خطوة منح صلاحيات خاصة لأعداد من مواطني المحرق «في محاولة لوقف أعمال التدمير والتخريب المتصاعدة في المدينة وإصدار بطاقات هويات خاصة لهم تخولهم توقيف المشتبهين إلى حين وصول الشرطة»؛ خطوة عملية مهمة وإن احتوت جانباً من السلبيات التي ينبغي عدم إغفالها. أهمية الخطوة تكمن في توفير الفرصة للمواطنين للمشاركة في حماية المنشآت التي أقيمت لهم والوقوف في وجه أولئك الذين لا يجدون وسيلة للتعبير عما يعتريهم من غضب سوى تخريب مثل هذه المنشآت وكأنهم ينتقمون من أنفسهم.
حماية الحدائق العامة والشوارع ومحطات الكهرباء الفرعية وغيرها من منشآت توفر الخدمات للمواطنين هي مسؤولية الدولة أولاً وآخراً، ولكنها تصير أيضاً مسؤولية المواطنين في الحالات كالتي تمر فيها بلادنا، وحينما يخلط البعض بين شعار السلمية الذي يرفعونه وبين التخريب الذي لا يتسق مع هذا الشعار، والمسؤولية هنا لا تكون «فرض كفاية» إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين لكنها مسؤولية الجميع، فليس من المنطق الوقوف متفرجين على عمليات التخريب التي تتم أمام أعيننا وكأن الأمر لا يعنينا، وليس من العدل مطالبة الحكومة بالقيام بذلك ومحاسبتها إن حدث تقصير.
مشروع «أصدقاءالبلدية» الذي تم إطلاقه الأسبوع الماضي في مناسبة حضرها وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني الدكتور جمعة الكعبي، جاء كما قال بعد اختباره خلال الأشهر الماضية في منطقة البسيتين والاستجابة الكبيرة التي وجدوها من قبل المواطنين للقيام بدورهم في حماية مرافق الخدمات والبنيات الأساسية في الأحياء التي يقطنون بها.
نجاح التجربة في البسيتين والبدء بتنفيذها في المحرق سيؤدي إلى تكرار التجربة في مناطق أخرى هي اليوم في حاجة ماسة إلى من يمنع عنها يد الأذى. وأهمية المشروع لا تقتصر على توفير المصروفات الحكومية وحفظ مال وزارة البلديات والاستفادة منه في بناء حدائق أخرى وتقديم خدمات أفضل للمواطنين، لكنها تمتد إلى تغيير السلوك السلبي لدى البعض إلى سلوك إيجابي يستفيد منه الوطن والمواطن، فليس معقولاً أبداً أن يقوم الإنسان البحريني، ابن الحضارات، بممارسة ما يسيء إلى نفسه ووطنه.
في السنتين الماضيتين تم تخريب الكثير من المنشآت التي يستفيد منها المواطنون ولا يفيد تخريبها المخربين، فأي فائدة يمكن أن يجنيها من يحرق محول كهرباء أو يدمر ألعاب أطفال في حديقة عامة أو يكسر مصابيح الشوارع أو يخرب إشارة ضوئية تحمي المواطنين من شر الحوادث المميتة؟ وأي انتصار يحققه من هكذا أفعال؟
خطوة وزارة البلديات مهمة وعملية، وكذلك فكرة تزيين جدران محطات الكهرباء وغيرها برسومات تعكس تراث البحرين وتعبر عن الحب والولاء للقيادة، ورسومات تحث على ترشيد استهلاك الكهرباء والماء وغيرها، وكذلك مهمة محاولة السعي إلى توفير غطاء تأميني للحدائق العامة، لكن كل هذا لا يغني عن العمل على تعديل سلوك المواطن وإقناعه أن ما يقوم به من عمل لا يسيء إلى الحكومة بقدر ما يسيء إلى المواطنين، وهو منهم.
ما سيحدث الآن هو أن بعض الجمعيات السياسية وما صار يعرف بـ «ائتلاف فبراير» سينتقدون خطوة وزارة البلديات وسيعتبرونها سلبية وسيظهرون فيها الكثير من العيوب، وسيقولون إنها خطوة لتأسيس ميليشيات ستتسبب في زيادة تقسيم المجتمع وتوتير الأجواء وتحويل المواطنين إلى رجال أمن، وغير هذا من كلام يسهل الرد عليه.
إن الدور الذي ينبغي أن يقوم به «القياديون» الذين يدفعون المواطنين البسطاء إلى «المعارك» هو إفهامهم أن ما يقومون به يعود بالضرر عليهم قبل الآخرين وأن هذا السلوك لا يمت إلى الإسلام بصلة ولا إلى «المبادئ الثورية»، فليس في تخريب حديقة عامة أو إحراق محطة كهرباء شطارة، وليس في أي تصرف يسيء إلى الآخرين انتصاراً لدين أو لمبدأ.
حماية الحدائق العامة والشوارع ومحطات الكهرباء الفرعية وغيرها من منشآت توفر الخدمات للمواطنين هي مسؤولية الدولة أولاً وآخراً، ولكنها تصير أيضاً مسؤولية المواطنين في الحالات كالتي تمر فيها بلادنا، وحينما يخلط البعض بين شعار السلمية الذي يرفعونه وبين التخريب الذي لا يتسق مع هذا الشعار، والمسؤولية هنا لا تكون «فرض كفاية» إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين لكنها مسؤولية الجميع، فليس من المنطق الوقوف متفرجين على عمليات التخريب التي تتم أمام أعيننا وكأن الأمر لا يعنينا، وليس من العدل مطالبة الحكومة بالقيام بذلك ومحاسبتها إن حدث تقصير.
مشروع «أصدقاءالبلدية» الذي تم إطلاقه الأسبوع الماضي في مناسبة حضرها وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني الدكتور جمعة الكعبي، جاء كما قال بعد اختباره خلال الأشهر الماضية في منطقة البسيتين والاستجابة الكبيرة التي وجدوها من قبل المواطنين للقيام بدورهم في حماية مرافق الخدمات والبنيات الأساسية في الأحياء التي يقطنون بها.
نجاح التجربة في البسيتين والبدء بتنفيذها في المحرق سيؤدي إلى تكرار التجربة في مناطق أخرى هي اليوم في حاجة ماسة إلى من يمنع عنها يد الأذى. وأهمية المشروع لا تقتصر على توفير المصروفات الحكومية وحفظ مال وزارة البلديات والاستفادة منه في بناء حدائق أخرى وتقديم خدمات أفضل للمواطنين، لكنها تمتد إلى تغيير السلوك السلبي لدى البعض إلى سلوك إيجابي يستفيد منه الوطن والمواطن، فليس معقولاً أبداً أن يقوم الإنسان البحريني، ابن الحضارات، بممارسة ما يسيء إلى نفسه ووطنه.
في السنتين الماضيتين تم تخريب الكثير من المنشآت التي يستفيد منها المواطنون ولا يفيد تخريبها المخربين، فأي فائدة يمكن أن يجنيها من يحرق محول كهرباء أو يدمر ألعاب أطفال في حديقة عامة أو يكسر مصابيح الشوارع أو يخرب إشارة ضوئية تحمي المواطنين من شر الحوادث المميتة؟ وأي انتصار يحققه من هكذا أفعال؟
خطوة وزارة البلديات مهمة وعملية، وكذلك فكرة تزيين جدران محطات الكهرباء وغيرها برسومات تعكس تراث البحرين وتعبر عن الحب والولاء للقيادة، ورسومات تحث على ترشيد استهلاك الكهرباء والماء وغيرها، وكذلك مهمة محاولة السعي إلى توفير غطاء تأميني للحدائق العامة، لكن كل هذا لا يغني عن العمل على تعديل سلوك المواطن وإقناعه أن ما يقوم به من عمل لا يسيء إلى الحكومة بقدر ما يسيء إلى المواطنين، وهو منهم.
ما سيحدث الآن هو أن بعض الجمعيات السياسية وما صار يعرف بـ «ائتلاف فبراير» سينتقدون خطوة وزارة البلديات وسيعتبرونها سلبية وسيظهرون فيها الكثير من العيوب، وسيقولون إنها خطوة لتأسيس ميليشيات ستتسبب في زيادة تقسيم المجتمع وتوتير الأجواء وتحويل المواطنين إلى رجال أمن، وغير هذا من كلام يسهل الرد عليه.
إن الدور الذي ينبغي أن يقوم به «القياديون» الذين يدفعون المواطنين البسطاء إلى «المعارك» هو إفهامهم أن ما يقومون به يعود بالضرر عليهم قبل الآخرين وأن هذا السلوك لا يمت إلى الإسلام بصلة ولا إلى «المبادئ الثورية»، فليس في تخريب حديقة عامة أو إحراق محطة كهرباء شطارة، وليس في أي تصرف يسيء إلى الآخرين انتصاراً لدين أو لمبدأ.