هذا السؤال يبحث عن إجابته غالبية أهل البحرين، فهم معنيون بخير يفتقدونه في بيوتهم لأسباب كثيرة لا مجال لإيجازها ببضعة أسطر، فعندما تسمع شكاواهم عبر الـ«واتس آب» و«تويتر»، تجد أن هذه الوسائل قدمت لهم خدمة وبالمقابل جعلتهم «مطنزة» أمام الآخرين، وهذا يفسر في علم النفس من شدة معاناتهم ونقل الميؤوس منها بالفضفضة والإفصاح.
لا أقلل من شأن أي مواطن بحريني، فأنا واحد من أهل البيت ويؤلمني ما وصل إليه الحال، ويعتصر قلبي حزناً وكمداً، لكني للأسف من قوم يدهم الأولى في النار والثانية قصيرة لا تقوى على تقديم مساعدة.
تحدثت عن معاناة الكثيرين ممن ألقوا بمشكلاتهم في وجهي، علني أفتح العيون عليها بعد أن أوصدت أبواب من بيدهم الحل دونها، والسائد في الديرة اليوم «حجي ميمع وغيره يالحبيب ما تسمع»، فظاهرة التصريحات البراقة «البندولية» جعلت من المسؤولين يتفوقون على دول العالم ولا أظن أحداً يقدر عليهم بهذا الجانب على طريقة الأولين «أكل من البقل شقل ومن الرويد عويد»، يعني لا البقل نافع ولا الرويد.
على مدار الأشهر الماضية تحدثت عن معاناة عيال ديرتي، وفتحت الكثير من الجروح وذررت ملحاً على جراحاتهم وهو الدواء الرخيص المتوفر، عل البعض يخرج من نعيمه ويطل من برجه العاجي ويلتفت لمساكين طالما بنوا من أجسادهم وصحتهم وأعمار آبائهم وأجدادهم كي تعمر بيوت البحرين، لكن بماذا جزيناهم؟ زدناهم فقراً وظلمناهم.
على مدى الأشهر الماضية كتبت عن رجل بحريني استدان وتبهدل هو وعياله وأصابه الضغط والكوليسترول والسكري وفقد نصف بصره وأصبح لا يدري إن تناول طعام الغداء كيف يتدبر أمر العشاء، وعندما أراد التخلص من ديونه قال له البنك «القاضي دبل عليك المبلغ وحط عليك أرباح سنوية 8%، يعني قرضك صار ضعفين تدفعه ولا نسحب بيتك، وإذا ما عندك بيت السجن فيه ثلاث وجبات مضمونة وعيالك وزوجتك لهم الرب يسترهم».
قلت قد يتحرك داخل المسؤولين الذين وضعوا البحرين بالمرتبة السابعة بين أغنى دول العالم، إحساس بسيط ونجد من يتصل ويبحث عن أصل هذا الحكم، أو نائب يخرج عن صمته ويسأل وزير العدل الرأفة بمساكين البلد، لكن الربع كل يغني على ليلاه وكل يشتكي من الأزمة المالية العالمية وكأنها «قميص عثمان».
وكانت قضية الأخوين اللذين تورطا واستدانا لجلب شغالة فلبينية، واضطرا لدفنها واقفة لأنها الحالة الأرخص بعد أن مددوا قروضهم لنفس السبب، دون أن يحرك المسؤولون ساكناً، والكثير من القضايا كزيادة الرواتب التي وصلت لحد أننا أصبحنا نؤلف النكت على طريقة «شر البلية ما يضحك» والنواب «كلمة توديهم وكلمة تييبهم» وليس بيدهم قرار، وتحدثنا عن معاناة البحرينيين مع هروب الشغالات بـ»الشغالة في العمارة» وابن عمك «أصمخ».
والطامة الكبرى عزيز زباري أحد رجالات هذا البلد.. قلنا إنه درس الكثير من الوزراء ورجالات بيت المال ومن يملكون القرار، وأصبح قطعة ديكور مليئة بالأمراض المعدية يتجنبها الجميع، وعندما تجري اتصالاً بأصحاب التأثير والقرار يقولون «العمود أبكانا على رجل درسنا وعلمنا لابد لنا أن نمد له يد المساعدة»، ولا شيء آخر سوى الكلام.
أقول ورمضان على الأبواب، إنه شهر الخير والدعوات والعمل الصالح إرضاء للرحمن تبارك وتعالى، والبحث عن مكان بالجنة الموعودة، والشهر الذي يذيب كل الحواجز بين ميسور ومحتاج، وفيه يقف الفقير والغني في صلاة واحدة يطلبون من ربهم الرحمة والغفران وحسن الختام «اللهم اجعله شهر خير وأيقظ ما في القلوب الميتة ما تبقى من روح ومحبة للفقراء والمحتاجين.. وعساه رمضان شهر الخير والبركات كما كان في سالف الأزمان».
الرشفة الأخيرة
في شهر الخير نتباعد ونتوقف عن اللقاء في «ملفى الأياويد»، على أن نعود بعد عيد الفطر لفتح الجديد في ذاكرة المكان والزمان في ديرتنا وأهلها الطيبين.
لا أقلل من شأن أي مواطن بحريني، فأنا واحد من أهل البيت ويؤلمني ما وصل إليه الحال، ويعتصر قلبي حزناً وكمداً، لكني للأسف من قوم يدهم الأولى في النار والثانية قصيرة لا تقوى على تقديم مساعدة.
تحدثت عن معاناة الكثيرين ممن ألقوا بمشكلاتهم في وجهي، علني أفتح العيون عليها بعد أن أوصدت أبواب من بيدهم الحل دونها، والسائد في الديرة اليوم «حجي ميمع وغيره يالحبيب ما تسمع»، فظاهرة التصريحات البراقة «البندولية» جعلت من المسؤولين يتفوقون على دول العالم ولا أظن أحداً يقدر عليهم بهذا الجانب على طريقة الأولين «أكل من البقل شقل ومن الرويد عويد»، يعني لا البقل نافع ولا الرويد.
على مدار الأشهر الماضية تحدثت عن معاناة عيال ديرتي، وفتحت الكثير من الجروح وذررت ملحاً على جراحاتهم وهو الدواء الرخيص المتوفر، عل البعض يخرج من نعيمه ويطل من برجه العاجي ويلتفت لمساكين طالما بنوا من أجسادهم وصحتهم وأعمار آبائهم وأجدادهم كي تعمر بيوت البحرين، لكن بماذا جزيناهم؟ زدناهم فقراً وظلمناهم.
على مدى الأشهر الماضية كتبت عن رجل بحريني استدان وتبهدل هو وعياله وأصابه الضغط والكوليسترول والسكري وفقد نصف بصره وأصبح لا يدري إن تناول طعام الغداء كيف يتدبر أمر العشاء، وعندما أراد التخلص من ديونه قال له البنك «القاضي دبل عليك المبلغ وحط عليك أرباح سنوية 8%، يعني قرضك صار ضعفين تدفعه ولا نسحب بيتك، وإذا ما عندك بيت السجن فيه ثلاث وجبات مضمونة وعيالك وزوجتك لهم الرب يسترهم».
قلت قد يتحرك داخل المسؤولين الذين وضعوا البحرين بالمرتبة السابعة بين أغنى دول العالم، إحساس بسيط ونجد من يتصل ويبحث عن أصل هذا الحكم، أو نائب يخرج عن صمته ويسأل وزير العدل الرأفة بمساكين البلد، لكن الربع كل يغني على ليلاه وكل يشتكي من الأزمة المالية العالمية وكأنها «قميص عثمان».
وكانت قضية الأخوين اللذين تورطا واستدانا لجلب شغالة فلبينية، واضطرا لدفنها واقفة لأنها الحالة الأرخص بعد أن مددوا قروضهم لنفس السبب، دون أن يحرك المسؤولون ساكناً، والكثير من القضايا كزيادة الرواتب التي وصلت لحد أننا أصبحنا نؤلف النكت على طريقة «شر البلية ما يضحك» والنواب «كلمة توديهم وكلمة تييبهم» وليس بيدهم قرار، وتحدثنا عن معاناة البحرينيين مع هروب الشغالات بـ»الشغالة في العمارة» وابن عمك «أصمخ».
والطامة الكبرى عزيز زباري أحد رجالات هذا البلد.. قلنا إنه درس الكثير من الوزراء ورجالات بيت المال ومن يملكون القرار، وأصبح قطعة ديكور مليئة بالأمراض المعدية يتجنبها الجميع، وعندما تجري اتصالاً بأصحاب التأثير والقرار يقولون «العمود أبكانا على رجل درسنا وعلمنا لابد لنا أن نمد له يد المساعدة»، ولا شيء آخر سوى الكلام.
أقول ورمضان على الأبواب، إنه شهر الخير والدعوات والعمل الصالح إرضاء للرحمن تبارك وتعالى، والبحث عن مكان بالجنة الموعودة، والشهر الذي يذيب كل الحواجز بين ميسور ومحتاج، وفيه يقف الفقير والغني في صلاة واحدة يطلبون من ربهم الرحمة والغفران وحسن الختام «اللهم اجعله شهر خير وأيقظ ما في القلوب الميتة ما تبقى من روح ومحبة للفقراء والمحتاجين.. وعساه رمضان شهر الخير والبركات كما كان في سالف الأزمان».
الرشفة الأخيرة
في شهر الخير نتباعد ونتوقف عن اللقاء في «ملفى الأياويد»، على أن نعود بعد عيد الفطر لفتح الجديد في ذاكرة المكان والزمان في ديرتنا وأهلها الطيبين.