في الوقت الذي لهثنا فيه للجلوس إلى طاولة حوار مع الإرهابي والخائن والعميل الإيراني من أجل أن نرضي الأطراف الدولية، فإن من جلسنا معهم كانوا ومازالوا يعدون للانقلاب، وإرهابهم لم يتوقف للحظة واحدة والطاولة ممتدة.
مرحلة امتصاص الأزمة الأولى انتهت في اعتقادي، اليوم نريد تجفيف الأزمة، قطع الأذرع، تجفيف منابع الأموال الداعمة للإرهاب، والدولة لديها قائمة كاملة بالتجار الذين يدعمون الانقلاب، وكانوا ممن يمولون الدوار.
مازال هؤلاء يستقبلون في المجالس، مازالت الدولة تفتح لهم الأبواب والمناقصات، وكأن الدولة في غيبوبة وهي تعلم ماذا فعلوا، ولديها كل التفاصيل، لكن ماذا نقول؟
القضاء على الإرهاب بوابة الانتعاش الاقتصادي والتجاري، وهذا ما فرطنا فيه لمدة 19 عاماً، نحن كدولة ندمر اقتصادنا بأيادينا حين نترك الإرهاب يضرب ويتوعد ويضع أجندات للفوضى ونحن نتفرج.
هل تعرفون ماذا حدث بعد صدور التعديلات والمراسيم على قانون الإرهاب؟
لتذهب الدولة إلى سجلات التسجيل العقاري كي ترى ماذا فعلت المراسيم من انتعاش في السوق العقاري، انتعشت العقارات في الجفير، ارتفعت أسعار العقار، زادت حركة البيع والشراء، بيعت قطع أرض في قرية مقابة بـ9 ملايين دينار، كل ذلك حدث بعد صدور القانون فقط، بينما الدولة لم تطبق شيئاً حتى الآن إلا الشيء اليسير، وحدث كل هذا النشاط.
إشغال الفنادق بالعيد ارتفع إلى نسب كبيرة، حتى إن المنتجعات والفنادق التي تقع في المحافظة الجنوبية حدث عليها إقبال كبير من الإخوة الخليجيين، اليوم تتحدث نشرة أخبار أن الوجهة الأولى للسعوديين في إجازة العيد كانت إلى دبي، بينما نستطيع أن نكون الوجهة الأولى للخليجيين إذا ما قضينا على الإرهاب وقمنا بضخ أموال في البنية التحتية للسياحة العائلية التي تجذب الخليجيين.
هذا يظهر أننا نحن كدولة ومجلس نيابي من ضيعنا الأمن، وجاءت الدولة لتقول لنا منذ التسعينات وحتى اليوم برسالة غير مباشرة «تعايشوا مع الإرهاب»، وهذا ما جعل البحرين تتلقى المعونات من دول الخليج، بينما نحن لسنا بحاجة إليها إذا ما قضينا على الإرهاب، وحاربنا الفساد الذي يضرب كل مكان.
تنتشر أنباء أن المواطنين في القرى ضاقوا ذرعاً بتصرفات الإرهابيين، وأخذوا يتصلون بالداخلية ليبلغوا عن أماكن الإرهابيين والأسلحة، وهذا أمر طيب، كما إن من يقفون خلف الإرهابيين من ولي فقيه وجمعية انقلابية طائفية يعانون اليوم من أجل حشد أعداد للتظاهر في يومهم الموعود، وهذه نكسة كبيرة لهم، بل قيل إن أعداد من ذهبوا للزيارات خارج البحرين من أبناء القرى كانت كبيرة، وقيل إنهم يريدون الهروب من جحيم الإرهابيين، وهذا أيضاً ضربة موجعة للانقلابيين.
من يقفون خلف ما يسمى بتمرد أخذوا يصبون جام غضبهم على من لا يخرجون من بيوتهم، فهناك أناس كثر أغلقوا بيوتهم عليهم ولا يريدون الاستجابة للحركة الانقلابية، فقد جنت عليهم بالدمار والخراب والتعطل، خسارة التجارة.
أتابع اليوم عبر القنوات الإخبارية كيف قطعت الكهرباء عن ميدان رابعة العدوية وقيل إن الماء قد قطع، بعيداً عن صواب وخطأ، هناك إجراءات دولة، هناك تخطيط، هناك ذكاء في التعامل مع ما يجري، هناك عقول تضرب في مقتل.
ما الذي جعل تركيا تفض الاعتصامات بالقوة وتغلق الحدائق في إسطنبول ولو لفترة؟
إنه الأمن والاقتصاد، السماح باحتلال الميدان من أجل الفوضى كان كارثة كبيرة والدولة مع عميق الأسف ترخص للاعتصامات الطائفية التي تقوض الأمن حتى خارج العاصمة وهذا خطأ يجب تداركه.
لم نعالج أزمتنا إعلامياً بشكل صحيح، بينما كل القنوات تحاربنا وتوجه سمومها إلينا وتحرض وتنشر الأخبار الكاذبة، وجهازنا الإعلامي يضع لنا الرقصات، وأغاني وطنية «جعلتنا نكفر بالأغاني الوطنية» والبلد تحترق والتلفزيون «يردح»..!
لم نعالج أزمتنا بشكل موضوعي وتوعوي وإرشادي وتثقيفي ولم نعرِّ الإرهاب ومن يستغلون الأطفال والنساء، لم نفعل ذلك، ولا يبدو أننا سنفعل، فجهازنا الإعلامي رمادي، ولا تعرف له لوناً ولا طعماً ولا رائحة، وأقترح تحويله إلى قناة أفلام وثائقية أفضل مما نراه اليوم، ولا أعرف هل يرضي هذا قادة البلد؟ وقد أرجعنا الانقلابيين لأخطر جهاز، ووضعناهم في الأماكن الحساسة.. الدولة في غيبوبة مازالت!
جهاز التلفزيون في الأزمات باستطاعته أن يقود الرأي العام بشكل مهني وذكي نحو ضرب كل يد تريد الخراب والتخريب والإرهاب، لكننا اليوم قناة «رزيف» وقناة تشبه رقصة «بروك يا دياديو» باختصار الكلام.
بإمكان التلفزيون أن يوجه الشباب إلى العمل والدراسة والإنتاج والانخراط في التجارة وبرامج الدولة التي تتيح للشباب العمل في القطاع الخاص، ويبعدهم عن الإرهابيين والعمل الذي سيقودهم إلى السجن أو سحب الجنسيات.
كنا نتمنى من التلفزيون أن يلقي الضوء على المراسيم الأخيرة بشكل قانوني، ماذا يترتب عليها في حال تجاوز القانون.
كنا نتمنى إلقاء الضوء على تحمل والد الحدث المسؤولية القانونية، حتى يعرف الجميع ما يترتب على تجاوز القانون وكيف سيتحمل الوالد المسؤولية، لكننا لم نتعامل بشكل ذكي مع كل المتغيرات التي حدثت.
إسقاط الجنسية له تأثير كبير على الإرهابيين، وهذا سيغير المعادلة، لكننا لم نسلط الضوء على قرارات المجلس الوطني بشكل تثقيفي وتوعوي وقانوني.
تركنا أنفسنا «كدولة» مثل الريشة التي تلعب بها الرياح، 19 عاماً وأكثر كنا نتفرج على من يخطط للانقلاب على الدولة، لم نضع الاستراتيجيات، ظننا أن الديمقراطية مخرج، وإذا هي تستغل للاستيلاء أكثر على الدولة، سلمنا أخطر جهاز ووزارة بالدولة وهي وزارة التربية والتعليم، ثم شاهدتموهم في 2011 ماذا فعلوا، أي دولة هذه التي تترك نفسها دون استراتيجيات بعيدة وقصيرة بينما هناك أخطار تحدق بها بالداخل والخارج.
مؤلم لنا جميعاً أن نكون كشعب عرضة لأجندات الانقلابيين كل مرة يهددون بالخروج والإرهاب والعصيان المدني، العصيان المدني لا يحدث إلا إذا تمكنوا من كل أجهزة الدولة، وهذا ما حدث فعلاً، أنظروا إلى الوزارات، من «وزارة العمل مروراً بالتربية وصولاً إلى المالية» كلها سلمت بالبناء الداخلي، ووضعنا في الواجهة من لا حول ولا قوة لهم.
التجار الذي يدعمون الإرهاب كانوا من صنيع الدولة، الدولة صنعت منهم «مليونيرية» واليوم هم الذين يمولون الإرهاب ويستثمرون في التعليم والمعاهد والجامعات، ويدفعون للوفاق والولي الفقيه، أي دولة تفعل في نفسها هذا وتقول نحن نحارب الإرهاب.. أهلاً يا إرهاب..!
العام الثالث يمضي من بعد الانقلاب، والدولة حتى اليوم لا نرى أن لديها استراتيجية لوقف المهازل والإرهاب حتى مع صدور القوانين الأخيرة، إلى متى نبقى كمجتمع ودولة نتفرج على الأجندات التي يضعها الانقلابيون؟
ما هو تخطيط الدولة للعام القادم، وللذي يليه، وللخمسية الأولى، وللخمسية الثانية؟
نريد أن نعرف هل لدى الدولة استراتيجية لتدمير الإرهاب، أم أننا نتفرج على حالنا وعلى تدمير الاقتصاد الوطني؟
الخونة والإرهابيون سيفشلون، وهم يعلمون ذلك، ويعلمون أنهم سيفشلون، وقال علي سلمان «حتى وإن لم ننجح» وهذه إشارة إلى أنه يعلم أنه لن ينجح، لكن ليس هنا بيت القصيد، السؤال إلى متى نتفرج على الخونة المتآمرين، وعملاء إيران وأولهم سلمان وأتباعه؟
اليوم نحن أمام مفترق طرق، ولدى الدولة فرصة سانحة لقصم ظهر الإرهاب، خاصة وأن الإرهابيين يريدون استخدام الأسلحة كما ينشرون في رسائلهم، واستخدام السلاح من قبل الإرهابيين هو قاصمة ظهر لهم، ولا نعرف ما هو قرار الدولة.
أول خطوات الاستراتيجية إنقاذ وزارة التربية، هذه الوزارة تحتاج إلى رجل قوي لا يخاف من أي جهة كانت، فالوزارة تحتاج إلى قرارات مصيرية حاسمة، المستقبل يبدأ من وزارة التربية وتصحيح 33 عاماً من خراب البعثات، فماذا أنتم فاعلون؟.
التفريط في الأمن، يعني التفريط في الاقتصاد، التفريط في الاقتصاد يحولنا إلى دولة فاشلة بحسب المشروع الأمريكي للتغيير، كلها سلسلة متتابعة، فإلى متى نفرط في أمننا ونتفرج على ما يحدث لاقتصادنا، إلى متى نترك التجارة والاقتصاد في أيادي من يدفعون الأموال للانقلاب على الدولة ويمولون الإرهاب؟
الإرهاب من دون مال يموت، فانظروا من يموله، في الداخل والخارج، بالمقابل على الدولة أن تعول على التجار الوطنيين، وأن تصنع تجاراً وطنيين، هذا ما هو إلا جزء بسيط من استراتيجية القضاء على الإرهاب.
رذاذ
- إن من أكثر المبلغين عن إجرام وأعمال الإرهابيين في القرى هم من الفتيات والنساء، وهذا أمر جيد جداً..!!
- هناك أعذار ستسوغ للغياب عن الأعمال وهي مكشوفة إلى حد ما، سيقولون الطرق مقطوعة، أو أن هناك إرهابيين منعونا، وهذا لا يصح في مجمله، ويجب أخذ إجراءات قانونية.
- حتى الساعة لم نسمع عن إجراءات ضد المتعاملين مع حزب الشيطان بحسب قرار مجلس التعاون، ماذا فلعتم؟
هل تعرفون من الذي يعمل في البحرين من العرب، وإلى من ينتمون؟
هل نراقب حركة الأموال ومن هم شركاء أصحاب المشاريع في البحرين؟
- قضية اختراق مدرِّسة رياض أطفال وكشفها من قبل وزارة الاتصالات هل يتوقف على مدرِّسة واحدة؟
كم يوجد لدينا مثلها في مواقع خطرة أخرى؟
هل تتذكرون ماذا حدث في بوليتكنك إبان الأزمة؟
هل تتذكرون الكلية الملكية للجراحين؟
لماذا نحن دولة مستباحة؟ نأتي بأشخاص يطعنوننا ونعطيهم الأموال والرواتب والمميزات، أبحثوا عن أمثال مدرِّسة رياض الأطفال.
- أحد أهدافهم في يوم الرابع عشر من الشهر الجاري هو احتلال مقرات المحافظات، والمراد من هذا تصوير الأمر عبر الإعلام والقنوات المأجورة الخارجية، أن هناك محافظة سقطت واستولى عليها المتظاهرون، هذا ما وصلني، والباقي على أجهزة الدولة التي قطعاً تعلم ذلك.