن المشروع منذ زمن طويل أفرح الناس، تقلص عدد الوحدات بقدرة قادر أزعج الناس.
البدء بالمشروع أسعد الناس، انتشار الحشرات والبعوض والزواحف والروائح أزعج الناس.
وهكذا حتى وصلنا إلى هذه الحالة، لا تعرف هل سيقام المشروع أم سيبقى وادياً للقمامة؟
حالنا كبلد يشبه الذي يمشي خطوة للأمام ويعود خطوتين للخلف، ولا تعرف متى ستصل وأنت تخسر من المسافة ولا تكسبها!
بلد فيها من الخير الكثير، وفيها من الثروة الوطنية والطبيعية الكثير، لكننا أصبحنا نتلقى المساعدات في 2013، بعد أن كنا نصدر المساعدات للخليج بأسره؛ الماء والتمر والخضروات.. ومنذ أن تلقينا المساعدات ذهبنا للتبرع لفرنسا في حربها ضد جمهورية مالي (اشلون تفسر الموضوع ما تعرف)؟
بالأمس قرأت تصريحات لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي (ومجرد أن تقرأ التصريحات تشعر بالإحباط محلياً، وتتمنى الخير لإخوتنا في الإمارات)، يقول حاكم دبي، وقد اجتمع مع قيادات الصف الأول والثاني والثالث: «حكومة المستقبل حكومة مبدعة.. تستجيب بسرعة للمتغيرات.. وتبتكر حلولاً لكافة التحديات.. تسهل حياة الناس وتحقق لهم السعادة».
ويقول أيضاً: «حكومة المستقبل لا تنام.. وتعمل 24 في اليوم، 365 يوماً في السنة.. مضيافة كالفنادق، وسريعة في معاملاتها، وقوية في إجراءاتها».
ويضيف: «الحكومة الذكية هي مرحلة ما بعد الحكومة الإلكترونية، نريد أن نصل للناس لا أن يصلوا إلينا، سنصلهم عبر هواتفهم الذكية».
ويقول الشيخ محمد بن راشد: «بدأنا رؤيتنا لحكومة المستقبل، أطلقت اليوم مشروع (الحكومة الذكية) نريد تقديم كافة الخدمات الحكومية عبر الهواتف الذكية، وأعطينا مهلة سنتين للجهات الحكومية لتنفذ مشروع الحكومة الذكية ووعدنا المسؤولين الذين لا يحققون الهدف أن نقيم لهم حفل وداع بنهاية هذه المدة».
تمنياتنا للشيخ محمد بن راشد بالتوفيق وبالنجاح، فقد أصبحت دبي أنموذجاً خليجياً للتطور والعصرنة والإنجاز والابتكار، وتقديم خدمات سريعة للمواطنين والمقيمين.
نغبط أخوتنا في دبي، ونتمنى أن نرى بعض ما عندهم يحدث عندنا، محمد بن راشد يريد حكومة لا تنام 24 ساعة، ولدينا بعض الوزارات تنام بالنهار فكيف بالليل؟
كلمات بسيطة لكنها معبرة جداً؛ لا نريد تقديم تسهيلات ليصل إلينا الناس نريد نحن أن نصل إليهم، أعتقد أن بيننا وبين إخوتنا في دبي سنوات ضوئية، فلا غرابة أن يزور دبي 15 مليون زائر في العام أو حتى 20 مليون، دبي أوجدت اقتصاداً قائماً على الخدمات والاستثمار والتجارة، وأصبحت تستغني عن النفط؛ بل ولديها مداخيل أكثر مما تجنيه بعض الدول النفطية.
مفارقة الحكومة الذكية جاءتنا ونحن ليس لدينا حديث إلا عن البعوض، والله لا أعرف ماذا أقول، خذوا مثالاً.. شارع حيوي وهام مثل شارع الملك فيصل لا نعرف كيف نطوره ونجعل الحركة لا تتوقف فيه وهو شريان للدولة والاقتصاد.
كل دول الخليج تتحدث عن الترام والقطارات ونحن نبحث محطات النقل العام، مفارقات تصيبنا بحالة اكتئاب مزمنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حين يجتمع محمد بن راشد بالحكومة يطلق مواعيد وتواريخ لإنجاز المشروعات الاستراتيجية، ومن لا يلتزم من المسؤولين «تقام له حفلة وداع»!.
والله لو بيدنا لأقمنا حفلات وداع لوزراء كثر (النفقات علينا)، دبي تقدر معنى الوقت ومعنى التخلف عن الإنجاز.
في البحرين يغيب مبدأ الثواب والعقاب، وإن حضر يحضر على أناس دون غيرهم، وهذا لا يجعل ميزان العدل مستقيماً، دولة المجاملات والتمطيط والتسويف وعدم محاسبة المسؤولين لن تكون دولة عصرية أبداً، ولن تكون دولة تنافس جيرانها بل هي تسير للخلف، في الوقت الذي هناك من يركب مركبات فضائية ويتخطانا.
أتذكر أن أحد الأخوة يروي لي قصة مستثمر خليجي كان يريد إقامة مشروع بالبحرين، وأحسب أن المشروع عقاري، وأن المستثمر أمضى 6 أشهر في البحرين من أجل أن يحصل على التراخيص حتى طفش، نفذ بجلده، ومن ثم ذهب إلى دبي وأنجز تراخيص لمشروع أكبر في ذات اليوم الذي وصل فيه إلى دبي وفي ساعتين..!
أذكر أننا من أوائل الدول التي بدأت بالحكومة الإلكترونية، لكن يبدو أن الآخرين يذهبون بعيداً عناً، مع أنهم أخذوا التجربة من عندنا (كما أخذوا التصويت الإلكتروني من عندنا).
مؤلم للغاية؛ دبي لا تريد حكومة إلكترونية فحسب؛ بل حكومة ذكية تتعامل معها بالهاتف النقال، فلا تحتاج إلى طوابير، وزحام في طرقات المنامة وأن تصرف بنزيناً حتى تصل لموقع الوزارة، فقط بالهاتف أنت تنجز معاملاتك وأنت في البيت أو شركتك.
ليس عيباً أن نأخذ تجارب دبي أو سنغافورة، أو ماليزيا، أو كوريا الجنوبية، أو اليابان، وأن نجلب خبراء لوقت معين لمساعدتنا حتى ننجز المشاريع، لكن الذي نحن عليه اليوم محبط جداً؛ إرهاب في الشارع، والشركات والبنوك والمستثمرون يبحثون عن مكان آخر، وهذه مسؤولية الدولة التي تركت الرعاع تعبث بأمن الوطن.
محمد بن راشد شخصياً يعمل منذ الصباح الباكر، يجتمع وينجز ويراقب أداء المسؤولين، لذلك كل مسؤول يخشى أن يكون متخلفاً عن الإنجاز، لأن هناك ثواب وعقاب، فيعمل ليل نهار لإنجاز ما طلب منه قبل الموعد، ولا أريد أن أخبركم عن البحرين (يوم اللي بنعاقب مسؤول عيناه في مجلس الشورى أو حطيناه سفير، وقام الشوط).. ألم أقل لكم إن حالنا مثل حال مشروع البحير؛ خطوة للأمام وخطوتين للخلف.. إما بيوت إسكان وإما قمامة وبعوض..!
رذاذ
- ما نشر أمس حول مخزن الأدوية والفضائح المتعلقة بقضية الدواء تستوجب لجنة تحقيق حكومية في قضية الدواء برمتها، ويتطلب تحقيقاً من ديوان الرقابة المالية، هذا هدر للمال العام وللملايين التي تنفقها الدولة لدعم الدواء.
ما يحدث مهزلة حقيقة، مكان تخزين الأدوية غير صحي، والباب مكسور، والمفتاح يأخذه موظف معه إلى البيت، ولا توجد تقارير لصرف المواد المخدرة (وهذه فضيحة كبرى) ولا يوجد سجل لدى الوزارة بكميات الموروفين المستورد.
أدوية بـ 20 مليون دينار يقول موظف لا يعرف كيف صرفت، وكيف تم صرفها؟
والله إنها مهزلة ما بعدها مهزلة، في أي دولة يحدث هذا لا نعرف، لا نريد لجنة تحقيق تطفئ القضية، إنما تحيل كل مسؤول للنيابة العامة.
- تصريح العثور على طائرة تجسس إيرانية دون طيار يجعلنا نتساءل هل نحن من رصد الطائرة؟
هل عثر عليها بعد سقوطها من تلقاء نفسها؟
هل نحن أسقطناها أم الجيش الأمريكي؟
والله لا نعلم.. لكن هناك سؤال؛ هل لدينا إمكانيات لرصد مثل هذه الطائرات؟
- الوفاق تعلق مشاركتها في الحوار.. ياريت تاخذون الكراسي والطاولة معاكم، أكثر شيء يؤلمنا أن نتحاور مع أيادي الانقلاب!
ياريت تفتشون بيوت الإرهابيين عشان الوفاق ما ترجع مرة ثانية..!!
- لنمو الحب لا بد من توفير البيئة المناخية المساعدة على ذلك، لا يمكن أن ينمو الحب في حقول الخلاف، والهواء الملوث بالمشاكل.. مع تحيات وزارة البلديات..!!