بالرغم من توجيهات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان آل خليفة الواضحة والصريحة بعدم تعطيل مصالح المواطنين في دوائرهم والتسريع في إنجاز المعاملات لكي لا تتعطل مصالح المواطن في أي من الدوائر الحكومية بصفة عامة والخدمية بصفة خاصة، فإن الواقع على الأرض يأتي مغايراً لهذه التوجيهات السامية من الرجل الذي نذر نفسه بمواصلة الليل بالنهار لخدمة أبنائه والمقيمين على هذه الأرض الطيبة كيف ذلك تعالوا معي في زيارة لبلدية مدينة عيسى:
القصة تبدأ عندما تقدمت بطلب تحويل الكهرباء في منزلي وتقويتها من «ون فيس» إلى «ثري فيس» وهو إجراء تعمل عليه وزارة الكهرباء وتتعاون فيه مع المواطنين بكافة أقسامها مشكورة وبعد أن انتهيت من كافة الإجراءات بإحضار مقاول قام بتنشيط الكهرباء في منزلي وتغيير الأسلاك بحيث تتلاءم مع التقوية المطلوبة لذلك بكلفة ألفين دينار وبعد أن دفعت الرسوم المطلوبة وحصلت على التصريح من الإخوة في وزارة الكهرباء وبتعاون غير محدود منهم من الوزير والمهندسين بالوزارة - أقدم لهم بالمناسبة كل الشكر على تعاونهم - كان لا بد لي من التوجه إلى البلدية لإتمام معاملة لا تتجاوز اليومين فقط ، كان ذلك قبل إجازة عيد الفطر بأسبوع وفي البلدية بدأت العراقيل و«العناصيص» تظهر في طريقي فأولها كان مع المهندس «خ» الذي أعطاني موعداً للفحص بعد يومين وبعد أن فحص الكهرباء وإجازة البناء القديمة والتمديدات الكهربائية في البيت وعدني خيراً بأن يتصل بعد يومين لأكمل الإجراءات للحصول على الإجازة قبل حلول عيد الفطر لتكون الفرحة فرحتين، وانتظرت ولم يتصل فذهبت له في مبنى البلدية بعد أربعة أيام وأنا على ثقة من أن إجازتي جاهزة، لكنه صدمني بأنني خالفت الشروط في البناء، قلت له هذه الإجازة منذ 2007 ومختومة حسب القانون وموافق عليها، فأنا لم أضف جديداً في بيتي من حيث البناء، لكن كل ما أريده هو إضافة بعض المكيفات التي تقتضي تقوية الكهرباء فقط وقد حصلت على إذن من وزارة الكهرباء بأنني مستوفٍ للشروط المطلوبة وقد فحصوا تمديدات المقاول الذي غير الأسلاك الكهربائية حسب ما يقتضيه القانون، قال إنك بنيت عمودين في مدخل البيت ولا مشكلة سأكتب لك مخالفة عليك تصحيحها ولأنك لن تستطيع تصحيحها ستغرم عشرين ديناراً لكن لا يهم سنعطيك الترخيص وفعلاً حرر المخالفة، وجعلني أشكك في أمري، فذهبت لمنزلي أبحث عن الأعمدة التي حرر عليها المخالفة فلم أجدها وعندما اتصلت به في اليوم التالي بادرني بأنه يأسف لهذا الخطأ «فأنت لا يوجد في بيتك أعمدة - المخالفة موجودة عندي - لكنك في الباب الرئيسي على الشارع قمت بعمل أصيص للزراعة وهذا ممنوع» ، قلت إنني أجمل مدينتي فهل هذا ممنوع؟ بدلاً من أن تمدونني بالأزهار وتعينونني على التشجير ليتشجع جيراني بتجميل الشارع كما تفعل البلديات في كل الدول بتسميد الحدائق والإعانة على زراعتها وإقامة المسابقات بين المواطنين لأجمل حديقة، تقول لي إن الأصيص الذي زرعته عند مدخل بيتي وكلفني مبلغاً ليس بالقليل هو مخالفة يحاسبني عليها القانون، قال ليس فقط ذلك بل إنك وضعت أعمدة لمشروع مظلة للسيارات هي أيضاً مخالفة، قلت وماذا في ذلك، كل شيء عندكم مخالفة، ولكي لا تنهون موضوع تقوية الكهرباء في بيتي «شاللي دخل هالموضوع في طلبي»، قال إنهم مرتبطون ببعضهم البعض، قلت له: أولاً موضوع المظلات هناك جهة اختصاص تعطي التصاريح ولست أنت المخول في ذلك وإن كانت هذه المظلات التي انتشرت في كل شوارع وأرصفة وبيوت المدينة تسميها مخالفة « وين تودي الناس سياراتهم وأنتم لا تقدمون البديل، المفيد فقط شاطرين بالمخالفات» هل قمتم بنزع أي منها وإن كانت من وجهة نظركم عمل مخالف لماذا لا تقومون بإيصال الرسالة لأصحاب المظلات، أقصد الشركات التي تقوم بتركيبها وتجبرونهم على ألا ينصبوا مظلة لأي مواطن ما لم يكن قد حصل على إجازة من المسؤولين في البلدية، حاله حال رخصة البناء دائماً المقاول يرفض البدء في أي مشروع بناء ما لم يستلم إجازة البلدية، وإلا سيغرم صاحب الشركة تكلفة إزالة المظلة ويطالب بإرجاع المبلغ للمواطن أما أن تطلب مني إزالة الأعمدة وأنا قد دفعت مبلغاً وقدره خمسمائة دينار فإن صاحب الشركة سيرفض استرجاع المبلغ لي وسأكون أنا الخاسر في الموضوع، «يعني ماقدرتوا على الحمار قدرتوا على البردعة» أجاب لكنه القانون، وبعد روح وتعال والكثير من المداخلات والمداولات اتضحت القضية بأن القرار ليس بيد الأخ بل هناك مهندسة خفية لا تشاهدها ولا تحضر للوزارة بل إن كل معاملاتهم معها عن طريق الهاتف وأنها من توقع التصريح وترسله عن طريق «الإيميل» لا أدري يمكن دوامها من البيت وهي من رفضت إعطائي التصريح قبل أن أزيل أصيص الزرع أو أعمدة المظلة رغم أنهما بعيدان عن الشارع وبدون أن تكلف الهانم نفسها وتقوم بزيارة موقع البيت فقط كما نقل لها الموضوع بالهاتف وبعد أن تحدثت مع العديد من المسؤولين والمدير والنواب ومكتب الوزير وسكرتيره والوزير، اتضح بأن الموضوع عند المهندسة «...» وأنها فوق الجميع وأنها تتلذذ في عرقلة طلبات المواطنين وسبق للعديد من أهالي مدينة عيسى أن طالبوني بالكتابة عنها وعن تصرفاتها غير المسؤولة ولكنني كنت أظن أن الناس يتحاملون عليها إلى أن أصبحت أحد ضحاياها، والخوف بعد أن طلبت مني أن أزيل أصيص الزرع أو أعمدة المظلة أن تتطور القضية لتكتشف بأن سياج بيتي في الشارع وعلىّ لكي أحصل على إجازة الكهرباء أن أقوم بهدمه كل شيء جائز مع هذه القرارات ومع موظفين متسلطين يضربون بقرارات المسؤولين عرض الحائط ويتلذذون بتعذيب المواطنين، ولا أدري النهاية، هل أرسل لها حسينوه ليقول لها «ما يخدم بخيل» لكي تنفرج الأزمة أم أنني أذهب إلى مجلس الأمن لرفع قضيتي لهم مع هكذا بشر ومازال الدوران والوعود تنقلني من مكتب مسؤول إلى آخر في بلدية المنطقة الوسطى ومازالت التعهدات المطلوبة مني تحريرها من مكتب لآخر والظاهر أن سور البيت والباب الرئيسي ونقل رقم المنزل من الباب الفرعي إلى الرئيسي أصبحت كلها مخالفات تمنع عني الحصول على تقوية الكهرباء في منزلي ولا يهم العاملين في البلدية مدى الأضرار التي تتعرض لها عائلتي والخسائر التي تتسبب فيها الانقطاعات المتكررة في الكهرباء ، كل هذا ونحن في دولة القانون والمسؤول من جل اختصاصاته تسهيل أمور المواطن كما أمر والد الجميع رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان أطال الله في عمره .
الرشفة الأخيرة
يقول المثل «يامن شرى له من حلاله عله».