شعرت لوهلة أن هناك ازدحاماً في صفحات جريدتنا الوطن من كثرة ردود الوزارات على ما نكتبه هنا، وإن كان هناك أمر يلاحظ، فإن الوزارات أخذت تتفاعل وترد (بعيداً عن مضمون الرد) ويبدو أن ذلك بتوجيه كريم من سمو رئيس الوزراء بضرورة الرد على ما ينشر في الصحافة.
لم أكن أود أن أعلق على كل رد من الوزارات، فذلك سيدخلنا في أخذ وجذب، كما إني صرت أحفظ ردود بعض الوزارات التي لا تعدو ردود علاقات عامة، أو أكاد أتوقعها تماماً، فهي في العموم لا تخرج عن الاعتراف أن هناك خطأ وقع، غير أن الخطأ يحتاج إلى تصحيح ولا ينبغي أن نقر بالخطأ فقط، ولا نصحح الأخطاء.
كتب إلي أمس في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مستثمر إماراتي يقول إن لديه قصة طويلة عريضة مع مركز المستثمرين الذي طرحنا موضوعه يوم الأحد الماضي، فأصررت أن أعرف ما هي قضية هذا المستثمر، فقلت له إني أريد أن أعرف موضوعك.
ووعد بأن يرسل موضوعه على الإيميل ذلك أن موضوعه طويل، وحين أطلع على موضوعه سوف نرى ما يمكن فعله.
وزارة الصناعة ردت أمس على موضوع مركز المستثمرين، ونحمد الله أن ردهم لم يكن منفعلاً منفلتاً ومتشنجاً كما هي عادة وزارة الصناعة، في ذات الوقت تلقيت اتصالاً من النائب الفاضل عبد الله بن حويل وهو خارج البحرين، وأخبرني أنه اطلع على ما نشرته في عمودي، وشكر ما تطرقت إليه ونقلته على لسانه هو عن مركز المستثمرين.
وزارة الصناعة قالت في ردها أمس إن النائب لم يزودهم بأسماء المستثمرين، وحين تحدثت مع النائب قال لي: لدي كل الشهود، وأنا نائب بالبرلمان ولست ملزماً أن أرد على صغار الموظفين، وقال أيضاً نحن لا نتحدث من فراغ.
هذا عن رد وزارة الصناعة، لكني اليوم ألمس أن هناك وزراء بعينهم يروجون كلاماً ليس له مكان من الصحة، بل إنهم يقولون هذا الكلام للتغطية على فشلهم في وزاراتهم.
فحين تطرقت إلى حوادث سقوط السيارات من فوق الكباري (والأشغال والمرور يرجعان السبب إلى السرعة فقط)! لم يكن لدي موقف شخصي مع الوزير، إنما هناك مواطنون يلقون حتفهم بسبب إهمال الوزارة، وتكرار الحوادث يؤكد هذا الإهمال ناهيك عما يقوله الناس في (تويتر) من أن ذلك يشوبه فساد في المناقصات.
يروج بعض الوزراء أن نقدنا للعمل وللأخطاء بوزاراتهم إنما هو استهداف طائفي، وهذا حيلة الفاشل، الذي يبحث عن شماعة ليوهم الآخرين أن هناك من يستهدفه في شخصه، وهذا مكشوف للناس.
انتقدنا وزارة الداخلية، وانتقدنا وزارة الخارجية، وانتقدنا وزارة المالية، وانتقدنا وزارة العدل، وكلها وزارات يديرها وزراء من العائلة المالكة الكريمة، فهل كنا ننتقد الأخطاء باستهداف طائفي؟
انتقدنا وزارة التربية (التي أصبحت لا ترد الآن، فهي من وزارات النفي المطلق والتي لم تعترف ولو مرة بوجود أخطاء) وانتقدنا الأخطاء في البلديات، والصناعة والتجارة، والوزراء يعرفهم الجميع، فهل انتقادنا التربية والبلديات والصناعة لأننا نستهدف الوزراء بشكل طائفي؟
كل مخطئ يبحث دائماً عن كبش فداء، وهكذا يفعل وزراء بعينهم كان آخرهم وزير العمل الذي لا نعرف ماذا نقول عن وزارته والتوظيف فيها، وعما يجري فيها، لكن أهل البحرين وكبار المسؤولين للأسف يعلمون كل التفاصيل، ونتمنى أن يحدث تحرك.
حين انتقدنا الأخطاء في تمكين فهل كنا نستهدف المسؤولين بشكل شخصي، أو طائفي؟
من يرأس تمكين اليوم هو محمود الكوهجي، والمشاريع والمسؤولون هم محمد بوجيري، وأمل الكوهجي، فهل انتقدنا الأخطاء لأننا نستهدف الأشخاص بشكل طائفي؟.. عموماً تمكين لا تزال مريضة مرضاً عضالاً..!
مالكم كيف تحكمون.. هذا الأمر أعرف أن خلفه وزراء بعينهم، يذهبون للقيادة ويوهمون القيادة أن نقد الصحافة موجه ضدهم بشكل طائفي، حتى يظهروا أنهم مستهدفون، وأن عملهم على أكمل وجه، ونقول لقيادتنا اسمعوا لصوت الحق والعدل، فإن كانت الصحافة محقة في طرحها فيجب أن تصحح الأخطاء، ويجب أن لا نبقي وزراء يكررون الأخطاء، ويطأفنون التوظيف في وزاراتهم.
الذي نعرفه أن مجلس الوزراء الموقر لا يأخذ أي قرار، أو معلومة دون التحقق منها من أصحاب الشأن، هذه سياسة صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله.
لذلك نتمنى من مجلس الوزراء أن يكون له موقف مع اتهامات بعض الوزارات والوزراء بأن الصحافة تستهدفهم على خلفيات طائفية، وهذا كلام عارٍ عن الصحة تماماً، وتنصل من مسؤولية العمل الحكومي، وإلقاؤها على أطراف خارج الوزارة.
حيلة العاجز عن الرد أن يتهم غيره باتهامات باطلة، ويحول الأنظار عنه، ويوجهها للصحافة، هذا على ما يبدو ما تفعله وزارة العمل بامتياز، وربما الأشغال كذلك.
من وحي لقائنا بخليفة بن سلمان
تشرفنا أمس بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان في مجلسه العامر، فقد كان حديثه كما هو دائماً، يصل إلى القلب مباشرة، فمن وحي ما قاله أمس: «إننا يجب أن نشكر الله على النعمة، فحين تستيقظ في الصباح وأنت فوق فراشك، اشكر الله على نعمته، فهناك من ينام ولا يصحو، فيجب أن نشكر الله على نعمته دائماً».
كما قال سموه أمس: «إننا نحتاج إلى من يذكرنا، ومن يقول لنا إذا أخطأنا إننا أخطأنا، فحتى الإمام في المسجد حين يخطئ في الصلاة يرد عليه المصلون الذين خلفه، لذلك نحتاج أن نسمع منكم، وأنا أجتمع مع كل أطياف المجتمع البحريني دائماً لأسمع منهم، نعم لدينا مجلس نيابي منتخب ومحترم، لكن مجالسنا أيضاً نعقدها لنسمع من الناس».
انظروا تواضع خليفة بن سلمان حين يقول «نريد أن أسمع منكم إذا أخطأنا»، بينما بعض الوزراء، حين تكون لهم أخطاء بحق أهل البحرين جميعاً، لا يقبلون بأن نقول لهم ذلك، بينما الهدف هو المصلحة العامة لا شيء آخر.
تخزين المولوتوف في المدارس
توقفت عند خبر نشر مؤخراً يقول إن «إحدى المدارس تحولت إلى مخزن يستخدمه الإرهابيون لتخزين المولوتوف»، فقد كان خبراً مؤلماً للجميع، المولوتوف يخزن في المدارس؟
وهذا يدل على أنهم يدخلون ويخرجون بأريحية وقت ما يريدون.
إذن يا سعادة وزير التربية أين حراس مدارسك، وكيف حدثت هذه المهزلة؟، كيف تتحول المدرسة إلى وكر لتخزين المولوتوف؟
هذا خبر رسمي تم نشره، وليس من عندنا، لا أعلم فقد تنفي الوزارة الخبر أيضاً.. والله يسونهه التربية..!