البعض متقلب في نظراته العامة وأحكامه حول المواقف السياسية الأمريكية من الأوضاع الخطيرة والحساسة في منطقة الشرق الأوسط، فما نلاحظه وبقوة هو تذبذب الأحكام والانتقادات الموجهة إلى الإدارة الأمريكية إزاء تموضعها الطبيعي واحتمائها صوب مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاستراتيجية في المنطقة، من طرف القوى السياسية، سواء كانت قوى مؤيدة للحكم أو حتى معارضة له، وهذا ينم على ضعف وعي القوى السياسية بمستقبل المصالح الأمريكية في المنطقة والعالم، أو يدلل على حرصها الشديد والمفضوح حول تموضعها هي الأخرى صوب مصالحها السياسية الضيقة.
أمريكا قالتها ومنذ زمن بعيد، وحتى من يعيش في مجاهل أفريقيا يدرك هذا الأمر، وهو أنها ليس لديها أصدقاء دائمون بل لديها مصالح دائمة، ومع ذلك نجد أن بعض القوى السياسية تمتدح الولايات المتحدة حين تؤيد مواقفها السياسية والحزبية، بل وتعتبرها في كثير من أوقات الانبطاح بأنها نصيرة للمستضعفين، أما في حال اختارت واشنطن أن تقف في الجهة الأخرى ضد مواقف ومصالح تلك القوى السياسية، نجد بأنها تلعن أسلافها في الليل والنهار!. هذا الكلام ينطبق أيضاً على بعض القوى الموالية للأنظمة العربية، حيث أنها تمتدح واشنطن في مواقف وتلعنها في مواقف أخرى.
ربما يقول البعض، بأن هذه هي السياسة، وهي أن تكون كافة القوى السياسية في وطننا العربي تتحرك وفق الأنظمة المرنة، والأخذ بأقصى مفاهيم «فن الممكن» ومبادئ «الأخذ والعطاء»، لكننا نرى أن الولايات المتحدة هي التي تعمل في نهاية اللعبة السياسية بهذا المبدأ، بينما «جماعتنا» تحاول أن تلعب على المتناقضات حتى باتت متناقضة في مواقفها بصورة مقززة.
أمريكا هي أمريكا، ولهذا يجب أن تبني دولنا وكل القوى السياسية فيها، مواقفها تجاه واشنطن من خلال هذا المبدأ، وهو أننا إما أن نوافق أمريكا في كل ما تذهب إليه، فنعيش بعد ذلك في رُبْقَتها ورقبتها إلى أبد الآبدين حتى ترضى عنَّا، أو أن نعلنها بصراحة، وهي، «مصختيها أمريكا «، ومن هنا سوف نتحمل تبعات أفعالها ومحاصرتها لدولنا وخيراتنا، لكن هذا لا يهم حين نكون أصحاب مبادئ.
مع الأسف، فإن غالبية القوى السياسية في البحرين، لا تملك مواقف ثابتة تجاه واشنطن، بل وجدنا بعضها تشتم واشنطن وسياساتها المتعجرفة في المنطقة أمام الجمهور لأجل مزيدٍ من الاستهلاك وتمضية الوقت، بينما في الخفاء تعيش معها شهر العسل.
هذا التحايل من طرف القوى السياسية كلها، والذي يخدم السياسة الأمريكية وأغراضها الدنيئة في الوطن العربي بحجة تصدير الديمقراطية لنا، يقابله خنوع تام وإيمان قلبي، بأن واشنطن هي الأمل الأكبر في نشر الحرية بين شعوب لا تمتلك قوت يومها فضلاً عن مصيرها، فمتى «بِتِثْقَلون» عن حركاتكم التي ليس لها طعم سوى طعم الذل؟ أم أنكم تتقمصون شخصية العميل المزدوج؟ أجيبونا وأريحونا.
أمريكا قالتها ومنذ زمن بعيد، وحتى من يعيش في مجاهل أفريقيا يدرك هذا الأمر، وهو أنها ليس لديها أصدقاء دائمون بل لديها مصالح دائمة، ومع ذلك نجد أن بعض القوى السياسية تمتدح الولايات المتحدة حين تؤيد مواقفها السياسية والحزبية، بل وتعتبرها في كثير من أوقات الانبطاح بأنها نصيرة للمستضعفين، أما في حال اختارت واشنطن أن تقف في الجهة الأخرى ضد مواقف ومصالح تلك القوى السياسية، نجد بأنها تلعن أسلافها في الليل والنهار!. هذا الكلام ينطبق أيضاً على بعض القوى الموالية للأنظمة العربية، حيث أنها تمتدح واشنطن في مواقف وتلعنها في مواقف أخرى.
ربما يقول البعض، بأن هذه هي السياسة، وهي أن تكون كافة القوى السياسية في وطننا العربي تتحرك وفق الأنظمة المرنة، والأخذ بأقصى مفاهيم «فن الممكن» ومبادئ «الأخذ والعطاء»، لكننا نرى أن الولايات المتحدة هي التي تعمل في نهاية اللعبة السياسية بهذا المبدأ، بينما «جماعتنا» تحاول أن تلعب على المتناقضات حتى باتت متناقضة في مواقفها بصورة مقززة.
أمريكا هي أمريكا، ولهذا يجب أن تبني دولنا وكل القوى السياسية فيها، مواقفها تجاه واشنطن من خلال هذا المبدأ، وهو أننا إما أن نوافق أمريكا في كل ما تذهب إليه، فنعيش بعد ذلك في رُبْقَتها ورقبتها إلى أبد الآبدين حتى ترضى عنَّا، أو أن نعلنها بصراحة، وهي، «مصختيها أمريكا «، ومن هنا سوف نتحمل تبعات أفعالها ومحاصرتها لدولنا وخيراتنا، لكن هذا لا يهم حين نكون أصحاب مبادئ.
مع الأسف، فإن غالبية القوى السياسية في البحرين، لا تملك مواقف ثابتة تجاه واشنطن، بل وجدنا بعضها تشتم واشنطن وسياساتها المتعجرفة في المنطقة أمام الجمهور لأجل مزيدٍ من الاستهلاك وتمضية الوقت، بينما في الخفاء تعيش معها شهر العسل.
هذا التحايل من طرف القوى السياسية كلها، والذي يخدم السياسة الأمريكية وأغراضها الدنيئة في الوطن العربي بحجة تصدير الديمقراطية لنا، يقابله خنوع تام وإيمان قلبي، بأن واشنطن هي الأمل الأكبر في نشر الحرية بين شعوب لا تمتلك قوت يومها فضلاً عن مصيرها، فمتى «بِتِثْقَلون» عن حركاتكم التي ليس لها طعم سوى طعم الذل؟ أم أنكم تتقمصون شخصية العميل المزدوج؟ أجيبونا وأريحونا.