بات وشيكاً جداً تقسيم الشرق الأوسط؛ فالخطة أصبحت جاهزة، وما علينا سوى انتظار التطبيق الفعلي للخطة التي أعدَّت في مطابخ الغرب السياسية، ولأننا دائماً ما نصنع ردود الأفعال لا الأفعال، فإننا خارج المعادلة الكونية، هكذا هم العرب دائماً.
الخطة الاستراتيجية لتقسيم الوطن العربي وما حوله أصبحت أمراً محسوماً منذ زمن بعيد، واليوم نحن ننتظر تفعيل الخطة، وبما أننا غير فاعلين في مسألة اتخاذ القرارات، الصغيرة منها والكبيرة، فإننا سنقبل بكل «قسمة ضيزى»، بل نحن على يقين أن سايكس - بيكو الجديدة ستكون ألعن من أمها، لأننا ندرك حجم الأضرار التي ستلحق بنا جميعاً، عرباً وعجماً، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، فلا أحد من مكونات الشعوب أو الدول سيقبل بالكانتونات التي أعدت سلفاً في مطابخ الغرب، لكن ما علينا سوى التسليم والرضوخ بهذا الأمر الواقع، وبهذا لن تنفع كل المظاهرات ولا العرائض التي نوقعها من أجل تغيير حتى «الفراش الحافي» في أي من سفارات الدول الكبرى.
هي قصة تاريخ وليست قصة عابرة، فالضعف العربي له امتداداته التاريخية وشواهدهُ في كل الأزمنة والأمصار، ثم بعد ذلك الوهن المفضي للفجيعة نوهم أنفسنا بأننا قادرون على رفض مخططات الغرب!
الدول التي مازالت تستورد علب الماء الذي تتوقف عليه حياتنا؛ هل بإمكانها أن تفرمل المشروعات الشيطانية ضد العرب؟ الشعوب التي تعشق الفوضى وتحب أن تسير من خلال ثقافة القطيع، وتشغل عبر مناهج التحشيد والتجييش، هل تستطيع أن تترك بصماتها الواضحة في صنع القرار الدولي؟
هذا ليس تقليلاً من قيمة الدول أو الشعوب العربية على الإطلاق، لكنه الواقع المرّ الذي صنعناه من كابر عن كابر، ومن مهرج عن مهرج، ومن بائع لوطنه عن بائع آخر، فكل شيء فقدناه من زمن بعيد وليس الآن، وهذه قصة ضياع قبل أن تكون قضية طارئة.
ستطبق فكرة تقسيم الشرق الجديد على دفعات، وكما يقول إخواننا المصريون «حبة حبة»، فالغرب يبدأ بتقسيم الدول الهشة والتي تعيش حالة من الضياع والديكتاتورية، فبدأ مشروعه بالسودان الجريح، وها هو اليوم ينقضّ على بقية الدول التي نراها تنهار أمام أعيننا واحدة تلو الأخرى، ولا نستطيع سوى حبس أنفاسنا، لأننا لا نعلم متى سيحين دورنا.
الأيام القادمة وليست الأعوام، هي وحدها من سيعطينا الخبر اليقين، فالغرب جهينة لا محالة، أما العرب ومعهم بعض الأعاجم لا يمكن أن يكونوا سوى عابري سبيل في منطقة لا يملكون منها سوى الاسم وهويتهم الضائعة.
{{ article.visit_count }}
الخطة الاستراتيجية لتقسيم الوطن العربي وما حوله أصبحت أمراً محسوماً منذ زمن بعيد، واليوم نحن ننتظر تفعيل الخطة، وبما أننا غير فاعلين في مسألة اتخاذ القرارات، الصغيرة منها والكبيرة، فإننا سنقبل بكل «قسمة ضيزى»، بل نحن على يقين أن سايكس - بيكو الجديدة ستكون ألعن من أمها، لأننا ندرك حجم الأضرار التي ستلحق بنا جميعاً، عرباً وعجماً، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، فلا أحد من مكونات الشعوب أو الدول سيقبل بالكانتونات التي أعدت سلفاً في مطابخ الغرب، لكن ما علينا سوى التسليم والرضوخ بهذا الأمر الواقع، وبهذا لن تنفع كل المظاهرات ولا العرائض التي نوقعها من أجل تغيير حتى «الفراش الحافي» في أي من سفارات الدول الكبرى.
هي قصة تاريخ وليست قصة عابرة، فالضعف العربي له امتداداته التاريخية وشواهدهُ في كل الأزمنة والأمصار، ثم بعد ذلك الوهن المفضي للفجيعة نوهم أنفسنا بأننا قادرون على رفض مخططات الغرب!
الدول التي مازالت تستورد علب الماء الذي تتوقف عليه حياتنا؛ هل بإمكانها أن تفرمل المشروعات الشيطانية ضد العرب؟ الشعوب التي تعشق الفوضى وتحب أن تسير من خلال ثقافة القطيع، وتشغل عبر مناهج التحشيد والتجييش، هل تستطيع أن تترك بصماتها الواضحة في صنع القرار الدولي؟
هذا ليس تقليلاً من قيمة الدول أو الشعوب العربية على الإطلاق، لكنه الواقع المرّ الذي صنعناه من كابر عن كابر، ومن مهرج عن مهرج، ومن بائع لوطنه عن بائع آخر، فكل شيء فقدناه من زمن بعيد وليس الآن، وهذه قصة ضياع قبل أن تكون قضية طارئة.
ستطبق فكرة تقسيم الشرق الجديد على دفعات، وكما يقول إخواننا المصريون «حبة حبة»، فالغرب يبدأ بتقسيم الدول الهشة والتي تعيش حالة من الضياع والديكتاتورية، فبدأ مشروعه بالسودان الجريح، وها هو اليوم ينقضّ على بقية الدول التي نراها تنهار أمام أعيننا واحدة تلو الأخرى، ولا نستطيع سوى حبس أنفاسنا، لأننا لا نعلم متى سيحين دورنا.
الأيام القادمة وليست الأعوام، هي وحدها من سيعطينا الخبر اليقين، فالغرب جهينة لا محالة، أما العرب ومعهم بعض الأعاجم لا يمكن أن يكونوا سوى عابري سبيل في منطقة لا يملكون منها سوى الاسم وهويتهم الضائعة.