المشهد المصري المنقسم على نفسه يتداعى إلى مآلات غير حميدة، وكلا الطرفين يحذران من الانجرار إلى «حرب أهلية»، كما إن فتاوى التكفير أصبحت متبادلة بين المسلمين في كلا الجانبين، وكما هو معروف أن من انزلق داخل الفتنة لا يرى الصورة الحقيقية الكاملة للمشهد، ولكن يرى جزء الصورة الذي بجانبه فقط.
كان من الممكن أن يتم تجنيب مصر كل تلك الدماء التي سالت، عبر عدة طرق، أولها إجراء «انتخابات مبكرة» حاسمة كعملية إنقاذ للسلم الأهلي وتفريج الوضع السياسي المصري بالعودة إلى صناديق الاقتراع، فالمشكلة تكمن في مصر أنك تتعامل مع ملايين من البشر، أفواج بشرية تؤدي أقل حالة عنف فيها إلى موت المئات. وإن أقل شرارة من الممكن أن تحرق الأخضر واليابس في تلك الميادين العامرة.
الملاحظ للوضع العربي، أن الصراعات التي جاءت في السنوات العشر الأخيرة قضت على الجيوش العربية المحيطة بالجزيرة العربية بأكملها؛ العراق، سوريا، اليمن. ولم يتبقَّ من تلك الجيوش التي تعتبر حصناً للجزيرة العربية إلا الجيش المصري الذي يجري الآن العمل على تفتيته عبر إدخاله في صراعات داخلية وإشعال الوضع المصري من الداخل، وبحصول ذلك لا قدر الله، فإن الجزيرة العربية ستكون محاصرة بالدول المنهارة أو المعادية بأنظمة تابعة لإيران، بمعنى أدق اختفاء الحلفاء من المحيط.
إن ما يجري في مصر يمس بشكل مباشر دول مجلس التعاون الخليجي، وما تصريح خادم الحرمين الشريفين أمس الأول في الشأن المصري وحثه على وأد والفتنة وكف التدخلات «الخارجية» إلا في سياق المصير المشترك لمآل الشأن المصري، إن استقرار مصر يعني أن العالم العربي لايزال مستقراً رغم الفوضى، وإن سقوط مصر يعني انكشاف الجبهة الرئيسة للخليج.
وفي حسبة بسيطة ومختصرة على خارطة العالم العربي، نرى العراق المقاوم لايزال في أحضان إيران، سوريا مازالت تعيش ثورتها، لبنان أصبح إيرانياً بالكامل، اليمن لايزال مشتعلاً، مصر تحترق، السودان يدخل في تقارب كبير مع إيران، ولايزال العمل جارياً لتفتيت العالم العربي والإسلامي.
إن ما يجري ابتداء من حرب العراق ومروراً بالربيع العربي وما تبعه حتى الآن كان في الواقع معركة إسقاط الجيوش العربية بمسميات ومعطيات وكيفيات متعددة ولكن دون استخدام أسلحة، إنها حرب فكرية «تراهن على تحقيق النجاحات المتتالية مع قصر المدة بوجود الانقسام الأيديولوجي والفكري والعرقي والطائفي الذي وصل إلى حد التجذر بشعوب المنطقة».
إن خطة برنارد لويس الذي وضع تطبيقها العملي من قبل البنتاغون لاتزال تطبق كما هو واضح على الشاشة، وهي تسير على خط مرسوم سلفاً دون أن نجد له رادعاً، الأمر الذي يحتم على دول الخليج خصوصاً، الدخول بقوة لوقف هذا الفتيل المشتعل الذي يسير باتجاهنا، فالدور القادم علينا.
إن المخطط يتكلم عن خطوة لاحقة تأتي بعد إضعاف الوطن العربي، وهي شن حروب عسكرية واحتلال مناطق محددة بعينها.
إن أكثر ما يثير في هذه الدراسة، ليس مخططها نحو تقسم المنطقة وإسقاط الجيوش وضرب الفتنة بين الناس فحسب، بل إنها تتضمن توقعات لسيناريوهات وضع الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف، الأمر الذي يعيدنا للمربع الأول الذي طالما تمسكنا به، أن أصل ما يجري من أحداث حولنا هو أصل ديني وحرب على الإسلام، لا علاقة لها بمصالح دول محددة بعينها.
{{ article.visit_count }}
كان من الممكن أن يتم تجنيب مصر كل تلك الدماء التي سالت، عبر عدة طرق، أولها إجراء «انتخابات مبكرة» حاسمة كعملية إنقاذ للسلم الأهلي وتفريج الوضع السياسي المصري بالعودة إلى صناديق الاقتراع، فالمشكلة تكمن في مصر أنك تتعامل مع ملايين من البشر، أفواج بشرية تؤدي أقل حالة عنف فيها إلى موت المئات. وإن أقل شرارة من الممكن أن تحرق الأخضر واليابس في تلك الميادين العامرة.
الملاحظ للوضع العربي، أن الصراعات التي جاءت في السنوات العشر الأخيرة قضت على الجيوش العربية المحيطة بالجزيرة العربية بأكملها؛ العراق، سوريا، اليمن. ولم يتبقَّ من تلك الجيوش التي تعتبر حصناً للجزيرة العربية إلا الجيش المصري الذي يجري الآن العمل على تفتيته عبر إدخاله في صراعات داخلية وإشعال الوضع المصري من الداخل، وبحصول ذلك لا قدر الله، فإن الجزيرة العربية ستكون محاصرة بالدول المنهارة أو المعادية بأنظمة تابعة لإيران، بمعنى أدق اختفاء الحلفاء من المحيط.
إن ما يجري في مصر يمس بشكل مباشر دول مجلس التعاون الخليجي، وما تصريح خادم الحرمين الشريفين أمس الأول في الشأن المصري وحثه على وأد والفتنة وكف التدخلات «الخارجية» إلا في سياق المصير المشترك لمآل الشأن المصري، إن استقرار مصر يعني أن العالم العربي لايزال مستقراً رغم الفوضى، وإن سقوط مصر يعني انكشاف الجبهة الرئيسة للخليج.
وفي حسبة بسيطة ومختصرة على خارطة العالم العربي، نرى العراق المقاوم لايزال في أحضان إيران، سوريا مازالت تعيش ثورتها، لبنان أصبح إيرانياً بالكامل، اليمن لايزال مشتعلاً، مصر تحترق، السودان يدخل في تقارب كبير مع إيران، ولايزال العمل جارياً لتفتيت العالم العربي والإسلامي.
إن ما يجري ابتداء من حرب العراق ومروراً بالربيع العربي وما تبعه حتى الآن كان في الواقع معركة إسقاط الجيوش العربية بمسميات ومعطيات وكيفيات متعددة ولكن دون استخدام أسلحة، إنها حرب فكرية «تراهن على تحقيق النجاحات المتتالية مع قصر المدة بوجود الانقسام الأيديولوجي والفكري والعرقي والطائفي الذي وصل إلى حد التجذر بشعوب المنطقة».
إن خطة برنارد لويس الذي وضع تطبيقها العملي من قبل البنتاغون لاتزال تطبق كما هو واضح على الشاشة، وهي تسير على خط مرسوم سلفاً دون أن نجد له رادعاً، الأمر الذي يحتم على دول الخليج خصوصاً، الدخول بقوة لوقف هذا الفتيل المشتعل الذي يسير باتجاهنا، فالدور القادم علينا.
إن المخطط يتكلم عن خطوة لاحقة تأتي بعد إضعاف الوطن العربي، وهي شن حروب عسكرية واحتلال مناطق محددة بعينها.
إن أكثر ما يثير في هذه الدراسة، ليس مخططها نحو تقسم المنطقة وإسقاط الجيوش وضرب الفتنة بين الناس فحسب، بل إنها تتضمن توقعات لسيناريوهات وضع الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف، الأمر الذي يعيدنا للمربع الأول الذي طالما تمسكنا به، أن أصل ما يجري من أحداث حولنا هو أصل ديني وحرب على الإسلام، لا علاقة لها بمصالح دول محددة بعينها.