حديثي اليوم عما يحدث ويدور حولنا من أحداث في مصر وغيرها، وهي دون شك تؤثر فينا ونتأثر بها، غير أني لا يمكنني بأي حال من الأحوال تجاوز ما حدث أمس في سترة من حادث إرهابي أودى بحياة رجل أمن، ندعو الله أن يتقبله من الشهداء.
كنت أتساءل ماذا لو وقع الاغتيال لشرطي بريطاني من قبل إرهابيين، كيف سوف تتصرف أجهزة الأمن هناك؟
ماذا ستفعل الشرطة الأمريكية في حال قتل شرطي أمريكي على يد إرهابيين؟
كيف سوف تتصرف؟ حادثة بوسطن لا تزال أمامنا، وصورة رجال الشرطة مدججين بالسلاح يجوبون المدينة تمشيطاً بعد فرض حظر تجوال، مع أنه لم يقتل شرطي أمريكي. إنه أمن البلد، إنها سيادة الدولة والقانون، فإذا تم التفريط بها فقد فرطنا في أهم مقومات الحياة والاقتصاد والأمن الاجتماعي للناس جميعاً. حققت وزارة الداخلية في الفترة الماضية نجاحات في مداهمة أوكار الإرهاب، وهذا أمر طيب ونشد عليه ونثني على جهودهم وإخلاصهم، غير أنه يبدو أن هناك كثيراً منها لم تصل إليه أيادي القانون والأمن، وهذا يتطلب عملاً مضنياً وبسلطة القانون.
إن كانت الداخلية تمتلك جزءاً كبيراً من قراراتها؛ فإن قرار مداهمة الأوكار بقوة القانون قرار أكبر من الوزارة، بل أن الداخلية تحتاج إلى دعم رجال الأمن بقرارات مساندة لفرض الأمن بقوة القانون، لا أن تصبح لدى الوزارة ازدواجية في التوجيهات التي تصل إليها.
الأمن لا يمنح لنا من أحد، الأمن أولاً وأخيراً وقبل أي شيء هو من عند الله سبحانه، يهبه لمن يشاء، ومن ثم تأتي سلطة الدولة وقراراتها لحفظ أمنها، وحزمها وقوتها في التنفيذ.
لا أعرف هل سيقبض على قتلة الشرطي ومن خلفهم؛ أم سنجدهم بعد فترة يخرجون في صورة من كربلاء بالعراق أو النجف بعد أن يتمكنوا من الهرب من البحرين، فقد نشرت صور لأربعة أو خمسة أشخاص مع معمم وقيل إنهم مطلوبون ومطاردون في البحرين، وقد وصلوا إلى كربلاء بينما الداخلية ما زالت تفتش بيوتهم بحثاً عنهم.
إن صحت المعلومة والخبر، فإنها كارثة، فكيف خرجوا وأي طريق سلكوا؟ وهل لدينا اختراقات في المنافذ أو المياه الإقليمية؟ لا أعرف؛ لكن الصورة التي نشرت قبل فترة تجعلنا نطرح كل هذه الأسئلة.
وهناك أسئلة تتعلق بعلاقتنا بالعراق؛ كيف يهرّب إليها مطلوبون بحرينيون؟ ونحن نذهب سريعاً لفتح سفارة هناك حتى يرضى الأمريكان الذين يقوضون أمننا؟ وكيف نستقبل قادة العراق على أرضنا بينما العراق تعمل ضدنا وتدعم الإرهابيين؟ أين الشرطة الدولية من ذلك؛ إن صحت الأنباء أن هناك هاربين وصلوا للعراق؟ همنا المحلي كبير، وجزء أو أغلبه حدث بأيدينا نحن، ومن وراء يد وسياسات الدولة، هذه الحقيقة، ويجب أن ندركها حتى نبدأ التصحيح.
لم أكن أنوي أن أكتب كثيراً حول ما حدث أمس في سترة، وقد نعود إليه لاحقاً، لكن لم أستطع تجاوز الحادث اللإرهابي وقتل الشرطة.
حين طرحت قبل فترة مقالين عن الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة، والتي شرعت بها أمريكا حتى تغير ما تريد تغييره من أنظمة وخارطة للشرق الأوسط دون إراقة دم جندي أمريكي واحد، تطرقت إلى ما نشر حول إضعاف الدول الكبيرة وجعل الفتنة تضربها، وضرب جماعات من المجتمع ببعضه البعض، وبالتالي تحل الفوضى وما يشبه الحرب الأهلية، فيدمر الاقتصاد، وتنشغل الدولة الكبيرة بنفسها عن محيطها، وهذا تماماً ما نشاهده في مصر اليوم. دولة أصبحت تستجدي القروض؛ تارة من صندوق النقد، وتارة من روسيا، وتارة من أمريكا والاتحاد الأوروبي ومن دولة خليجية، وكلها قروض لجرجرة مصر من رقبتها مستقبلاً بالفوائد لوضعها في دائرة إملاءات وشروط صندوق النقد والبنك الدولي أو كليهما.
لم تقدم دولة هدايا لجزار الشام ولدجال جنوب لبنان أكثر مما قدمته الأحداث في مصر، فكلما سلطت الأضواء على مصر أخذ جزار الشام يلقي القنابل والصواريخ والكيماوي على حمص وغيرها من المدن.
إن كان مرسي أخطأ كثيراً في قراراته الداخلية ومحاولة الهيمنة الإخوانية على أجهزة الدولة في تصرف غير ذكي؛ فإن أكثر ما أثار الناس في الخليج تحديداً، علاقات مصر مع إيران وتبادل الزيارات، وفتح المجال للسياحة الدينية، وهذا أكثر ما جعل الناس تقول؛ ما الذي يجعل مرسي يفعل ذلك، هل المال؟
هل العلاقة الخفية بين إخوان مصر والشيعة كما يتردد؟
كلها أسئلة مشروعة للناس؛ فمصر بوابة العروبة الهامة والكبيرة التي ننظر على أنها السند والقوة في مواجهة التمدد الإيراني، وربما هذا ما كان يفعله حسني مبارك، وكانت أفضل حسناته لنا في البحرين والخليج.
غير أن من يعول على البرادعي كجزء من الخلاص من الإخوان فإنه كمن يستبدل الزوجة بأختها، خاصة في العلاقة بإيران، فقد نشر الكثير عن زوجة البرادعي، لذلك فإن البرادعي يشبه الذين انقلبوا (هنا وعندنا) بسبب زوجاتهم. أعتقد أنه كلما مر الوقت ستنكشف أسرار أكثر عما حصل في مصر، وما يعنينا أن تعود مصر القوية، لا تعنينا أحزاب أو جهات أو أسماء، مصر الدولة الإقليمية التي تقول ويُسمع لها، تردع وتخيف هي ما يعنينا، لكن ذلك لا يبدو قريباً؛ فقد أدخلها الغرب في برنامج الحروب غير المتماثلة من أجل أن تنهار الدولة من الداخل، وهذا يسعد كثيراً الدولة العبرية.
وهذا مهم جداً كي تستفرد واشنطن بالبقية كلاً على حده، ولسنا بعيدين عن المشهد هنا فما زالت تدور علينا الدوائر. أعود إلى ما بدأت به المقال وأحسبه ليس بعيداً عن حالة الفوضى في مصر، فما نريده اليوم من الدولة ألا تنام وألا تتراجع عن فرض القانون، من يقتل الشرطة عليه أن يدفع الثمن وأن يقدم للعدالة، ولا أعرف أي عدالة تحكم على القاتل بالمؤبد!
نداء إلى سمو رئيس الوزراء
مواطنة بحرينية متقاعدة من منطقة الحد تدعى (لولوة. د) تعاني من مرض عضال وتحتاج إلى علاج سريع وعاجل بالخارج، ولخطورة حالتها فقد ساعدها بعض الأهل بمبالغ بسيطة لنقلها إلى الأردن أمس، وهي في أمس الحاجة أن تتبنى الدولة علاجها في الخارج.
أسرة المواطنة ترفع نداءها إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفه بن سلمان حفظه الله لتبني علاجها في الخارج ومصاريفها التي تفوق احتمال المريضة، فسمو رئيس الوزراء لا يتأخر عن أهل البحرين.
الاسم والتفاصيل لديّ، وأتمنى التحقق من حالتها من قبل ديوان سمو رئيس الوزراء مع كل شكرنا وتقديرنا لسموه على تفاعله السريع مع قضايا المواطنين.
{{ article.visit_count }}
كنت أتساءل ماذا لو وقع الاغتيال لشرطي بريطاني من قبل إرهابيين، كيف سوف تتصرف أجهزة الأمن هناك؟
ماذا ستفعل الشرطة الأمريكية في حال قتل شرطي أمريكي على يد إرهابيين؟
كيف سوف تتصرف؟ حادثة بوسطن لا تزال أمامنا، وصورة رجال الشرطة مدججين بالسلاح يجوبون المدينة تمشيطاً بعد فرض حظر تجوال، مع أنه لم يقتل شرطي أمريكي. إنه أمن البلد، إنها سيادة الدولة والقانون، فإذا تم التفريط بها فقد فرطنا في أهم مقومات الحياة والاقتصاد والأمن الاجتماعي للناس جميعاً. حققت وزارة الداخلية في الفترة الماضية نجاحات في مداهمة أوكار الإرهاب، وهذا أمر طيب ونشد عليه ونثني على جهودهم وإخلاصهم، غير أنه يبدو أن هناك كثيراً منها لم تصل إليه أيادي القانون والأمن، وهذا يتطلب عملاً مضنياً وبسلطة القانون.
إن كانت الداخلية تمتلك جزءاً كبيراً من قراراتها؛ فإن قرار مداهمة الأوكار بقوة القانون قرار أكبر من الوزارة، بل أن الداخلية تحتاج إلى دعم رجال الأمن بقرارات مساندة لفرض الأمن بقوة القانون، لا أن تصبح لدى الوزارة ازدواجية في التوجيهات التي تصل إليها.
الأمن لا يمنح لنا من أحد، الأمن أولاً وأخيراً وقبل أي شيء هو من عند الله سبحانه، يهبه لمن يشاء، ومن ثم تأتي سلطة الدولة وقراراتها لحفظ أمنها، وحزمها وقوتها في التنفيذ.
لا أعرف هل سيقبض على قتلة الشرطي ومن خلفهم؛ أم سنجدهم بعد فترة يخرجون في صورة من كربلاء بالعراق أو النجف بعد أن يتمكنوا من الهرب من البحرين، فقد نشرت صور لأربعة أو خمسة أشخاص مع معمم وقيل إنهم مطلوبون ومطاردون في البحرين، وقد وصلوا إلى كربلاء بينما الداخلية ما زالت تفتش بيوتهم بحثاً عنهم.
إن صحت المعلومة والخبر، فإنها كارثة، فكيف خرجوا وأي طريق سلكوا؟ وهل لدينا اختراقات في المنافذ أو المياه الإقليمية؟ لا أعرف؛ لكن الصورة التي نشرت قبل فترة تجعلنا نطرح كل هذه الأسئلة.
وهناك أسئلة تتعلق بعلاقتنا بالعراق؛ كيف يهرّب إليها مطلوبون بحرينيون؟ ونحن نذهب سريعاً لفتح سفارة هناك حتى يرضى الأمريكان الذين يقوضون أمننا؟ وكيف نستقبل قادة العراق على أرضنا بينما العراق تعمل ضدنا وتدعم الإرهابيين؟ أين الشرطة الدولية من ذلك؛ إن صحت الأنباء أن هناك هاربين وصلوا للعراق؟ همنا المحلي كبير، وجزء أو أغلبه حدث بأيدينا نحن، ومن وراء يد وسياسات الدولة، هذه الحقيقة، ويجب أن ندركها حتى نبدأ التصحيح.
لم أكن أنوي أن أكتب كثيراً حول ما حدث أمس في سترة، وقد نعود إليه لاحقاً، لكن لم أستطع تجاوز الحادث اللإرهابي وقتل الشرطة.
حين طرحت قبل فترة مقالين عن الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة، والتي شرعت بها أمريكا حتى تغير ما تريد تغييره من أنظمة وخارطة للشرق الأوسط دون إراقة دم جندي أمريكي واحد، تطرقت إلى ما نشر حول إضعاف الدول الكبيرة وجعل الفتنة تضربها، وضرب جماعات من المجتمع ببعضه البعض، وبالتالي تحل الفوضى وما يشبه الحرب الأهلية، فيدمر الاقتصاد، وتنشغل الدولة الكبيرة بنفسها عن محيطها، وهذا تماماً ما نشاهده في مصر اليوم. دولة أصبحت تستجدي القروض؛ تارة من صندوق النقد، وتارة من روسيا، وتارة من أمريكا والاتحاد الأوروبي ومن دولة خليجية، وكلها قروض لجرجرة مصر من رقبتها مستقبلاً بالفوائد لوضعها في دائرة إملاءات وشروط صندوق النقد والبنك الدولي أو كليهما.
لم تقدم دولة هدايا لجزار الشام ولدجال جنوب لبنان أكثر مما قدمته الأحداث في مصر، فكلما سلطت الأضواء على مصر أخذ جزار الشام يلقي القنابل والصواريخ والكيماوي على حمص وغيرها من المدن.
إن كان مرسي أخطأ كثيراً في قراراته الداخلية ومحاولة الهيمنة الإخوانية على أجهزة الدولة في تصرف غير ذكي؛ فإن أكثر ما أثار الناس في الخليج تحديداً، علاقات مصر مع إيران وتبادل الزيارات، وفتح المجال للسياحة الدينية، وهذا أكثر ما جعل الناس تقول؛ ما الذي يجعل مرسي يفعل ذلك، هل المال؟
هل العلاقة الخفية بين إخوان مصر والشيعة كما يتردد؟
كلها أسئلة مشروعة للناس؛ فمصر بوابة العروبة الهامة والكبيرة التي ننظر على أنها السند والقوة في مواجهة التمدد الإيراني، وربما هذا ما كان يفعله حسني مبارك، وكانت أفضل حسناته لنا في البحرين والخليج.
غير أن من يعول على البرادعي كجزء من الخلاص من الإخوان فإنه كمن يستبدل الزوجة بأختها، خاصة في العلاقة بإيران، فقد نشر الكثير عن زوجة البرادعي، لذلك فإن البرادعي يشبه الذين انقلبوا (هنا وعندنا) بسبب زوجاتهم. أعتقد أنه كلما مر الوقت ستنكشف أسرار أكثر عما حصل في مصر، وما يعنينا أن تعود مصر القوية، لا تعنينا أحزاب أو جهات أو أسماء، مصر الدولة الإقليمية التي تقول ويُسمع لها، تردع وتخيف هي ما يعنينا، لكن ذلك لا يبدو قريباً؛ فقد أدخلها الغرب في برنامج الحروب غير المتماثلة من أجل أن تنهار الدولة من الداخل، وهذا يسعد كثيراً الدولة العبرية.
وهذا مهم جداً كي تستفرد واشنطن بالبقية كلاً على حده، ولسنا بعيدين عن المشهد هنا فما زالت تدور علينا الدوائر. أعود إلى ما بدأت به المقال وأحسبه ليس بعيداً عن حالة الفوضى في مصر، فما نريده اليوم من الدولة ألا تنام وألا تتراجع عن فرض القانون، من يقتل الشرطة عليه أن يدفع الثمن وأن يقدم للعدالة، ولا أعرف أي عدالة تحكم على القاتل بالمؤبد!
نداء إلى سمو رئيس الوزراء
مواطنة بحرينية متقاعدة من منطقة الحد تدعى (لولوة. د) تعاني من مرض عضال وتحتاج إلى علاج سريع وعاجل بالخارج، ولخطورة حالتها فقد ساعدها بعض الأهل بمبالغ بسيطة لنقلها إلى الأردن أمس، وهي في أمس الحاجة أن تتبنى الدولة علاجها في الخارج.
أسرة المواطنة ترفع نداءها إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفه بن سلمان حفظه الله لتبني علاجها في الخارج ومصاريفها التي تفوق احتمال المريضة، فسمو رئيس الوزراء لا يتأخر عن أهل البحرين.
الاسم والتفاصيل لديّ، وأتمنى التحقق من حالتها من قبل ديوان سمو رئيس الوزراء مع كل شكرنا وتقديرنا لسموه على تفاعله السريع مع قضايا المواطنين.