من أصدق التوصيفات التي أطلقت على البحرين أنها ستظل «جمرة» تكوي بنارها من يريد العبث بأمنها واستقرارها.
وصف أطلقه سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله بالأمس، حينما زار محافظة المحرق، مؤكداً أن البحرين ستظل عصية على الطامعين طالما كان أهلها المخلصون يداً واحدة ضد من يريد الشر بهذا الوطن وأهله.
هناك مشكلة دائمة موجودة في أذهان الانقلابيين تدفعهم للعيش في كوابيس كلما ظنوا أن عملية استنساخ الانقلاب متاحة، وهي تتمثل بوجود شرائح كبيرة في المجتمع البحريني من الاستحالة أن تساوم على ذرة تراب تحت أي ذريعة.
نعم البحرين ليست مدينة أفلاطونية وليست جنة خالية من الهموم والمشاكل، وشعبها كثير من شرائحه يعاني من مؤرقات عدة، سواء معيشية أو خدمية، لكن كل ذلك لا يعني أن الحل المتاح هو ما يقدمه الانقلابيون الساعون لأخذ البحرين كغنيمة حرب عبر إسقاط نظامها وحرق أرضها وتحويلها إلى عراق جديد.
البحرين دولة مؤسسات، وحتى تحل جميع المشاكل أو أغلبها فإن الحل يكون عبر المؤسسات وعبر الحراك الصحيح والعمل الجاد من خلالها، لكن للأسف، وهنا لنأخذ المؤسسة التشريعية كمثال، فإن التركيز يبتعد عن المواطن وهمومه ليتركز على مكاسب فئوية وتحزبية ويخدم أهدافاً سياسية.
ولأن هناك تقاعساً في تحمل المسؤولية من قبل عدة جهات، وهناك أداء لا يرتقي للطموح، فإن المشاكل توجد، وهموم الناس تتراكم، وهناك من يأتي ليستغل كل ذلك ويوهم الناس بأن الحل في يده وأن عليهم تسليمه نواصيهم والسير خلفه، حتى لو ضحوا من أجله بالدم والنفس فإنه يعدهم بجنته الموعودة التي وحده يمتلك «مفتاحها».
هناك من يغرر بهم، هناك من يسهل خداعه، وهناك من يتم استعباده باسم المذهب والمرجعية، لكن في المقابل -وهنا مشكلة الانقلابيين- هناك من يعرف اللعبة جيداً، هناك من يدرك تماماً أين يريدون الوصول، وهناك من يعرف تماماً بأن كثيراً مما يقولونه «حق» يراد به باطل.
ليست المعارضة وحدها هي التي تدعي أنها تنتقد الفساد والأخطاء وتدعو لحل هموم الناس ومشاكلهم، غيرهم الكثير من المخلصين لهذه الأرض يشيرون لهذه الأخطاء ويطالبون بحلها، وما يشكل الفارق هنا هي «النية المخلصة» بشأن الإشارة لهذه المعضلات والمشاكل، هل ننتقد لأننا نريد الإصلاح أم ننتقد لأننا نريد «تغيير الدولة» وإبدالها بنظام آخر يدين بولاء أعمى لمرجع ديني يسجد لرمز ديني من الخارج؟!
لا تزايدوا على وطنية غيركم، خاصة من ولاؤهم «الحقيقي» لهذا الأرض وحبهم لها، الذين لم يقبلوا يوماً بيعها أو الإساءة لها بحرف. أن تنشد الإصلاح مسألة، لكن أن تشتم بلدك وتدعو للانقلاب عليه لتؤول المسؤولية لك ولأتباعك فإن ذلك لا علاقة له البتة بأي إصلاح تدعيه كذباً.
البحرين ستظل جمرة حارقة تحرق من يريد العبث بها، وقد يكون الهدوء يسود صفوف المخلصين نتيجة القناعة بأن هذه الأرض ثابتة وأنها لن تكون تحت أي وصاية ولائية، ونتيجة لقسم المخلصين بأن أي تهديد لها لن يمر هكذا مرور الكرام، إذ حتى تستولوا على البحرين يجب أن تمروا من خلال هذا الشعب المخلص.
الانقلابيون يراهنون على هدوء المخلصين ويظنون بأن من وقفوا ضدهم في الفاتح يوماً «انتهى» حماسهم، وأنهم لن يقفوا مجدداً لصد أي تهديد يستهدف البحرين مستقبلاً.
هذا رهان «خيالي» وخاسر سلفاً، المخلصون يهدؤون لأنهم يعودون لممارسة حياتهم الطبيعية في وطن ثابتة عروبته ومترسخ نظامه، ليسوا أصحاب «هوس» و»نوايا» انقلابية تجعل اختطاف البلد هدفاً يومياً دائماً، معه لن يهدأ الطامع ولن يعرف كيف يعيش يومه طالما أحلامه مقصورة على هدف إسقاط النظام واختطاف البلد.
جمرة البحرين الحارقة جربها الانقلابيون مرة، وسيجربونها مرة ثانية وثالثة ورابعة، إذ ليس البحريني المخلص من يقبل أن تستهدف بلده ويؤثر السكوت والتفرج.
{{ article.visit_count }}
وصف أطلقه سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله بالأمس، حينما زار محافظة المحرق، مؤكداً أن البحرين ستظل عصية على الطامعين طالما كان أهلها المخلصون يداً واحدة ضد من يريد الشر بهذا الوطن وأهله.
هناك مشكلة دائمة موجودة في أذهان الانقلابيين تدفعهم للعيش في كوابيس كلما ظنوا أن عملية استنساخ الانقلاب متاحة، وهي تتمثل بوجود شرائح كبيرة في المجتمع البحريني من الاستحالة أن تساوم على ذرة تراب تحت أي ذريعة.
نعم البحرين ليست مدينة أفلاطونية وليست جنة خالية من الهموم والمشاكل، وشعبها كثير من شرائحه يعاني من مؤرقات عدة، سواء معيشية أو خدمية، لكن كل ذلك لا يعني أن الحل المتاح هو ما يقدمه الانقلابيون الساعون لأخذ البحرين كغنيمة حرب عبر إسقاط نظامها وحرق أرضها وتحويلها إلى عراق جديد.
البحرين دولة مؤسسات، وحتى تحل جميع المشاكل أو أغلبها فإن الحل يكون عبر المؤسسات وعبر الحراك الصحيح والعمل الجاد من خلالها، لكن للأسف، وهنا لنأخذ المؤسسة التشريعية كمثال، فإن التركيز يبتعد عن المواطن وهمومه ليتركز على مكاسب فئوية وتحزبية ويخدم أهدافاً سياسية.
ولأن هناك تقاعساً في تحمل المسؤولية من قبل عدة جهات، وهناك أداء لا يرتقي للطموح، فإن المشاكل توجد، وهموم الناس تتراكم، وهناك من يأتي ليستغل كل ذلك ويوهم الناس بأن الحل في يده وأن عليهم تسليمه نواصيهم والسير خلفه، حتى لو ضحوا من أجله بالدم والنفس فإنه يعدهم بجنته الموعودة التي وحده يمتلك «مفتاحها».
هناك من يغرر بهم، هناك من يسهل خداعه، وهناك من يتم استعباده باسم المذهب والمرجعية، لكن في المقابل -وهنا مشكلة الانقلابيين- هناك من يعرف اللعبة جيداً، هناك من يدرك تماماً أين يريدون الوصول، وهناك من يعرف تماماً بأن كثيراً مما يقولونه «حق» يراد به باطل.
ليست المعارضة وحدها هي التي تدعي أنها تنتقد الفساد والأخطاء وتدعو لحل هموم الناس ومشاكلهم، غيرهم الكثير من المخلصين لهذه الأرض يشيرون لهذه الأخطاء ويطالبون بحلها، وما يشكل الفارق هنا هي «النية المخلصة» بشأن الإشارة لهذه المعضلات والمشاكل، هل ننتقد لأننا نريد الإصلاح أم ننتقد لأننا نريد «تغيير الدولة» وإبدالها بنظام آخر يدين بولاء أعمى لمرجع ديني يسجد لرمز ديني من الخارج؟!
لا تزايدوا على وطنية غيركم، خاصة من ولاؤهم «الحقيقي» لهذا الأرض وحبهم لها، الذين لم يقبلوا يوماً بيعها أو الإساءة لها بحرف. أن تنشد الإصلاح مسألة، لكن أن تشتم بلدك وتدعو للانقلاب عليه لتؤول المسؤولية لك ولأتباعك فإن ذلك لا علاقة له البتة بأي إصلاح تدعيه كذباً.
البحرين ستظل جمرة حارقة تحرق من يريد العبث بها، وقد يكون الهدوء يسود صفوف المخلصين نتيجة القناعة بأن هذه الأرض ثابتة وأنها لن تكون تحت أي وصاية ولائية، ونتيجة لقسم المخلصين بأن أي تهديد لها لن يمر هكذا مرور الكرام، إذ حتى تستولوا على البحرين يجب أن تمروا من خلال هذا الشعب المخلص.
الانقلابيون يراهنون على هدوء المخلصين ويظنون بأن من وقفوا ضدهم في الفاتح يوماً «انتهى» حماسهم، وأنهم لن يقفوا مجدداً لصد أي تهديد يستهدف البحرين مستقبلاً.
هذا رهان «خيالي» وخاسر سلفاً، المخلصون يهدؤون لأنهم يعودون لممارسة حياتهم الطبيعية في وطن ثابتة عروبته ومترسخ نظامه، ليسوا أصحاب «هوس» و»نوايا» انقلابية تجعل اختطاف البلد هدفاً يومياً دائماً، معه لن يهدأ الطامع ولن يعرف كيف يعيش يومه طالما أحلامه مقصورة على هدف إسقاط النظام واختطاف البلد.
جمرة البحرين الحارقة جربها الانقلابيون مرة، وسيجربونها مرة ثانية وثالثة ورابعة، إذ ليس البحريني المخلص من يقبل أن تستهدف بلده ويؤثر السكوت والتفرج.