عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته». ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث مخاطبًا أبا ذر عندما طلبه أن يستعمله: «يا أبا ذر! إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها».
تعرف المسؤولية بأنها تأدية العمل المطلوب بإتقان وكفاءة وجودة عالية من جميع النواحي، وعلى النقيض فإن البعض يعتقد بأن المسؤولية مجرد «نافذة» صغيرة يطل بها على الآخرين ليتباهى بمسؤوليته ورتوش وظيفته التي أسندت إليه، وبالجمال المعنوي الذي رسمه داخل نفسه لمهمة يعتقد أن مسؤوليتها عادية جداً لا تتعدى كونها «مهمة شرفية» يقود فيها الركب بشخصيته البسيطة!
وخلال هذه الوقفة نسلط الضوء على مسؤولية الأعمال الوظيفية التي تعد من أنواع المسؤولية المهمة، لما تبرزه لحقوق الآخرين من خلال تعاملهم مع الأصناف المختلفة من أرباب المسؤولية!!
إن المتأمل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ليدرك خطورة المسؤولية الملقاة على عاتقه عندما يكلف بها، فكل مسؤول هو مؤتمن على جميع رعيته بدون استثناء، يتعهدها ويرعاها ويسهر على راحتها قياماً بواجبات المسؤولية، ويحذر أشد الحذر من التقصير أو التسويف فيها، ويتأمل معها وبدقة مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه القائل: «لو أن بغلة في العراق تعثرت لخفت أن أسأل عنها، لم لم أسو لها الطريق».. إنه الإحساس العميق بالخوف من المولى الجليل على افتراض تقصير في حق بغلة تعثرت في الطريق، لم يستطع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يجعل طريقها مريحاً!! فهل يا ترى يسري هذا الإحساس في نفوس المسؤولين في مختلف نطاقات العمل؟؟ وهل يحرصون بالفعل على إعطاء كل ذي حق حقه، ويقومون بمهامهم الوظيفية على الوجه الأكمل دون تقصير أو إهمال وتفريط في واجبات أعمالهم!!
إن استشعار حجم المسؤولية يختلف من شخص إلى آخر، فبعض المسؤولين يأكل عليه الدهر ويشرب وفقاً لتعامله التقليدي، وعمله التقليدي، وأسلوبه التقليدي في التعامل مع من يرأسهم، فضلاً عن إهماله لحقوقهم.. لذا فهو يهمه ـ بصورة خاصة ـ نفسه والاستفادة من وظيفته في تحقيق جميع المكاسب الوظيفية والحياتية على حد سواء.
إن أهم مقومات استشعار المسؤولية تنحصر في معرفة الدور المناط بك تحديداً، ومحبة الوظيفة نفسها، والإيمان بها، يقول الأديب غازي القصيبي رحمه الله: «وراء كل إنجاز عظيم.. إيمان عظيم». فالإنجاز والنتائج العظيمة هي نتاج ذلك الإيمان العظيم المتشرب في نفس المسؤول الذي يعد المحرك الأساس لجميع رعيته إن هو استطاع أن يؤمن بدوره في التغيير والتطوير والارتقاء بكل فرد هو مسؤول عنه!! كما إن بذل الجهد المناسب تجاه المسؤولية، والإتقان في كل مهامها، والمبادرة بالقيام بأي مهام لها التأثير الكبير في سير العمل اليومي، إضافة إلى عدم التسويف في اتخاذ القرارات وتأجيل البت فيها.
يقول مسؤول كبير في تركيا «لم أتعود أن أنام وعلى مكتبي ورقة واحدة تحتاج لتوقيع، فما أترك إنجازه في ثوانٍ قد يعطل مصالح الناس أياماً!». هذا هو مفهوم الإنجاز الذي يجب أن يتحلى به كل المسؤولين من أجل صالح البلاد والعباد، لا أن يتقاعس في تأدية مهامه الوظيفية التي يتكسب من ورائها لقمة عيشه!!
ولعل التقاعس الأكبر الذي يقوم به بعض أرباب المسؤولية تقع جريمته في خانة «حقوق الموظفين» وميدان العمل ككل، فقد تتقادم عليهم السنوات بلا حراك، ويحملون على أكتافهم جريرة التراخي في المسؤولية من مسؤوليهم، ومن ثم يؤثر ذلك على منظومة العمل الكلي، ويتراجع منحنى الإنجاز وحب العمل.. إن كل مسؤول في موقعه عليه أن يعي جيداً أنه يحمل على عاتقه مهام خطيرة يجب أن يعطيها حقها، فيعامل كل موظف بمقدار الجهد الذي يقدمه في نطاق عمله، فلا يقدم المصلحة على مقدار العطاء، ولا يحصر الاهتمام «بمنظوره الشخصي» فقط، بل يجب أن يضع اعتباراً لكل صانع إنجاز مهما كان موضعه ومقدار إنجازه، حتى يقوى في نهاية المطاف بأن يكون «القائد الملهم» الذي يلتف حوله الناس.
إننا في أمس الحاجة إلى وجود «قادة» تسري في شرايينهم قيم المسؤولية، فيقومون بكافة واجباتهم تجاه من يشرفون عليهم، بإعطائهم حقوقهم بكل أمانة واقتدار.. وفق الله الجميع لتحمل أي مسؤولية في ميادين الحياة.
تعرف المسؤولية بأنها تأدية العمل المطلوب بإتقان وكفاءة وجودة عالية من جميع النواحي، وعلى النقيض فإن البعض يعتقد بأن المسؤولية مجرد «نافذة» صغيرة يطل بها على الآخرين ليتباهى بمسؤوليته ورتوش وظيفته التي أسندت إليه، وبالجمال المعنوي الذي رسمه داخل نفسه لمهمة يعتقد أن مسؤوليتها عادية جداً لا تتعدى كونها «مهمة شرفية» يقود فيها الركب بشخصيته البسيطة!
وخلال هذه الوقفة نسلط الضوء على مسؤولية الأعمال الوظيفية التي تعد من أنواع المسؤولية المهمة، لما تبرزه لحقوق الآخرين من خلال تعاملهم مع الأصناف المختلفة من أرباب المسؤولية!!
إن المتأمل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ليدرك خطورة المسؤولية الملقاة على عاتقه عندما يكلف بها، فكل مسؤول هو مؤتمن على جميع رعيته بدون استثناء، يتعهدها ويرعاها ويسهر على راحتها قياماً بواجبات المسؤولية، ويحذر أشد الحذر من التقصير أو التسويف فيها، ويتأمل معها وبدقة مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه القائل: «لو أن بغلة في العراق تعثرت لخفت أن أسأل عنها، لم لم أسو لها الطريق».. إنه الإحساس العميق بالخوف من المولى الجليل على افتراض تقصير في حق بغلة تعثرت في الطريق، لم يستطع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يجعل طريقها مريحاً!! فهل يا ترى يسري هذا الإحساس في نفوس المسؤولين في مختلف نطاقات العمل؟؟ وهل يحرصون بالفعل على إعطاء كل ذي حق حقه، ويقومون بمهامهم الوظيفية على الوجه الأكمل دون تقصير أو إهمال وتفريط في واجبات أعمالهم!!
إن استشعار حجم المسؤولية يختلف من شخص إلى آخر، فبعض المسؤولين يأكل عليه الدهر ويشرب وفقاً لتعامله التقليدي، وعمله التقليدي، وأسلوبه التقليدي في التعامل مع من يرأسهم، فضلاً عن إهماله لحقوقهم.. لذا فهو يهمه ـ بصورة خاصة ـ نفسه والاستفادة من وظيفته في تحقيق جميع المكاسب الوظيفية والحياتية على حد سواء.
إن أهم مقومات استشعار المسؤولية تنحصر في معرفة الدور المناط بك تحديداً، ومحبة الوظيفة نفسها، والإيمان بها، يقول الأديب غازي القصيبي رحمه الله: «وراء كل إنجاز عظيم.. إيمان عظيم». فالإنجاز والنتائج العظيمة هي نتاج ذلك الإيمان العظيم المتشرب في نفس المسؤول الذي يعد المحرك الأساس لجميع رعيته إن هو استطاع أن يؤمن بدوره في التغيير والتطوير والارتقاء بكل فرد هو مسؤول عنه!! كما إن بذل الجهد المناسب تجاه المسؤولية، والإتقان في كل مهامها، والمبادرة بالقيام بأي مهام لها التأثير الكبير في سير العمل اليومي، إضافة إلى عدم التسويف في اتخاذ القرارات وتأجيل البت فيها.
يقول مسؤول كبير في تركيا «لم أتعود أن أنام وعلى مكتبي ورقة واحدة تحتاج لتوقيع، فما أترك إنجازه في ثوانٍ قد يعطل مصالح الناس أياماً!». هذا هو مفهوم الإنجاز الذي يجب أن يتحلى به كل المسؤولين من أجل صالح البلاد والعباد، لا أن يتقاعس في تأدية مهامه الوظيفية التي يتكسب من ورائها لقمة عيشه!!
ولعل التقاعس الأكبر الذي يقوم به بعض أرباب المسؤولية تقع جريمته في خانة «حقوق الموظفين» وميدان العمل ككل، فقد تتقادم عليهم السنوات بلا حراك، ويحملون على أكتافهم جريرة التراخي في المسؤولية من مسؤوليهم، ومن ثم يؤثر ذلك على منظومة العمل الكلي، ويتراجع منحنى الإنجاز وحب العمل.. إن كل مسؤول في موقعه عليه أن يعي جيداً أنه يحمل على عاتقه مهام خطيرة يجب أن يعطيها حقها، فيعامل كل موظف بمقدار الجهد الذي يقدمه في نطاق عمله، فلا يقدم المصلحة على مقدار العطاء، ولا يحصر الاهتمام «بمنظوره الشخصي» فقط، بل يجب أن يضع اعتباراً لكل صانع إنجاز مهما كان موضعه ومقدار إنجازه، حتى يقوى في نهاية المطاف بأن يكون «القائد الملهم» الذي يلتف حوله الناس.
إننا في أمس الحاجة إلى وجود «قادة» تسري في شرايينهم قيم المسؤولية، فيقومون بكافة واجباتهم تجاه من يشرفون عليهم، بإعطائهم حقوقهم بكل أمانة واقتدار.. وفق الله الجميع لتحمل أي مسؤولية في ميادين الحياة.