شخصياً؛ ما رأيت إنساناً نوى الحج بنية صادقة ورغبة عارمة إلا وتحقق له ما نوى، وحج إلى بيت الله وأكمل فروضه.
قبل فترة قصيرة قرأت على صفحات الإنترنت قصة جميلة ورائعة ومعبرة عن كيفية التدابير التي يقوم بها الله سبحانه وتعالى لتهيئة جميع الظروف لمن نوى الحج، يقول صاحب القصة.. انتظرت سنين طويلة حتى أحج، فأنا أعمل منذ أن تخرجت معالجاً فيزيائياً، قبل 30 سنة، حتى جمعت كلفة أداء الحج.
وفي نفس اليوم الذي ذهبت لآخذ حسابي من المشفى التي أعمل فيها، صادفت إحدى الأمهات التي أعالج ابنها المشلول وقد كسا وجهها الهم والغم، وقالت لي: «أستودعك الله يا أخ سعيد، فهذه آخر زيارة لنا لهذا المستشفى».
استغربت كلامها وحسبت أنها غير راضية عن علاجي لابنها وتفكر في نقله لمكان آخر، فقالت لي: «لا يا أخ سعيد.. يشهد الله أنك كنت لابني أحن من الأب، وقد ساعده علاجك كثيراً بعد أن كنا قد فقدنا الأمل».
ذهبت إلى الإدارة وسألت فكان الجواب: «زوج المرأة قد فقد وظيفته وأصبح الحال صعباً جداً، ولم تعد تستطيع دفع تكاليف العلاج فقررت إيقافه».
ذهبت إلى المدير ورجوته أن يستمر بعلاج الصبي على نفقة المستشفى، لكنه رفض رفضاً قاطعاً وقال لي: «إن هذه مؤسسة خاصة تبتغي الربح وليست مؤسسة خيرية للفقراء والمساكين».
خرجت من عند المدير حزيناً مكسور الخاطر على المرأة، وفجأة وضعت يدي لا إرادياً على جيبي الذي فيه نقود الحج، فتسمرت في مكاني لحظة ثم رفعت رأسي إلى السماء وخاطبت ربي قائلاً: «اللهم أنت تعلم بمكنون نفسي، وتعلم أن ليس أحب إلى قلبي من حج بيتك وزيارة مسجد نبيك، وقد سعيت لذلك طوال عمري، ولكني مضطر لأن أخلف ميعادي معك فاغفر لي.. إنك أنت الغفور الرحيم».
ذهبت إلى المحاسب ودفعت كل ما معي له عن أجرة علاج الصبي لستة أشهر مقدماً، وتوسلت إليه أن يقول للمرأة أن المستشفى لديه ميزانية خاصة للحالات المشابهة.
رجعت يومها إلى بيتي حزيناً على ضياع فرصة عمري في الحج، لكن الفرح يملأ روحي لأني فرجت كربة المرأة وابنها، فنمت ليلتها ودمعتي على خدي فرأيت في المنام أنني أطوف حول الكعبة والناس يسلمون عليّ ويقولون لي «حجاً مبروراً يا حاج سعيد.. فقد حججت في السماء قبل أن تحج على الأرض.. دعواتك لنا يا حاج سعيد».
فاستيقظت من النوم وأنا أحس بسعادة غير طبيعية، على الرغم من أني كنت شبه متأكد أني لن أتشرف يوماً بلقب حاج، فحمدت الله على كل شيء ورضيت بأمره.
وما أن نهضت من النوم حتى رن الهاتف وكان مدير المستشفى الذي قال لي: «أنجدني.. فأحد كبار رجال الأعمال يريد الذهاب إلى الحج هذا العام وهو لا يذهب دون معالجه الخاص، لكن زوجة معالجه في أيام حملها الأخيرة ولا يستطيع تركها فهلا أسديتني خدمة وذهبت بدلاً عن المعالج؟ لا أريد أن أفقد وظيفتي إذا غضب مني فهو يملك نصف المستشفى».
قلت له بلهفة: «وهل سيسمح لي أن أحج؟».
فأجابني: «نعم ولم لا؟!»، فقلت له إني سأذهب معه ودون أي مقابل مادي، وحججت وبأحسن ما يكون عليه الحج.
وقد رزقني الله حج بيته دون أن أدفع أي شيء والحمد لله، وفوق ذلك فقد أصر الرجل على إعطائي مكافأة مجزية لرضاه عن خدمتي له، وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة فأمر بأن يعالج ابنها في المستشفى على نفقته الخاصة، وأن يكون في المستشفى صندوق خاص لعلاج الفقراء، وفوق ذلك فقد عين زوجها بوظيفة في إحدى شركاته.
إن الله الذي يراك ويسمعك ويشعر بكل ما تشعر به، هو الذي يدبر لك كل ما نويت، ويحول ما تظنه صعباً إلى أسهل من السهولة، لذلك أقول للجميع انووا الخير وستجدون الخير في كل مكان تذهبون، إن النية الطيبة هي الحقل الذي نزرع فيه أجمل الرغبات والأحلام لتخرج لنا بعد فترة بأفضل الثمار.
قبل فترة قصيرة قرأت على صفحات الإنترنت قصة جميلة ورائعة ومعبرة عن كيفية التدابير التي يقوم بها الله سبحانه وتعالى لتهيئة جميع الظروف لمن نوى الحج، يقول صاحب القصة.. انتظرت سنين طويلة حتى أحج، فأنا أعمل منذ أن تخرجت معالجاً فيزيائياً، قبل 30 سنة، حتى جمعت كلفة أداء الحج.
وفي نفس اليوم الذي ذهبت لآخذ حسابي من المشفى التي أعمل فيها، صادفت إحدى الأمهات التي أعالج ابنها المشلول وقد كسا وجهها الهم والغم، وقالت لي: «أستودعك الله يا أخ سعيد، فهذه آخر زيارة لنا لهذا المستشفى».
استغربت كلامها وحسبت أنها غير راضية عن علاجي لابنها وتفكر في نقله لمكان آخر، فقالت لي: «لا يا أخ سعيد.. يشهد الله أنك كنت لابني أحن من الأب، وقد ساعده علاجك كثيراً بعد أن كنا قد فقدنا الأمل».
ذهبت إلى الإدارة وسألت فكان الجواب: «زوج المرأة قد فقد وظيفته وأصبح الحال صعباً جداً، ولم تعد تستطيع دفع تكاليف العلاج فقررت إيقافه».
ذهبت إلى المدير ورجوته أن يستمر بعلاج الصبي على نفقة المستشفى، لكنه رفض رفضاً قاطعاً وقال لي: «إن هذه مؤسسة خاصة تبتغي الربح وليست مؤسسة خيرية للفقراء والمساكين».
خرجت من عند المدير حزيناً مكسور الخاطر على المرأة، وفجأة وضعت يدي لا إرادياً على جيبي الذي فيه نقود الحج، فتسمرت في مكاني لحظة ثم رفعت رأسي إلى السماء وخاطبت ربي قائلاً: «اللهم أنت تعلم بمكنون نفسي، وتعلم أن ليس أحب إلى قلبي من حج بيتك وزيارة مسجد نبيك، وقد سعيت لذلك طوال عمري، ولكني مضطر لأن أخلف ميعادي معك فاغفر لي.. إنك أنت الغفور الرحيم».
ذهبت إلى المحاسب ودفعت كل ما معي له عن أجرة علاج الصبي لستة أشهر مقدماً، وتوسلت إليه أن يقول للمرأة أن المستشفى لديه ميزانية خاصة للحالات المشابهة.
رجعت يومها إلى بيتي حزيناً على ضياع فرصة عمري في الحج، لكن الفرح يملأ روحي لأني فرجت كربة المرأة وابنها، فنمت ليلتها ودمعتي على خدي فرأيت في المنام أنني أطوف حول الكعبة والناس يسلمون عليّ ويقولون لي «حجاً مبروراً يا حاج سعيد.. فقد حججت في السماء قبل أن تحج على الأرض.. دعواتك لنا يا حاج سعيد».
فاستيقظت من النوم وأنا أحس بسعادة غير طبيعية، على الرغم من أني كنت شبه متأكد أني لن أتشرف يوماً بلقب حاج، فحمدت الله على كل شيء ورضيت بأمره.
وما أن نهضت من النوم حتى رن الهاتف وكان مدير المستشفى الذي قال لي: «أنجدني.. فأحد كبار رجال الأعمال يريد الذهاب إلى الحج هذا العام وهو لا يذهب دون معالجه الخاص، لكن زوجة معالجه في أيام حملها الأخيرة ولا يستطيع تركها فهلا أسديتني خدمة وذهبت بدلاً عن المعالج؟ لا أريد أن أفقد وظيفتي إذا غضب مني فهو يملك نصف المستشفى».
قلت له بلهفة: «وهل سيسمح لي أن أحج؟».
فأجابني: «نعم ولم لا؟!»، فقلت له إني سأذهب معه ودون أي مقابل مادي، وحججت وبأحسن ما يكون عليه الحج.
وقد رزقني الله حج بيته دون أن أدفع أي شيء والحمد لله، وفوق ذلك فقد أصر الرجل على إعطائي مكافأة مجزية لرضاه عن خدمتي له، وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة فأمر بأن يعالج ابنها في المستشفى على نفقته الخاصة، وأن يكون في المستشفى صندوق خاص لعلاج الفقراء، وفوق ذلك فقد عين زوجها بوظيفة في إحدى شركاته.
إن الله الذي يراك ويسمعك ويشعر بكل ما تشعر به، هو الذي يدبر لك كل ما نويت، ويحول ما تظنه صعباً إلى أسهل من السهولة، لذلك أقول للجميع انووا الخير وستجدون الخير في كل مكان تذهبون، إن النية الطيبة هي الحقل الذي نزرع فيه أجمل الرغبات والأحلام لتخرج لنا بعد فترة بأفضل الثمار.