أصبحنا نتحدث عن أمريكا وكأننا للتو نعرف ماذا تريد، وماذا تفعل، ومع من تتحالف، ومن تدعم، وتضع أياديها في جيوب من؟
من أين تقرأ المشهد؛ تجد أن هناك أمرين تسببا بهذا الوضع داخلياً؛ الأول يرتكز على السياسات الخاطئة للدولة والتي أوشكت على تسليم البلد لمن يريد الحكم.
والثاني هو ضعف تجمع الوحدة الوطنية، أو إضعافه، حتى وإن كان البعض يحمل أطرافاً معينة هذا الضعف، إلا أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن نستبعد ضعف التجمع من الداخل وتخبط مواقفه، فتارة يريد أن يصبح معارضة بخطاب يشبه الخطاب الذي قيل إن الشيخ عبداللطيف المحمود ألقاه (على خلفية زيارة مبعوث أوباما)، وتارة يريد أن يكون صامتاً بعيداً عن المشهد، يطالب بزيادة رواتب ولا يسمع له، ويضع مطالب في كل خطاب تذهب أدراج الرياح.
ليس من مصلحة الدولة إضعاف تيار الفاتح، الحرب كبيرة ولم تنته بعد، بل ربما هناك جولات أكبر مما مضت، لذلك كان من الخطأ الخوف من تيار الفاتح، أو أنه سيشكل رقماً آخر يضغط على الحكم، بينما تتقبل الدولة كل كلام الكفر فيها من أطراف أخرى، ولا تتقبل النقد (مجرد النقد) من أبناء البلد، وهذا مؤلم جداً.
إضعاف الفاتح ينذر بخروج جماعات أخرى سيدغدغ خطابها الشارع (وهناك أنباء عن تشكيلات جديدة ستظهر) وقد تستقطب جموعاً من الناس، ولا أحد يعرف إلى أين ستتجه البوصلة، لذلك كان هناك قاسمان مشتركان أثرا بشكل كبير على تيار مثل الفاتح؛ إرادة الدولة وخوفها منه، والثاني أن التجمع نفسه ضعيف من الداخل، ضعيف من خلال المواقف ومن خلال الخطاب، حتى أصبح تجمعاً يحشد لحفلات عيد ميلاد، بينما البلد تنزف جروحها والتيار الكبير تحاك ضده المؤامرات.
حين يغضب الشيخ عبداللطيف المحمود من زيارة ممثل أوباما لعيسى قاسم؛ هل لأنه استثنى الفاتح والجمعيات السياسية السنية؛ أمن أجل ذلك غضب؟
أم الغضب للزيارة بشكل عام، بمعنى لو أن ممثل أوباما زار الفاتح (كتقية أمريكية) وذهب إلى عيسى قاسم بعد ذلك هل سيرضى المحمود، وسيسكت عن الزيارة؟
نمتلك علاقات قوية مع أمريكا هذا حتى الساعة، أو كما يقال (أمريكا توهمك أنها معك حتى تنقلب عليك وتأتي بغيرك) والدولة تعلم عن زيارة ممثل أوباما، لكننا ندين ونستنكر الزيارة وكأن الزيارة لدولة أخرى وليست للبحرين، فإذا قبلت الدولة بالزيارة ورضت وسلمت (كما سلمت ببقاء السفير الأمريكي الذي يحيك المؤامرات ولم ترفضه) فلماذا كل هذا الصراخ والعويل؟
نعم، نحن دولة صغيرة، نعم، لا نستطيع أن نناطح أمريكا وإيران، لكن كلتا الدولتين لن تستطيعا إملاء ما تريدان إلا بضعفنا نحن، سياستنا تجاه إيران وأمريكا خاطئة، لذلك أصبحنا مثل (الجارسون في المطعم) الكل يأمره والكل ينهيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حين لا يقيم ممثل أوباما وزناً للمكون الرئيس في البلد فهذا يدل عن أن هذا المكون ضعيف، وليس له دور في الحياة السياسية (حتى وإن سلمنا بأن أمريكا تتحالف مع الصفوية بالمنطقة) وكما أسلفت تتحمل الدولة ذلك، ويتحمله الشيخ عبداللطيف المحمود الذي يأخذ التجمع باتجاه يخالف اتجاه الشارع، ومن ثم يخرج بخطاب يذكر الدولة بما فعله تيار الفاتح من حفظ للبلد، وهذا لن ينفع اليوم، ما هو دورك اليوم، لنترك التاريخ جانباً.
دعمنا الفاتح حتى مل منا الناس، وحتى اتضح لنا أن الخط تغير، وأن التجمع فقط للمناسبات ولحضور حفلات الافتتاح، وهذا مؤلم للناس الذين أسبغوا الشرعية على التجمع وعلى من يقوده.
نلعن أمريكا كل يوم، وننتقد السفير كل يوم، لكن كل ذلك لا يعدو ظاهرة كلامية، فلا يقيم لك الأمريكان وزناً لمعرفتهم بالواقع على الأرض.
تفتيش بيت المواطن عيسى قاسم لا يشوبه شيء إن كان قانونياً، لكني حين استقصيت عن الأمر (بشكل شخصي) وجدت أن ذلك لم يكن مرتباً من الدولة، وجاء بتصرف فردي، لكن في ذات الوقت كان بالون اختبار جيداً للدولة حتى وإن لم تخطط لهذا الأمر، فقد كشفت أشياء كثيرة (أو هكذا يتوجب).
الدولة قبلت بالسفير الأمريكي مهندس الحرب وإبادة السنة في العراق، والآن ينقل المشهد إلى سوريا، فبرغم أعداد القتلى واستخدام السلاح الكيماوي ضد السنة هناك إلا أن الغرب حتى الساعة يبحث ويتردد، ويريد إعطاء الجيش الحر مناظير ليلية!!
أمريكا والغرب لا يخشون الصفوية، بل يريدون دعمها لتمكينها من المنطقة، فهؤلاء ليس لديهم جهاد، ولن يحرروا القدس كما فعل أهل السنة والجماعة عبر التاريخ (فتح القدس عمر بن الخطاب وحررها صلاح الدين)، بل لم يفتحوا بلاداً واحدة قط، فانظروا من يشترك في مقت هذين الرجلين عمر وصلاح الدين؛ الصفوية والصهيونية.
القدس لن تحرر ولن تفتح إلا برجال مثل عمر وصلاح الدين، من هنا يأتي الخوف من السنة، ومن هنا تتآمر أمريكا على أهل السنة.
فحتى الحادث الإرهابي الذي ضرب أمريكا في 11 سبتمبر، تم تفسيره على أن من فعله هم متطرفون سنة، ورغم كل ما نسمعه من عداء بين أمريكا وإيران، إلا أن إيران لم تفعل أي شيء ضد أمريكا، وهذا يظهر التحالف الخفي تحت الطاولة بينهما. نحن من نضيع أنفسنا وليس أمريكا وإيران، ولو كنا متحدين ولدينا مواقف قوية محلية، وأوجدنا اتحاداً خليجياً منذ كارثة احتلال الكويت، لما صار هذا حالنا.
أما في الداخل فقد عرف الوجع، التجمع ضعيف في الأصل (وقد أعطى أشخاصاً مناصب في التجمع وهم لا يستحقون) وتم إضعافه أيضاً خوفاً من حركة سنية في الشارع.
رذاذ
- مثال أخير حدث يظهر كيف أن التجمع وائتلاف الجمعيات الوطنية في الحوار الوطني يسير من قبل التجمع، فبعد الغزل بين الوفاق والتجمع لعقد لقاء خارج إطار طاولة الحوار، وبعد أن رفضت الأصالة ذلك. خرج الأخ الحويحي يهدد الأصالة بإقصائها من طاولة الحوار إذا خرجت من الائتلاف، وهذا يظهر أن ما قلناه سابقاً لم يكن تجنياً على أحد، الحويحي يهدد الأصالة من أجل لقاء مع الوفاق وأتباعها..!!
كل هذا التشظي والتفتت وتريدون أن يقابلكم ممثل أوباما!!
- من بعد الله الواحد الأحد، ومن ثم وقفة أهل البحرين الحقيقيين، ومن بعد وقفة أهلنا في السعودية والإمارات والكويت، لكان الحال غير الحال.
الله لطف وستر وسلم وحفظ البحرين من المؤامرات، لكن من كنا نتمنى أن يستوعبوا الدروس من الأزمة، يبدو أنهم لم يفعلوا، ومن كنا نظن أنهم سيشكرون الله سبحانه على حفظ البحرين بإغلاق الأماكن المخلة ومنع الخمور، أيضاً لم يفعلوا، لذلك فإننا لا نعلم ماذا يقدر الله لنا ونحن لم نشكره بعد..!
من أين تقرأ المشهد؛ تجد أن هناك أمرين تسببا بهذا الوضع داخلياً؛ الأول يرتكز على السياسات الخاطئة للدولة والتي أوشكت على تسليم البلد لمن يريد الحكم.
والثاني هو ضعف تجمع الوحدة الوطنية، أو إضعافه، حتى وإن كان البعض يحمل أطرافاً معينة هذا الضعف، إلا أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن نستبعد ضعف التجمع من الداخل وتخبط مواقفه، فتارة يريد أن يصبح معارضة بخطاب يشبه الخطاب الذي قيل إن الشيخ عبداللطيف المحمود ألقاه (على خلفية زيارة مبعوث أوباما)، وتارة يريد أن يكون صامتاً بعيداً عن المشهد، يطالب بزيادة رواتب ولا يسمع له، ويضع مطالب في كل خطاب تذهب أدراج الرياح.
ليس من مصلحة الدولة إضعاف تيار الفاتح، الحرب كبيرة ولم تنته بعد، بل ربما هناك جولات أكبر مما مضت، لذلك كان من الخطأ الخوف من تيار الفاتح، أو أنه سيشكل رقماً آخر يضغط على الحكم، بينما تتقبل الدولة كل كلام الكفر فيها من أطراف أخرى، ولا تتقبل النقد (مجرد النقد) من أبناء البلد، وهذا مؤلم جداً.
إضعاف الفاتح ينذر بخروج جماعات أخرى سيدغدغ خطابها الشارع (وهناك أنباء عن تشكيلات جديدة ستظهر) وقد تستقطب جموعاً من الناس، ولا أحد يعرف إلى أين ستتجه البوصلة، لذلك كان هناك قاسمان مشتركان أثرا بشكل كبير على تيار مثل الفاتح؛ إرادة الدولة وخوفها منه، والثاني أن التجمع نفسه ضعيف من الداخل، ضعيف من خلال المواقف ومن خلال الخطاب، حتى أصبح تجمعاً يحشد لحفلات عيد ميلاد، بينما البلد تنزف جروحها والتيار الكبير تحاك ضده المؤامرات.
حين يغضب الشيخ عبداللطيف المحمود من زيارة ممثل أوباما لعيسى قاسم؛ هل لأنه استثنى الفاتح والجمعيات السياسية السنية؛ أمن أجل ذلك غضب؟
أم الغضب للزيارة بشكل عام، بمعنى لو أن ممثل أوباما زار الفاتح (كتقية أمريكية) وذهب إلى عيسى قاسم بعد ذلك هل سيرضى المحمود، وسيسكت عن الزيارة؟
نمتلك علاقات قوية مع أمريكا هذا حتى الساعة، أو كما يقال (أمريكا توهمك أنها معك حتى تنقلب عليك وتأتي بغيرك) والدولة تعلم عن زيارة ممثل أوباما، لكننا ندين ونستنكر الزيارة وكأن الزيارة لدولة أخرى وليست للبحرين، فإذا قبلت الدولة بالزيارة ورضت وسلمت (كما سلمت ببقاء السفير الأمريكي الذي يحيك المؤامرات ولم ترفضه) فلماذا كل هذا الصراخ والعويل؟
نعم، نحن دولة صغيرة، نعم، لا نستطيع أن نناطح أمريكا وإيران، لكن كلتا الدولتين لن تستطيعا إملاء ما تريدان إلا بضعفنا نحن، سياستنا تجاه إيران وأمريكا خاطئة، لذلك أصبحنا مثل (الجارسون في المطعم) الكل يأمره والكل ينهيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حين لا يقيم ممثل أوباما وزناً للمكون الرئيس في البلد فهذا يدل عن أن هذا المكون ضعيف، وليس له دور في الحياة السياسية (حتى وإن سلمنا بأن أمريكا تتحالف مع الصفوية بالمنطقة) وكما أسلفت تتحمل الدولة ذلك، ويتحمله الشيخ عبداللطيف المحمود الذي يأخذ التجمع باتجاه يخالف اتجاه الشارع، ومن ثم يخرج بخطاب يذكر الدولة بما فعله تيار الفاتح من حفظ للبلد، وهذا لن ينفع اليوم، ما هو دورك اليوم، لنترك التاريخ جانباً.
دعمنا الفاتح حتى مل منا الناس، وحتى اتضح لنا أن الخط تغير، وأن التجمع فقط للمناسبات ولحضور حفلات الافتتاح، وهذا مؤلم للناس الذين أسبغوا الشرعية على التجمع وعلى من يقوده.
نلعن أمريكا كل يوم، وننتقد السفير كل يوم، لكن كل ذلك لا يعدو ظاهرة كلامية، فلا يقيم لك الأمريكان وزناً لمعرفتهم بالواقع على الأرض.
تفتيش بيت المواطن عيسى قاسم لا يشوبه شيء إن كان قانونياً، لكني حين استقصيت عن الأمر (بشكل شخصي) وجدت أن ذلك لم يكن مرتباً من الدولة، وجاء بتصرف فردي، لكن في ذات الوقت كان بالون اختبار جيداً للدولة حتى وإن لم تخطط لهذا الأمر، فقد كشفت أشياء كثيرة (أو هكذا يتوجب).
الدولة قبلت بالسفير الأمريكي مهندس الحرب وإبادة السنة في العراق، والآن ينقل المشهد إلى سوريا، فبرغم أعداد القتلى واستخدام السلاح الكيماوي ضد السنة هناك إلا أن الغرب حتى الساعة يبحث ويتردد، ويريد إعطاء الجيش الحر مناظير ليلية!!
أمريكا والغرب لا يخشون الصفوية، بل يريدون دعمها لتمكينها من المنطقة، فهؤلاء ليس لديهم جهاد، ولن يحرروا القدس كما فعل أهل السنة والجماعة عبر التاريخ (فتح القدس عمر بن الخطاب وحررها صلاح الدين)، بل لم يفتحوا بلاداً واحدة قط، فانظروا من يشترك في مقت هذين الرجلين عمر وصلاح الدين؛ الصفوية والصهيونية.
القدس لن تحرر ولن تفتح إلا برجال مثل عمر وصلاح الدين، من هنا يأتي الخوف من السنة، ومن هنا تتآمر أمريكا على أهل السنة.
فحتى الحادث الإرهابي الذي ضرب أمريكا في 11 سبتمبر، تم تفسيره على أن من فعله هم متطرفون سنة، ورغم كل ما نسمعه من عداء بين أمريكا وإيران، إلا أن إيران لم تفعل أي شيء ضد أمريكا، وهذا يظهر التحالف الخفي تحت الطاولة بينهما. نحن من نضيع أنفسنا وليس أمريكا وإيران، ولو كنا متحدين ولدينا مواقف قوية محلية، وأوجدنا اتحاداً خليجياً منذ كارثة احتلال الكويت، لما صار هذا حالنا.
أما في الداخل فقد عرف الوجع، التجمع ضعيف في الأصل (وقد أعطى أشخاصاً مناصب في التجمع وهم لا يستحقون) وتم إضعافه أيضاً خوفاً من حركة سنية في الشارع.
رذاذ
- مثال أخير حدث يظهر كيف أن التجمع وائتلاف الجمعيات الوطنية في الحوار الوطني يسير من قبل التجمع، فبعد الغزل بين الوفاق والتجمع لعقد لقاء خارج إطار طاولة الحوار، وبعد أن رفضت الأصالة ذلك. خرج الأخ الحويحي يهدد الأصالة بإقصائها من طاولة الحوار إذا خرجت من الائتلاف، وهذا يظهر أن ما قلناه سابقاً لم يكن تجنياً على أحد، الحويحي يهدد الأصالة من أجل لقاء مع الوفاق وأتباعها..!!
كل هذا التشظي والتفتت وتريدون أن يقابلكم ممثل أوباما!!
- من بعد الله الواحد الأحد، ومن ثم وقفة أهل البحرين الحقيقيين، ومن بعد وقفة أهلنا في السعودية والإمارات والكويت، لكان الحال غير الحال.
الله لطف وستر وسلم وحفظ البحرين من المؤامرات، لكن من كنا نتمنى أن يستوعبوا الدروس من الأزمة، يبدو أنهم لم يفعلوا، ومن كنا نظن أنهم سيشكرون الله سبحانه على حفظ البحرين بإغلاق الأماكن المخلة ومنع الخمور، أيضاً لم يفعلوا، لذلك فإننا لا نعلم ماذا يقدر الله لنا ونحن لم نشكره بعد..!