في الفترة الماضية خرجت من أرض المحرق فعاليتان اجتماعيتان كلاهما كان يعد نوعاً جديداً ومبتكراً في الأنشطة والفعاليات المنظمة التي تصب في مصلحة الوطن وتعزز فكرة التقدير والشكر من قبل فئات المجتمع المدني.. المجتمع المدني الذي يعد، في الدول المتقدمة، سلطة وقوة رئيسة تحرك الرأي العام وسياسات الدولة، وتشكل واجهة الدولة ومبادئها أمام العالم، أول تلك الفعاليات؛ حفل تكريم المقدم مبارك بن حويل والملازم نورة آل خليفة من قبل عدد من الشباب المستقلين الذين تجمعوا في ساحة الموقع الاجتماعي «تويتر»، وثانيهما مهرجان القرقاعون السنوي الثامن، الذي نظمه مجلس البيت العود بالمحرق، والذي جاء هذه المرة بطريقة مبتكرة في الاحتفال بهذه المناسبة التراثية.
في الفعالية الأولى فطن الشباب، الذين لم يكونوا يتبعون أي جهة، إلى أهمية تكريم هاتين الشخصيتين نظير جهودهما الوطنية المميزة، والتي عرفوهما بها خلال أزمة البحرين المؤسفة الماضية، رغم أنهم لا يعرفونهما شخصياً، ورغم أنهم بالأصل وهم يتعاونون في قيادة حملة الدفاع عنهم على الإنترنت لا يعرفون بعضهم بعضاً، ولا يملكون حتى أرقام هواتف بعضهم، وهو ما يؤكد مصداقية تحركهم، اتحدوا لأجل قضية الوطن التي آمنوا بها، وكان يشاركهم فيها شباب من بعض الدول الخليجية، بعضهم حضر مشكوراً والبعض ظروفه منعته من الحضور.
فطنوا وهم يسعون لتنظيم الحفل، الذي حاول البعض إعاقته بأي طريقة، إن البعض يبدو أنه لم يستسغ الفكرة وأخذ يحورها على محمل سياسي أو محمل قانوني وعلى أبعاد أخرى تخرج عن الإطار الشبابي العام، والذي يجب -هو الآخر- أن يدفع بذات الاتجاه وتكون له مكانته وتواجده وتحركاته الشبابية في قضايا الوطن ككل، وفي الاعتراف بدور الجهات الرسمية وعطاءاتها وإنجازاتها وتكريم المتميزين فيها الذين يخدمون الشباب والقطاع الشبابي، خصوصاً الجهات التي عادة لا يطالها التكريم ولا توجد فعاليات تنظم لأجلهم، وفي مقدمة ذلك رجال الأمن الذين يتصدرون «من المفترض» قائمة الأولويات في الشكر والتقدير والامتنان على عطائهم للوطن، ففي أي دولة يكون الأمن أولاً ثم تأتي خلفه القطاعات الأخرى كالتعليم والصحة والاقتصاد.
إن تكريم رجال الأمن وشكرهم وتقديم كلمات التقدير والامتنان لهم، وهو أقل القليل وأبسطه، مقابل جهودهم الكبيرة ومساعيهم الحثيثة في حفظ أمن الوطن والمواطنين، وسلامتهم وتضحيتهم وجرأتهم الميدانية في النزول والاحتكاك، وما ينجم عنه من مخاطر عديدة وتهديدات تطالهم وتطال أسرهم حتى وتلاحقهم في حياتهم الشخصية، كانت رسالة الشباب التي خرجوا بها واضحة «رجال الأمن شكراً لكم.. رجال الأمن خط أحمر».
مثل هذه المبادرات الشبابية، التي لا تمثل أي جهة أو تتبع أطرافاً وشخصيات معينة، يجب أن تزيد وتعم مختلف مناطق ومحافظات الوطن في مجتمع يشكل الشباب فيه أكثر من 60% من تركيبته السكانية، حيث هناك ضرورة لتحرك الشباب المستقل الذي لا لون سياسي له ولا انتماء فئوي والتكاتف مع رجال الأمن والخروج بوقفات تضامنية معهم لتمثيل موقف الشاب البحريني، المميز فيما حدث حضور رابطة مشجعي نادي المحرق على رأسهم الفنان سعد محبوب وعدد من الفنانين المتضامنين مع وقفة شباب المحرق، حيث أكدوا خلال كلمة ألقاها بالنيابة عنهم الممثل والمذيع عصام ناصر أن الفنان يجب أن يكون له حضوره في المشهد الاجتماعي والوطني، وكان حضورهم قد جاء لتأكيد تواجدهم في المشهد الشبابي والأمني أيضاً، وتلك خطوة جميلة في أن يدعم الفنان قضايا الشباب والوطن وأن يبادر بنفسه في ترسيخ هذا المفهوم أيضاً في المجتمع وأن يضع يده بيدهم.
الفعالية الثانية؛ كانت مهرجان القرقاعون السنوي الثامن لمجلس البيت العود.. ما كان يلفت الانتباه هذه السنة هو تكريم عدد من الرياضيين والفنانين البحرينيين في احتفالية القرقاعون وجمع أطفال ونساء من «فرجان المحرق» والأهالي وتنظيم احتفالية شعبية جميلة لهم تجمعهم مع فنانيهم المحبوبين ونجوم الرياضة البحرينية لالتقاط الصور والتواصل الاجتماعي معهم في لوحة اجتماعية جميلة بدلاً من رتم احتفاليات القرقاعون المكررة الروتينية، ولعل اللافت للانتباه ما ذكرته الممثلة البحرينية المتميزة شيماء سبت حينما قالت «كرمت كثيراً خارج البحرين ربما أكثر من عشرين مرة لكنني لأول مرة أكرم على أرض وطني وبين أهلي!!»، فيما قال الفنان المبدع عبدالله ملك: ما تعلمناه من خلال الأزمة الماضية أننا في وقت المحن جميعنا ننسى خصوصياتنا وكلنا واحد، لا يوجد فنان أو غيره، في السعي لأجل الوطن.. إن هذه الاحتفاليات الاجتماعية إلى جانب تعزيزها لمبدأ الشراكة المجتمعية فإنها ترسخ مبدأ العطاء ونهج الشكر والتقدير، خاصة لأولئك الذين لم يحصدوا أي تكريم طيلة مراحل عطائهم للوطن الممتدة منذ سنين طويلة، والأجمل عندما يشعر هؤلاء أن التكريم لم يأتِ فقط من الدولة بل بمبادرة من الأهالي، فما أظهره الأهالي في تلك الليلة من التوافد عليهم، حيث ازدحم المكان واكتظ بشكل أعاق الحركة وتقديم كلمات الشكر والتقاط الصور معهم، شاهد حي وصورة واضحة وملموسة أوصلت لهم مشاعر الحب والامتنان الحقيقية الصادقة، وأن تكريمهم جاء من باب الحب والتقدير الكبير لهم.
إحساس أخير...
قد لا تسمح مساحة المقال بذكر أسماء وشخصيات جهودها وأفعالها سابقت أسماءها، لذا فكلمة شكر لجميع من قام على هاتين الفعاليتين وتعاون وساهم وشارك بالقصائد وبالحضور دون استثناء.
في الفعالية الأولى فطن الشباب، الذين لم يكونوا يتبعون أي جهة، إلى أهمية تكريم هاتين الشخصيتين نظير جهودهما الوطنية المميزة، والتي عرفوهما بها خلال أزمة البحرين المؤسفة الماضية، رغم أنهم لا يعرفونهما شخصياً، ورغم أنهم بالأصل وهم يتعاونون في قيادة حملة الدفاع عنهم على الإنترنت لا يعرفون بعضهم بعضاً، ولا يملكون حتى أرقام هواتف بعضهم، وهو ما يؤكد مصداقية تحركهم، اتحدوا لأجل قضية الوطن التي آمنوا بها، وكان يشاركهم فيها شباب من بعض الدول الخليجية، بعضهم حضر مشكوراً والبعض ظروفه منعته من الحضور.
فطنوا وهم يسعون لتنظيم الحفل، الذي حاول البعض إعاقته بأي طريقة، إن البعض يبدو أنه لم يستسغ الفكرة وأخذ يحورها على محمل سياسي أو محمل قانوني وعلى أبعاد أخرى تخرج عن الإطار الشبابي العام، والذي يجب -هو الآخر- أن يدفع بذات الاتجاه وتكون له مكانته وتواجده وتحركاته الشبابية في قضايا الوطن ككل، وفي الاعتراف بدور الجهات الرسمية وعطاءاتها وإنجازاتها وتكريم المتميزين فيها الذين يخدمون الشباب والقطاع الشبابي، خصوصاً الجهات التي عادة لا يطالها التكريم ولا توجد فعاليات تنظم لأجلهم، وفي مقدمة ذلك رجال الأمن الذين يتصدرون «من المفترض» قائمة الأولويات في الشكر والتقدير والامتنان على عطائهم للوطن، ففي أي دولة يكون الأمن أولاً ثم تأتي خلفه القطاعات الأخرى كالتعليم والصحة والاقتصاد.
إن تكريم رجال الأمن وشكرهم وتقديم كلمات التقدير والامتنان لهم، وهو أقل القليل وأبسطه، مقابل جهودهم الكبيرة ومساعيهم الحثيثة في حفظ أمن الوطن والمواطنين، وسلامتهم وتضحيتهم وجرأتهم الميدانية في النزول والاحتكاك، وما ينجم عنه من مخاطر عديدة وتهديدات تطالهم وتطال أسرهم حتى وتلاحقهم في حياتهم الشخصية، كانت رسالة الشباب التي خرجوا بها واضحة «رجال الأمن شكراً لكم.. رجال الأمن خط أحمر».
مثل هذه المبادرات الشبابية، التي لا تمثل أي جهة أو تتبع أطرافاً وشخصيات معينة، يجب أن تزيد وتعم مختلف مناطق ومحافظات الوطن في مجتمع يشكل الشباب فيه أكثر من 60% من تركيبته السكانية، حيث هناك ضرورة لتحرك الشباب المستقل الذي لا لون سياسي له ولا انتماء فئوي والتكاتف مع رجال الأمن والخروج بوقفات تضامنية معهم لتمثيل موقف الشاب البحريني، المميز فيما حدث حضور رابطة مشجعي نادي المحرق على رأسهم الفنان سعد محبوب وعدد من الفنانين المتضامنين مع وقفة شباب المحرق، حيث أكدوا خلال كلمة ألقاها بالنيابة عنهم الممثل والمذيع عصام ناصر أن الفنان يجب أن يكون له حضوره في المشهد الاجتماعي والوطني، وكان حضورهم قد جاء لتأكيد تواجدهم في المشهد الشبابي والأمني أيضاً، وتلك خطوة جميلة في أن يدعم الفنان قضايا الشباب والوطن وأن يبادر بنفسه في ترسيخ هذا المفهوم أيضاً في المجتمع وأن يضع يده بيدهم.
الفعالية الثانية؛ كانت مهرجان القرقاعون السنوي الثامن لمجلس البيت العود.. ما كان يلفت الانتباه هذه السنة هو تكريم عدد من الرياضيين والفنانين البحرينيين في احتفالية القرقاعون وجمع أطفال ونساء من «فرجان المحرق» والأهالي وتنظيم احتفالية شعبية جميلة لهم تجمعهم مع فنانيهم المحبوبين ونجوم الرياضة البحرينية لالتقاط الصور والتواصل الاجتماعي معهم في لوحة اجتماعية جميلة بدلاً من رتم احتفاليات القرقاعون المكررة الروتينية، ولعل اللافت للانتباه ما ذكرته الممثلة البحرينية المتميزة شيماء سبت حينما قالت «كرمت كثيراً خارج البحرين ربما أكثر من عشرين مرة لكنني لأول مرة أكرم على أرض وطني وبين أهلي!!»، فيما قال الفنان المبدع عبدالله ملك: ما تعلمناه من خلال الأزمة الماضية أننا في وقت المحن جميعنا ننسى خصوصياتنا وكلنا واحد، لا يوجد فنان أو غيره، في السعي لأجل الوطن.. إن هذه الاحتفاليات الاجتماعية إلى جانب تعزيزها لمبدأ الشراكة المجتمعية فإنها ترسخ مبدأ العطاء ونهج الشكر والتقدير، خاصة لأولئك الذين لم يحصدوا أي تكريم طيلة مراحل عطائهم للوطن الممتدة منذ سنين طويلة، والأجمل عندما يشعر هؤلاء أن التكريم لم يأتِ فقط من الدولة بل بمبادرة من الأهالي، فما أظهره الأهالي في تلك الليلة من التوافد عليهم، حيث ازدحم المكان واكتظ بشكل أعاق الحركة وتقديم كلمات الشكر والتقاط الصور معهم، شاهد حي وصورة واضحة وملموسة أوصلت لهم مشاعر الحب والامتنان الحقيقية الصادقة، وأن تكريمهم جاء من باب الحب والتقدير الكبير لهم.
إحساس أخير...
قد لا تسمح مساحة المقال بذكر أسماء وشخصيات جهودها وأفعالها سابقت أسماءها، لذا فكلمة شكر لجميع من قام على هاتين الفعاليتين وتعاون وساهم وشارك بالقصائد وبالحضور دون استثناء.