تعتبر «المعارضة» يوم 14 أغسطس يوم العيد الوطني للبحرين، والمعلومة صحيحة تاريخياً، ففي هذا اليوم استقلت البحرين ورحل الاستعمار البريطاني عن البلاد. لكن البحرين تعودت أن تحتفل بعيدها الوطني في السادس عشر من ديسمبر، حيث تقرر منذ ذلك الوقت أن يتم الاحتفال به في نفس اليوم الذي يتم فيه الاحتفال بعيد جلوس الأمير السابق طيب الله ثراه، فالمناسبتان وطنيتان والتاريخان متقاربان، ويبدو أنه كان التقدير أن يتم الاحتفال بالعيد الوطني في ديسمبر حيث الأجواء اللطيفة بدلاً من أجواء أغسطس الغاضبة حراً.
في كل الأحوال يظل قرار تحديد يوم الاحتفال بالعيد الوطني قرار الدولة، والمنطق يقضي أنه طالما احتفلت البلاد بعيد استقلالها في 16 ديسمبر على مدى السنوات الأربعين الماضية فلا داعي لتغييره، خصوصاً أن التغيير الذي يطالب به ذلك البعض يدخل في باب «النحاسة» ليس إلا!
لكن 14 أغسطس هذا العام يريد له ذلك البعض أن يكون مختلفاً، ويريدون أن يستغلونه في محاولة «إعادة شحن» لما يحلو لهم تسميته بـ «الثورة» بعدما تيقنوا أن كل محاولاتهم لإسقاط النظام الذي حلموا به باءت بالفشل، وصاروا يشعرون أن الناس قد بدؤوا ينفضون من حولهم ويعودون إلى ممارسة حياتهم الطبيعية وينظرون إلى الحاضر والمستقبل بواقعية.
وإذا كان يوم 14 أغسطس صناعة محلية، فإن عنوان الفعالية صناعة مستوردة، ولأن الداعين إلى فعالية هذا اليوم يشعرون بالضياع نتيجة قلة الخبرة والتجربة، لذا لم يتأخروا عن الدخول في عملية «كوبي آند بيست» بتقليد المصريين تقليداً أعمى وعمل حركة مشابهة لحركة «تمرد» في مصر التي أسقطت مرسي، دون النظر إلى الفوارق الكبيرة بين البلدين سواء من حيث عدد السكان (هناك تم جمع أكثر من 22 مليون توقيع لتكون دليلاً على الرغبة في التغيير)، وهنا لا يزيد عدد السكان (المواطنون والأجانب)عن مليون. هناك الشعب كله تبين له أن التغيير بات ضرورة بعدما تأثر قوت المواطن المصري وأساسات معيشته، وهنا قد تعتبر المطالبات من الكماليات، عدا أنه لا توجد من الأساس أرضية ثورية، حيث الثورة لا يمكن أن يقوم بها جزء من الشعب دون جزء، الأمر الذي يعني أن ما يجري في البحرين لا يندرج حتى تحت عنوان ثورة.
في كل الأحوال التقليد ليس جديداً في حراك ذلك البعض الذي لا يريد للبحرين أن تهدأ، ففي الدوار الذي تمت إزالته تم تقليد المصريين المتواجدين في ميدان التحرير تقليداً أعمى، ليس في توفير الخيام والأطعمة والشيشة فقط، ولكن حتى في عقد قران شاب وشابة؛ هناك بمهر 500 جنيه وهنا بمهر 500 دينار، إن كانت الأرقام التي انتشرت حينها صحيحة.
ترى ما الجديد الذي يمكن أن يحدث يوم 14 أغسطس؟ ما الإضافة المتوقعة على عمليات التخريب التي لاتزال تنفذ منذ أن بدأت؟ ما هو «التغيير» في ذلك اليوم الذي بدأ التحشيد له بطريقة مجنونة وتم الربط بينه وبين المعنى التاريخي لذلك اليوم؟
الأكيد أنه لن يتم جمع توقيعات لأنها في كل الأحوال ستكون قليلة ولا قيمة لها وغير مقنعة، ولأن الداعين إلى «التمرد العظيم» لن يغفلوا عن أنهم بجمعهم للتوقيعات وتسليمها للدولة سيكونون قد أسدوا لوزارة الداخلية خدمة كبيرة، فوفروا عليها جهد فرز من يقف مع النظام ومن يريد إسقاطه! هذا يعني أن الفعالية ستكون خالية الدسم، خالية القيمة، وخالية من أي معنى!
بالمناسبة يوم 19 أغسطس الوارد في عنوان المقال هو يوم عيد ميلادي، لكني أحتفل به في ديسمبر.. وإن كنت أتقبل الهدايا من اليوم!
{{ article.visit_count }}
في كل الأحوال يظل قرار تحديد يوم الاحتفال بالعيد الوطني قرار الدولة، والمنطق يقضي أنه طالما احتفلت البلاد بعيد استقلالها في 16 ديسمبر على مدى السنوات الأربعين الماضية فلا داعي لتغييره، خصوصاً أن التغيير الذي يطالب به ذلك البعض يدخل في باب «النحاسة» ليس إلا!
لكن 14 أغسطس هذا العام يريد له ذلك البعض أن يكون مختلفاً، ويريدون أن يستغلونه في محاولة «إعادة شحن» لما يحلو لهم تسميته بـ «الثورة» بعدما تيقنوا أن كل محاولاتهم لإسقاط النظام الذي حلموا به باءت بالفشل، وصاروا يشعرون أن الناس قد بدؤوا ينفضون من حولهم ويعودون إلى ممارسة حياتهم الطبيعية وينظرون إلى الحاضر والمستقبل بواقعية.
وإذا كان يوم 14 أغسطس صناعة محلية، فإن عنوان الفعالية صناعة مستوردة، ولأن الداعين إلى فعالية هذا اليوم يشعرون بالضياع نتيجة قلة الخبرة والتجربة، لذا لم يتأخروا عن الدخول في عملية «كوبي آند بيست» بتقليد المصريين تقليداً أعمى وعمل حركة مشابهة لحركة «تمرد» في مصر التي أسقطت مرسي، دون النظر إلى الفوارق الكبيرة بين البلدين سواء من حيث عدد السكان (هناك تم جمع أكثر من 22 مليون توقيع لتكون دليلاً على الرغبة في التغيير)، وهنا لا يزيد عدد السكان (المواطنون والأجانب)عن مليون. هناك الشعب كله تبين له أن التغيير بات ضرورة بعدما تأثر قوت المواطن المصري وأساسات معيشته، وهنا قد تعتبر المطالبات من الكماليات، عدا أنه لا توجد من الأساس أرضية ثورية، حيث الثورة لا يمكن أن يقوم بها جزء من الشعب دون جزء، الأمر الذي يعني أن ما يجري في البحرين لا يندرج حتى تحت عنوان ثورة.
في كل الأحوال التقليد ليس جديداً في حراك ذلك البعض الذي لا يريد للبحرين أن تهدأ، ففي الدوار الذي تمت إزالته تم تقليد المصريين المتواجدين في ميدان التحرير تقليداً أعمى، ليس في توفير الخيام والأطعمة والشيشة فقط، ولكن حتى في عقد قران شاب وشابة؛ هناك بمهر 500 جنيه وهنا بمهر 500 دينار، إن كانت الأرقام التي انتشرت حينها صحيحة.
ترى ما الجديد الذي يمكن أن يحدث يوم 14 أغسطس؟ ما الإضافة المتوقعة على عمليات التخريب التي لاتزال تنفذ منذ أن بدأت؟ ما هو «التغيير» في ذلك اليوم الذي بدأ التحشيد له بطريقة مجنونة وتم الربط بينه وبين المعنى التاريخي لذلك اليوم؟
الأكيد أنه لن يتم جمع توقيعات لأنها في كل الأحوال ستكون قليلة ولا قيمة لها وغير مقنعة، ولأن الداعين إلى «التمرد العظيم» لن يغفلوا عن أنهم بجمعهم للتوقيعات وتسليمها للدولة سيكونون قد أسدوا لوزارة الداخلية خدمة كبيرة، فوفروا عليها جهد فرز من يقف مع النظام ومن يريد إسقاطه! هذا يعني أن الفعالية ستكون خالية الدسم، خالية القيمة، وخالية من أي معنى!
بالمناسبة يوم 19 أغسطس الوارد في عنوان المقال هو يوم عيد ميلادي، لكني أحتفل به في ديسمبر.. وإن كنت أتقبل الهدايا من اليوم!