استمرار الأوضاع غير المريحة وغير العادية في البحرين وتمسك كل الأطراف بمواقفها لن يؤدي إلى التأخر في الوصول إلى حل فقط؛ لكنه سيفتح الباب على مصراعيه لفتنة طائفية لا تبقي ولا تذر، خصوصاً مع تطورات الأوضاع في سوريا التي اختار فيها المسلمون المنتمون إلى كل مكان أحد فسطاطين؛ فآزر الشيعة الشيعة وآزر السنة السنة بغض النظر عن كل شيء. هذا الانقسام الطائفي لن يكون بعيداً عن البحرين في ظل استمرار الأزمة وإعطاء الآخرين فرصة الدخول فيها.
استمرار المشكلة البحرينية وتعقدها سيؤدي إلى وقوف السنة في كل العالم إلى جانب السنة في البحرين، وسيؤدي إلى وقوف الشيعة في كل العالم إلى جانب الشيعة، رغم أن المشكلة البحرينية لا علاقة لها بالطائفية. هذه هي النهاية المتوقعة للمشكلة البحرينية بالقياس إلى ما حدث ويحدث في بلدان أخرى.. قريبة وبعيدة.
المنقذ لأهل البحرين من هذه النهاية هو التوقف لحظة لاسترداد الأنفاس والتزام الهدوء ثم طرح مشكلاتنا بعقلية متفتحة على طاولة الحوار والابتعاد عن كل ما يوتر الأجواء.. والابتعاد عن التفاصيل التي لا طائل من ورائها والتي يكمن فيها الشيطان.
رُب قائل؛ إن الحوار الدائر حالياً زاد عن المائة يوم ولم ينتج سوى زيادة في تصلب المواقف وزيادة في التفرقة، هذا صحيح، لكنه قول غير دقيق، فمائة يوم في حوار وطني يريد المشاركون فيه حل مشكلات كبيرة حلاً ناجعاً ونهائياً ويرضي مختلف الأطراف ليست كثيرة، فهذا النوع من الحوار يحتاج إلى وقت طويل وصبر، وفي اعتقادي عدم نشر كل ما يدور في جلساته يخدمه، فالحوار الدائر الآن وإن كان لا يبث على الهواء مباشرة إلا أنه مكشوف ويعرف العالم ما يدور في كل جلسة منه مباشرة بعد رفعها وأحيانا أثناءها. هذا النوع من المتابعة التفصيلية والدقيقة لجلسات الحوار يعطي الإحساس بأنه لا يتقدم ويتيح الفرصة للتدخل ولتأثير الآخرين على المشاركين فيه. هذا يشبه قيام من بدأ برنامجاً للريجيم بوزن نفسه يومياً فلا يلحظ أي تقدم، لكنه سيلاحظه لو وزن نفسه مرة في نهاية كل شهر.
بغض النظر عن كل الخلافات والمشاحنات التي تحدث في جلسات الحوار؛ لا يمكن إلا الاستمرار فيه، فلا سبيل لنا غيره، ونجاح الحوار مرهون بقناعات المشاركين فيه وبمدى استعدادهم لتقديم تنازلات ينبغي ألا يضنوا بها على وطنهم، خصوصاً وأنهم يعرفون أن الوصول إلى طريق مغلق نتيجته المنطقية هي الحال التي صارت تعاني منها دول أخرى.. الاصطفاف الطائفي البغيض الذي يزيد الوضع تعقيداً.
في ظل الطائفية التي كشرت عن أنيابها وستتمكن من البحرين إن استمر الوضع الخاطئ هذا سنجد أن البحريني الذي عاش طوال عمره يؤمن بالفكر الشيوعي ولا يصلي ولا يصوم، بل لا يعترف حتى بوجود الخالق، سنجده قد انحاز إلى جانب طائفته وتحول إلى مدافع شرس عنها، ولعله صار يفتي ويستند في أقواله إلى الله جل شأنه والرسول عليه الصلاة والسلام (قال الله.. وقال الرسول)، وسنجد أصحاب فكر آخرين وقد تأثرت قناعاتهم.
الطائفية إن تمكنت من البحرين، خصوصاً في ظل تطورات الأحداث في العالم العربي وعلى الأخص في سوريا، ستقضي على كل القيم البحرينية التي هي الإنسان البحريني وعنوانه.
من يحب البحرين عليه أن يعمل جاهداً لعدم فتح الباب أمام هذا الغول الذي لا يرحم وسيقضي على اليابس والأخضر، من يحب البحرين عليه أن يسهم في إنجاح الحوار الدائر حالياً، فلا طريق للإفلات مما صرنا فيه سواه. ولعل اكتفاء المتحاورين بوزن الحوار مرة في الشهر يبدي تقدمه.
{{ article.visit_count }}
استمرار المشكلة البحرينية وتعقدها سيؤدي إلى وقوف السنة في كل العالم إلى جانب السنة في البحرين، وسيؤدي إلى وقوف الشيعة في كل العالم إلى جانب الشيعة، رغم أن المشكلة البحرينية لا علاقة لها بالطائفية. هذه هي النهاية المتوقعة للمشكلة البحرينية بالقياس إلى ما حدث ويحدث في بلدان أخرى.. قريبة وبعيدة.
المنقذ لأهل البحرين من هذه النهاية هو التوقف لحظة لاسترداد الأنفاس والتزام الهدوء ثم طرح مشكلاتنا بعقلية متفتحة على طاولة الحوار والابتعاد عن كل ما يوتر الأجواء.. والابتعاد عن التفاصيل التي لا طائل من ورائها والتي يكمن فيها الشيطان.
رُب قائل؛ إن الحوار الدائر حالياً زاد عن المائة يوم ولم ينتج سوى زيادة في تصلب المواقف وزيادة في التفرقة، هذا صحيح، لكنه قول غير دقيق، فمائة يوم في حوار وطني يريد المشاركون فيه حل مشكلات كبيرة حلاً ناجعاً ونهائياً ويرضي مختلف الأطراف ليست كثيرة، فهذا النوع من الحوار يحتاج إلى وقت طويل وصبر، وفي اعتقادي عدم نشر كل ما يدور في جلساته يخدمه، فالحوار الدائر الآن وإن كان لا يبث على الهواء مباشرة إلا أنه مكشوف ويعرف العالم ما يدور في كل جلسة منه مباشرة بعد رفعها وأحيانا أثناءها. هذا النوع من المتابعة التفصيلية والدقيقة لجلسات الحوار يعطي الإحساس بأنه لا يتقدم ويتيح الفرصة للتدخل ولتأثير الآخرين على المشاركين فيه. هذا يشبه قيام من بدأ برنامجاً للريجيم بوزن نفسه يومياً فلا يلحظ أي تقدم، لكنه سيلاحظه لو وزن نفسه مرة في نهاية كل شهر.
بغض النظر عن كل الخلافات والمشاحنات التي تحدث في جلسات الحوار؛ لا يمكن إلا الاستمرار فيه، فلا سبيل لنا غيره، ونجاح الحوار مرهون بقناعات المشاركين فيه وبمدى استعدادهم لتقديم تنازلات ينبغي ألا يضنوا بها على وطنهم، خصوصاً وأنهم يعرفون أن الوصول إلى طريق مغلق نتيجته المنطقية هي الحال التي صارت تعاني منها دول أخرى.. الاصطفاف الطائفي البغيض الذي يزيد الوضع تعقيداً.
في ظل الطائفية التي كشرت عن أنيابها وستتمكن من البحرين إن استمر الوضع الخاطئ هذا سنجد أن البحريني الذي عاش طوال عمره يؤمن بالفكر الشيوعي ولا يصلي ولا يصوم، بل لا يعترف حتى بوجود الخالق، سنجده قد انحاز إلى جانب طائفته وتحول إلى مدافع شرس عنها، ولعله صار يفتي ويستند في أقواله إلى الله جل شأنه والرسول عليه الصلاة والسلام (قال الله.. وقال الرسول)، وسنجد أصحاب فكر آخرين وقد تأثرت قناعاتهم.
الطائفية إن تمكنت من البحرين، خصوصاً في ظل تطورات الأحداث في العالم العربي وعلى الأخص في سوريا، ستقضي على كل القيم البحرينية التي هي الإنسان البحريني وعنوانه.
من يحب البحرين عليه أن يعمل جاهداً لعدم فتح الباب أمام هذا الغول الذي لا يرحم وسيقضي على اليابس والأخضر، من يحب البحرين عليه أن يسهم في إنجاح الحوار الدائر حالياً، فلا طريق للإفلات مما صرنا فيه سواه. ولعل اكتفاء المتحاورين بوزن الحوار مرة في الشهر يبدي تقدمه.