في بلاد ما وراء الشمس عاشت قبيلتان معاً.. بنوالأحمر وبنوالأزرق وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بينهما في العادات والتقاليد والأطباع إلا أنهما كانا يقتسمان البلاد منذ القدم ولم تكن تحدث بينهما أية مشكلات، كانت عائشة من بني الأحمر وكان جعفر من بني الأزرق وقد كانا يدرسان معاً في نفس الجامعة وفي نفس التخصص، وبحكم كثرة التقارير والأبحاث التي يطلبها دكاترة الجامعة، كان كثيراً ما يلتقي جعفر وعائشة للعمل معاً، وبعد أن تكررت لقاءاتهما بدأت زهرة الحب بينهما تنمو.
كان الزواج بين القبيلتين منتشراً جداً في تلكم البلاد ولكن بسبب بعض الظروف السيئة التي حصلت مؤخراً.. بدأ الناس في التوجس من بعضهم، وعلى الرغم من كون جعفر قد اعترف بحبه لعائشة إلا أنها كانت تخشى عدم موافقة أهلها بسبب ما جرى، على الرغم من قناعتهما معاً أنه لا يد لهما في كل ما جرى، وبالرغم من كون جعفر شاباً جميلاً وسيماً لا يعيبه شيء إلا أن ما يعيبه في نظر أهلها كونه من بني الأزرق، وبالرغم أنه كان يميل كثيراً لبني الأحمر وتقليدهم في أطباعهم إلا أن ذلك لم يكن كافياً لأهل عائشة لأنه لايزال في أذهان الكثيرين أزرق الدم.
حاولت عائشة كثيراً مع أهلها ولكنهم كانوا يرفضون هذا الارتباط ، كان أهل جعفر أكثر تفتحاً ولم يكونوا يمانعون هذه الزيجة، لعلمهم بصلاح عائشة وعلمهم بحسن سلوكها وحبهم المشترك، ولكن المشكلة كانت تكمن في أهل عائشة الذين لم يجدوا أي عيب في جعفر سوى كونه أزرق. رغم كل المحاولات من الطرفين لتقريب وجهات النظر إلا أن الارتباط لم يتم.. وعاش جعفر محروماً من عائشة وعاشت عائشة محرومة من حبيبها لا لشيء سوى كونهما منتسبين لقبيلتين مختلفتين.
ما رأيك أخي القارئ في القصة السابقة؟ كيف تتوقع أن يعيش أبطال قصتنا السابقة باقي حياتهما؟ هل سيتمكنان فعلاً من نسيان المشاعر الصادقة التي كانت متبادلة بينهما؟ وحتى لو فرضنا أن كلاً منهما قد ارتبط بشخص آخر من نفس قبيلته.. هل سيستطيعان فعلاً نسيان بعضهما وإكمال حياتهما دونما رجوع الحنين؟
المشكلة هنا لا تكمن في عدم الارتباط فحسب، بل إن الموضوع يتجاوز ذلك بحيث إنه لو كان شريك عائشة بليداً في المشاعر فإنها وبدون قصد ستحن للحظات الحلوة والمشاعر التي كان يبادلها حبيبها جعفر، وكذلك الحال بالنسبة لحبيبها مع زوجته، وقد لا يدرك الأهالي هذه المشكلة التي قد تحصل وبالتالي تكون الخسائر في حالة عدم ارتباط هذين الحبيبين معاً أكثر من المشكلات التي ستحدث في ارتباطهما حالة معاً.
ربما تكون عزيزي القارئ متعاطفاً مع بطلي قصتنا ولكنك تقف حائراً ولا تدري مع من الحق هنا.. ولذا اسمح لي أن أبدي رأيي في هذه القصة لحسم الجدل فيها.. وأقول بأن من حق كل حبيبين أن يرتبطا، ولو كان الأهالي يعتقدون أن تصرف أبنائهم خاطئ فلا يملكون غير التوجيه والنصح بالطيب اللين، لأن الإصرار على منع الأبناء سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
قصة عائشة وجعفر قصة تحتاج منا للتأمل ومراجعة بعض الآراء فيما نقوم به ونعتقد.
كان الزواج بين القبيلتين منتشراً جداً في تلكم البلاد ولكن بسبب بعض الظروف السيئة التي حصلت مؤخراً.. بدأ الناس في التوجس من بعضهم، وعلى الرغم من كون جعفر قد اعترف بحبه لعائشة إلا أنها كانت تخشى عدم موافقة أهلها بسبب ما جرى، على الرغم من قناعتهما معاً أنه لا يد لهما في كل ما جرى، وبالرغم من كون جعفر شاباً جميلاً وسيماً لا يعيبه شيء إلا أن ما يعيبه في نظر أهلها كونه من بني الأزرق، وبالرغم أنه كان يميل كثيراً لبني الأحمر وتقليدهم في أطباعهم إلا أن ذلك لم يكن كافياً لأهل عائشة لأنه لايزال في أذهان الكثيرين أزرق الدم.
حاولت عائشة كثيراً مع أهلها ولكنهم كانوا يرفضون هذا الارتباط ، كان أهل جعفر أكثر تفتحاً ولم يكونوا يمانعون هذه الزيجة، لعلمهم بصلاح عائشة وعلمهم بحسن سلوكها وحبهم المشترك، ولكن المشكلة كانت تكمن في أهل عائشة الذين لم يجدوا أي عيب في جعفر سوى كونه أزرق. رغم كل المحاولات من الطرفين لتقريب وجهات النظر إلا أن الارتباط لم يتم.. وعاش جعفر محروماً من عائشة وعاشت عائشة محرومة من حبيبها لا لشيء سوى كونهما منتسبين لقبيلتين مختلفتين.
ما رأيك أخي القارئ في القصة السابقة؟ كيف تتوقع أن يعيش أبطال قصتنا السابقة باقي حياتهما؟ هل سيتمكنان فعلاً من نسيان المشاعر الصادقة التي كانت متبادلة بينهما؟ وحتى لو فرضنا أن كلاً منهما قد ارتبط بشخص آخر من نفس قبيلته.. هل سيستطيعان فعلاً نسيان بعضهما وإكمال حياتهما دونما رجوع الحنين؟
المشكلة هنا لا تكمن في عدم الارتباط فحسب، بل إن الموضوع يتجاوز ذلك بحيث إنه لو كان شريك عائشة بليداً في المشاعر فإنها وبدون قصد ستحن للحظات الحلوة والمشاعر التي كان يبادلها حبيبها جعفر، وكذلك الحال بالنسبة لحبيبها مع زوجته، وقد لا يدرك الأهالي هذه المشكلة التي قد تحصل وبالتالي تكون الخسائر في حالة عدم ارتباط هذين الحبيبين معاً أكثر من المشكلات التي ستحدث في ارتباطهما حالة معاً.
ربما تكون عزيزي القارئ متعاطفاً مع بطلي قصتنا ولكنك تقف حائراً ولا تدري مع من الحق هنا.. ولذا اسمح لي أن أبدي رأيي في هذه القصة لحسم الجدل فيها.. وأقول بأن من حق كل حبيبين أن يرتبطا، ولو كان الأهالي يعتقدون أن تصرف أبنائهم خاطئ فلا يملكون غير التوجيه والنصح بالطيب اللين، لأن الإصرار على منع الأبناء سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
قصة عائشة وجعفر قصة تحتاج منا للتأمل ومراجعة بعض الآراء فيما نقوم به ونعتقد.