يعيش الوطن العربي حالة من الإنهاك عبر الصراعات الداخلية، تارة عبر الصراع الطائفي السني الشيعي، وهو الأبرز، وتارة بين الإسلاميين والعلمانيين كما هو الحال في ليبيا، وتارة بين النظام وشعبه كما يجري في سوريا، وتارة بين الجيش والشعب كما هو مخطط له أن يحدث في مصر بعد أن كان الصراع إسلامياً علمانياً.
القراءات في البلدان التي تحتضن الفوضى الخلاقة أصبحت واضحة في المرحلة الحالية، إلا أن مصر تحديداً تعيش الآن حالة مخاض وتحولات في الصراع السياسي الداخلي، فبعد أن استثمر العسكر شرعية الثورة الثانية وعزل الرئيس مرسي، صعد الإخوان من تحركاتهم بعد التظاهر أمام قصر الحرس الجمهوري الأمر الذي أدى إلى استشهاد عشرات منهم، لذلك نعتقد أن مصر دخلت في مرحلة جديدة الآن وهي اصطفاف الجيش والتيار الليبرالي في مصر في ضفة، والإسلاميين في ضفة. خصوصاً أن حزب النور السلفي أعلن تضامنه الكامل مع جماعة الإخوان.
وهنا لا ننتقد أو نمدح حكم الإخوان، فهذا شأن مصري صرف وأهل مصر أدرى بشعابها يترك الأمر للشعب يحدد قراراته، ولكن على العقلاء أن يعوا جيداً أن مصر هدف كبير والجيش المصري مستهدف تحديداً، وهو آخر جيش «يجب أن يسقط» لتحقيق الأطماع الصهيونية على الأرض العربية، وإن دخول الإسلاميين والجيش في احتراب واقتتال ستكون مصر أكبر خاسر فيه.
إن التظاهر أمام جهة عسكرية أمر في غاية الخطورة يتحمل الشخص الذي دعا إلى هذا الاعتصام أولاً مسؤولية وتبعات ما جرى، هذا من جانب، ومن جانب آخر إن استهداف المتظاهرين بالأسلوب العسكري الصرف الذي أسقط العديد من الشهداء أمام القصر كان أمراً في منتهى القسوة، كالتعامل مع أعداء حرب وليس تعامل مع متظاهرين، وللأسف هذا أمر متوقع من مؤسسة عسكرية لا تعرف طريقة تعامل سوى الطريقة العسكرية، وليس لديها أدوات سوى الرصاص الحي، فهي ليست وزارة الداخلية.
عندما قامت الثورة الثانية في مصر قلنا إنه من حق الملايين أن تتظاهر وتسقط النظام، ورجحنا شرعية الشعب على شرعية الصناديق، ولكن إن كل منصف يعلم جيداً أن التيار الإسلامي في مصر له ثقل كبير واكتسح منذ بضعة أشهر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وإن كان الجيش منصفاً، كان يجب عليه تشكيل حكومة ائتلافية يشارك فيها الإسلاميون والليبراليون، وأن ترأسها شخصية وسطية مقبولة بين الطرفين ليبين بالفعل أنه جهة محايدة، لا أن يتم إقصاء الإسلاميين وكأنهم نظام بائد. هذا الأمر يحتاج إلى وقفة كبيرة، فالجيش المصري مسؤول بشكل كبير عن هذه السقطة التي جعلت منه يقف في صف جزء من الشعب ضد جزء آخر لا يقل ثقلاً عنه.
إن مصر هي المحطة قبل الأخيرة في مشروع الفوضى، وأعتقد -وأتمنى من الله أن يكون ما أقوله أضغاث تحليلات واستشرافات- أن مواجهة الإسلاميين مع الجيش المصري هي المرحلة الأخطر التي قد تدخل مصر في طريق المنحدر.
إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة هي التحالف مع الجميع ليكونوا ضد الجميع من أجل إنهاك الجميع.
جرس إنذار..
في خضم هذه الأحداث يستغل «طاغية الشام» الانشغال بمصر ليضرب حمص بالسلاح الكيميائي!.. والعالم لا يزال صامتاً.
شأن محلي..
في خضم كل الأحداث التي تجري في الوطن العربي يخرج رئيس جمعية الوفاق ليطالب المجتمع الدولي بحماية «تمرد البحرين» ليصدق المثل القائل إن «شر البلية ما يضحك».
{{ article.visit_count }}
القراءات في البلدان التي تحتضن الفوضى الخلاقة أصبحت واضحة في المرحلة الحالية، إلا أن مصر تحديداً تعيش الآن حالة مخاض وتحولات في الصراع السياسي الداخلي، فبعد أن استثمر العسكر شرعية الثورة الثانية وعزل الرئيس مرسي، صعد الإخوان من تحركاتهم بعد التظاهر أمام قصر الحرس الجمهوري الأمر الذي أدى إلى استشهاد عشرات منهم، لذلك نعتقد أن مصر دخلت في مرحلة جديدة الآن وهي اصطفاف الجيش والتيار الليبرالي في مصر في ضفة، والإسلاميين في ضفة. خصوصاً أن حزب النور السلفي أعلن تضامنه الكامل مع جماعة الإخوان.
وهنا لا ننتقد أو نمدح حكم الإخوان، فهذا شأن مصري صرف وأهل مصر أدرى بشعابها يترك الأمر للشعب يحدد قراراته، ولكن على العقلاء أن يعوا جيداً أن مصر هدف كبير والجيش المصري مستهدف تحديداً، وهو آخر جيش «يجب أن يسقط» لتحقيق الأطماع الصهيونية على الأرض العربية، وإن دخول الإسلاميين والجيش في احتراب واقتتال ستكون مصر أكبر خاسر فيه.
إن التظاهر أمام جهة عسكرية أمر في غاية الخطورة يتحمل الشخص الذي دعا إلى هذا الاعتصام أولاً مسؤولية وتبعات ما جرى، هذا من جانب، ومن جانب آخر إن استهداف المتظاهرين بالأسلوب العسكري الصرف الذي أسقط العديد من الشهداء أمام القصر كان أمراً في منتهى القسوة، كالتعامل مع أعداء حرب وليس تعامل مع متظاهرين، وللأسف هذا أمر متوقع من مؤسسة عسكرية لا تعرف طريقة تعامل سوى الطريقة العسكرية، وليس لديها أدوات سوى الرصاص الحي، فهي ليست وزارة الداخلية.
عندما قامت الثورة الثانية في مصر قلنا إنه من حق الملايين أن تتظاهر وتسقط النظام، ورجحنا شرعية الشعب على شرعية الصناديق، ولكن إن كل منصف يعلم جيداً أن التيار الإسلامي في مصر له ثقل كبير واكتسح منذ بضعة أشهر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وإن كان الجيش منصفاً، كان يجب عليه تشكيل حكومة ائتلافية يشارك فيها الإسلاميون والليبراليون، وأن ترأسها شخصية وسطية مقبولة بين الطرفين ليبين بالفعل أنه جهة محايدة، لا أن يتم إقصاء الإسلاميين وكأنهم نظام بائد. هذا الأمر يحتاج إلى وقفة كبيرة، فالجيش المصري مسؤول بشكل كبير عن هذه السقطة التي جعلت منه يقف في صف جزء من الشعب ضد جزء آخر لا يقل ثقلاً عنه.
إن مصر هي المحطة قبل الأخيرة في مشروع الفوضى، وأعتقد -وأتمنى من الله أن يكون ما أقوله أضغاث تحليلات واستشرافات- أن مواجهة الإسلاميين مع الجيش المصري هي المرحلة الأخطر التي قد تدخل مصر في طريق المنحدر.
إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة هي التحالف مع الجميع ليكونوا ضد الجميع من أجل إنهاك الجميع.
جرس إنذار..
في خضم هذه الأحداث يستغل «طاغية الشام» الانشغال بمصر ليضرب حمص بالسلاح الكيميائي!.. والعالم لا يزال صامتاً.
شأن محلي..
في خضم كل الأحداث التي تجري في الوطن العربي يخرج رئيس جمعية الوفاق ليطالب المجتمع الدولي بحماية «تمرد البحرين» ليصدق المثل القائل إن «شر البلية ما يضحك».