من المؤكد أن مرحلة الطفولة لها وقع وتأثير كبير على تكوين شخصياتنا، وكل أمر كنا نقوم به، سواء بالعمد أو بالخطأ، كان يقابل بالترحاب، أوالاعتراض الكلي أو المتوازن.
ولا شك أن بعض ردود فعل الأهل تكون مبالغاً فيها من وجهة نظرنا؛ إلا أنه يتبين لنا لاحقاً أنه تصرف سديد، ولا يمكننا أن ننسى محامي الدفاع الدائم عن الأبناء المتمثل بالجد أو الجدة، إذ يسخرون جهدهم لتخفيف العقاب الذي لا مفر منه. ويكون مبرر الأهل أن المحبة لا تلغي العقاب، وها نحن اليوم نطبق نفس شريعتكم التي تقول «إن العلم في الصغر كالنقش على الحجر» ونريد أن نسير في المسيرة ذاتها.
فهذا المثل لا ينطبق فقط على التربية التي يمنحها الأهل لأبنائهم، إنما يخرج إلى نطاق أوسع وهو المدرسة، المكان الذي يمضي أبناؤنا الثلث الأول من أهم فترة حياتهم بها وتكون أجنحتهم تحت هذا اللواء الكبير الذي يقوم بالدعم الأكاديمي الذي يخولهم أن يقبلوا على خطوة أكبر في حياتهم، وهي المرحلة الجامعية، ليتحرروا بعدها وتحلق أجنحتهم في فضاء الحياة العلمية.
للأسف، فبعض الطلبة يدخلون الجامعة ويصدمون بأول جدران إسمنتي بعنوان عدم المعرفة، وترتسم خيبة الأمل على وجوهها.. يسأل الطالب نفسه لماذا أشعر نفسي بأنني في وادٍ والمحاضر أو المحاضرة في وادٍ آخر؟!
لماذا عقلي لا يستوعب هذا الكم من المعلومات والمعادلات؟!
كيف لي أن أهرب من المطب الذي وضعت فيه نفسي؟! كيف لي ألاَّ أستوعب ما يدور حولي وعلاماتي في المدرسة تثبت أنني طالب ناجح!
مع أن الواقع يقول إن علاماتي الدراسية مرتفعة، ولكن الحقيقة المرة تقول إن لدي العلامات العالية وليس لدي المعرفة الكافية التي تخولني أن أخوض التجربة العلمية الجديدة بكل معاييرها.
للأسف، في يومنا هذا كثير من المعلمات والمعلمين ما يهمهم أن تكون النتيجة النهائية لفصلهم الدراسي النجاح الكلي، سواء كان هذا النجاح حقيقياً أو ممزوجاً ببعض من العلامات الإضافية التي من شأنها أن ترسم ابتسامة عريضة على وجه المدرسة، المعلم، الأهل والابن، لكن للأسف لا أحد يعلم أن هذه العلامة التي أضيفت للطالب ما هي إلا إضافة عسرة جديدة في حياته وإضافة اللا مسؤولية إلى تهاونه بأهم شيء ممكن أن يشغل باله وعقله وهو العلم، المعرفة والثقافة.
أذكر من فترة أنني التقيت بأحد الشباب وهو يتمتع بخلق رفيع. وسألته كيف كان الامتحان؟ رد علي بشفافية؛ حقيقة الامتحان كان صعباً ليس لأن الأسئلة وضعها أستاذ من العصر الحجري ولكن هذا الأسبوع كنت مشغولاً بالدوري الأسباني ولم أعط المذاكرة حقها. ولكن بعد خوضي الامتحان الذي لم أفقه أن أجيب إلا عن سؤالين من أصل 8 أسئلة فلن أكرر هذا التصرف الأحمق مرة ثانية.
قلت له: بارك الله فيك وأتمنى أن تكون لك عظة من الموقف الذي حصل معك.
لكن ما كنت لأتوقع بعد فترة عشرة أيام يتصل بي ويقول لي: لا أصدق بأنني نجحت في الامتحان! أيعقل هذا وإن جاوبت على سؤالين فرعيين وليس عن رئيسيين!!
حقيقة لم أفرح أبداً بالنتيجة التي سمعتها، فإن كان يستحق النجاح لأنه شاب يتمتع بكثير من الخلق الحسن ولكن هو نفسه كان يسأل كيف هذا حصل!!
مسألة التعليم ليست فقط إيصال معلومات وإنما تتمحور حول أمام الأمانة المهنية التي يجب أن ينتهجها المُعلم مع طلبته.
ولهذا الأمر الأمثلة الكثيرة التي ممكن أن يشيب بها الرأس. فالأمر لم يعد يمكن السكوت عنه أكثر من ذلك.
ولا شك أن بعض ردود فعل الأهل تكون مبالغاً فيها من وجهة نظرنا؛ إلا أنه يتبين لنا لاحقاً أنه تصرف سديد، ولا يمكننا أن ننسى محامي الدفاع الدائم عن الأبناء المتمثل بالجد أو الجدة، إذ يسخرون جهدهم لتخفيف العقاب الذي لا مفر منه. ويكون مبرر الأهل أن المحبة لا تلغي العقاب، وها نحن اليوم نطبق نفس شريعتكم التي تقول «إن العلم في الصغر كالنقش على الحجر» ونريد أن نسير في المسيرة ذاتها.
فهذا المثل لا ينطبق فقط على التربية التي يمنحها الأهل لأبنائهم، إنما يخرج إلى نطاق أوسع وهو المدرسة، المكان الذي يمضي أبناؤنا الثلث الأول من أهم فترة حياتهم بها وتكون أجنحتهم تحت هذا اللواء الكبير الذي يقوم بالدعم الأكاديمي الذي يخولهم أن يقبلوا على خطوة أكبر في حياتهم، وهي المرحلة الجامعية، ليتحرروا بعدها وتحلق أجنحتهم في فضاء الحياة العلمية.
للأسف، فبعض الطلبة يدخلون الجامعة ويصدمون بأول جدران إسمنتي بعنوان عدم المعرفة، وترتسم خيبة الأمل على وجوهها.. يسأل الطالب نفسه لماذا أشعر نفسي بأنني في وادٍ والمحاضر أو المحاضرة في وادٍ آخر؟!
لماذا عقلي لا يستوعب هذا الكم من المعلومات والمعادلات؟!
كيف لي أن أهرب من المطب الذي وضعت فيه نفسي؟! كيف لي ألاَّ أستوعب ما يدور حولي وعلاماتي في المدرسة تثبت أنني طالب ناجح!
مع أن الواقع يقول إن علاماتي الدراسية مرتفعة، ولكن الحقيقة المرة تقول إن لدي العلامات العالية وليس لدي المعرفة الكافية التي تخولني أن أخوض التجربة العلمية الجديدة بكل معاييرها.
للأسف، في يومنا هذا كثير من المعلمات والمعلمين ما يهمهم أن تكون النتيجة النهائية لفصلهم الدراسي النجاح الكلي، سواء كان هذا النجاح حقيقياً أو ممزوجاً ببعض من العلامات الإضافية التي من شأنها أن ترسم ابتسامة عريضة على وجه المدرسة، المعلم، الأهل والابن، لكن للأسف لا أحد يعلم أن هذه العلامة التي أضيفت للطالب ما هي إلا إضافة عسرة جديدة في حياته وإضافة اللا مسؤولية إلى تهاونه بأهم شيء ممكن أن يشغل باله وعقله وهو العلم، المعرفة والثقافة.
أذكر من فترة أنني التقيت بأحد الشباب وهو يتمتع بخلق رفيع. وسألته كيف كان الامتحان؟ رد علي بشفافية؛ حقيقة الامتحان كان صعباً ليس لأن الأسئلة وضعها أستاذ من العصر الحجري ولكن هذا الأسبوع كنت مشغولاً بالدوري الأسباني ولم أعط المذاكرة حقها. ولكن بعد خوضي الامتحان الذي لم أفقه أن أجيب إلا عن سؤالين من أصل 8 أسئلة فلن أكرر هذا التصرف الأحمق مرة ثانية.
قلت له: بارك الله فيك وأتمنى أن تكون لك عظة من الموقف الذي حصل معك.
لكن ما كنت لأتوقع بعد فترة عشرة أيام يتصل بي ويقول لي: لا أصدق بأنني نجحت في الامتحان! أيعقل هذا وإن جاوبت على سؤالين فرعيين وليس عن رئيسيين!!
حقيقة لم أفرح أبداً بالنتيجة التي سمعتها، فإن كان يستحق النجاح لأنه شاب يتمتع بكثير من الخلق الحسن ولكن هو نفسه كان يسأل كيف هذا حصل!!
مسألة التعليم ليست فقط إيصال معلومات وإنما تتمحور حول أمام الأمانة المهنية التي يجب أن ينتهجها المُعلم مع طلبته.
ولهذا الأمر الأمثلة الكثيرة التي ممكن أن يشيب بها الرأس. فالأمر لم يعد يمكن السكوت عنه أكثر من ذلك.