الشرق الأوسط بدون حزب الله الإرهابي سيكون مختلفاً؛ فهذا التنظيم يعد الذراع العربية لتصدير الثورة الإيرانية، وأهم التنظيمات الشيعية الراديكالية على الإطلاق وأكثرها نشاطاً وتأثيراً في تفاعلات النظام الإقليمي العربي.
عندما يكون حزب الله الإرهابي محاصراً على المستويين العربي والدولي، فإنه سيضطر إلى نقل عملياته داخل الدول العربية أكثر من أي وقت مضى، فما اعتادت عليه بلدان مجلس التعاون الخليجي من اكتشاف خلايا نشطة أو نائمة للحزب سيتم تفعيلها، وستدب موجة من عدم الاستقرار في النظام الإقليمي الخليجي لفترة زمنية بدعم من طهران وبغداد.
ومثل هذه الخطوة سيكون هدفها تخفيف الضغط على الحزب، ونقل أرض المعركة إلى مناطق أخرى من أجل إشغال الدول العربية، ومن بينها دول مجلس التعاون طبعاً، عن مواجهة الحزب على الصعيد السياسي والإعلامي والاقتصادي.
حتى تتمكن الدول التي تعتبر حزب الله تنظيماً إرهابياً من مواجهته ينبغي استحداث منظومة متكاملة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي على مستوى الاتصالات، أو على صعيد التمويل، أو حتى الترويج الإعلامي، والعلاقات التنظيمية بشكل نهائي، وذلك وفقاً لضوابط قانونية مقرة ومعلنة.
بعد آخر في مستقبل الشرق الأوسط من دون حزب الله مأزق هوية الحزب، فهناك من يراه بأنه عربي الهوية، وهناك من يراه فارسي الهوية، وفي سياق هذا المأزق سيجد الشيعة العرب أنفسهم في مأزق من التعاطي مع هذا الحزب لأنهم سيكونون في صراع بين هويتهم العربية وقناعات بعضهم الراديكالية المرتبطة بنظرية ولاية الفقيه. الأمر الذي سينعكس بانقسام حاد بين الشيعة العرب ليس على مستوى المرجعية الدينية، وإنما المرجعية السياسية.
أطراف عدة مستفيدة من احتواء حزب الله الإرهابي وإنهاء نفوذه وأنشطته في المنطقة، وفي مقدمتها الكيان الإسرائيلي التي ترى المستقبل واعداً فيما يتعلق بتراجع التنظيمات المعادية والمقاومة لها، وتتوقع في الوقت نفسه ظهور قوس شرقي على حدودها يتسم بدرجة مرتفعة من عدم الاستقرار، وهو قوس له إيجابياته وسلبياته على الصعيد الأمني.
كذلك من الأطراف المستفيدة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التي يهمها الأمن القومي الإسرائيلي باعتباره من مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، فباحتواء الحزب وإنهاء نفوذه تكون قد أنهت عقوداً من التهديد الذي كان يواجهه الكيان، وبالتالي سيتراجع دورها ومسؤوليتها في حماية أمنه.
بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي فإنها لن تكون مستفيدة بشكل فوري من احتواء حزب الله الإرهابي وإنهاء نفوذه، ولكن على المدى البعيد فإن هناك فوائد استراتيجية عديدة. سبب ذلك أن أي تنظيم سياسي ـ عسكري عندما يتم استهدافه، فإنه يرفع درجة مقاومته إلى أقصاها ليواجه من يتصدى له، وبالتالي احتمالات زيادة أنشطته على أراضي دول الخليج العربية كبيرة خلال الفترة المقبلة، ولكن على المدى الطويل، فإنها يمكن أن تقطع العلاقة بين خلايا حزب الله النشطة والنائمة على أراضيها والحزب نفسه سواءً في لبنان أو إيران عبر احتواء هذه الخلايا أو اجتثاثها نهائياً.
أما الخاسر الأكبر من غياب حزب الله الإرهابي عن خارطة الشرق الأوسط فهي ثلاثة أنظمة في المنطقة، وهي؛ إيران، والعراق، وسوريا. لأن الحزب مجرد أداة سياسية وعسكرية يتم التحكم فيها من خلال منظومة ولاية الفقيه النافذة عبر المصالح بين هذه الدول الثلاث. ولا يتوقع أن تقف هذه الأنظمة مكتوفة الأيدي والتنظيم التابع لها يستهدف خليجياً أو عربياً أو حتى دولياً، بل ستضطر إلى المواجهة حتى لو كانت مباشرة، والمؤشرات على ذلك كثيرة. وفي أسوأ الاحتمالات فإن السيناريو الأمثل هو تأسيس تنظيم جديد يمكن أن يكون عابراً للدول الخليجية والعربية يمارس دوراً أكبر بكثير من الدور الراهن لحزب الله الإرهابي.
{{ article.visit_count }}
عندما يكون حزب الله الإرهابي محاصراً على المستويين العربي والدولي، فإنه سيضطر إلى نقل عملياته داخل الدول العربية أكثر من أي وقت مضى، فما اعتادت عليه بلدان مجلس التعاون الخليجي من اكتشاف خلايا نشطة أو نائمة للحزب سيتم تفعيلها، وستدب موجة من عدم الاستقرار في النظام الإقليمي الخليجي لفترة زمنية بدعم من طهران وبغداد.
ومثل هذه الخطوة سيكون هدفها تخفيف الضغط على الحزب، ونقل أرض المعركة إلى مناطق أخرى من أجل إشغال الدول العربية، ومن بينها دول مجلس التعاون طبعاً، عن مواجهة الحزب على الصعيد السياسي والإعلامي والاقتصادي.
حتى تتمكن الدول التي تعتبر حزب الله تنظيماً إرهابياً من مواجهته ينبغي استحداث منظومة متكاملة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي على مستوى الاتصالات، أو على صعيد التمويل، أو حتى الترويج الإعلامي، والعلاقات التنظيمية بشكل نهائي، وذلك وفقاً لضوابط قانونية مقرة ومعلنة.
بعد آخر في مستقبل الشرق الأوسط من دون حزب الله مأزق هوية الحزب، فهناك من يراه بأنه عربي الهوية، وهناك من يراه فارسي الهوية، وفي سياق هذا المأزق سيجد الشيعة العرب أنفسهم في مأزق من التعاطي مع هذا الحزب لأنهم سيكونون في صراع بين هويتهم العربية وقناعات بعضهم الراديكالية المرتبطة بنظرية ولاية الفقيه. الأمر الذي سينعكس بانقسام حاد بين الشيعة العرب ليس على مستوى المرجعية الدينية، وإنما المرجعية السياسية.
أطراف عدة مستفيدة من احتواء حزب الله الإرهابي وإنهاء نفوذه وأنشطته في المنطقة، وفي مقدمتها الكيان الإسرائيلي التي ترى المستقبل واعداً فيما يتعلق بتراجع التنظيمات المعادية والمقاومة لها، وتتوقع في الوقت نفسه ظهور قوس شرقي على حدودها يتسم بدرجة مرتفعة من عدم الاستقرار، وهو قوس له إيجابياته وسلبياته على الصعيد الأمني.
كذلك من الأطراف المستفيدة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التي يهمها الأمن القومي الإسرائيلي باعتباره من مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، فباحتواء الحزب وإنهاء نفوذه تكون قد أنهت عقوداً من التهديد الذي كان يواجهه الكيان، وبالتالي سيتراجع دورها ومسؤوليتها في حماية أمنه.
بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي فإنها لن تكون مستفيدة بشكل فوري من احتواء حزب الله الإرهابي وإنهاء نفوذه، ولكن على المدى البعيد فإن هناك فوائد استراتيجية عديدة. سبب ذلك أن أي تنظيم سياسي ـ عسكري عندما يتم استهدافه، فإنه يرفع درجة مقاومته إلى أقصاها ليواجه من يتصدى له، وبالتالي احتمالات زيادة أنشطته على أراضي دول الخليج العربية كبيرة خلال الفترة المقبلة، ولكن على المدى الطويل، فإنها يمكن أن تقطع العلاقة بين خلايا حزب الله النشطة والنائمة على أراضيها والحزب نفسه سواءً في لبنان أو إيران عبر احتواء هذه الخلايا أو اجتثاثها نهائياً.
أما الخاسر الأكبر من غياب حزب الله الإرهابي عن خارطة الشرق الأوسط فهي ثلاثة أنظمة في المنطقة، وهي؛ إيران، والعراق، وسوريا. لأن الحزب مجرد أداة سياسية وعسكرية يتم التحكم فيها من خلال منظومة ولاية الفقيه النافذة عبر المصالح بين هذه الدول الثلاث. ولا يتوقع أن تقف هذه الأنظمة مكتوفة الأيدي والتنظيم التابع لها يستهدف خليجياً أو عربياً أو حتى دولياً، بل ستضطر إلى المواجهة حتى لو كانت مباشرة، والمؤشرات على ذلك كثيرة. وفي أسوأ الاحتمالات فإن السيناريو الأمثل هو تأسيس تنظيم جديد يمكن أن يكون عابراً للدول الخليجية والعربية يمارس دوراً أكبر بكثير من الدور الراهن لحزب الله الإرهابي.