آن أوان المصارحة، وآن أوان أن يفهم بعض المسؤولين الكبار والصغار في الدولة أن اختباءهم خلف كراسيهم ومديري مكاتبهم، الذين ضربوا السياج ونصبوا الشباك لئلا يقابل مواطن أو ينظر حتى من ثقب الباب إلى المسؤول، الذي يستمتع بالاسترخاء وخدمات ضيافة ذهبية وغيرها من خدمات خاصة يقوم بها موظفو الوزارة الكبار والصغار، من توصيل وإيصال وحمل «الشنطات»، آن لهؤلاء من وزراء ووكلاء ومديرين ورؤساء أقسام وحتى موظفين عاديين قد طال لسانهم على المواطنين، فلم يسلم منهم رجل كبير ولا شاب محترم، آن لهم الآن أن يعرفوا حجمهم وأن يعرفوا مكانتهم، فهم ليسوا إلا موظفين يقدمون خدمات تتطلب منهم التنازل عن غرورهم الذي زينته لهم شياطينهم، فظنوا أنهم سادة وكبار.. وذلك عندما نسوا أن من صفات السادة والكبار هو التواضع والوقوف على حاجات الناس، وذلك كما يفعل سادة القوم وكبارهم، ألم تروا كيف يصنع خليفة بن سلمان؛ يمشي في كل الميادين!
خليفة بن سلمان الذي يقف بين الصيادين ويجول على المرضى والمصابين ويقابل كافة المواطنين، يقف كشخص منهم بتواضع جم ووجه سمح وببساطة ليس لها نظير، ودماثة خلق ليس لها مثيل وحنية لا مصطنعة ولا متكلفة، وكلام فيه إحساس ومسؤولية وتوجيه بكل كياسة ولباقة، ليس فيه تجريح ولا تحبيط، فاخرجوا أيها المسؤولون من زنازينكم وأنظروا كيف يصنع خليفة بن سلمان؛ يمشي في كل الميادين.
أخرجوا يا وكلاء ويا مساعدين ويا مديرين ورؤساء في كل الوزارات والمؤسسات؛ اخرجوا من زنازينكم واستبدلوا مديري مكاتبكم الذين لا ينظرون إلى المواطنين حتى «بنص عين»، أعطوا موظفيكم دورات ودراسات في كيفية التعامل مع المواطنين، اخرجوا وانظروا إلى المراجعين الذين تقطعت مراراتهم وصبب عرقهم، وهم يلهثون بعد أن أخذوا لفات ودورات كي يحصلوا على مواقف لسياراتهم، فإذا بهم يفاجؤون بموظفين لا يعرفون مهامهم ولا يملكون القليل من أدب الكلام، فاخرجوا أيها المسؤولون من زنازينكم وانظروا كيف يصنع خليفة بن سلمان؛ يمشي في كل الميادين.
لم يأبه لحر شمس ولا بحيرة انبثقت منها الروائح، ولا مستشفى فيه أوبئة أو مصابون، ولا عيادة فيها مرضى كبار وصغار، لم يأبه لأن إحساسه بالمسؤولية يدفعه ليطمئن على أحوال المواطنين، وينظر في شكاوى المراجعين، خرج كعادته ومنذ سنوات وسنوات، خرج كعادته الأصيلة التي عرفها وتعود عليها شعب البحرين في حالة الأمن وحالة الاستنفار، أما بعض الوزراء فإذا خرجوا ليطلعوا على موقع من المواقع، قد تكون مرة كل سنتين، فتفرش لهم الميادين ويتقدم موكبهم الوكلاء والمساعدون والمديرون والرؤساء، أو حتى لو طلع مدير على موقع العمل فهو في نفس الحالة، فهم في غمرة ونشوة المنصب قد نسوا الأمانات وعاشوا اللحظات التي فيها يقوم الموظفون الصغار والمغلوب على أمرهم ومنهم من يرتجي درجة أو رتبة يقدم الولاء.
هذا حال بعض المسؤولين في الدولة، الذين لم يعاينوا مواقع ولا مراكز، فلو كانوا يعاينون ويتابعون ويدققون لما استطاع أحد أن ينصب علماً على تلة رمال ومن ثم يدعي أنه مسجد ومزار، ولو كانوا يمارسون عملهم كما هو مطلوب لما استطاع أحد أن يمد سلك كهرباء إلى مبنى بدون وثائق، ولو كانوا يتحسسون ويرغبون في الوحدات الحساسة لما استطاع أحد من المتآمرين تسريب معلومات ومخططات، ولو كان يهمهم تيسير مصالح المواطنين لنزلوا لقاعات المراجعين وسألوا ما بال هذه الطوابير، والأمثلة كثيرة ومتعددة من وزراء ووكلاء ومساعدين ومديرين ورؤساء وموظفين عاديين يتعمدون التغافل، كما يتعمدون تأخير المعاملات، كما يتعمدون إهانة المواطنين وغير المواطنين بالانتظار الطويل، حيث ينام المراجع ويصحو ومازال رقمه لم يظهر على الشاشة، والأمثلة كثيرة وعديدة، خاصة في أقسام خدمات الزبائن في المؤسسات الحكومية، لذلك نقول ونعيد؛ اخرجوا أيها المسؤولون من زنازينكم وانظروا كيف يصنع خليفة بن سلمان؛ يمشي في كل الميادين.
تحية وتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر، تحية من الأعماق ملؤها المحبة والولاء الخالص لمواقفه ووقفاته مع المواطنين في شتى الميادين ومختلف المواقع وفي كل اللحظات والأزمات، إنه خليفة بن سلمان الصفحة المضيئة في تاريخ البحرين.. رجل المواقف.. الذي يمشي بثبات في كل الميادين.. فاخرجوا أيها المسؤولون من زنازينكم وانظروا كيف يصنع وماذا يفعل خليفة بن سلمان.