مما لاشك فيه أن الكبار والصغار يفرحون بالهدية ويستقبلونها من حاملها وكأنها يوم من أيام العيد، سواء كانت هذه الهدية من شخص قريب أو بعيد، صديق أو حبيب وحتى إن كانت من شخص يوجد بينك وبينه ثأر قديم. وتأكيداً على كلامي هذا، قول رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم «تهادوا تحابوا». وأنا مثل أي أم أو أهل يتملكني شعور جميل عندما اشتري هدية ما لأطفالي، فاستغرق الوقت الكثير لأنتقي لهم لعبة تناسب عمرهم ويكون لها منفعة فكرية وليس فقط للوقت مسلية.. وما يجهله الكثيرون منا، أن الدول المصنعة الذكية لألعاب الأطفال ليست كلها أهدافها نقية وتتناسب مع أفكارنا الوردية فبعض منها يحمل مضامين سوداوية تتعارض مع نياتنا البيضاء النقية.
حقيقة فأحياناً كثيرة يكون هدفها لا يتقابل مع هدفنا المتمركز في إسعاد ولدنا أو ابنتنا أو أي طفل في العالم الذي تستمر فرحته بالهدية لساعات معدودة وتتناقص مع مرور الوقت، فإما يكون قد شبع منها أو حدث لها عطل ما أفقدها أهليتها وصلاحيتها للعب بها كما يحلو لهذا الطفل.
لذا، فقد لفتني حقيقة، أمر ما كنت لأعطيه اهتماماً مركزاً إلا بعد أن لاحظت تكراره لمرات متعددة. فقد لاحظت أن الألعاب الفكرية والذهنية والتي تحتوي على الكثير من عنصر التنشيط العقلي خاصة للأطفال في الدول العربية عادة ما تكون معروضة على الأرفف العلوية أي ليست من يد الطفل دنية وسعرها عادة يكون مرتفعاً جداً مقارنة بألعاب العنف والقتال والأسلحة. وللأسف هذا النوع من الألعاب ذات السعر المناسب والمصنع بألوان مثيرة وتشد النظر والانتباه، يقدم عليه الأهل ويشترونه لأطفالهم من دون وعي وإدراك إلى الأضرار الجسيمة التي ممكن أن تحدثه على شخصياتهم مع مرور الزمان.
فمن هو هذا القناص المتمركز على سطح بناية ما محاولاً أن يصطاد رجلاً حاملاً كيساً من الخبز هارباً لأطفاله الجياع وكأنه يصطاد فأراً هارباً وفي فمه قطعة جبنة محاولاً أن يصل جحره قبل أن يلتهمه قط جائع سعران، ألم يكن يوماً من الأيام هذا القناص هو نفسه ذلك الطفل الذي أهداه والده أو والدته مسدساً من ماء وقالا له بكل نية طيبة وصفاء اذهب وحاول أن تصيب أخاك أو أختك أو ابن الجيران؟!
ألم يكن هذا الشاب ذو الطلة البهية الغراء الذي يقف وراء المدفع الرشاش بكل شراسة هو نفسه من يرمي القنبلة الورقية التي صنعها تحت مقعده المدرسي لينال من أحد أصحابه المزعجين؟!
بالطبع فانا لا أقول بأن نتوقف عن لعب «عسكر وحرامية» لأنه ممكن أن يكون هؤلاء الأطفال نماذج فاعلة ضمن جيوشنا الأبية. ولكن رجاءً فلا يغركم السعر الزهيد لألعاب مدمرة صنعت من البلاستيك أو الحديد ولا تقوى على قتل نملة في الطريق، لأن العبرة أكثر من ذلك بكثير فمستقبل أطفالنا تحت التهديد، فمن زمان ونحن عن أبعاد ما يدور حولنا غافلين ونسأل أنفسنا لماذا أولاد الأمريكيين والأوروبيين واليابانيين مبدعون وأولاد العرب كسالى محبطين ودائماً لدروب العسرة مواجهين، وامتحان صغير يقابلهم في مدرسة الحياة أو التعليم يرونه بالشيء الكبير ويستغرقون الوقت الكثير في إيجاد الحل الصحيح؟!
فالجواب ليس بالأمر العسير فإنهم بكل بساطة لبراءة الأطفال مقدرين وعلى أسألتهم بالإجابة والتعليل موضحين بينما نحن العرب بالنهي والنفي وأحياناً بالضرب والتوبيخ فاعلين وكأن الشرع والدين أخص بالتفسير فقط الكبير وتجاهل الطفل الصغير الذي لا يعي من العلم شيء، مع العلم أن العلم والتحليل يجب أن يستفيد منه كلٌ من الجاهل والحكيم.
فلابد أن نعي جداً لما نحن فاعلين ولا نقول في أنفسنا هو مجرد طفل بيده لعبة ولا يقوى على فعل شيء غافلين عن كلام قديم قاله أجدادنا الأوليين «من شب على شيء شاب عليه». فيا إخواني الأعزاء لابد من التنبه لأدق الأشياء ولا تنسوا بأن مستقبل الشباب هو المستهدف بامتياز لذلك علينا أن نكون واعين لكل ما يقع في اليد ونستدرك ما لا يحمد عقباه ويصبح حينها لا ينفع ندم ولا عويل.
{{ article.visit_count }}
حقيقة فأحياناً كثيرة يكون هدفها لا يتقابل مع هدفنا المتمركز في إسعاد ولدنا أو ابنتنا أو أي طفل في العالم الذي تستمر فرحته بالهدية لساعات معدودة وتتناقص مع مرور الوقت، فإما يكون قد شبع منها أو حدث لها عطل ما أفقدها أهليتها وصلاحيتها للعب بها كما يحلو لهذا الطفل.
لذا، فقد لفتني حقيقة، أمر ما كنت لأعطيه اهتماماً مركزاً إلا بعد أن لاحظت تكراره لمرات متعددة. فقد لاحظت أن الألعاب الفكرية والذهنية والتي تحتوي على الكثير من عنصر التنشيط العقلي خاصة للأطفال في الدول العربية عادة ما تكون معروضة على الأرفف العلوية أي ليست من يد الطفل دنية وسعرها عادة يكون مرتفعاً جداً مقارنة بألعاب العنف والقتال والأسلحة. وللأسف هذا النوع من الألعاب ذات السعر المناسب والمصنع بألوان مثيرة وتشد النظر والانتباه، يقدم عليه الأهل ويشترونه لأطفالهم من دون وعي وإدراك إلى الأضرار الجسيمة التي ممكن أن تحدثه على شخصياتهم مع مرور الزمان.
فمن هو هذا القناص المتمركز على سطح بناية ما محاولاً أن يصطاد رجلاً حاملاً كيساً من الخبز هارباً لأطفاله الجياع وكأنه يصطاد فأراً هارباً وفي فمه قطعة جبنة محاولاً أن يصل جحره قبل أن يلتهمه قط جائع سعران، ألم يكن يوماً من الأيام هذا القناص هو نفسه ذلك الطفل الذي أهداه والده أو والدته مسدساً من ماء وقالا له بكل نية طيبة وصفاء اذهب وحاول أن تصيب أخاك أو أختك أو ابن الجيران؟!
ألم يكن هذا الشاب ذو الطلة البهية الغراء الذي يقف وراء المدفع الرشاش بكل شراسة هو نفسه من يرمي القنبلة الورقية التي صنعها تحت مقعده المدرسي لينال من أحد أصحابه المزعجين؟!
بالطبع فانا لا أقول بأن نتوقف عن لعب «عسكر وحرامية» لأنه ممكن أن يكون هؤلاء الأطفال نماذج فاعلة ضمن جيوشنا الأبية. ولكن رجاءً فلا يغركم السعر الزهيد لألعاب مدمرة صنعت من البلاستيك أو الحديد ولا تقوى على قتل نملة في الطريق، لأن العبرة أكثر من ذلك بكثير فمستقبل أطفالنا تحت التهديد، فمن زمان ونحن عن أبعاد ما يدور حولنا غافلين ونسأل أنفسنا لماذا أولاد الأمريكيين والأوروبيين واليابانيين مبدعون وأولاد العرب كسالى محبطين ودائماً لدروب العسرة مواجهين، وامتحان صغير يقابلهم في مدرسة الحياة أو التعليم يرونه بالشيء الكبير ويستغرقون الوقت الكثير في إيجاد الحل الصحيح؟!
فالجواب ليس بالأمر العسير فإنهم بكل بساطة لبراءة الأطفال مقدرين وعلى أسألتهم بالإجابة والتعليل موضحين بينما نحن العرب بالنهي والنفي وأحياناً بالضرب والتوبيخ فاعلين وكأن الشرع والدين أخص بالتفسير فقط الكبير وتجاهل الطفل الصغير الذي لا يعي من العلم شيء، مع العلم أن العلم والتحليل يجب أن يستفيد منه كلٌ من الجاهل والحكيم.
فلابد أن نعي جداً لما نحن فاعلين ولا نقول في أنفسنا هو مجرد طفل بيده لعبة ولا يقوى على فعل شيء غافلين عن كلام قديم قاله أجدادنا الأوليين «من شب على شيء شاب عليه». فيا إخواني الأعزاء لابد من التنبه لأدق الأشياء ولا تنسوا بأن مستقبل الشباب هو المستهدف بامتياز لذلك علينا أن نكون واعين لكل ما يقع في اليد ونستدرك ما لا يحمد عقباه ويصبح حينها لا ينفع ندم ولا عويل.