عنوان المقال عبارة عن خبر، لكنه ليس خبراً صحيحاً، على الأقل حتى الآن، إلا أنه ممكن الحصول، بل هو متوقع أن يحدث في كل يوم وفي كل ساعة يتم فيها اختطاف الشوارع من قبل أولئك الذين يعتبرون هذا الفعل بطولة ما بعدها بطولة وتذكرة رخيصة الثمن لدخول الجنة.
لنتصور هذا المشهد، يتقدم مجموعة من الشباب الملثم من الذين يحلو لهم أن يطلق عليهم اسم «أبطال الميادين» «كما هو في النشيد الثوري المنفذ بأصوات غير بحرينية» فيحتجزون شارعاً رئيسياً ويشعلون النار في إطارات السيارات ويهربون بعد أن يلتقطوا صورة تذكارية لهم وهم يرفعون إشارة النصر المتعارف عليها دولياً ويقوم «الصحافي» المرافق لهم بتصوير العملية بالفيديو لتنشر بعد قليل على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات السوسة بقيادة «العالم» الإيرانية .
منذ اللحظة التي يتم فيها احتجاز الشارع لا يجد أصحاب السيارات التي تم إجبارها على الوقوف حيلة للخروج من المأزق الذي صاروا فيه وصار لزاماً عليهم استنشاق سموم الدخان الصادر من تلك الإطارات المشتعلة
دقيقة بعد دقيقة تزداد أعداد السيارات الواقعة في الشبكة فيضيق الشارع بهم ما يدفع بعض السائقين إلى استغلال المسار الخاص بسيارات الإسعاف والمرور والطوارئ والمحددة بالخط الأصفر أملاً في الإفلات.
ولأن عملية إطفاء النار تستغرق في كل الأحوال وقتاً يطول أو يقصر لذا يظل الشارع مختنقاً بالسيارات وتتوقف فيه الحياة تماماً، فلا تستطيع أي سيارة أن تتقدم إلى الأمام أو تعود إلى الخلف، وهذا يشمل سيارات الإسعاف والنجدة.
لنضيف إلى المشهد صورة أخرى يمكن أن تحدث. في اللحظة التي قام فيها «أبطال الميادين» باختطاف الشارع كان ذوو أحدهم قد قرر نقل والدته التي احترقت في المطبخ نتيجة تسرب الغاز أو وقعت على الأرض فاقدة وعيها نتيجة عارض صحي مفاجئ إلى المستشفى. ذوو»البطل» طلبوا الإسعاف لنقل والدته، الإسعاف وصل إلى المكان ونقل الأم وانطلق مسرعاً نحو المستشفى. ولكن بسبب تعطل الشارع الذي كان لا بد أن تسلكه سيارة الإسعاف وجد المسعفون أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، فهم غير قادرين على اختراق جدار السيارات المتراكم أمامهم ولا يستطيعون استخدام مسار الطوارئ الذي انشغل بكثير من السيارات. النتيجة أنهم ظلوا هكذا حتى تم «استئناف الحركة المرورية على الشارع بعد تأمينه من قبل الأجهزة الأمنية إثر عمل تخريبي تسبب في إغلاقه» كما يأتي عادة في البيانات التي تصدر عن وزارة الداخلية.
لنواصل تخيل المشهد الممكن الحصول. تصل سيارة الإسعاف إلى قسم الطوارئ بالمستشفى متأخرة، يتم إنزال «أم البطل» ولكن جثة هامدة فقد أسلمت الروح في سيارة الإسعاف التي صرفت وقتاً طويلاً حتى وصلت إلى قسم الطوارئ.
طبعاً الأم المتوفاة لا تدري أن ابنها كان السبب المباشر في عدم تمكن المسعفين من إنقاذها، ما يعني أنه هو قاتلها.
هذا المشهد المتخيل متعب للنفس، فأن يتسبب شاب في وفاة والدته وأن تكون هي ضحية فعل خارج عن اللياقة والإنسانية لابنها مسألة صعبة ومؤلمة، لكن الناس في نهاية الأمر سيقولون «يستاهل»، وسيحمدون الله على أن المتضرر لم يكن شخصاً آخر لا قيمة له عند «أبطال الميادين». ولكن، ماذا لو كان المتضرر «المتوفى» هذا الآخر، مواطناً أو مقيماً أو زائراً، فمن المسؤول عن وفاته؟ وضد من يتم رفع الشكوى لتقديمه للعدالة ومحاكمته وتعويض المتضرر؟
هذا سؤال واقعي وإن جاء من مشهد متخيل، وهو موجه إلى أهل القانون، من هو المسؤول المباشر عن هكذا حوادث تنتج عن هكذا أفعال؟
لنتصور هذا المشهد، يتقدم مجموعة من الشباب الملثم من الذين يحلو لهم أن يطلق عليهم اسم «أبطال الميادين» «كما هو في النشيد الثوري المنفذ بأصوات غير بحرينية» فيحتجزون شارعاً رئيسياً ويشعلون النار في إطارات السيارات ويهربون بعد أن يلتقطوا صورة تذكارية لهم وهم يرفعون إشارة النصر المتعارف عليها دولياً ويقوم «الصحافي» المرافق لهم بتصوير العملية بالفيديو لتنشر بعد قليل على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات السوسة بقيادة «العالم» الإيرانية .
منذ اللحظة التي يتم فيها احتجاز الشارع لا يجد أصحاب السيارات التي تم إجبارها على الوقوف حيلة للخروج من المأزق الذي صاروا فيه وصار لزاماً عليهم استنشاق سموم الدخان الصادر من تلك الإطارات المشتعلة
دقيقة بعد دقيقة تزداد أعداد السيارات الواقعة في الشبكة فيضيق الشارع بهم ما يدفع بعض السائقين إلى استغلال المسار الخاص بسيارات الإسعاف والمرور والطوارئ والمحددة بالخط الأصفر أملاً في الإفلات.
ولأن عملية إطفاء النار تستغرق في كل الأحوال وقتاً يطول أو يقصر لذا يظل الشارع مختنقاً بالسيارات وتتوقف فيه الحياة تماماً، فلا تستطيع أي سيارة أن تتقدم إلى الأمام أو تعود إلى الخلف، وهذا يشمل سيارات الإسعاف والنجدة.
لنضيف إلى المشهد صورة أخرى يمكن أن تحدث. في اللحظة التي قام فيها «أبطال الميادين» باختطاف الشارع كان ذوو أحدهم قد قرر نقل والدته التي احترقت في المطبخ نتيجة تسرب الغاز أو وقعت على الأرض فاقدة وعيها نتيجة عارض صحي مفاجئ إلى المستشفى. ذوو»البطل» طلبوا الإسعاف لنقل والدته، الإسعاف وصل إلى المكان ونقل الأم وانطلق مسرعاً نحو المستشفى. ولكن بسبب تعطل الشارع الذي كان لا بد أن تسلكه سيارة الإسعاف وجد المسعفون أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، فهم غير قادرين على اختراق جدار السيارات المتراكم أمامهم ولا يستطيعون استخدام مسار الطوارئ الذي انشغل بكثير من السيارات. النتيجة أنهم ظلوا هكذا حتى تم «استئناف الحركة المرورية على الشارع بعد تأمينه من قبل الأجهزة الأمنية إثر عمل تخريبي تسبب في إغلاقه» كما يأتي عادة في البيانات التي تصدر عن وزارة الداخلية.
لنواصل تخيل المشهد الممكن الحصول. تصل سيارة الإسعاف إلى قسم الطوارئ بالمستشفى متأخرة، يتم إنزال «أم البطل» ولكن جثة هامدة فقد أسلمت الروح في سيارة الإسعاف التي صرفت وقتاً طويلاً حتى وصلت إلى قسم الطوارئ.
طبعاً الأم المتوفاة لا تدري أن ابنها كان السبب المباشر في عدم تمكن المسعفين من إنقاذها، ما يعني أنه هو قاتلها.
هذا المشهد المتخيل متعب للنفس، فأن يتسبب شاب في وفاة والدته وأن تكون هي ضحية فعل خارج عن اللياقة والإنسانية لابنها مسألة صعبة ومؤلمة، لكن الناس في نهاية الأمر سيقولون «يستاهل»، وسيحمدون الله على أن المتضرر لم يكن شخصاً آخر لا قيمة له عند «أبطال الميادين». ولكن، ماذا لو كان المتضرر «المتوفى» هذا الآخر، مواطناً أو مقيماً أو زائراً، فمن المسؤول عن وفاته؟ وضد من يتم رفع الشكوى لتقديمه للعدالة ومحاكمته وتعويض المتضرر؟
هذا سؤال واقعي وإن جاء من مشهد متخيل، وهو موجه إلى أهل القانون، من هو المسؤول المباشر عن هكذا حوادث تنتج عن هكذا أفعال؟