من بعد إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية في أمريكا ومن بعدها أوروبا، ومن ثم العالم العربي فلن تكون تلك إلا البداية لفتح ملف المنظمات الإرهابية الشيعية.
إذ إن الملفت للنظر أن حزب الله هو أول منظمة شيعية تدرج على قائمة الإرهاب، فالسوابق من المنظمات الإسلامية كلها كانت سنية، ولن يأتي الدور على بقية التنظيمات الشيعية إلا حين تنقل عملياتها إلى خارج حدود الدول العربية، أو أن تطال أي من عملياتها مقرات أمريكية أو مصالح أمريكية على الأراضي العربية، وهذا لن يطول كثيراً.. فالخناق على إيران سيدفعها لارتكاب عمل متهور، إنما المشكلة أن شيعة العرب هم الذي سيدفعون الثمن!!
الإرهاب الإيراني الآن موجود على الأراضي العربية، لكنه مع الأسف يتم على أيد عربية، في البحرين حكمت المحكمة الاستئنافية على شباب شيعي وجهت لهم تهم بحرق دوريات وحرق مراكز شرطة وشروع في قتل رجال أمن وبتر إصبع بريطاني وتفجير سيارة في المرفأ المالي وتخزين قنابل وهجوم بآلات قتل؟ (هذه حصيلة الأمس فقط)!
وفي لبنان يخوض شباب لبناني معارك على الأراضي السورية بالصواريخ والمدرعات والدبابات والمدافع مستخدماً آلات وأسلحة ثقيلة في معركة نقلته إلى مصاف الإرهاب بلا مصلحة لبنانية.
وفي العراق تدفع حكومة نوري المالكي بالجيش العراقي الذي قوامه الآن من أبناء الشيعة العراقيين إلى الحدود السورية ومعهم آليات وأسلحة ثقيلة.
وفي المملكة العربية السعودية أكثر من حادث إطلاق نار في القطيف والإحساء، ليرتفع السؤال هل يخوض الشيعة حرباً في الدول العربية ضد الأنظمة؟
إذ تخوض أكثر من دولة عربية حرباً ضد مليشيات شيعية، وفي دول عربية أخرى تخوض جيوش شيعية معارك بالصواريخ والمدافع ضد شعوب عربية سنية «سوريا والعراق»، وللمليشيات وقادة الجيوش الشيعية مرجعياتهم الفقهية الإيرانية فمن يحارب من هنا؟
بل إن تلك المليشيات والجيوش تقود حرباً وعنفاً ضد الشيعة العرب من أشقائهم الذين يقلدون مرجعيات عربية، إذاً الحرب ليس شيعية سنية بل إيرانية عربية.
فمقلدي الطفيلي في لبنان والعصفور في البحرين ومقلدين آخرين في العراق ضد ولاية الفقيه يحاربون ويضطهدون وتحرق منازلهم وممتلكاتهم ويهددون في عقر دارهم.
فهل أعلن الشيعة من مقلدي المرجعيات الإيرانية الحرب على الدول العربية؟ أم أعلنت إيران الحرب على الدول العربية؟
إيران التي أثقلها الحصار الاقتصادي على مشارف صراع نفوذ سياسي محلي هو الأخطر من نوعه منذ أن تأسست الدولة الدينية الشيعية، فبعد أن منع مجلس صيانة الدستور رئيسه السابق ورئيس الجمهورية السابق هاشمي رفسنجاني من الترشيح فإن الصراع وصل القمة.
إيران المخنوقة لا تجد متنفساً لها إلا بنقل بؤر صراعها بعيداً عن أراضيها عبر المليشيات العربية وفي أراضي الدول العربية التي تدين بالولاء لها، فهل أصبحت المليشيات العربية الشيعية مليشيات تمارس أعمال القتل والتجسس والحرق والتفجير؟ هل انتقلت إلى مصاف الجماعات الإرهابية بالمقاييس الدولية؟
هل تدفع إيران بالشيعة العرب قرابين لحماية مصالحها وحربها الاستباقية وأطماعها التوسعية؟
لقد كانت الجماعات الشيعية بمنأى عن استخدام العنف، بل بمنأى عن التحزب السياسي، هذه هي النظرية التي يروجها المستشرقون خاصة والباحثون الجدد الأمريكيون والأوربيون، ومن بعد 2001 اهتم هؤلاء في البحث عن الجماعات الدينية المتشددة والراديكالية في الأوساط السنية، ولم يعبؤوا بدراسة أية تنظيمات شيعية خاصة حين تعاونت مرجعيات كالسيستاني والخميني مع الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد أفغانستان وحين أرادت الإطاحة بصدام حسين.
وحين يشتد الخناق على إيران وتنقل صراعها إلى المصالح الأمريكية في أرجاء العالم، سنرى حينها توالي إدراج المنظمات الشيعية على قائمة الإرهاب ولن يكون حزب الله إلا أول القائمة.. المؤسف له أنه لن تكون تلك التنظيمات الإرهابية إيرانية الجنسية، بل ستكون شيعية.. لكنها عربية!