مساء السبت الفائت نشر في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الإلكترونية صورة مرفق بها تعليق يفيد أن «آلاف المواطنين» شيعوا طفلاً من المالكية إلى مثواه الأخير عصراً، وصورة أخرى مرفقة بتعليق آخر يقول إن «حشوداً كبيرة تتظاهر في العاصمة مساء أمس السبت».
بالنظر إلى الصورتين يتبين بوضوح أن التعليق الأول صادق بنسبة مائة في المائة؛ حيث الصورة وصور أخرى تم تداولها توضح أن الآلاف حضروا جنازة الطفل، بينما يتبين أن التعليق الثاني كاذب بنسبة مائة في المائة؛ حيث الصورة وصور أخرى تم تداولها توضح أن خمسة إلى ستة رجال فقط يسيرون في شارع في المنامة ويسير من خلفهم عدد مماثل من النساء.
الواضح أيضاً أن هذا الأمر لم ينتبه إليه «إعلاميو الثورة» الذين من الواضح كذلك أنهم كانوا مشغولين بهاجس توصيل رسالة للعالم مفادها أن من توعدوا بالتظاهر في العاصمة أوفوا بعهدهم وأنهم أقوياء، من دون أن يلاحظوا أن للعالم أيضاً آذاناً يسمعون بها وأعيناً يبصرون بها وعقولاً تعينهم على التمييز والتفريق بين الصدق وقلة الصدق.
هذا النموذج الإعلامي لا يفيد المستظلين بمظلة المعارضة، لأنه ينفر العالم منهم، فالعالم يظل يصدق كل من يقول حتى يتبين له أنه لا يقول الصدق ثم لا يصدقه حتى إن قال صدقاً!
ليلة الأحد الفائتة سيطر الأمن على العاصمة، تم وضع نقاط في بعض مداخل المنامة وتواجد رجال الأمن في بعض الشوارع لتوصيل رسالة مفادها أن الحكومة جادة في تنفيذ قراراتها، وأنها لن تسمح لهذه الفئة القليلة أن تسيء إلى الوطن والمواطنين والمقيمين وزوار البحرين، ولن تسمح لأحد بإقلاق الأمن والتأثير سلباً على الاستقرار.
في أول تلك الليلة تابعت عبر التويتر ما ينشر من أخبار عن الوضع في العاصمة المنامة، فتوصلت إلى قناعة ملخصها أن حالة السلامة الوطنية قد عادت، وأن الحركة في العاصمة ميتة، لذا اتخذت قراراً سريعاً بمعاينة ما يجري بنفسي كي أرى ما يدور رأي العين، فلا أكتب معلومة غير دقيقة، فتوجهت بسيارتي إلى المنامة.
عند مدرسة الخميس كان شرطي المرور يشير إلى من اخضرت الإشارة الضوئية لهم أن يتخذوا طريقاً إجبارياً، كان الشارع المؤدي إلى السلمانية معطلاً، فاتخذت طريق السيف و«نقعت» فيه فترة نحو ربع ساعة، فقد كان السير فيه بطيئاً جداً، قبل أن يتبين لي أن سبب الزحمة هو تعطل شاحنة وسط الشارع الرئيس قبل مدخل السيف، تماماً مثلما تبين لي لاحقاً أن مشكلة أخرى في الشارع المؤدي إلى السلمانية كانت السبب وراء تحويل السيارات إلى طريق آخر.
في العاصمة تنقلت من شارع إلى شارع ودخلت بعض الفرجان، لم يلفتني سوى أمرين؛ الأول هو أن الشوارع كانت مزدحمة وأن هذه الزحمة هي الزحمة الطبيعية في مثل تلك الساعة، والثاني هو النقاط الأمنية التي كان من الواضح أن المعنيين بها كانوا ينفذون خطة لتنفيذ قرار منع التظاهر في العاصمة وإفشال الدعوة إلى مخالفة هذا القرار من قبل ذلك البعض الذي ما يزال دون أن يدرك أن الأمر هذه المرة فعلاً (غير).
في تلك الليلة لم تحدث مواجهات في المنامة ولم يحدث سوى أن تم التقاط تلك الصورة في أحد الشوارع المؤدية إلى باب البحرين، والتي أظهرت بصدق «حجم التظاهرة» قبل أن تنشر مصحوبة بذلك التعليق المبالغ فيه.
أما اليوم الأربعاء 14 أغسطس فهو اليوم الموعود، والذي هو في كل الأحوال يعتبر يوم اختبار عملي للطرفين. شخصياً أجزم أنه سيمر بشكل عادي جداً، فالأمر هذه المرة غير.. بل (كلش غير)!
{{ article.visit_count }}
بالنظر إلى الصورتين يتبين بوضوح أن التعليق الأول صادق بنسبة مائة في المائة؛ حيث الصورة وصور أخرى تم تداولها توضح أن الآلاف حضروا جنازة الطفل، بينما يتبين أن التعليق الثاني كاذب بنسبة مائة في المائة؛ حيث الصورة وصور أخرى تم تداولها توضح أن خمسة إلى ستة رجال فقط يسيرون في شارع في المنامة ويسير من خلفهم عدد مماثل من النساء.
الواضح أيضاً أن هذا الأمر لم ينتبه إليه «إعلاميو الثورة» الذين من الواضح كذلك أنهم كانوا مشغولين بهاجس توصيل رسالة للعالم مفادها أن من توعدوا بالتظاهر في العاصمة أوفوا بعهدهم وأنهم أقوياء، من دون أن يلاحظوا أن للعالم أيضاً آذاناً يسمعون بها وأعيناً يبصرون بها وعقولاً تعينهم على التمييز والتفريق بين الصدق وقلة الصدق.
هذا النموذج الإعلامي لا يفيد المستظلين بمظلة المعارضة، لأنه ينفر العالم منهم، فالعالم يظل يصدق كل من يقول حتى يتبين له أنه لا يقول الصدق ثم لا يصدقه حتى إن قال صدقاً!
ليلة الأحد الفائتة سيطر الأمن على العاصمة، تم وضع نقاط في بعض مداخل المنامة وتواجد رجال الأمن في بعض الشوارع لتوصيل رسالة مفادها أن الحكومة جادة في تنفيذ قراراتها، وأنها لن تسمح لهذه الفئة القليلة أن تسيء إلى الوطن والمواطنين والمقيمين وزوار البحرين، ولن تسمح لأحد بإقلاق الأمن والتأثير سلباً على الاستقرار.
في أول تلك الليلة تابعت عبر التويتر ما ينشر من أخبار عن الوضع في العاصمة المنامة، فتوصلت إلى قناعة ملخصها أن حالة السلامة الوطنية قد عادت، وأن الحركة في العاصمة ميتة، لذا اتخذت قراراً سريعاً بمعاينة ما يجري بنفسي كي أرى ما يدور رأي العين، فلا أكتب معلومة غير دقيقة، فتوجهت بسيارتي إلى المنامة.
عند مدرسة الخميس كان شرطي المرور يشير إلى من اخضرت الإشارة الضوئية لهم أن يتخذوا طريقاً إجبارياً، كان الشارع المؤدي إلى السلمانية معطلاً، فاتخذت طريق السيف و«نقعت» فيه فترة نحو ربع ساعة، فقد كان السير فيه بطيئاً جداً، قبل أن يتبين لي أن سبب الزحمة هو تعطل شاحنة وسط الشارع الرئيس قبل مدخل السيف، تماماً مثلما تبين لي لاحقاً أن مشكلة أخرى في الشارع المؤدي إلى السلمانية كانت السبب وراء تحويل السيارات إلى طريق آخر.
في العاصمة تنقلت من شارع إلى شارع ودخلت بعض الفرجان، لم يلفتني سوى أمرين؛ الأول هو أن الشوارع كانت مزدحمة وأن هذه الزحمة هي الزحمة الطبيعية في مثل تلك الساعة، والثاني هو النقاط الأمنية التي كان من الواضح أن المعنيين بها كانوا ينفذون خطة لتنفيذ قرار منع التظاهر في العاصمة وإفشال الدعوة إلى مخالفة هذا القرار من قبل ذلك البعض الذي ما يزال دون أن يدرك أن الأمر هذه المرة فعلاً (غير).
في تلك الليلة لم تحدث مواجهات في المنامة ولم يحدث سوى أن تم التقاط تلك الصورة في أحد الشوارع المؤدية إلى باب البحرين، والتي أظهرت بصدق «حجم التظاهرة» قبل أن تنشر مصحوبة بذلك التعليق المبالغ فيه.
أما اليوم الأربعاء 14 أغسطس فهو اليوم الموعود، والذي هو في كل الأحوال يعتبر يوم اختبار عملي للطرفين. شخصياً أجزم أنه سيمر بشكل عادي جداً، فالأمر هذه المرة غير.. بل (كلش غير)!