في لقائه الأخير بمكتبه في وزارة شؤون حقوق الإنسان؛ وضع الوزير الدكتور صلاح علي أمام سفير المملكة المتحدة لدى البحرين، أيان ليندسي، أربع معلومات مهمة؛ الأولى أن تنفيذ مشاريع الإصلاحات الوطنية في المجالات الحقوقية يحتاج إلى وقت وصبر إن أردنا الوصول إلى نتائج عملية وترجمة التوصيات المتوافق عليها إلى واقع، والثانية أن الجميع مطالب باستثمار الأجواء الإيمانية والعبادية والروحانية في شهر رمضان في التواصل وتبادل الزيارات فيما بين مختلف الشركاء، والثالثة أن على الجميع تغليب صوت العقل لتحكيم المواقف إن أردنا الأمن والاستقرار، والرابعة أن عنف الشارع يمنع استكمال تنفيذ الإصلاحات الحقوقية ويعيقها.
هذه المعلومات الـ4 بمثابة قواعد وشروط، إن تم وضعها في الاعتبار تحقق ما يريده الجميع ورضي بذلك جميع الفرقاء. من المهم أن يدرك المطالبون بالإصلاحات الحقوقية أن هذه الإصلاحات لا يمكن أن تتم بين ليلة وضحاها، ولا يمكن أن تتم بمجرد إصدار قرار أو التعبير عن رغبة، وإن صدرت من جلالة الملك. فأي إصلاح في هذا المجال يحتاج إلى زمن كي يتحقق ويتم اختباره وتقييمه ويقاس طولياً أي على امتداد زمن يطول. الإصلاحات الحقوقية ليست خبزاً يصنعه الخباز ويجهز وأنت واقف تطالعه، بل إنه حتى الخبز لا يكون خبزاً إن لم يأخذ الوقت الكافي في التنور، ومن غير المعقول أن تقبل بخبز كله عجين فقط لأنك.. مستعجل! لابد أن يستوي كي تتمكن من التلذذ بأكله ويستفيد منه جسمك، ويقبل به عيالك.. وأمهم!
أيضاً لا يمكن لهذه الإصلاحات أن تتحقق ويراها الجميع على أرض الواقع ويلمسونها بأيديهم إن استمر مسلسل العنف الذي لا يراد له أن يتوقف، ففي وضع كهذا لا يمكن تبين أي إصلاحات، خصوصاً إن كان تحققها يستغرق وقتاً. لابد من وقف أعمال الفوضى والتخريب والعنف في الشارع كي يتمكن المعنيون من تنفيذ ما ينبغي تنفيذه، لأنه في وضع كهذا يصعب حتى التفكير ويضيع كل مكسب. لابد أن «يعتدل» المنغمسون في تلك الأعمال البعيدة عن أخلاق مجتمعنا البحريني الأصيل وعن ديننا الإسلامي الحنيف والمعطلة لمصالح المواطنين والمعطلة للحياة.. ولابد أن «يستووا عاقلين» كي يتمكن المعنيون من العمل وكي يتمكنوا هم من النظر إلى المنجزات بعيون لا يشاغبها.. شاغب!
التوقف عن أعمال الفوضى والشغب والعنف والتخريب تعبير عن تمكن العقل وتغليب حب الوطن على حب الذات والمصالح الحزبية أو الشخصية الضيقة، ولأن شهر رمضان المبارك على الأبواب؛ فإن قراراً من المعنيين المسؤولين عن كل ما يحدث من أفعال طائشة في الشارع سيسجل في «ميزان حسناتهم»، وسيكون له تأثير مباشر وعملي على الأرض، حيث التوقف عن تلك الأعمال من شأنه أن يهدئ النفوس ويفتحها على مزيد من التعقل، فإذا أضيف إلى هذا تبادل الزيارات في شهر رمضان، وخصوصاً بين من لهم علاقة مباشرة بما يجري في البلاد، فإن الناتج سيكون في كل الأحوال إيجابياً.
مشكلة «المعارضة» في البحرين أن من لايزال في رأسه منهم ذرة عقل صار منقاداً لمن لم يعد في رأسه إلا الجنون والجهل وقلة الخبرة السياسية، وجميعهم يعتمد مبدأ الشك في كل الخطوات الحكومية وجميعهم يستعجل الأمور ويريد من الحكومة التطاول حتى على السنن الكونية وتوفير كل ما يريده في التو والحال.
ملخص رسالة وزير شؤون حقوق الإنسان الدكتور صلاح علي لـ«المعارضة» بأنواعها ودرجاتها ورتبها هو «استووا عاقلين واعتدلوا حتى نتمكن من العمل بهدوء وترجمة أقوالنا إلى أفعال ترونها على أرض الواقع وتلمسونها لمساً»!