تعد إدارة الرئيس الأمريكي أوباما من أكثر الإدارات الأمريكية التي خسرت حلفاءها في الشرق الأوسط على مدى التاريخ المعاصر. فإذا كانت الإدارات المتعاقبة السابقة أكثر حرصاً على تعزيز علاقاتها وتحالفاتها مع بلدان المنطقة، وتحديداً دول الخليج، فإن الصورة النمطية التي سيوثقها التاريخ للرئيس أوباما أنه أكثر الرؤساء الأمريكيين الذين خسروا حلفاءهم في الشرق الأوسط بعد أن تمت التضحية بهذه التحالفات وفقاً لتقييمات وبيانات وتصورات غير دقيقة نهائياً.
الرئيس أوباما يدرك ذلك، وكذلك إدارته، ولكنه لم يقم بمبادرات نهائياً لمعالجة هذا الوضع، وهو ما جعل العلاقات الخليجية ـ الأمريكية تعيش مرحلة من الفتور بدأت منذ العام 2011 ومازالت مستمرة حتى الآن.
يلاحظ من خطاب أوباما هذه الأيام التي تأتي تزامناً مع إعلان عزمه توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد تركيزه على ما أسماه بـ «الحلفاء»، حيث صارت وجهة النظر الأمريكية أن نظام الأسد يهدد «حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط»، وينبغي الحد من قدرات النظام على زعزعة أمن ومصالح «الحلفاء».
الإدارة الأمريكية تحاول خلط الأوراق، وتحاول ربط جهودها لضرب نظام الأسد برغبتها في تحسين العلاقات مع «حلفائها» في الشرق الأوسط، أو يمكن أن تكون مؤشراً على رغبة واشنطن في تحقيق تطلعات دول مجلس التعاون الخليجي في إسقاط نظام الأسد وإنهاء معاناة الشعب السوري.
ليس وارداً أن يكون هذا الخطاب الأمريكي المزدوج وسيلة لتحسين العلاقات الخليجية ـ الأمريكية، أو إنهاء حالة الفتور في العلاقات لسبب رئيس، فالثقة بين الطرفين انتهت بعد أن تم بناؤها خلال عقود طويلة. وبالتالي فإن أي محاولة ستنتهي بالفشل حتى يتم الشروع في إجراءات بناء الثقة، ولايبدو أن واشنطن لديها اهتمام بذلك حالياً.
الفتور في العلاقات الخليجية ـ الأمريكية يدفع قوى دولية أخرى لاستغلال الوضع، وبناء تحالفات أقوى مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يمكن متابعته في عدد من الزيارات الهامة والتاريخية التي قام بها بعض كبار المسؤولين الأوروبيين والآسيويين منذ مطلع العام الجاري لدول المنطقة.
بالمقابل فإن دوائر صنع قرارات السياسة الخارجية الأمريكية مازالت رؤيتها غير واضحة، وهناك تضارب واسع النطاق في الآراء ووجهات النظر، وحتى المقترحات التي يتم التنظير لها جميعها متضاربة، وهو ما جعل المتابعين للسياسة الخارجية الأمريكية في حيرة تجاه تعاطي واشنطن مع حالة استقرار الفوضى التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط. لأن الحلفاء المستقبليين للولايات المتحدة أثبتوا فشلهم، وصارت المنطقة بيئة خصبة لظهور الجماعات الراديكالية التي تستهدف مصالح «الحلفاء» قبل المصالح الأمريكية نفسها.
{{ article.visit_count }}
الرئيس أوباما يدرك ذلك، وكذلك إدارته، ولكنه لم يقم بمبادرات نهائياً لمعالجة هذا الوضع، وهو ما جعل العلاقات الخليجية ـ الأمريكية تعيش مرحلة من الفتور بدأت منذ العام 2011 ومازالت مستمرة حتى الآن.
يلاحظ من خطاب أوباما هذه الأيام التي تأتي تزامناً مع إعلان عزمه توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد تركيزه على ما أسماه بـ «الحلفاء»، حيث صارت وجهة النظر الأمريكية أن نظام الأسد يهدد «حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط»، وينبغي الحد من قدرات النظام على زعزعة أمن ومصالح «الحلفاء».
الإدارة الأمريكية تحاول خلط الأوراق، وتحاول ربط جهودها لضرب نظام الأسد برغبتها في تحسين العلاقات مع «حلفائها» في الشرق الأوسط، أو يمكن أن تكون مؤشراً على رغبة واشنطن في تحقيق تطلعات دول مجلس التعاون الخليجي في إسقاط نظام الأسد وإنهاء معاناة الشعب السوري.
ليس وارداً أن يكون هذا الخطاب الأمريكي المزدوج وسيلة لتحسين العلاقات الخليجية ـ الأمريكية، أو إنهاء حالة الفتور في العلاقات لسبب رئيس، فالثقة بين الطرفين انتهت بعد أن تم بناؤها خلال عقود طويلة. وبالتالي فإن أي محاولة ستنتهي بالفشل حتى يتم الشروع في إجراءات بناء الثقة، ولايبدو أن واشنطن لديها اهتمام بذلك حالياً.
الفتور في العلاقات الخليجية ـ الأمريكية يدفع قوى دولية أخرى لاستغلال الوضع، وبناء تحالفات أقوى مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يمكن متابعته في عدد من الزيارات الهامة والتاريخية التي قام بها بعض كبار المسؤولين الأوروبيين والآسيويين منذ مطلع العام الجاري لدول المنطقة.
بالمقابل فإن دوائر صنع قرارات السياسة الخارجية الأمريكية مازالت رؤيتها غير واضحة، وهناك تضارب واسع النطاق في الآراء ووجهات النظر، وحتى المقترحات التي يتم التنظير لها جميعها متضاربة، وهو ما جعل المتابعين للسياسة الخارجية الأمريكية في حيرة تجاه تعاطي واشنطن مع حالة استقرار الفوضى التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط. لأن الحلفاء المستقبليين للولايات المتحدة أثبتوا فشلهم، وصارت المنطقة بيئة خصبة لظهور الجماعات الراديكالية التي تستهدف مصالح «الحلفاء» قبل المصالح الأمريكية نفسها.