من الطبيعي أن كل واحد منا يحاول الظهور بالصورة التي ترضي غروره، لذلك نرى الآن أنفسنا محصنين بهالة من الأعذار، فمنها ما يكون جاهزاً ومنها ما يكون تحت الطلب، والبعض الآخر يكون وليد موقف معين والبعض الآخر يكون كـ»قص ولصق» من مواقف أناس مروا علينا، نجد أن أعذراهم منطقية ويمكن أن تصلح في الموقف الذي نمر به.
ثاني أيام العيد؛ في أحد المحلات التجارية كنت واقفة أنتظر في صف طويل من الزبائن، وعندما جاء دوري طلب مني موظف الصندوق أن أضع الرقم السري لبطاقة الائتمان، وضعت الرقم وانتظرت، ولكن لم تتم العملية المصرفية بسبب أنني سجلت ثلاثة أرقام وليس أربعة، في المقابل موظف الصندوق ينتظرني، وعندما سألته عن سبب التأخير، قال لو سمحت الرقم ناقص لابد من إضافة الرقم الأخير. وبصوت مليء بالتعب والإرهاق، قلت له: «اعذرني يا أخي العزيز فالتعب شيء مستحيل ولم أعد أعرف هل العيد قضى علينا أو نحن على العيد قضينا»، تبسم الموظف بوجهي وقال «بس نحن من رمضان انتهينا والراحة بالعيد حق علينا والأعذار دائماً بين يدينا». أخذت مشترياتي وسرت عنه وأنا أحدث نفسي.. صحيح!! نحن دائماً نجد الأعذار .
بالأمس كان عذرنا أن شهر رمضان المبارك، صيام وقيام وكثير من الالتزامات، الأمر الذي يمنعنا عن ممارسة حياتنا المعتادة. وقبل هذا الجو برد ومطر غزير فلا نستطيع أن نسير في الطريق، ويأتي بعدها رطوبة وحر والناس لا تقوى على هذا الجو، مع العلم أن طبيعة المناخ في هذا المكان ليست حديثة العهد والزمان. مروراً بشهر المدارس والتحضيرات، ولا يمكننا أن ننسى أيام الامتحانات، أو حدوث زفاف أو وفاة، يعني بالمختصر كل المناسبات التي فيها فرح أو أحزان. فدائماً ما نجد التبرير لما هو حاصل من تقصير على لسان الصغير والكبير، للقريب والبعيد. ولأننا أناس ممكن أن نتشارك بنفس الأحداث، وفي الوقت عينه متسامحون، ولظروف الآخرين مقدرون، فيكون الجواب بالمعتاد: «يا أخي عذرك مقبول».
ولكن كيف لي أن أعطي العذر لأناس يفترض أن أعيش معهم في هذه البلد كإخوان نتقاسم العيش، الابتسامات والأحزان، ولكن للأسف فقد أعطوا التمرد لأنفسهم عنواناً وقالوا البلد لابد من أن ترضخ للعصيان، والذي لا يسمع الكلام فهو ليس من هذا الشعب ولا ينتمي لنا من زمان. فماذا نستفيد عندما تشعل النار ويشتد اللهيب؟ أفبهذا نروي ظمأ العطاشى حتى يموت الورد ويذبل الحشيش ويهاجر الطير من عشه الأمين. فالعذر هنا ليس له مكان لأن أخي لم يقدّر بأنني إنسان ولست «حجر صوان»، ومن حقنا أن ننعم جميعاً بنوم خالٍ من الانتهاكات ويوم بعيد من رائحة التهديدات.
وهنا لابد من الإشادة بالمواقف الوطنية لأبناء الشعب الوفي ودور رجال الأمن البواسل والتي أحبطت هذا التمرد، وأكدت أن البحرين عصية على كل متآمر أو خائن ناكر للجميل ومتنكر لهذه الأرض الطيبة.
حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها من كل مكروه.
ثاني أيام العيد؛ في أحد المحلات التجارية كنت واقفة أنتظر في صف طويل من الزبائن، وعندما جاء دوري طلب مني موظف الصندوق أن أضع الرقم السري لبطاقة الائتمان، وضعت الرقم وانتظرت، ولكن لم تتم العملية المصرفية بسبب أنني سجلت ثلاثة أرقام وليس أربعة، في المقابل موظف الصندوق ينتظرني، وعندما سألته عن سبب التأخير، قال لو سمحت الرقم ناقص لابد من إضافة الرقم الأخير. وبصوت مليء بالتعب والإرهاق، قلت له: «اعذرني يا أخي العزيز فالتعب شيء مستحيل ولم أعد أعرف هل العيد قضى علينا أو نحن على العيد قضينا»، تبسم الموظف بوجهي وقال «بس نحن من رمضان انتهينا والراحة بالعيد حق علينا والأعذار دائماً بين يدينا». أخذت مشترياتي وسرت عنه وأنا أحدث نفسي.. صحيح!! نحن دائماً نجد الأعذار .
بالأمس كان عذرنا أن شهر رمضان المبارك، صيام وقيام وكثير من الالتزامات، الأمر الذي يمنعنا عن ممارسة حياتنا المعتادة. وقبل هذا الجو برد ومطر غزير فلا نستطيع أن نسير في الطريق، ويأتي بعدها رطوبة وحر والناس لا تقوى على هذا الجو، مع العلم أن طبيعة المناخ في هذا المكان ليست حديثة العهد والزمان. مروراً بشهر المدارس والتحضيرات، ولا يمكننا أن ننسى أيام الامتحانات، أو حدوث زفاف أو وفاة، يعني بالمختصر كل المناسبات التي فيها فرح أو أحزان. فدائماً ما نجد التبرير لما هو حاصل من تقصير على لسان الصغير والكبير، للقريب والبعيد. ولأننا أناس ممكن أن نتشارك بنفس الأحداث، وفي الوقت عينه متسامحون، ولظروف الآخرين مقدرون، فيكون الجواب بالمعتاد: «يا أخي عذرك مقبول».
ولكن كيف لي أن أعطي العذر لأناس يفترض أن أعيش معهم في هذه البلد كإخوان نتقاسم العيش، الابتسامات والأحزان، ولكن للأسف فقد أعطوا التمرد لأنفسهم عنواناً وقالوا البلد لابد من أن ترضخ للعصيان، والذي لا يسمع الكلام فهو ليس من هذا الشعب ولا ينتمي لنا من زمان. فماذا نستفيد عندما تشعل النار ويشتد اللهيب؟ أفبهذا نروي ظمأ العطاشى حتى يموت الورد ويذبل الحشيش ويهاجر الطير من عشه الأمين. فالعذر هنا ليس له مكان لأن أخي لم يقدّر بأنني إنسان ولست «حجر صوان»، ومن حقنا أن ننعم جميعاً بنوم خالٍ من الانتهاكات ويوم بعيد من رائحة التهديدات.
وهنا لابد من الإشادة بالمواقف الوطنية لأبناء الشعب الوفي ودور رجال الأمن البواسل والتي أحبطت هذا التمرد، وأكدت أن البحرين عصية على كل متآمر أو خائن ناكر للجميل ومتنكر لهذه الأرض الطيبة.
حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها من كل مكروه.