مر علينا يوم أمس (وحتى ساعة كتابة المقال) بصورة طبيعية وعادية، حتى الجو كان أخف حرارة عن غيره من الأيام.
من أرادوا الفوضى أصبحوا هم أنفسهم يدورون في الفوضى، وقد حقق رجال الأمن كفاءة واقتداراً وقوة وقدرة على إدارة المواقف، وهم يشكرون على موقفهم، ويشكر عليه الرجل الفاضل وزير الداخلية.
قلت قبل أيام، إنهم فاشلون وسيفشلون، ولا يمكن لهؤلاء أن ينتصروا يوماً، فقد بلاهم الله بالفشل على مر التاريخ بسبب أعمالهم وبأيديهم وانحرافهم، لذلك لن ينجحوا يوماً.
هناك سؤال كبير اليوم يشغل أهل البحرين ويوجه للدولة، ماذا بعد فشل التمرد؟ ماذا بعد القوانين والمراسيم؟ هل ننتظر أخباراً طيبة بعد أيام قليلة تتعلق بإجراءات قانونية ضد الإرهابيين والمحرضين والممولين؟ إلى متى تنتظرون حركات التمرد التي يضعها الانقلابيون؟ هل سنبقى كدولة ننتظر أجندات الإرهابيين لتعيق المجتمع من ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وننتظر أن يدمر الاقتصاد؟
هذه أسئلة للدولة، إلى متى سنبقى ننتظر حملات الإرهاب، ودعوات الفوضى؟ هل ينتهي دور الدولة اليوم بأنها تحشد لتفشل تمرداً، وتنتظر القادم؟ أليس اليوم علينا كدولة ومجتمع أن نقود مرحلة تصحيح، وإنهاء موضوع الإرهاب برمته؟
المهمة لا يجب أن تتوقف، المهمة يجب أن تكون بدأت في 2011، لكننا لم نفعل، وذهبنا نطلق دعوات المصالحة، والتعايش مع الإرهاب، والحوار مع الغادر الخائن، وهذا الذي يجعل الطرف الآخر يشعر أن الدولة والمجتمع ضعاف ويتراجعون أمام الإرهاب.
المهمة اليوم ليست إفشال «تمرغد».. «وتمرغد تعني بالكلام البحريني العامي التقلب في الرمل» بل المهمة اليوم كيف نقضي على هذا الأمر برمته، ولا نجعله يعود تحت أي مسوغ، هذه هي المهمة.
الحل ليس سياسياً كما يوهمون الناس، الحل السياسي يعني تسليم البلد، اليوم يجب أن يكون هناك حل أمني، فالإرهاب يحتاج حلاً أمنياً وليس حلاً سياسياً، حين ينتهي الإرهاب لن تحتاجون حلاً سياسياً.
موقف الدولة قبل أيام كان طيباً، ونحمد الله أن لدينا رجالاً يعتمد عليهم في الشدائد، لكن هاجس المستقبل مازال يشغل الناس، هاجس ماذا بعد اليوم، هو الذي يحضر أمام كل مواطن.
تحركات كبار المسؤولين كانت طيبة، لكن المطلوب هو تطبيق القانون الذي لم يطبق، وننتظر أن يطبق بعد أيام إذا كانت فعلاً هناك استراتيجية حقيقية للتعامل مع الأحداث.
يثير الإعجاب اليوم والدهشة والاحترام ما يفعله رئيس الوزراء وما يقوم به من مجهود من أجل دحر أي أمر يقوض أمن المجتمع البحريني.
لا يمكن اليوم إلا أن تصفه بالرجل القوي، والقوة من الله سبحانه، فلا يمكن لأهل البحرين إلا أن يقدموا الشكر الجزيل للأمير خليفة بن سلمان على ما قام به منذ الأزمة الأولى وحتى اليوم، مواقف خليفة بن سلمان هي التي تجعلنا نقول (الله يعطيه الصحة والعافية ويجعله سيفاً على كل من يريد الشر للبحرين).
تابعت نشاطه يوم الثلاثاء الماضي، فقد بدأ منذ الصباح الباكر باجتماعات ومن ثم لقاءات ومن ثم زيارات، وكل ذلك لم يتوقف، لكن الدهشة أصابتني حين رأيته ليلاً يزور ساحة الشرفاء بالبسيتين، إنها شخصية قائد حقيقي لا يتوانى ولا يتعب في سبيل شعبه.
رئيس وزراء يعمل أكثر من الوزراء، إنها مفارقة مؤلمة لنا، فهناك وزراء ووزيرات يجب أن يترجلوا باعتقادي وأثبتوا فشلهم، لذلك لا ينبغي التأخير في تجديد دماء الوزراء بطاقات وطنية شابة مؤهلة وحريصة على أن تتقدم بالبحرين للأمام.
بالأمس فشلوا كما فشلوا في 2011، وكما فشلوا في 2012، وكما فشلوا في فبراير 2013، وفي أغسطس 2013، إنهم فاشلون بامتياز، فقد حضر الموظفون إلى أعمالهم ولم يسمعوا إلى دعوات المقاطعة، وفتحت المحال التجارية أبوابها، ولم ينجحوا في توقيف الحياة.
من يدعون أنهم سيتمردون هم أكثر الناس عبادة للمال وللوظيفة، هم يعلمون علم اليقين أن الدولة هي الملاذ، وأن الوفاق والولي غير الرشيد لن يعطوهم وظيفة، وبيت إسكان، وعلاجاً مجانياً في المستشفيات، ومعونة غلاء، وبدل سكن، لذلك تجدهم يحرصون على العمل بعد أن فهموا أن الوفاق فاشلة ولا يتبعها إلا الفاشلون.
اليوم نحن بحاجة إلى العقول والأيادي الوطنية أكثر من أي وقت مضى، الدولة لا يبنيها الخائن أو العميل الإيراني، الدولة تقوم على سواعد الرجال والنساء الأشراف الذين يقدمون التضحيات من أجل الوطن.
نتمنى من الدولة أن تصحو من كوابيس ومشورات كادت تضيع الحكم، اعتمدوا على من يقفون وقفة شرف في الأزمات، أعطوهم الفرصة، ضعوهم في المناصب التي يستحقونها، ابتعثوا أبناءهم للدراسة على نفقة الدولة، هؤلاء هم السند، هؤلاء الذين لا يغدرون، ولا يتلونون في الأزمات، أو يصبح موقفهم رمادياً، أو يقدمون استقالاتهم من بعد ثقة جلالة الملك حفظه الله.
الدولة تحتاج إلى صحوة كبيرة، فقد تجاهلتم المخلص الوفي، ولهثتم خلف الخائن الذي له ألف وجه وقناع، ويظهر ما لا يبطن في قلبه، وهو ألد الخصام.
تمرد فشل فشلاً ذريعاً، لكن متى تنجح الدولة في قطع كل عروق الإرهاب وكل جذور الخيانة على الدولة.
إسقاط الجنسيات حجر زاوية في جعل المعوج يستقيم ويخاف ويرجع إلى عقله، ولو من باب الخوف من القانون، أسقطوا الجنسيات عن الإرهابيين عندها ستجدون المعوج يستقيم ومن لا يستقيم ينكسر ظهره.
رذاذ
- وردت لي معلومات أتمنى ألا تكون صحيحة، وأتمنى من المسؤولين التحقق منها، فما يقال اليوم عن مطار البحرين من بعض العاملين العارفين بخبايا الأمور، فإنهم يقولون إن المطار مخترق تماماً، وهذا خطر للغاية.
راجعوا الأمور الأمنية في المطار، انظروا من الذين يملكون تصاريح للنزول إلى أماكن الطائرات؟
هل هناك اختراق في شركات توصيل الطرود والرسائل العالمية التي تعمل في المطار؟
لماذا يقال إن أجهزة كشف الحقائب في المطار ليست حديثة، وقد تطورت هذه الأجهزة كثيراً ونحن كما نحن؟
أحد الإخوة الذي زار دولاً عدة قال لي: يا أخي حتى في دولة متخلفة ومن العالم الثالث، هناك من يفتش حقائب المسافرين بأجهزة حديثة قبل أن يصل المسافر لسور المطار بكيلومتر، ونحن كما ترون وتشاهدون.
لكن الأخطر في مسألة من يملكون تصاريح للنزول إلى حضائر الطائرات وأماكن توقفها، فقد يفعل أحد مندس فعلاً يسبب كارثة جوية، هذه رسالتنا ونتمنى أن يكون هناك من يسمع..!
- سبحان الله حتى أحداث مصر جاءت ضربة قوية للخائن والانقلابي في البحرين، كانوا يعولون على أن تسلط عليهم الأضواء، لكنهم فاشلون وسيفشلون، وهذه بداية النهاية، هكذا يفترض.
سري للغاية..!
وردت لي أنباء تقول إن حاملة الطائرات الأمريكية أخبرت البحرين ليلة 14 أغسطس أنها ستغادر الميناء وستتجه إلى نقطة في البحر!!، هذا ما ورد لي، لكن السؤال هنا ماذا يعني هذا الإجراء الأمريكي؟ ما هي الرسالة منه؟
للعلم فقط فإن كلفة رفع «باورة» حاملة الطائرات من البحر تقدر بـ100 ألف دولار، فماذا كان الداعي إلى ما فعلوه.. فقط سري للغاية!