قبل فترة زمنية بعيدة، حينما كنا صغاراً أبرياء، كان اعتقادنا الوحيد -ومازالت هذه قناعاتنا- بأن فكرة النجومية هي مسألة تتعلق بلاعبي كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى، ومعهم بعض الفنانين من المغنيين والممثلين. هكذا كنا نفهم النجومية، فالنجم إما أن يكون فناناً أو رياضياً، فلم نكن نعرف أن هناك طبيباً نجماً أو مهندساً نجماً أو مخترعاً نجماً، فللنجومية في عالمنا العربي وحتى الغربي مفهومها المقيد والخاص بشرائح معينة تعيش معنا وحتى خارجنا، في مجتمعاتنا الحديثة.
بما أن النجومية تعني انتشار الشخص على أكبر نطاق ممكن عبر العالم، وإحاطته بهالة من الحب والإعجاب من محبيه، يكون النجم بذلك فرداً يقدم أمراً منفرداً يسعد من خلاله جماهيره ومحبيه، حتى تمتلئ أرجاء الملاعب والصالات والقاعات تصفيقاً وهتافات.
لكن أن يتطور مفهوم النجومية ليشمل كل فرد يحمل من المؤهلات العلمية والاجتماعية قدراً كبيراً منهما، فهنا نستطيع الحديث عن خلل في المفهوم الثقافي يضرب وعي المجتمع، بل وربما تكون النجومية حينها هي «الكارثة».
إن أخطر وأقبح وأبشع أنواع النجومية في واقعنا العربي والإسلامي هي نجومية رجال الدين، وسواء كانت صناعة النجومية لهذا العالم أو ذاك، برغبة منه أو برغبة من مريديه، حينها تكون المصيبة، وذلك لما يتمتع به رجل الدين من غطاء شرعي لكل ما قد يتفوه به من لفظ أو قول أو ما يقوم به من سلوك.
إن «قصة» شعر مغني الراب وتقليعاته الغريبة ليست ملزمة لأحد على الإطلاق، لأنه وباختصار لا يملك القداسة التي يستطيع بها فرض ثقافته في نفوس الناس وعلى عقولهم، بينما رجل الدين يملك كل ذلك، وبهذا يكون كلامه ملزماً ولو لمريديه وأتباعه.
أن يقوم الرياضي أو الفنان بحركة معينة أو تقليعة ملفتة للأنظار، فهذا مسار النجومية ومتطلباتها، لكن أن يقوم رجل الدين بهذا الأمر وبطريقة مختلفة تحمل ذات الأهداف، مستفيداً ومستغلاً لمكانته الاجتماعية وتقديس مجتمعات القطعان له، فهنا يمكن لنا أن نجزم أن ثقافة المجتمع باتت مخترقة، وأن القداسة تفوَّقت على العقل والقيم والمثل والأخلاق.
اليوم لا يمكن لرجل الدين وبفعل العالمية ومرتكزاتها الإعلامية الضخمة أن يروِّج لبضاعته الثقافية المزْجاة عبر المحلية، لهذا لابد له أن يدخل نجومية العصر من خلال أدواته، فينشئ الفضائيات ويشترك في الحسابات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي كلها، وبمعنى أكثر وضوحاً نقولها؛ لابد أن ينتشر حتى يستطيع الترويج لثقافته ولما يبشر به المجتمعات الإنسانية الحديثة من قيم لا يمكن وصفها إلا بالمكارثية.
.. للحديث بقية
بما أن النجومية تعني انتشار الشخص على أكبر نطاق ممكن عبر العالم، وإحاطته بهالة من الحب والإعجاب من محبيه، يكون النجم بذلك فرداً يقدم أمراً منفرداً يسعد من خلاله جماهيره ومحبيه، حتى تمتلئ أرجاء الملاعب والصالات والقاعات تصفيقاً وهتافات.
لكن أن يتطور مفهوم النجومية ليشمل كل فرد يحمل من المؤهلات العلمية والاجتماعية قدراً كبيراً منهما، فهنا نستطيع الحديث عن خلل في المفهوم الثقافي يضرب وعي المجتمع، بل وربما تكون النجومية حينها هي «الكارثة».
إن أخطر وأقبح وأبشع أنواع النجومية في واقعنا العربي والإسلامي هي نجومية رجال الدين، وسواء كانت صناعة النجومية لهذا العالم أو ذاك، برغبة منه أو برغبة من مريديه، حينها تكون المصيبة، وذلك لما يتمتع به رجل الدين من غطاء شرعي لكل ما قد يتفوه به من لفظ أو قول أو ما يقوم به من سلوك.
إن «قصة» شعر مغني الراب وتقليعاته الغريبة ليست ملزمة لأحد على الإطلاق، لأنه وباختصار لا يملك القداسة التي يستطيع بها فرض ثقافته في نفوس الناس وعلى عقولهم، بينما رجل الدين يملك كل ذلك، وبهذا يكون كلامه ملزماً ولو لمريديه وأتباعه.
أن يقوم الرياضي أو الفنان بحركة معينة أو تقليعة ملفتة للأنظار، فهذا مسار النجومية ومتطلباتها، لكن أن يقوم رجل الدين بهذا الأمر وبطريقة مختلفة تحمل ذات الأهداف، مستفيداً ومستغلاً لمكانته الاجتماعية وتقديس مجتمعات القطعان له، فهنا يمكن لنا أن نجزم أن ثقافة المجتمع باتت مخترقة، وأن القداسة تفوَّقت على العقل والقيم والمثل والأخلاق.
اليوم لا يمكن لرجل الدين وبفعل العالمية ومرتكزاتها الإعلامية الضخمة أن يروِّج لبضاعته الثقافية المزْجاة عبر المحلية، لهذا لابد له أن يدخل نجومية العصر من خلال أدواته، فينشئ الفضائيات ويشترك في الحسابات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي كلها، وبمعنى أكثر وضوحاً نقولها؛ لابد أن ينتشر حتى يستطيع الترويج لثقافته ولما يبشر به المجتمعات الإنسانية الحديثة من قيم لا يمكن وصفها إلا بالمكارثية.
.. للحديث بقية