تؤكد وثائق مسربة في عدد من الدول؛ أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى جعل مصالحها في مأمن من تحكم القوى الحاكمة في جميع البلدان التي تحتوي في باطنها ثروات لا تنتهي، وقد سربت العديد من المستندات التي تثبت ذلك، خصوصاً تلك المعنية بالاتفاق مع الأحزاب الداخلية بتلك الدول، إذ تؤكد المعلومات المسربة من موقع «ويكيليكس» أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل بصفة انتقائية ومتناقضة مع مفهوم «الإرهاب» أو ظاهرة العمل الإرهابي الذي جعلته الإدارة الجمهورية السابقة بقيادة الرئيس جورج بوش -الموجه من طرف عصابة المحافظين الجدد- محور سياستها الأمنية والاستراتيجية، إذ تشير وثائق ويكيليكس إلى تورط الولايات المتحدة في تقديم دعم سري لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد الحكومة التركية، وقد وصف تقرير رسمي أمريكي عناصر هذه الحركة المسلحة، بأنهم «محاربون من أجل الحرية»، رغم أن وزارة الخارجية الأمريكية تضع حزب العمال الكردستاني في خانة «المنظمات الإرهابية» منذ سنة 1979.
في الجانب المحلي؛ من الواضح أن السفير الأمريكي لا ينفذ إلا سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في جعل وخلق فوضى داخل البلاد من خلال دعم جمعية الوفاق، والتي تعتبر جناحاً أساسياً للحزب الإرهابي «حزب الله»، والذي يعمل بجانب الولايات المتحدة الأمريكية مقابل مجموعة من الاتفاقات والمصالح التي باتت مكشوفة وهي النفط مقابل النظام.
هذا ما تفكر فيه الولايات المتحدة الأمريكية بشأن مملكة البحرين وذلك وفق تحركاتها المحلية المرصودة من قبل وسائل الإعلام، حيث إن مصالحها ستتيح لها المزيد من النفوذ العسكري في المنطقة، إضافة إلى تحقيق مكاسب اقتصادية لا يتخيلها العقل، ولكن تلك المؤامرة الدنيئة التي تعمل بها أمريكا وحلفاؤها من الأحزاب الإرهابية قد توقعها في فخ اسمه فخ 14 أغسطس.
في المقابل، إن السياسة التي تتحرك عليها الدولة تتمحور في جانبين أساسيين، الجانب الإعلامي والقانوني، ففي الإعلامي تقوم الدولة حالياً بفضح كل ما تقوم به تلك الفئة الإرهابية على جميع الأصعدة أمام المجتمع الدولي، أما القانوني فهو تشديد العقوبات على مرتكبي ومحرضي الجرائم الإرهابية التي تستهدف أرواح رجالنا البواسل والمواطنين والمقيمين.
تلك السياسة من شأنها أن تعيق تلك المؤامرات ولكنها لا توقفها نهائياً، فالإرهاب يحتاج منا أن نضع جميع اتفاقات حقوق الإنسان في الأدراج، بل إن تلك الاتفاقات هدفها الأساسي والمخفي هو الدخول في سيادة الدول، وتحقيق مصالح الدول العظمى.
إلى ذلك، فالولايات المتحدة الأمريكية وقعت في أكبر فخ نصب لها من قبل شعب البحرين الوفي، بل إن هذا الفخ لتستعد له جيداً، قد يكون هذا الفخ هو نهاية التدخلات الأمريكية في الشأن المحلي، حيث إن شعب البحرين أصبح أكبر وعياً وإدراكاً لتلك المؤامرات التي تحاك له، بل إن هذا الشعب بدا أكثر ثقة عن أي يوم بأنه هو من سيقف ضد المؤامرات الأمريكية الإيرانية بتلاحمه مع قيادته ووحدته الوطنية التي ستوقف بل ستنهي تلك الفئة الإرهابية ومن ورائها والداعمة لها.