لم يتربَ على الحب في الله، ولم ينشأ على تقوى الله، ولا يعرف حدود الله، فكيف يخجل على نفسه؟ يلبس الحق بالباطل، ويقول عن جريمة قتل المريسي بأنه كان مجرد دمية وسمى الإرهاب سلمية، وسمى «السحق» فتوى جهادية، واستغاث بدولة صفوية ويقبل أقدام خادم خامنئي صبحاً وعصرية، والدولة التي آوته وربته وكسته وأعطته ووهبته الأرض وأجلسته على كرسي الشعب، وفتحت له مقراً وجعلت له منبراً وفتحت له الأبواب وحققت له ما أراد، حتى صار شخصية سياسية مرموقة حتى عند الدولة، وها هو حتى هذه اللحظة يهدد ويتوعد ويقود حرباً إرهابية ذهب فيها ضحايا وهلك فيها اقتصاد، ومازال حراً طليقاً يقول بصريح العبارة إن لديه قوة لم يستخدمها بعد، كما حدد اليوم والدقيقة ليقود مؤامرة انقلابية جديدة، ومازال حراً طليقاً يتنعم ويسير في موكب وحراس، حولته الدولة من نكرة إلى شخص تتفاوض معه على أمنها واستقرارها، ثم يقول عنها دولة ديكتاتورية ظالمة تنتهك حقوق الإنسان، لا نعرف أصله ولا فصله، وبالأمس رأينا شكله، ليس له تاريخ ولا يعرف ساسه ولا رأسه، يخرج على شعب البحرين ويقول هذا شعبي وينازع الحكم أهله، فكيف بعد هذا يستحي على نفسه!!
يستنكر تفجيرات بغداد والحلة، أما تفجيرات البحرين فيزعم أنها رواية وكيدية، بينما يقول عن تفجيرات العراق إنها مناقضة للإسلام والفطرة الإسلامية، ففي خطبة الجمعة 3 أغسطس 2013 قال: «على مدى أكثر من عشر سنوات لم تتوقف السيارات المفخخة بالانفجار، وهي عمليات جبانة لا تمت بالبطولة بصلة، وكلها عناوين لا لبس فيها بأنه هناك انحراف بلا حدود، والجميع يذكر فتاوى الأزهر من حرمة العمليات الاستشهادية في فلسطين لمواجهة المحتل الإسرائيلي، ولكن مع الأسف لا نجد فتاوى تقول بأن ما يحدث في العراق محرم ويناقض الإسلام والفطرة والإنسانية»، فكيف بعد هذا تريدونه أن يستحي على نفسه!!
يمتدح الحكومة العراقية التي أبادت مليوني مسلم ويزيد، وخلفت 7 ملايين يتيم و5 ملايين من الأرامل، وكذلك أمراض فتاكة، شعب يعيش في زمن الكهوف الحجرية بشهادة أهله وشهادة الجمعيات الإنسانية والحقوقية الدولية، شعب يعيش على الحطب، إنارته مصباح كيروسين وأرضه تعوم على بحار النفط والغاز، وقد امتدحها في نفس الخطبة وقال «وبالرغم من هذا النزف إلا أن العراق يبقى قوياً وعظيماً في مواجهته، وجزء من القوة والإيجابية أن هذه التفجيرات لا نجد الرد من هذه القوى بنفس الأسلوب، وهذا إيجابية أن هناك قوة في ضبط النفس لبناء العراق»، في الوقت الذي يشهد شعب العراق أنها تفجيرات من صنع الحكومة العراقية والدولة الخمينية، فكيف بعد هذا التأييد لحكومة فاسدة تقتل الشعب بالقنابل وتذبحهم بالسكاكين وتثقب أجسادهم بالمثاقيب ويقول عنها بأنها دولة عظيمة يتمنى لها الدوام والبقاء، ثم تريدون مثل هذا أن يستحي على نفسه!!
ويواصل دفاعه عن الحكومة الدموية الصفوية العراقية التي جاءت على ظهر الدبابات الأمريكية وجيوش صليبية وطائرات حربية وقنابل نووية، ثم يقول «العراق على ما فيه إلا أنه البلد الذي يخلو من القواعد العسكرية، عكس بعض الدول التي تنتقد العراق، وهيأت لغزوة تجد فيها القواعد الأمريكية وتحلق فوقها الطائرات الأمريكية»، فكيف بعد هذا يستحي على نفسه وأمريكا كانت كل يوم تقوم بعمليات حربية على المدن العراقية وتدك مدناً وتقصف مدارس ومستشفيات وبيوتاً مخلفة مئات الآلاف من الجثث تحت الركام والأنقاض، فكيف يكون هذا إنساناً فيه ذرة واحدة من البشرية، أو شعرة من الإنسانية، أو حتى شيء من الفطرة، هو ليس مجنوناً؛ بل شخصاً فاض قلبه حقداً حتى أصبح يهذي بكلام لا تصدقه حتى الشخصيات الكرتونية ولا الحيوانات البرية ولا القطبية، فكيف يمكن لمن سقطت عنه صفة الإنسانية أن يستحي على نفسه!
هذا عنوان على موقع صفوي يديره شخص من فصيله «لا يستحي على نفسه»، يقول «شوارع حيوية مغلقة بالإطارات المشتعلة أول أيام العيد.. والشلل يضرب مختلف المناطق بالبحرين والذي أعلن فيه ما يسمى «ائتلاف 14 فبراير» عن قطعه طرق رئيسة، فكيف بعد هذا العمل الإجرامي الذي يقطع على المسلمين شوارعهم ويواجههم بهلاك لا مفر منه أو التوقف عنده أو تجاوزه فيكون الموت مصيرهم، في أول أيام العيد وقت الصلاة والتكبير وهو وعصابته يقومون بالحرق والتفجير، فكيف بعد هذا الإجرام والإرهاب يستحي على نفسه، شخص لم يترب على الحب في الله، ولا يعرف تقوى الله وقد تعدى حدود الله وانتهك حرمات الله في أفضل أيام الله، كيف بالله عليكم يستحي على نفسه؟!