بعد الإعلان عن المسرحية الجديدة المستوحاة من الحالة المصرية تحت اسم «تمرد»، يسعى انقلابيو البحرين للتحشيد لها -كالعادة- من وراء «الكيبورد»، دون وجوه ودون أسماء واضحة، وهذا بحد ذاته فشل أولي في عملية «التقليد» المضحكة.
مثلما كانت محاولتا التحشيد لإعادة ذكرى احتلال الدوار في 14 فبراير لعامي 2012-2013 اللتان فشلتا فشلاً ذريعاً لأن التحشيد لهما كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط، ومن قبل أشباح أو أشخاص «متبرقعين» بأسماء وهمية، أو قادة للثورة «يفترض» وجهوا دعوات من على المنصات داخل قراهم محاطين بأتباعهم، أو عبر «التويتر» و«الفيسبوك» ثم اختفوا إما في سفرة هنا أو هناك أو اختبؤوا في المقرات والبيوت دون تصدر صفوف الجماهير التي يدعونها للخروج، فإن الدعوة لحركة «تمرد» الطائفية أمام السفارة الأمريكية في 14 أغسطس تمضي على نفس النهج الفاشل.
لسنا بصدد تضخيم ما ينوون فعله، باعتبار أن هدفهم الآن كسب أكبر «دعاية إعلامية» سواء من علي سلمان أو شخصيات أخرى تصور ما يراد القيام به من قبل أشخاص لا يجرؤون على الظهور بوجوههم والإفصاح عن هوياتهم «كحال من هم وراء حركة 14 فبراير» وكأنه «حدث جلل»، لكننا بصدد بيان مستوى الانهزامية الذي وصلوا إليه، والقناعة لدى كثيرين منهم بأن حراكهم الانقلابي مهما تنوعت صوره وأشكاله لن يفضي للنتيجة التي يسعون لها المتمثلة بإسقاط النظام.
هم بأنفسهم «تمردوا» على الدعوة لـ»تمرد» الطائفية منذ البداية، فقط ألقوا نظرة سريعة على مواقعهم بالأخص التابعة لسعيد الشهابي «الذي صرف الأموال الإيرانية على علي سلمان وجماعته حينما كانوا في لندن تلامذة عنده» لتروا كيف يتحدث الناس وهم فاقدو الأمل في الوفاق وأتباعها، وفي أي حركة يدعو لها من يريد الزج بالناس في الساحات والميادين وهو من سيظل باقياً في موقعه يتفرج.
أورد أحد الأمثلة هنا لمشارك نشط في ملتقى «بحرين أون لاين» لتروا كيف يتحدثون مع بعضهم بعضاً؛ في حين يقف علي سلمان على المنصات محاولاً تجميع قواه والصراخ بقمة رأسه بأنهم «صامدون» و «ضحوا من أجلكم» إلى غيرها من الشعارات، وفي النهاية سترون كيف ستشارك الوفاق في انتخابات العام القادم لتعود للمؤسسات مرة أخرى وهو ما كشفه بصراحة أتباع سعيد الشهابي من لندن.
يقول أحدهم ما يلي بالنص، وتمعنوا في الكلام: «حركة تمرد في مصر يقودها أشخاص معروفون يظهرون علناً بأسمائهم وأشكالهم لأن النظام هناك لا يعتقلهم وكذلك تدعمها أحزاب معارضة رئيسة فلذلك فحراكها منظم وكتب له النجاح على صعيد التفاعل الشعبي، أما هنا فما دام مطلقو الدعوة في تويتر أشخاصاً مجهولين لا يعرفون بأنفسهم فكل شخص غيرهم يمكنه أن ينزل بياناً باسم تمرد يحدد فيه ما يريده من وراء هذا التمرد وموعده ومكانه.
إذا كنتم جادين فعلاً في تمردكم فاخرجوا بشخصياتكم الحقيقية من مكان آمن لتجنب الاعتقال وأعلنوا ما تريدون ونظموا الناس، أما هكذا خبط عشوائي فستكون النتيجة كسابقاتها.
لا تقولوا لي أن ما جرى في 14 فبراير كان هكذا وتريدون تكرار نفس السيناريو، فما جرى قبل 14 فبراير كان من ضمن من وقف خلفه الرموز المعتقلون من ناحية التحشيد والمشاركة والمباركة، أما الآن فلا توجد أي شخصية على هذه الشاكلة، فالوفاق وبناتها من الجمعيات الأخرى سيكون دورهم كما كان قبل 14 فبراير مجرد تلميح لقبولهم بأي تحرك سلمي دون أن يعلنوا دعمهم وحشدهم له وإذا كتب له النجاح سيركبون الموجة. أما المعارضون في الخارج فسيكتفون بالصراخ في الفضائيات.
والائتلاف وحق والوفاء سينزلون بيانات تأييد للفعالية دون تنظيم لها وهم أصلاً غير جديرين بتنظيم هكذا فعاليات فقد أثبتوا فشلهم في تنظيم فعاليات جماهيرية سابقة سواء بسبب ضعف التفاعل الجماهيري معها أو بسبب عدم تجديدهم لأسلوب عملهم.
انتهى النص، وأحسب لمن كتبه أقلها مصداقيته مع نفسه وتشخصيه للواقع الحقيقي الذي يعيشه من قرر المضي وراء الوفاق ووفاء وحق وائتلاف 14 فبراير وغيرهم، أقلها بعضهم يدركون أنهم تحولوا لأداة يستخدمها «مناضلو الكلام» وأبطال «الكيبورد»، إذ العملية سهلة جداً، كمبيوتر، أو «آي باد» أو حتى «آيفون» ومع فنجان قهوة في مقهى مكيف في أوروبا أو أي بقعة أخرى واكتب أعنف الجمل الحماسية النضالية وارمها في وسائل التواصل الاجتماعي ودع الناس «المخدوعة فيك» تعيد نشرها وتمجد فيك وتطبق ما تقول وتضرب «لايك» بجنون.
أقلها في حركة «تمرد» المصرية خرج من نظمها بوجوههم المكشوفة «بغض النظر عن الإساءة المرفوضة تماماً التي صدرت من الشاب الذي يمثلها للبحرين والسعودية على قناة العالم الإيرانية لاعتبارات طائفية»، لكن في «تمردكم» الطائفي المزمع لن يخرج أحد بوجه مكشوف ليقول أن قائد العملية ومنظمها ويتواجد في مقدمة الصفوف، سيخرج علي سلمان ليقول «واصلوا وندعمكم وأنتم في القلب وعلى رؤوسنا، ثم يأخذ «شنطته» ويسافر لجنوب أفريقيا أو لبنان أو إيران. سيخرج عبدالرؤوف الشايب ليلقي كم كلمة والسلام، والشهابي ليكرر كلمة «احتلال» أكثر من أي كلمة أخرى، ومن يريد الصعود على أكتافكم وركوب الموجة سيتجلى نضاله الخطير عبر حسابه الإلكتروني في «التويتر» أو «الفيسبوك».
تمردوا على اللاعبين في مصائركم أولاً، على من يقودونكم بتعمد بأسلوب القطيع، على مصادري حرياتكم، قبل أن تتمردوا على هذا الوطن الذي لم يرد لكم إلا كل الخير.