المنطقة الخليجية والعربية تشهد حالياً حرباً واضحة المعالم إلا أن الإجراءات بشأنها لا تواكب وتيرتها المتسارعة.
في البحرين رأينا كيف حاول أتباع الخطة الخمسينية الخمينية سرقة الزمن وحاولوا ركوب موجة ثورات الربيع العربي ليختطفوا البحرين ويعيدوها (بحسب المفهوم الإيراني) إلى الأصل، حتى ولو كان بتمكين ممثل المرشد الإيراني في البحرين ليكون حاكماً بأمره.
حينما يسأل أي غربي عن فشل ما سمي بالثورة في البحرين؛ فإن إجابة سؤاله سهلة إذاً، إذ كيف ينجح حراك مذهبي طائفي في سرقة أصوات عديدة لأطياف مختلفة بالتالي ينجح في سرقة وطن وتغيير هويته وإعادة رسم ملامح دولة جديدة لا تقبل بعناصر تختلف مع نظامها (صاحب المرجعية المذهبية) في التوجهات والأهداف؟!
ثورات الربيع العربي التي نجحت في تغيير الأنظمة، تأتى لها ذلك لأن الشعوب توحدت ضد مفاهيم خاطئة وأنظمة أضرت بحقوق هذه الشعوب، لكن في البحرين توحدت أصوات متطرفة مذهبياً بهدف الانقلاب على بلد تطوراته الديمقراطية واضحة وعمليات الإصلاح والبناء (وإن لم تصل للكمال) موجودة ويمكن أن تقاس.
الحرب المذهبية بانت «سوداويتها» بوضوح من خلال ما يحصل في سوريا، وتحديداً حينما نشبت إيران مخالبها في جسد الأبرياء السوريين، وتحديداً السنة منهم، في تكرار «خارجي» لوضع داخلي يعاني منه الإيرانيون أنفسهم إن رفضوا الطاعة العمياء لأوامر المرشد الخامنئي.
التمدد الإيراني واضح وتنفيذ خطة التغلغل داخل الدول الخليجية والعربية لا تحتاج لعبقري حتى يدركها. محاولة إقلاق استقرار الدول لعبة إيرانية قديمة تعاد وتتكرر كلما سنحت الفرصة، حتى في الوضع المصري المتأزم إيران تتعمد أن تطل برأسها لتصنع مزيداً من التشرذم داخل المجتمع الواحد لتزيده انقساماً.
دول الخليج طرحت فكرة الاتحاد ثم توقفت عندها ولا نعرف ما هو سبب تعطيل تفعيل الفكرة التي ستقوي كيان مجلس التعاون الخليجي أقلها من الناحية الدفاعية والعسكرية، أننتظر كارثة عظمى أم حدثاً جللاً لنتحرك؟!
التعامل بحسن النوايا مع من لا يمتلك حسن نوايا أصلاً ما هو إلا انتحار سياسي ومقامرة لا تنذر إلا بالأضرار والتداعيات السلبية.
لو أن ما يحصل لدينا وما يحيق بالمنطقة من أخطار وتهديدات كان موجهاً للولايات المتحدة على سبيل المثال لما تقاعست لحظة في وضع خطة ردع وتدابير عالية المستوى لتأمين أمنها وأمن مواطنيها وقطع دابر من يريد إلحاق الضرر بها ككيان، ولوصلت لأبعد النقاط جغرافياً لتفعل ذلك، وتذكروا جثة أسامة بن لادن.
في مثل هذه الحروب لا مجال للتسويف وخداع النفس بالتهدئة، إن لم تكن مستعداً ومتحسباً للأخطار فقد تكون ضحية في لمح البصر.
البدء في عملية التصدي لهذه الحرب الواضحة يكون أولاً بتأمين الداخل وعدم ترك الحبل على الغارب لمنفذي هذه المخططات ليتحركوا بحرية حتى، بعدها يأتي تأمين الكيانات جميعها من منطلق أن الخطر يهدد الجميع لا طرفاً دون آخر.
الأمور واضحة ومصدر الخطر ومبعث الشر يلعب لعبته بوضوح تام، فهل من معتبر؟!