أبنائي وإخواني من مشجعي الإخوان المسلمين وحتى من المشجعين لجماعة الولي الفقيه فكلكم أبناء البحرين، اهدؤوا قليلاً قبل أن تندفعوا في توجيه مدافع الرد والصد كما فعل أحدهم من الإخوان وكتب مقالاً قال فيه إنني بدأت «الهجوم» على جماعة الإخوان بقصد عدائي! وعنوانه «عادت حليمة لعادتها القديمة» واعتبر هذه المقالات هي للهجوم عليهم وهي حرب عليهم لأن لي خلافات معهم، وذهب إلى البحث عن الأسباب.
ولو كنت من جماعة الإخوان المسلمين في الخليج، لما انتظرت أحداً ينبهني أو أحداً يحذرني، فهناك كارثة قد وقعت فهذه الملايين التي احتشدت في مصر تقول لكم شيئاً اسمعوه ادرسوه افهموه ليس كلهم عملاء وأعداء ووو، ولو كنت عضواً أو قيادياً من قياديي جمعية المنبر الإسلامي تحديداً لعقدت الاجتماعات العاجلة ولطرحت سؤالاً واحداً على كوادر الجمعية وعلى جمهورها من التابعين المعجبين، ما هو دور الإخوان المسلمين «كجماعة» في إخفاق «الحزب السياسي» كحاكم؟ سؤال واضح ومباشر.
إذ إنكم تستطيعون أن تجدوا آلاف الشماعات من أسباب خارجية تعلقون عليها أسباب فشل الإخوان المصريين، مؤامرات صهيونية، عمالة، عبدة دينار، فلول، أعداء الله ورسوله وووو إلخ، وجماعة متحالفة مع الشيعة ووو.. قد تكون كل تلك الأسباب صحيحة، إنما بدون البحث في مساهمة «الجماعة» في هذا الإخفاق وبدون دراسة أخطاء «الحزب» فيما آلت إليه أمورهم، لن تستفيدوا شيئاً ولن تستقيم أموركم وستقعون في ذات الأخطاء.
استفيدوا من التجارب الناجحة وتعلموا من التجارب الفاشلة هذه قاعدة عامة لمن يريد أن يرسم مستقبله السياسي.
جمعية المنبر الإسلامي هي أول حزب «إخواني» مشروع يعمل ضمن إطار دستوري في الدول الخليجية «الكويت لم تشرع الأحزاب رغم وجودها كواقع» إذاً أمامكم فرص كبيرة لتكونوا أول حزب سياسي إخواني ناجح يكون قدوة للبقية، وأحد مؤشرات نجاح الحزب السياسي هو توسيع قاعدة مشجعيه، واستقطاب من يصوت له حتى من المختلفين معه عقائدياً لا أن يخسر حتى المتفقين معه عقائدياً.
ولو لم نكن نعول على هذا الحزب كثيراً لما أضعنا الوقت بنصحهم، فهم يملكون الهيكل التنظيمي وكوادره من الأبناء الصالحين ولكن ذلك ليس له علاقة بتقييم الأداء السياسي، لهذا تحتاج «الجماعة» ألا تثقل على الحزب السياسي حين تضعه فوق مستوى النقد، يحتاج مشجعو الحزب «الجمعية» أن يتخلوا عن فكرة كل من ينبهني لقصور أو أخطاء هو عدوي وخصمي السياسي، فيقفون بين الحزب وبين تقييم الأداء تقييماً موضوعياً.
«الحزب السياسي» الإخواني يحتاج أن يتابع المشهد المصري بدقة متابعة حزب لحزب، متابعة حزب يعمل ضمن إطار اللعبة السياسية الديمقراطية، بل يحتاج أن يتابع أخطاء المشهد الإخواني في الإمارات والكويت متابعة حثيثة، وكذلك متابعة مشهد جماعة المرشد الأعلى الإيراني في البحرين، لا للاستنفار والدفاع وإيجاد المبررات فحسب، بل للتعلم من الأخطاء، ومن يفكر بقيادة حزب سياسي ومن يريد أن يجنب جماعته المصير الذي آلت إليه جماعة الإخوان في مصر عليه أن يتعلم الدرس، بالمتابعة وبأخذ العبر وبالتقويم الذاتي، رغم أنها خاصية مفقودة في تركيبتنا الشرقية عموماً، فما بالك وتركيبة الجماعات الدينية التي تعتقد أن حراكها السياسي مبارك من الله بشكل تلقائي!!
هناك تشابه بين الجماعتين «الفقيه والإخوان» في المنهج السياسي دعك من تناقض الفكر العقائدي الديني، تشابهوا في الأخطاء فتكبدوا ذات الخسائر، وتحالف الاثنين المصري الإيراني ليس خافياً على أحد ولا هو مدعاة للإنكار سوى من معجبي الإخوان من الخليجيين الذين نشفق عليهم، والذين يرفضون التصديق لذلك هم في صدمة إلى الآن.
نحن نناقش الأداء السياسي للجماعات الدينية، نناقش فكرها وعقيدتها السياسية التي تتصادم مع مفهوم الدولة ذات الحدود السيادية، وتصطدم مع إشكالية التعددية السياسية في الدولة، والتي يتقاطع تسليمها لقيادة المرشد مع تسليمها لقيادة نظام الدولة الدستوري، لا يمكن أن تتفق التزامات المواطنة مع التزامات الجماعة إلا إذا كان مرشدها هو رئيس الدولة، فطاعتها للمرشد طاعة المؤمن لأميرها، هذه إشكالية موجودة ستبرز للسطح حين تتعارض أجندة المرشد مع أجندة النظام السياسي، هذه التقاطعات ستبرز للسطح حين يأتي استحقاق الأمن القومي وسيادة الوطن، ستبرز للسطح حين تتعاطون مع التعددية العقائدية بين أبناء الوطن.
أليست هذه الإشكالات هي التي واجهت جماعة الولي الفقيه في البحرين وكانت سبباً من أسباب هزيمتها؟ وهي ذاتها التي واجهت جماعة الإخوان المسلمين في مصر حين وصلوا لسدة الحكم، فاصطدموا مع غالبية المجتمع الذي لا يدين للمرشد ولم يختره ليكون حاكماً لمصر؟
هذه أخطاء وقعت فيها الجماعة حين تقاطعت أجندتها كجماعة مع أجندتها كحزب فانحازوا لأجندة الجماعة.
فكانت النتيجة هذا الانقسام الوطني ومن ثم جاءت هذه العزلة، ولولا انحياز الجيش للإرادة الشعبية في مصر والبحرين لكان رأينا الجيش يتدخل لقمع تلك الملايين بالدم والنار كما فعل ملالي إيران الذين علقوا المشانق في الطرق العامة وقتلوا الآلاف من معارضيهم خلال السنة الأولى، لأن الخروج على المرشد خروج عن الله، الذي نجى مصر هي أخطاء الجماعة التي اصطدمت مع المؤسسة العسكرية والقضائية منذ وصولها.
من أخطاء الجماعتين «الولي الفقيه في البحرين والإخوان في مصر» كذلك تحالفاتهما الخارجية على حساب التحالفات المحلية، فحين وجدتا صعوبة عقد التحالفات السياسية المحلية وحين وجدتا ذلك عائقاً أمام وصولهما لسدة الحكم لأن هناك تعددية شعبية ستفرض الخضوع لمرشديهما، تحالفتا مع قوة أجنبية تساعدهما للوصول، إنما لم تصمد تلك التحالفات خاصة التحالف الأمريكي الذي هو مستعد لبيعهم في لحظات إن تبدلت أوراق اللعب كما يفعل الآن في مصر وكما يفعل في البحرين.
هذه دروس وعبر إن لم تستوعبوها «كحزب سياسي» فإن أداءكم السياسي معرض للوقوع في ذات الأخطاء وستجدون حزبكم في عزلة وأثر ما حدث في مصر وفي الإمارات واقع عليكم.. الآن بعد أن «برينا» ذمتنا تستطيعون الآن أن تنتقوا ما شئتم من الأسباب التي دفعتنا لتنبيهكم وتتركوا أساس الموضوع، ثم تسارعوا بوضع رأسكم على الوسادة براحتكم الله يهنيكم بنومكم.. حالكم حال الأرنب الذي نام أثناء السباق وخسره.
ولو كنت من جماعة الإخوان المسلمين في الخليج، لما انتظرت أحداً ينبهني أو أحداً يحذرني، فهناك كارثة قد وقعت فهذه الملايين التي احتشدت في مصر تقول لكم شيئاً اسمعوه ادرسوه افهموه ليس كلهم عملاء وأعداء ووو، ولو كنت عضواً أو قيادياً من قياديي جمعية المنبر الإسلامي تحديداً لعقدت الاجتماعات العاجلة ولطرحت سؤالاً واحداً على كوادر الجمعية وعلى جمهورها من التابعين المعجبين، ما هو دور الإخوان المسلمين «كجماعة» في إخفاق «الحزب السياسي» كحاكم؟ سؤال واضح ومباشر.
إذ إنكم تستطيعون أن تجدوا آلاف الشماعات من أسباب خارجية تعلقون عليها أسباب فشل الإخوان المصريين، مؤامرات صهيونية، عمالة، عبدة دينار، فلول، أعداء الله ورسوله وووو إلخ، وجماعة متحالفة مع الشيعة ووو.. قد تكون كل تلك الأسباب صحيحة، إنما بدون البحث في مساهمة «الجماعة» في هذا الإخفاق وبدون دراسة أخطاء «الحزب» فيما آلت إليه أمورهم، لن تستفيدوا شيئاً ولن تستقيم أموركم وستقعون في ذات الأخطاء.
استفيدوا من التجارب الناجحة وتعلموا من التجارب الفاشلة هذه قاعدة عامة لمن يريد أن يرسم مستقبله السياسي.
جمعية المنبر الإسلامي هي أول حزب «إخواني» مشروع يعمل ضمن إطار دستوري في الدول الخليجية «الكويت لم تشرع الأحزاب رغم وجودها كواقع» إذاً أمامكم فرص كبيرة لتكونوا أول حزب سياسي إخواني ناجح يكون قدوة للبقية، وأحد مؤشرات نجاح الحزب السياسي هو توسيع قاعدة مشجعيه، واستقطاب من يصوت له حتى من المختلفين معه عقائدياً لا أن يخسر حتى المتفقين معه عقائدياً.
ولو لم نكن نعول على هذا الحزب كثيراً لما أضعنا الوقت بنصحهم، فهم يملكون الهيكل التنظيمي وكوادره من الأبناء الصالحين ولكن ذلك ليس له علاقة بتقييم الأداء السياسي، لهذا تحتاج «الجماعة» ألا تثقل على الحزب السياسي حين تضعه فوق مستوى النقد، يحتاج مشجعو الحزب «الجمعية» أن يتخلوا عن فكرة كل من ينبهني لقصور أو أخطاء هو عدوي وخصمي السياسي، فيقفون بين الحزب وبين تقييم الأداء تقييماً موضوعياً.
«الحزب السياسي» الإخواني يحتاج أن يتابع المشهد المصري بدقة متابعة حزب لحزب، متابعة حزب يعمل ضمن إطار اللعبة السياسية الديمقراطية، بل يحتاج أن يتابع أخطاء المشهد الإخواني في الإمارات والكويت متابعة حثيثة، وكذلك متابعة مشهد جماعة المرشد الأعلى الإيراني في البحرين، لا للاستنفار والدفاع وإيجاد المبررات فحسب، بل للتعلم من الأخطاء، ومن يفكر بقيادة حزب سياسي ومن يريد أن يجنب جماعته المصير الذي آلت إليه جماعة الإخوان في مصر عليه أن يتعلم الدرس، بالمتابعة وبأخذ العبر وبالتقويم الذاتي، رغم أنها خاصية مفقودة في تركيبتنا الشرقية عموماً، فما بالك وتركيبة الجماعات الدينية التي تعتقد أن حراكها السياسي مبارك من الله بشكل تلقائي!!
هناك تشابه بين الجماعتين «الفقيه والإخوان» في المنهج السياسي دعك من تناقض الفكر العقائدي الديني، تشابهوا في الأخطاء فتكبدوا ذات الخسائر، وتحالف الاثنين المصري الإيراني ليس خافياً على أحد ولا هو مدعاة للإنكار سوى من معجبي الإخوان من الخليجيين الذين نشفق عليهم، والذين يرفضون التصديق لذلك هم في صدمة إلى الآن.
نحن نناقش الأداء السياسي للجماعات الدينية، نناقش فكرها وعقيدتها السياسية التي تتصادم مع مفهوم الدولة ذات الحدود السيادية، وتصطدم مع إشكالية التعددية السياسية في الدولة، والتي يتقاطع تسليمها لقيادة المرشد مع تسليمها لقيادة نظام الدولة الدستوري، لا يمكن أن تتفق التزامات المواطنة مع التزامات الجماعة إلا إذا كان مرشدها هو رئيس الدولة، فطاعتها للمرشد طاعة المؤمن لأميرها، هذه إشكالية موجودة ستبرز للسطح حين تتعارض أجندة المرشد مع أجندة النظام السياسي، هذه التقاطعات ستبرز للسطح حين يأتي استحقاق الأمن القومي وسيادة الوطن، ستبرز للسطح حين تتعاطون مع التعددية العقائدية بين أبناء الوطن.
أليست هذه الإشكالات هي التي واجهت جماعة الولي الفقيه في البحرين وكانت سبباً من أسباب هزيمتها؟ وهي ذاتها التي واجهت جماعة الإخوان المسلمين في مصر حين وصلوا لسدة الحكم، فاصطدموا مع غالبية المجتمع الذي لا يدين للمرشد ولم يختره ليكون حاكماً لمصر؟
هذه أخطاء وقعت فيها الجماعة حين تقاطعت أجندتها كجماعة مع أجندتها كحزب فانحازوا لأجندة الجماعة.
فكانت النتيجة هذا الانقسام الوطني ومن ثم جاءت هذه العزلة، ولولا انحياز الجيش للإرادة الشعبية في مصر والبحرين لكان رأينا الجيش يتدخل لقمع تلك الملايين بالدم والنار كما فعل ملالي إيران الذين علقوا المشانق في الطرق العامة وقتلوا الآلاف من معارضيهم خلال السنة الأولى، لأن الخروج على المرشد خروج عن الله، الذي نجى مصر هي أخطاء الجماعة التي اصطدمت مع المؤسسة العسكرية والقضائية منذ وصولها.
من أخطاء الجماعتين «الولي الفقيه في البحرين والإخوان في مصر» كذلك تحالفاتهما الخارجية على حساب التحالفات المحلية، فحين وجدتا صعوبة عقد التحالفات السياسية المحلية وحين وجدتا ذلك عائقاً أمام وصولهما لسدة الحكم لأن هناك تعددية شعبية ستفرض الخضوع لمرشديهما، تحالفتا مع قوة أجنبية تساعدهما للوصول، إنما لم تصمد تلك التحالفات خاصة التحالف الأمريكي الذي هو مستعد لبيعهم في لحظات إن تبدلت أوراق اللعب كما يفعل الآن في مصر وكما يفعل في البحرين.
هذه دروس وعبر إن لم تستوعبوها «كحزب سياسي» فإن أداءكم السياسي معرض للوقوع في ذات الأخطاء وستجدون حزبكم في عزلة وأثر ما حدث في مصر وفي الإمارات واقع عليكم.. الآن بعد أن «برينا» ذمتنا تستطيعون الآن أن تنتقوا ما شئتم من الأسباب التي دفعتنا لتنبيهكم وتتركوا أساس الموضوع، ثم تسارعوا بوضع رأسكم على الوسادة براحتكم الله يهنيكم بنومكم.. حالكم حال الأرنب الذي نام أثناء السباق وخسره.