تعيش الأمة الإسلامية في هذه الأيام بالذات حالة سبات عميق، وحالة تخبط وتفتت بلغ ذروته بالتناحر والحروب فيما بين أبناء المجتمع الواحد، وشاعت الفوضى وبلغ مداها بالحرب الطائفية التي تدور رحاها اليوم بين أبناء الدين الواحد.وبدلاً من أن تسود روح المحبة والوئام والألفة التي حظ عليها الدين الإسلامي الحنيف.. بدلاً من ذلك أخذت النزاعات وروح التعصب والتشدد الأعمى وروح الانتقام والتكفير تسود بين أبناء المجتمع الإسلامي.فبينما نرى روح التسامح والمحبة تسود المجتمعات البشرية بمختلف دياناتها وطوائفها من مسيحية ويهودية، وبوذية وهندوسية وغيرها، كما هو الحال في دول أوروبا بجناحيها الغربي والشرقي، ودول القارة الأمريكية، وأستراليا، واليابان، والصين والكوريتين، وجنوب أفريقيا، والهند وغيرها، الأمر الذي أدى إلى بناء مجتمع آمن واقتصاد مستقر وتقدم علمي يحسدون عليه.يجد المتبحر في الخارطة الإسلامية بروز عكس ما هو موجود في دول العالم من الملل غير الإسلامية، فهناك القتل اليومي وإزهاق الأرواح وإسالة الدماء، وزيادة أعداد اليتامى والأرامل والثكالى في باكستان، وأفغانستان، والعراق، وسوريا، ولبنان، كما إن دول الربيع العربي في مصر وليبيا وتونس وحتى اليمن لاتزال تشهد مخاضاً عسيراً حيث لا يمر يوم إلا ونسمع عن إزهاق بعض الأرواح وتفجيرات يروح ضحيتها الأبرياء من الناس.وقد تطور الأمر إلى شغل الأمة الإسلامية بالفتنة الكبرى، وهي فتنة الطائفية التي تعد من أفظع الفتن وأشدها فتكاً وخبثاً، لدرجة أن بعض المسلمين في دول أوروبا أخذت تنتشر بينهم هذه الفتنة الغريبة عن الدين الإسلامي وقيمه السمحاء، بل وقيم المجتمعات الغربية المتحضرة.لقد أصبح العالم ينظر بريبة إلى المسلمين ويتساءل عن قيم الدين الإسلامي وتقاليده التي تشوه يومياً من قبل المسلمين أنفسهم، وذلك من خلال قتل النفس المحرمة، حيث تنقل أجهزة التلفاز في العالم أشلاء وجثث المسلمين الذين يقتلون يومياً بأيدي بعضهم بعضاً، ما جعل النصارى واليهود يشفقون علينا. ففي إحدى كنائس شمال بريطانيا اقترح قـس الكنيسة في شتاء هذا العام 2013 اقتراحاً بخصوص المساجد الإسلامية المجاورة للكنيسة على أن تفتح الكنيسة أبوابها لاستقبال المصلين من المسلمين يوم الجمعة بدلاً من صلاتهم خارج المسجد الذي لا يستوعب أعداد المصلين، وذلك رحمة بالمسلمين المصلين من صلاتهم في العراء في جو قارس البرودة، حيث تساقط الثلوج والأمطار.وطالعتنا صحف يوم السبت 29 يونيو 2013 بخبر أن منظمة أمنية يهودية ستتولى حماية المساجد في شمال شرق لندن بعد تزايد الاعتداءات على المسلمين ومصالحهم رداً على مقتل جندي بريطاني في شهر مايو الماضي من هذا العام على يد رجلين إسلاميين متطرفين من أصول نيجيرية.وفي الوقت الذي ينشغل فيه ضعاف العقول من المسلمين بالفتن الطائفية وبالسب والشتم علناً مستخدمين في ذلك أحدث التقنيات التي اخترعها الغرب لراحة الإنسانية ورواج العلم والثقافة وتداول الأخبار، كما هو حاصل في أجهزة التلفاز ومواقع الاتصال الاجتماعي وعبر الحواسيب وأجهزة الهواتف بمنافذها المختلفة، نرى انشغال الغرب ودول المشرق المتقدمة بأمور الاستكشافات العلمية والتي كان أحدثها إطلاق إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (نـاسـا) تلسكوباً ليقوم بتحديد ظاهرة كيف ترفع الشمس حرارة غلافها الجوي إلى ملايين الدرجات من خلال إطلاق طاقة من سطحها البارد نسبياً، والذي تبلغ درجة حرارته خمسة آلاف وخمسمائة درجة مئوية. وفي اليابان أعلن العلماء مؤخراً عن استنساخ فأر من قطرة واحدة من الدم، حيث أعلن العلماء اليابانيون أن خلايا دم مأخوذة من ذيل فأر مانح استخدمت في عملية الاستنساخ.أين المسلمون من تلك الاكتشافات والاختراعات؟ وأين هم من روح التسامح التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وأخذت تعمل بها الديانات الأخرى؟ لقد حان الوقت ليفيق المسلمون من سباتهم ويعتصمون بحبل الله.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90