تحظى مملكة البحرين بعلاقات تاريخية ثنائية مميزة مع المملكة المتحدة «بريطانيا»، تعود لمائتي عام مضت، كما تتمتع بدعم استراتيجي بريطاني على عدد من الأصعدة. وتعدّ المباحثات الأخيرة التي أجراها جلالة الملك المفدى مع رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون»، من الخطى المترجمة لحنكة جلالته السياسية وفطنته؛ باعتبار التعاون البريطاني مع البحرين في مكافحة الإرهاب واحداً من الدعامات المهمة جداً على الصعيد الدولي، والتي تحتاجها البحرين منذ فترة، إذ تصب في مصلحتها بشكل خاص، ودول الخليج العربي عموماً، لكون ما تتعرض له المنطقة إنما هو إرهاب ممنهج إيراني المصدر، غايته لا تقتصر على البحرين وحدها وإنما تمتد للخليج العربي بأكمله.
تشكل بريطانيا واحدة من أهم الروافد العسكرية في المنطقة، وخصوصاً في البحرين، الأمر الذي يؤكده تعزيز التعاون بين البلدين عبر شراء الأخيرة لطائرات «التايفون» البريطانية؛ بغية ضمها لعدة وعتاد العسكرية الخليجية لدول مجلس التعاون. ورغم أن المواقف البريطانية لم تكن لصالح مملكة البحرين خلال أزمتها في 2011، والسنة التي تلتها، إلا أن جهود وزارة الخارجية البحرينية وعدد من المؤسسات الأخرى والمواطنين المخلصين، والرامية لتصحيح صورة البحرين في المجتمع الدولي، كان لها بالغ الأثر والتأثير في استعادة الثقة البريطانية وتوطيد عرى الصداقة من جديد. ومن المؤكد أن المباحثات الواعية من لدن صاحب الجلالة مع «كاميرون»، ستتمخض عن دعم بريطاني على عدة أصعدة ولدواعٍ متعددة؛ إذ من المتوقع دعم بريطانيا لمملكة البحرين لوجستياً خصوصاً في الميدان العسكري، إلى جانب الدور الذي ستتبوؤه بالوقوف إلى جانب البحرين وذلك عبر تأثيرها في الرأي العام الدولي، باعتبارها واحدة من القوى العظمى ذات الحظوة دولياً.
وتقوم هذه التوقعات لتقدير بريطانيا لتلك العلاقات المتينة التي تربطها بالبحرين، إلى جانب الرباط الاقتصادي المشترك القائم بين البلدين والمتجدد يوماً بعد يوم. ومن البديهي أن ترعى المملكة المتحدة مصالحها الاقتصادية في المنطقة، لاسيما في ظل التوقعات القائمة أيضاً، باستتباع الخطوة البحرينية ببعض الخطوات من قبل دول خليجية أخرى لاستيراد معدات وطائرات بريطانية، لتسهم كل دولة بدورها في تعزيز المنظومة الدفاعية لديها وبما يصب في صالح المنطقة مجتمعة.
أما البحرين فهي تتطلع لمزيد من التعاون البريطاني، لاسيما في ما يتعلق بالمعارضة البحرينية المقيمة في بريطانيا، أو اللاجئين السياسيين البحرينيين هناك، إذ من الضرورة بمكان أن تتنبه المملكة المتحدة لما تقوم به تلك المعارضة على أراضيها من تخطيط وتدبير يقوم على رسم استراتيجية الإرهاب في منطقة الخليج العربي، فضلاً عن دور الوسيط الذي تمارسه ما بين قادة الإرهاب وزعمائه في إيران وزبانيتها من جهة، وبين المعارضة البحرينية في الميدان من جهة أخرى. كما تعمل ليل نهار على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لإكساب البحرين صورهم النمطية البشعة، عبر تكتيكات التضليل الإعلامي بصور احترافية، إلى جانب استغلال المعارضة في الخارج لقربها من عدد لا يستهان به من المنظمات الدولية الأمريكية والأوروبية، ولعلاقاتها الوطيدة معها، ما يسهل عملية نقل صورة البحرين كما يريدون هم وإن كانت مغايرة للمشهد البحريني الحقيقي، وهو ما حدث بالفعل بعد جهود فاضحة من أجل تشويه الحقائق.
ويمكن القول إن مساعي المعارضة البحرينية في الخارج حققت الغلبة في كثير من الأحيان لاسيما في 2011، وقلبت موازين الأمور، نظراً لما تملكته من نفوذ عبر امتداد أذرعها على مساحة جغرافية واسعة، ونظراً لعمق علاقاتها التاريخية والمستمدة من عمق التاريخ السياسي الإيراني والثورة الخمينية على شاه إيران. أسهم ذلك كله في تزوير الحقائق والانتقاص من الجهود الحثيثة والتي تمخض عنها كثير من الإنجازات الكبرى على خطى التقدم والنهضة الشاملة والديمقراطية في البحرين.
لذا.. فإننا نتطلع جميعاً.. حكومةً وشعباً أن تعيد بريطانيا تقييمها لذلك اللجوء السياسي، والذي لا مبرر له منذ البداية نظراً لما تتمتع به البحرين من ديمقراطية، كما إن السؤال المطروح ما دواعي ذلك اللجوء ما لم يمس أي معارض بسوء رغم التمادي والإغراق في الإرهاب تحت غطاء المعارضة؟ نتطلع لإعادة النظر في الأمر انطلاقاً من مكافحة الإرهاب الدولي، وتقديراً للعلاقات الطيبة التي تجمعها بمملكة البحرين، وذلك من أجل الحفاظ على أمن المملكة بالكامل وعلى حقوق الإنسان على أراضيها؛ مواطناً أو مقيماً أو زائراً على السواء، فجميعهم لهم حق الأمن والأمان على أقل تقدير، وهو ما لا يمكن تحقيقه في البحرين من دون مكافحة ذلك الإرهاب الشرس الذي تتعرض إليه من مفوضي ولاية الفقيه ووكلائها في البحرين.
إن هذه الخطوة هي بادرة تزف لشعب البحرين بشائر الخير، وتنبئه في عيده باستقبال مزيد من الأعياد واحداً تلو الآخر، وتبعث الأمل بتحقيق مزيد من التطورات المنصفة على الساحة السياسية والأمنية البحرينية، في اجتثاث الإرهاب وتجفيف ينابيعه، ناهيك عن الاحتفال المبارك بمرور 200 عام على العلاقات البحرينية البريطانية.
- نبض الأحبة..
مبارك عيدكم وكل عام وأنتم بألف خير.
تشكل بريطانيا واحدة من أهم الروافد العسكرية في المنطقة، وخصوصاً في البحرين، الأمر الذي يؤكده تعزيز التعاون بين البلدين عبر شراء الأخيرة لطائرات «التايفون» البريطانية؛ بغية ضمها لعدة وعتاد العسكرية الخليجية لدول مجلس التعاون. ورغم أن المواقف البريطانية لم تكن لصالح مملكة البحرين خلال أزمتها في 2011، والسنة التي تلتها، إلا أن جهود وزارة الخارجية البحرينية وعدد من المؤسسات الأخرى والمواطنين المخلصين، والرامية لتصحيح صورة البحرين في المجتمع الدولي، كان لها بالغ الأثر والتأثير في استعادة الثقة البريطانية وتوطيد عرى الصداقة من جديد. ومن المؤكد أن المباحثات الواعية من لدن صاحب الجلالة مع «كاميرون»، ستتمخض عن دعم بريطاني على عدة أصعدة ولدواعٍ متعددة؛ إذ من المتوقع دعم بريطانيا لمملكة البحرين لوجستياً خصوصاً في الميدان العسكري، إلى جانب الدور الذي ستتبوؤه بالوقوف إلى جانب البحرين وذلك عبر تأثيرها في الرأي العام الدولي، باعتبارها واحدة من القوى العظمى ذات الحظوة دولياً.
وتقوم هذه التوقعات لتقدير بريطانيا لتلك العلاقات المتينة التي تربطها بالبحرين، إلى جانب الرباط الاقتصادي المشترك القائم بين البلدين والمتجدد يوماً بعد يوم. ومن البديهي أن ترعى المملكة المتحدة مصالحها الاقتصادية في المنطقة، لاسيما في ظل التوقعات القائمة أيضاً، باستتباع الخطوة البحرينية ببعض الخطوات من قبل دول خليجية أخرى لاستيراد معدات وطائرات بريطانية، لتسهم كل دولة بدورها في تعزيز المنظومة الدفاعية لديها وبما يصب في صالح المنطقة مجتمعة.
أما البحرين فهي تتطلع لمزيد من التعاون البريطاني، لاسيما في ما يتعلق بالمعارضة البحرينية المقيمة في بريطانيا، أو اللاجئين السياسيين البحرينيين هناك، إذ من الضرورة بمكان أن تتنبه المملكة المتحدة لما تقوم به تلك المعارضة على أراضيها من تخطيط وتدبير يقوم على رسم استراتيجية الإرهاب في منطقة الخليج العربي، فضلاً عن دور الوسيط الذي تمارسه ما بين قادة الإرهاب وزعمائه في إيران وزبانيتها من جهة، وبين المعارضة البحرينية في الميدان من جهة أخرى. كما تعمل ليل نهار على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لإكساب البحرين صورهم النمطية البشعة، عبر تكتيكات التضليل الإعلامي بصور احترافية، إلى جانب استغلال المعارضة في الخارج لقربها من عدد لا يستهان به من المنظمات الدولية الأمريكية والأوروبية، ولعلاقاتها الوطيدة معها، ما يسهل عملية نقل صورة البحرين كما يريدون هم وإن كانت مغايرة للمشهد البحريني الحقيقي، وهو ما حدث بالفعل بعد جهود فاضحة من أجل تشويه الحقائق.
ويمكن القول إن مساعي المعارضة البحرينية في الخارج حققت الغلبة في كثير من الأحيان لاسيما في 2011، وقلبت موازين الأمور، نظراً لما تملكته من نفوذ عبر امتداد أذرعها على مساحة جغرافية واسعة، ونظراً لعمق علاقاتها التاريخية والمستمدة من عمق التاريخ السياسي الإيراني والثورة الخمينية على شاه إيران. أسهم ذلك كله في تزوير الحقائق والانتقاص من الجهود الحثيثة والتي تمخض عنها كثير من الإنجازات الكبرى على خطى التقدم والنهضة الشاملة والديمقراطية في البحرين.
لذا.. فإننا نتطلع جميعاً.. حكومةً وشعباً أن تعيد بريطانيا تقييمها لذلك اللجوء السياسي، والذي لا مبرر له منذ البداية نظراً لما تتمتع به البحرين من ديمقراطية، كما إن السؤال المطروح ما دواعي ذلك اللجوء ما لم يمس أي معارض بسوء رغم التمادي والإغراق في الإرهاب تحت غطاء المعارضة؟ نتطلع لإعادة النظر في الأمر انطلاقاً من مكافحة الإرهاب الدولي، وتقديراً للعلاقات الطيبة التي تجمعها بمملكة البحرين، وذلك من أجل الحفاظ على أمن المملكة بالكامل وعلى حقوق الإنسان على أراضيها؛ مواطناً أو مقيماً أو زائراً على السواء، فجميعهم لهم حق الأمن والأمان على أقل تقدير، وهو ما لا يمكن تحقيقه في البحرين من دون مكافحة ذلك الإرهاب الشرس الذي تتعرض إليه من مفوضي ولاية الفقيه ووكلائها في البحرين.
إن هذه الخطوة هي بادرة تزف لشعب البحرين بشائر الخير، وتنبئه في عيده باستقبال مزيد من الأعياد واحداً تلو الآخر، وتبعث الأمل بتحقيق مزيد من التطورات المنصفة على الساحة السياسية والأمنية البحرينية، في اجتثاث الإرهاب وتجفيف ينابيعه، ناهيك عن الاحتفال المبارك بمرور 200 عام على العلاقات البحرينية البريطانية.
- نبض الأحبة..
مبارك عيدكم وكل عام وأنتم بألف خير.