في الحياة القصيرة التي نحيا يتصور بعض البشر، ممن أعطاهم الله شيئاً من المال أو شيئاً من السلطة الدينية أو شيئاً من المنصب الاجتماعي؛ أنه كل شيء، لا يأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه، وأنه قادر على صنع المعجزات، وأنه يمسك زمام الأمور فلا تسقط من يده.
كلنا يحلم أن يحصل على الصفات الروحية والفكرية والجسدية التي تؤهله لأن يكون سيد نفسه، محاولاً تغيير المجتمع إلى أفضل مما هو عليه، لكن صفات هذا النمط من الناس ليست بالأمر البسيط؛ فهي صفات كثيرة تحتاج إلى روحانية عالية متعالية على اليومي والمؤقت والزائل.
ولنا أن نتوقف أمام بعض أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث يقول عن علامات وصفات الرجل الكامل أو الرجل الإنسان: «فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين. وحرصاً في علم، وعلماً في حلم، وقصداً في غنى، وخشوعاً في عبادة، وتجملاً في فاقة، وصبراً في شدة، وطلباً في حلال ونشاطاً في هدى، وتحرجاً عن طمع. يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل. يمسي وهمه الشكر، ويصبح وهمه الذكر.
يبيت حذراً ويصبح فرحاً. حذراً لما حُذِّر من الغفلة. وفرحاً بما أصاب من الفضل والرحمة. إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما تحب. قرة عينه فيما لا يزول. وزهادته فيما لا يبقى. يمزج الحلم بالعلم. والقول بالعمل.
تراه قريباً أمله. قليلاً زللـه. خاشعاً قلبه. قانعة نفسه. منزوراً أكله. سهلاً أمره. حريزاً دينه، ميتة شهوته. مكظوماً غيظه.
الخير منه مأمول، والشر منه مأمون. إن كان في الغافلين كُتِب في الذاكرين. وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين.
يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه.
بعيداً فحشه. ليناً قوله. غائباً منكره. حاضراً معروفه. مقبلاً خيره مدبراً شره.
في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور. لا يحيف على من يبغض. ولا يأثم فيمن يحب. يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه. لا يضيع ما استحفظ. ولا ينسى ما ذكر. ولا ينابز بالألقاب. ولا يضار بالجار . ولا يشمت بالمصائب. ولا يدخل في الباطل. ولا يخرج من الحق.
إن صمت لم يغمه صمته، وإن ضحك لم يعل صوته. وإن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له.
نفسه منه في عناء. والناس منه في راحة. أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه. بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة. ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة. ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوه بمكر وخديعة».
ولهذا أقول بكل ثقة إنه من المستحيل في أيامنا هذه أن نجد هذا النمط من الشخصيات الروحانية، الكاملة، المجسدة لمعنى الإنسان كما هي في رؤية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ولكن لو استطعنا، كبشر نعيش في هذا العصر، أن نرى في داخلنا شيئاً من هذه الصفات، أقول لاستطعنا أن نقترب من صورة الإنسان الذي صنعه الله في أحلى تقويم، وإن لم نصل إلى هذه الصورة علينا أن نسعى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى).
{{ article.visit_count }}
كلنا يحلم أن يحصل على الصفات الروحية والفكرية والجسدية التي تؤهله لأن يكون سيد نفسه، محاولاً تغيير المجتمع إلى أفضل مما هو عليه، لكن صفات هذا النمط من الناس ليست بالأمر البسيط؛ فهي صفات كثيرة تحتاج إلى روحانية عالية متعالية على اليومي والمؤقت والزائل.
ولنا أن نتوقف أمام بعض أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث يقول عن علامات وصفات الرجل الكامل أو الرجل الإنسان: «فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين. وحرصاً في علم، وعلماً في حلم، وقصداً في غنى، وخشوعاً في عبادة، وتجملاً في فاقة، وصبراً في شدة، وطلباً في حلال ونشاطاً في هدى، وتحرجاً عن طمع. يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل. يمسي وهمه الشكر، ويصبح وهمه الذكر.
يبيت حذراً ويصبح فرحاً. حذراً لما حُذِّر من الغفلة. وفرحاً بما أصاب من الفضل والرحمة. إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما تحب. قرة عينه فيما لا يزول. وزهادته فيما لا يبقى. يمزج الحلم بالعلم. والقول بالعمل.
تراه قريباً أمله. قليلاً زللـه. خاشعاً قلبه. قانعة نفسه. منزوراً أكله. سهلاً أمره. حريزاً دينه، ميتة شهوته. مكظوماً غيظه.
الخير منه مأمول، والشر منه مأمون. إن كان في الغافلين كُتِب في الذاكرين. وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين.
يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه.
بعيداً فحشه. ليناً قوله. غائباً منكره. حاضراً معروفه. مقبلاً خيره مدبراً شره.
في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور. لا يحيف على من يبغض. ولا يأثم فيمن يحب. يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه. لا يضيع ما استحفظ. ولا ينسى ما ذكر. ولا ينابز بالألقاب. ولا يضار بالجار . ولا يشمت بالمصائب. ولا يدخل في الباطل. ولا يخرج من الحق.
إن صمت لم يغمه صمته، وإن ضحك لم يعل صوته. وإن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له.
نفسه منه في عناء. والناس منه في راحة. أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه. بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة. ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة. ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوه بمكر وخديعة».
ولهذا أقول بكل ثقة إنه من المستحيل في أيامنا هذه أن نجد هذا النمط من الشخصيات الروحانية، الكاملة، المجسدة لمعنى الإنسان كما هي في رؤية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ولكن لو استطعنا، كبشر نعيش في هذا العصر، أن نرى في داخلنا شيئاً من هذه الصفات، أقول لاستطعنا أن نقترب من صورة الإنسان الذي صنعه الله في أحلى تقويم، وإن لم نصل إلى هذه الصورة علينا أن نسعى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى).