كان الأولون من الرجال إذا أرادوا أن «يخرعوا» الولد الصغير كثير الحركة أو البكاء أو العنيد اللجوج كي يجلس هادئاً ويرتاحوا من إزعاجه لهم؛ يقوم الواحد منهم بثني شفته السفلى والعض عليها بأسنانه وبسط كفه الأيسر وتمرير سبابة يده اليمنى عليها عدة مرات، وهي حركة تعني أنه سنقوم بختانك (السبابة هنا تعبير عن الموسى التي يتم تمريرها على حزام خاص من الجلد لتكون حادة، وهو ما يقوم به الشخص الذي يقوم بعملية الختان قبل لحظات من بدء العملية القاسية).
كان الأولون يأتون بـ «المختن» ليطهر الأولاد في البيوت، وكان الولد المقرر تطهيره يعاني نفسياً وجسدياً قبل وأثناء وبعد عملية التطهير، ولأن التجربة في كل الأحوال كانت قاسية، لذا لا يرغب أحد في المرور بها من جديد، الأمر الذي يعطي الفرصة للأب أو العم أو الخال أو صديق العائلة بعمل تلك الحركة، وهي تكفي ليراجع الولد «الشيطان» حساباته ويتخذ قراراً سريعاً بالتزام الهدوء «ويصير خوش آدمي»!
اليوم وفي ظل التقدم في مجالات الطب تتم عملية الختان في المستشفى وفي سن مبكرة جداً تكفي الطفل ذل تلك الحالة، فهو لا يشعر بها ولا يتذكرها، وبالتالي لا تعني له تلك الحركة شيئاً.
لست متأكداً من تجاوز إيران لتلك المرحلة ووصول مثل هذه التكنولوجيا الصحية إليها، لكن الواضح أن استراتيجيتها في مجال السياسة تعتمد على لي شفتها السفلى والعض عليها وتمرير سبابة اليمنى على كف اليسرى، وهي تطالع بعينيها الجاحدتين دول التعاون وهي تعيش الاستقرار وينعم أبناؤها بمستوى من الرفاهية لا يحلم به المواطن الإيراني (إن سمح له أن يحلم)، فما إن يحدث أمر ما في أحد دول التعاون، خصوصاً في البحرين، لا ترضى عنه حتى تشهر أدواتها (برطمها وسبابتها وكفها الأيسر) مهددة ومتوعدة.
نظرة سريعة إلى ما تبثه وكالة الأنباء الفارسية في فترات متقاربة جداً يتضح مدى صحة القول السابق، فهي حيناً تعلن عن أنها بدأت إنتاج صواريخ دفاع جوي جديدة، وحيناً تعلن عن إنتاج آلاف الصواريخ بعيدة المدى، وحيناً ثالثاً تعلن عن إنتاج مدافع وقنابل وطائرات وعابرات للمحيطات وغواصات متطورة وأسلحة ليس لها أول ولا آخر، وتنفذ بين الفينة والأخرى مناورات في مياه الخليج العربي، وتبث غير هذا من أخبار بشكل متواصل عن مفاعلها النووي، حتى صار الواحد يشكك في مدى صحتها، خصوصاً أنه يسمع الخبر فقط ولا يستطيع أن يتأكد مما إذا كانت له ترجمة على أرض الواقع (تماماً مثلما حدث مع القرد الذي أرسلوه إلى الفضاء والذي لم يتبين حتى الآن ما إذا كانت الرحلة قد تمت إلى الفضاء الخارجي فعلاً أم إلى أحد الأماكن الفاضية في إيران)، لكن الهدف منها واضح وهو استعراض عضلاتها بغية تهديد دول الخليج العربي فور أن تقوم بأي عمل لا يعجبها أو لا ترضى عنه.
المؤلم في الأمر أن إيران ستظل تهدد دول الخليج بأسلوبها القميء هذا طالما ظل رد فعل دول التعاون منحصراً في إصدار بيانات الشجب والتنديد والاستنكار، وستستمر إيران في استعراض عضلاتها -التي لم يتم اختبارها اختباراً حقيقياً بعد- طالما أن الرد ظل في هذا المستوى المعبر عن عقل وواقعية ولكن تقرؤه إيران بشكل خاطئ فتعتقد بضعف وقلة حيلة دول التعاون.
أحد القراء علق على مقالي السابق عن التدخلات الإيرانية بسؤال ملخصه؛ ماذا فعلنا نحن شعب البحرين كي نضع حداً لكل هذا الذي يحدث؟
سؤال القارئ مهم وواقعي، حيث الاستمرار في الدبلوماسية تحسبه إيران «شطانة» فتلوي شفتها وتمرر سبابتها على كفها الأيسر!
كان الأولون يأتون بـ «المختن» ليطهر الأولاد في البيوت، وكان الولد المقرر تطهيره يعاني نفسياً وجسدياً قبل وأثناء وبعد عملية التطهير، ولأن التجربة في كل الأحوال كانت قاسية، لذا لا يرغب أحد في المرور بها من جديد، الأمر الذي يعطي الفرصة للأب أو العم أو الخال أو صديق العائلة بعمل تلك الحركة، وهي تكفي ليراجع الولد «الشيطان» حساباته ويتخذ قراراً سريعاً بالتزام الهدوء «ويصير خوش آدمي»!
اليوم وفي ظل التقدم في مجالات الطب تتم عملية الختان في المستشفى وفي سن مبكرة جداً تكفي الطفل ذل تلك الحالة، فهو لا يشعر بها ولا يتذكرها، وبالتالي لا تعني له تلك الحركة شيئاً.
لست متأكداً من تجاوز إيران لتلك المرحلة ووصول مثل هذه التكنولوجيا الصحية إليها، لكن الواضح أن استراتيجيتها في مجال السياسة تعتمد على لي شفتها السفلى والعض عليها وتمرير سبابة اليمنى على كف اليسرى، وهي تطالع بعينيها الجاحدتين دول التعاون وهي تعيش الاستقرار وينعم أبناؤها بمستوى من الرفاهية لا يحلم به المواطن الإيراني (إن سمح له أن يحلم)، فما إن يحدث أمر ما في أحد دول التعاون، خصوصاً في البحرين، لا ترضى عنه حتى تشهر أدواتها (برطمها وسبابتها وكفها الأيسر) مهددة ومتوعدة.
نظرة سريعة إلى ما تبثه وكالة الأنباء الفارسية في فترات متقاربة جداً يتضح مدى صحة القول السابق، فهي حيناً تعلن عن أنها بدأت إنتاج صواريخ دفاع جوي جديدة، وحيناً تعلن عن إنتاج آلاف الصواريخ بعيدة المدى، وحيناً ثالثاً تعلن عن إنتاج مدافع وقنابل وطائرات وعابرات للمحيطات وغواصات متطورة وأسلحة ليس لها أول ولا آخر، وتنفذ بين الفينة والأخرى مناورات في مياه الخليج العربي، وتبث غير هذا من أخبار بشكل متواصل عن مفاعلها النووي، حتى صار الواحد يشكك في مدى صحتها، خصوصاً أنه يسمع الخبر فقط ولا يستطيع أن يتأكد مما إذا كانت له ترجمة على أرض الواقع (تماماً مثلما حدث مع القرد الذي أرسلوه إلى الفضاء والذي لم يتبين حتى الآن ما إذا كانت الرحلة قد تمت إلى الفضاء الخارجي فعلاً أم إلى أحد الأماكن الفاضية في إيران)، لكن الهدف منها واضح وهو استعراض عضلاتها بغية تهديد دول الخليج العربي فور أن تقوم بأي عمل لا يعجبها أو لا ترضى عنه.
المؤلم في الأمر أن إيران ستظل تهدد دول الخليج بأسلوبها القميء هذا طالما ظل رد فعل دول التعاون منحصراً في إصدار بيانات الشجب والتنديد والاستنكار، وستستمر إيران في استعراض عضلاتها -التي لم يتم اختبارها اختباراً حقيقياً بعد- طالما أن الرد ظل في هذا المستوى المعبر عن عقل وواقعية ولكن تقرؤه إيران بشكل خاطئ فتعتقد بضعف وقلة حيلة دول التعاون.
أحد القراء علق على مقالي السابق عن التدخلات الإيرانية بسؤال ملخصه؛ ماذا فعلنا نحن شعب البحرين كي نضع حداً لكل هذا الذي يحدث؟
سؤال القارئ مهم وواقعي، حيث الاستمرار في الدبلوماسية تحسبه إيران «شطانة» فتلوي شفتها وتمرر سبابتها على كفها الأيسر!