الموقــف الــذي بدأ يظهر للعلن مؤخراً من دول مجلس التعاون الخليجي أنها تؤيد توجيه ضربـة عسكريـــة دوليــة ضـد نظــام الرئيــس الســوري بشـــار الأسد عقاباً له على استخدامه السـلاح الكيماوي ضد شعبه. وخلال اجتماعات دول العشرين تم الإعلان عن الدول الخليجيــــة التـــي أكــــدت رغبتهـــــا فــي المشاركة بتوجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد. ولكن المناكفات اليوميــة، وظهـــور مبـــادرة جديـــدة لاحتواء الأسلحة الكيماوية السورية قد تعيق أو تؤخر أو تنهي مشروع توجيه الضربة العسكرية.
إذ ظهـــر بشكــــل مفاجــــئ اتجــــاه لــدى المجتمع الدولي لوضع الترسانة الكيماوية السورية تحت الإشراف الدولي منعاً لاستخدامها من قبل النظام السوري، ويبدو أن الأسد يؤيـد هذه الفكرة لأنها ستجنبه ضربة عسكرية محتملة لا يمكن معرفة عواقبها، الأمر الذي جعله يتبنى مبدأ الأسلحة مقابل الحكم.
دول مجلس التعاون الخليجي ساندت بعــض القــوى الغربيــة التـي تحمست كثيراً لمشروع الضربة العسكرية ضد نظام الأسد، وهنا من الأهمية بمكان بيان أوجه الفرق في المصالح الاستراتيجية مـــن توجيـــه الضربـــة العسكرية، فالموقف الخليجي يتطلع لأن تكون هذه الضربة بداية لإسقاط النظام السوري الحاكم، أما الغرب فإنه يسعى لتحقيق هدفين وهما، تحجيم قدرات دمشق على استخدام الأسلحة الكيماوية، وضرب الجماعات المتطرفة التي بدأت بالانتشار هناك حتى لا يزداد نفوذها ويمكن أن تصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
فهل تخيب آمال دول مجلس التعاون بتراجع خيار الضربة العسكرية ضد الأسد بعد الإعلان عن رغبته في تقديم الوديعة الكيماوية؟
قد تكون هذه هي الحقيقة، ولكن الفــرص مازالـــت مواتيـــة لتشكيـــل ضغط أقوى بكثير من الضغط الذي شهدنــاه خــلال الأسابيـــع المقبلـــة لتشجيع المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته ومعاقبة نظام الأسد على جرائمه منذ بداية الأحداث هناك وحتى اليوم.
تأخيــــــر أو إلغاء الضربـة العسكريــــة ضــد نظــام الأســد يعنــي خليجيــاً مزيداً من الانتظار لإسقاط النظام السوري الحاكم، واستمرار المزيد من التهديدات الإقليمية من النظام السوري نفسه، ومن حلفائه في كل من طهران وبغداد والجنوب اللبناني. وهذا ما يحفز الدول الخليجية على الإسراع في إيجاد بدائل أخرى في حال تأخير أو إلغاء مشروع الضربة العسكريــــــة، لأن دول المنظومــــــة الخليجيــة هــي المتضـرر الأكبر بعـــد الشعب السوري نفسه، وليس مقبولاً الاستمرار في الصراع رغم المعرفة المسبقة بأن الأزمة السورية ستتحول إلى صراع عنيف في مرحلة ما بعد سقوط النظام.
وديعـــة الأسد الكيماوية ينبغـــي ألا تكون عذراً أو مبرراً للحد من الجهود الرامية لاستهداف النظام السوري، بل يجب أن تكون حافزاً لاستهداف النظام بشكل يسقطه بأسرع مدى زمني.
{{ article.visit_count }}
إذ ظهـــر بشكــــل مفاجــــئ اتجــــاه لــدى المجتمع الدولي لوضع الترسانة الكيماوية السورية تحت الإشراف الدولي منعاً لاستخدامها من قبل النظام السوري، ويبدو أن الأسد يؤيـد هذه الفكرة لأنها ستجنبه ضربة عسكرية محتملة لا يمكن معرفة عواقبها، الأمر الذي جعله يتبنى مبدأ الأسلحة مقابل الحكم.
دول مجلس التعاون الخليجي ساندت بعــض القــوى الغربيــة التـي تحمست كثيراً لمشروع الضربة العسكرية ضد نظام الأسد، وهنا من الأهمية بمكان بيان أوجه الفرق في المصالح الاستراتيجية مـــن توجيـــه الضربـــة العسكرية، فالموقف الخليجي يتطلع لأن تكون هذه الضربة بداية لإسقاط النظام السوري الحاكم، أما الغرب فإنه يسعى لتحقيق هدفين وهما، تحجيم قدرات دمشق على استخدام الأسلحة الكيماوية، وضرب الجماعات المتطرفة التي بدأت بالانتشار هناك حتى لا يزداد نفوذها ويمكن أن تصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
فهل تخيب آمال دول مجلس التعاون بتراجع خيار الضربة العسكرية ضد الأسد بعد الإعلان عن رغبته في تقديم الوديعة الكيماوية؟
قد تكون هذه هي الحقيقة، ولكن الفــرص مازالـــت مواتيـــة لتشكيـــل ضغط أقوى بكثير من الضغط الذي شهدنــاه خــلال الأسابيـــع المقبلـــة لتشجيع المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته ومعاقبة نظام الأسد على جرائمه منذ بداية الأحداث هناك وحتى اليوم.
تأخيــــــر أو إلغاء الضربـة العسكريــــة ضــد نظــام الأســد يعنــي خليجيــاً مزيداً من الانتظار لإسقاط النظام السوري الحاكم، واستمرار المزيد من التهديدات الإقليمية من النظام السوري نفسه، ومن حلفائه في كل من طهران وبغداد والجنوب اللبناني. وهذا ما يحفز الدول الخليجية على الإسراع في إيجاد بدائل أخرى في حال تأخير أو إلغاء مشروع الضربة العسكريــــــة، لأن دول المنظومــــــة الخليجيــة هــي المتضـرر الأكبر بعـــد الشعب السوري نفسه، وليس مقبولاً الاستمرار في الصراع رغم المعرفة المسبقة بأن الأزمة السورية ستتحول إلى صراع عنيف في مرحلة ما بعد سقوط النظام.
وديعـــة الأسد الكيماوية ينبغـــي ألا تكون عذراً أو مبرراً للحد من الجهود الرامية لاستهداف النظام السوري، بل يجب أن تكون حافزاً لاستهداف النظام بشكل يسقطه بأسرع مدى زمني.