قبل أن نتطرق إلى دلالات ومغازي وأسباب تفجير مسجد الشيخ عيسى بن سلمان في الرفاع، أود التوقف عند نقطة أحسبها أكثر أهمية من الحادث، رغم حجم الإجرام في استهداف المصلين في صلاة العشاء والتراويح.
هناك أسئلة تشغلنا كصحافة وكمواطنين وكمجتمع يعاني من الإرهاب منذ التسعينيات، غير أننا مع كل تسليمنا بأنه يجب اتخاذ إجراءات قوية وصارمة، فإن من واجبنا جميعاً اليوم أن ندعم رجال الأمن ونقدم لهم العون والمساندة والتأييد، فهم صمام الأمان الأول، فإن كنا نطلب منهم أموراً كثيرة، فإن أهم واجب علينا اليوم هو أن نساندهم وندعمهم ونقويهم ونقف معهم، وأن نضع يدينا في يد الرجل الفاضل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله.
أذهب الآن إلى الأسئلة التي تشغلنا كمواطنين.
السؤال الأول: إلى متى نبقى كمجتمع ودولة ننتظر إرهاب وتحريض المعممين حتى وصل الأمر إلى أن يضعوا أجندات للفوضى والإرهاب؟
هل سنبقى هكذا ننتظر أجندات خلف أجندات تقسم المجتمع وتضرب الاقتصاد الوطني؟
منذ انقلاب 2011 ماذا وضعت الدولة من استراتيجيات وخطط ودراسات وتحليل لمواجهة الإرهاب؟
إذا افترضنا أن 14 أغسطس جاء وراح كما غيره من التواريخ، ألا تقولون لنا إلى متى سنبقى هكذا ننتظر الإرهابيين يضعون تواريخ للفوضى والإرهاب والإضراب وشل البلد والجميع يتفرج؟
الوصول إلى مرحلة شلل أجهزة الدولة لم يكن للوفاق أن تلوح به، إلا لأنها هيمنت على كل مفاصل الدولة، بل إن لدى الوفاق اختراقات قوية في أجهزة حساسة تستطيع أن تحصل من خلالها على أدق المعلومات، هل عرفتم الآن لماذا يستهدفون البعثات، ولماذا بعد ذلك يستهدفون الوظائف؟
إنها التوطئة التي تسبق العصيان و(التمرد)، لكن من الذي جعل أجهزة الدولة ومفاصلها الحساسة في أيادي الوفاق؟
إن لم يكن لديك مشروعك، سوف تصبح ضمن مشاريع الآخرين، وأخشى أننا لا نملك مشروعاً، أو أننا نملك المشروع، ولا نملك التنفيذ، في المحصلة تصبح أنت ضمن مشروع الآخرين.
السؤال الآخر: إذا كان الإرهابيون يحددون تاريخاً للإرهاب، أليس هذا في مصلحة الدولة، بمعنى أن الدولة تعرف التاريخ مسبقاً، أليس ذلك مدعاة لاتخاذ أقوى الإجراءات، وأن نطبق القانون في تصفية بؤر الإرهاب؟
الدولة صغيرة جداً، وعدد السكان كذلك، كيف تصبح لدينا منظمات إرهابية كأذرع للوفاق وللولي الفقيه وتقوم بالتفجيرات، وتصدر بيانات كما صدر عما يسمى بسرايا الأشتر؟
الدولة صغيرة جداً، كيف لا تستطيع الأجهزة الأمنية أن تصل إلى هؤلاء الإرهابيين؟
تفجير الرفاع سبقه عمل استخباراتي للإرهابيين، وهذا يعني أنهم دخلوا المنطقة وخرجوا ووقتوا ووضعوا كل خططهم، فهل الإرهابيون لديهم عمل استخباراتي يصلون فيه إلى المناطق الحساسة والمساجد، والدولة لا تستطيع أن تصل إليهم؟
أليس هذا سؤالاً هاماً للغاية؟
قبل فترة أشدنا بجهود الداخلية في الوصول إلى أماكن كثيرة لتخزين السلاح، وللأمانة كان عملاً قوياً وصاحبته إشادة من الجميع، لكن السؤال اليوم، أين العمل الاستخباراتي للوصول إلى الإرهابيين؟
تظهر صور فيديو يقال إنها في إحدى القرى تبين أنه تم تصنيع قواذف تحمل على الكتف، فإن كان كل ما جاء في الفيديو صحيحاً، فإن هناك أسئلة كثيرة حول هذه الأسلحة التي تصنع محلياً؟
نتساءل أيضاً عن أمر هام للغاية جداً وهو من الذي يمول عمليات الإرهاب مالياً؟
هل هم رجال أعمال صنعتهم الدولة بفضل إعطائهم المناقصات الكبيرة عبر سنوات طوال؟
من الذي يمول الإرهاب؟
هل الدولة تعرفهم ولكنها لا تتخذ إجراءات ضدهم؟
إن كان كذلك، فكيف ينتهي الإرهاب وهناك من يموله وكأنه يأخذ المال من الدولة لضرب الدولة.
الإرهاب لا يحارب بالظاهرة الصوتية، أو بالتصريحات، ضرب الإرهاب مصر في التسعينيات، فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب السعودية فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب المغرب فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب بريطانيا فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب فرنسا فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب أمريكا فكيف قضت عليه؟
كيف تعاملت إيران مع الحركة الخضراء؟
أين يوجد المعارض اليوم مهدي كروبي ومير حسين موسوي؟
الإرهاب لا يواجه بالصوت وتصريحات الوزراء، شبعنا كلاماً منذ 2011، المواطن يريد حلاً جذرياً للإرهاب.
البعض يقول إن مكان التفجير جعلنا نشاهد كل هذه التحركات لمواجهة الإرهاب، وأن الإرهاب كان يضرب أماكن أخرى بينما كانت ردود الفعل عادية، وجزء من ذلك صحيح، فالأصل أن يواجه الإرهاب بصرامة وقوة مدعوم بقرارات سياسية قبل أن يتمدد ويصل إلى المنطقة التي وصل إليها وهي قريبة جداً من منزل شخصية كبيرة.
الدولة صغيرة وكان يتوجب مع ظهور أول حالات التفجيرات أن تمشط أماكن الإرهاب بيتاً بيتاً حتى لا يبقى مكان إلا وقد وصله رجال الأمن وبالقانون وحفظاً لأمن المجتمع من الإرهاب والتفجيرات.
كل هذه الأحداث لها صله مباشرة مع تحريض المحرضين المعممين، عيسى قاسم وعلي سلمان، هما يحرضان في الفترة الأخيرة بصورة أكبر من ذي قبل، وصل الأمر بقاسم إغال صدور العامة بالكراهية حتى يتوجهوا للعنف والقتل، وقال إن الموت لابد منه، وكل هذا أمام مرأى ومسمع من الجميع.
سلمان دعا الموظفين إلى الإضراب في الوزارات والقطاع الخاص، حتى لو فقد الموظفون أعمالهم، قالها صراحة، وقال إننا يجب أن تكون هناك تضحيات بالأنفس،
وهذا أيضاً تصريح واضح وموثق، لكن المشكلة ليست في كلام فلان أو علان، أهل البحرين يعرفون طائفية هؤلاء وتحريضهم حتى وصل الأمر إلى تفجير مسجد لأهل السنة والجماعة، هذا نتاج تحريض قاسم وسلمان، وبثهم لخطابات الكراهية للمقيمين وأهل السنة.
لا يوجد من تفسير لخطابات قاسم وسلمان سوى أنهما يستهدفان المجتمع بهدف الوصول إلى صدام طائفي، فحين يصل الأمر إلى استهداف مسجد للسنة، فإن هذا قد يدخلنا في فعل ورد فعل، وهذا مرفوض تماماً.
نقول إن واجب حفظ أمن المجتمع في رقبة الدولة، نعرف أن هناك ضغوطاً ونعرف ماذا يحدث بالخارج، لكن مع كل ذلك لا ينبغي التفريط في أمن المجتمع، ونترك الإرهاب يكبر ويتمادى ويتطور، ونحن نتفرج، ونحاربه بالتصريحات والوعود والتسويف، هذا لا يستقيم، بل سيصل الإرهاب في المرة القادمة إلى مكان أكثر خطورة..!
هناك أسئلة تشغلنا كصحافة وكمواطنين وكمجتمع يعاني من الإرهاب منذ التسعينيات، غير أننا مع كل تسليمنا بأنه يجب اتخاذ إجراءات قوية وصارمة، فإن من واجبنا جميعاً اليوم أن ندعم رجال الأمن ونقدم لهم العون والمساندة والتأييد، فهم صمام الأمان الأول، فإن كنا نطلب منهم أموراً كثيرة، فإن أهم واجب علينا اليوم هو أن نساندهم وندعمهم ونقويهم ونقف معهم، وأن نضع يدينا في يد الرجل الفاضل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله.
أذهب الآن إلى الأسئلة التي تشغلنا كمواطنين.
السؤال الأول: إلى متى نبقى كمجتمع ودولة ننتظر إرهاب وتحريض المعممين حتى وصل الأمر إلى أن يضعوا أجندات للفوضى والإرهاب؟
هل سنبقى هكذا ننتظر أجندات خلف أجندات تقسم المجتمع وتضرب الاقتصاد الوطني؟
منذ انقلاب 2011 ماذا وضعت الدولة من استراتيجيات وخطط ودراسات وتحليل لمواجهة الإرهاب؟
إذا افترضنا أن 14 أغسطس جاء وراح كما غيره من التواريخ، ألا تقولون لنا إلى متى سنبقى هكذا ننتظر الإرهابيين يضعون تواريخ للفوضى والإرهاب والإضراب وشل البلد والجميع يتفرج؟
الوصول إلى مرحلة شلل أجهزة الدولة لم يكن للوفاق أن تلوح به، إلا لأنها هيمنت على كل مفاصل الدولة، بل إن لدى الوفاق اختراقات قوية في أجهزة حساسة تستطيع أن تحصل من خلالها على أدق المعلومات، هل عرفتم الآن لماذا يستهدفون البعثات، ولماذا بعد ذلك يستهدفون الوظائف؟
إنها التوطئة التي تسبق العصيان و(التمرد)، لكن من الذي جعل أجهزة الدولة ومفاصلها الحساسة في أيادي الوفاق؟
إن لم يكن لديك مشروعك، سوف تصبح ضمن مشاريع الآخرين، وأخشى أننا لا نملك مشروعاً، أو أننا نملك المشروع، ولا نملك التنفيذ، في المحصلة تصبح أنت ضمن مشروع الآخرين.
السؤال الآخر: إذا كان الإرهابيون يحددون تاريخاً للإرهاب، أليس هذا في مصلحة الدولة، بمعنى أن الدولة تعرف التاريخ مسبقاً، أليس ذلك مدعاة لاتخاذ أقوى الإجراءات، وأن نطبق القانون في تصفية بؤر الإرهاب؟
الدولة صغيرة جداً، وعدد السكان كذلك، كيف تصبح لدينا منظمات إرهابية كأذرع للوفاق وللولي الفقيه وتقوم بالتفجيرات، وتصدر بيانات كما صدر عما يسمى بسرايا الأشتر؟
الدولة صغيرة جداً، كيف لا تستطيع الأجهزة الأمنية أن تصل إلى هؤلاء الإرهابيين؟
تفجير الرفاع سبقه عمل استخباراتي للإرهابيين، وهذا يعني أنهم دخلوا المنطقة وخرجوا ووقتوا ووضعوا كل خططهم، فهل الإرهابيون لديهم عمل استخباراتي يصلون فيه إلى المناطق الحساسة والمساجد، والدولة لا تستطيع أن تصل إليهم؟
أليس هذا سؤالاً هاماً للغاية؟
قبل فترة أشدنا بجهود الداخلية في الوصول إلى أماكن كثيرة لتخزين السلاح، وللأمانة كان عملاً قوياً وصاحبته إشادة من الجميع، لكن السؤال اليوم، أين العمل الاستخباراتي للوصول إلى الإرهابيين؟
تظهر صور فيديو يقال إنها في إحدى القرى تبين أنه تم تصنيع قواذف تحمل على الكتف، فإن كان كل ما جاء في الفيديو صحيحاً، فإن هناك أسئلة كثيرة حول هذه الأسلحة التي تصنع محلياً؟
نتساءل أيضاً عن أمر هام للغاية جداً وهو من الذي يمول عمليات الإرهاب مالياً؟
هل هم رجال أعمال صنعتهم الدولة بفضل إعطائهم المناقصات الكبيرة عبر سنوات طوال؟
من الذي يمول الإرهاب؟
هل الدولة تعرفهم ولكنها لا تتخذ إجراءات ضدهم؟
إن كان كذلك، فكيف ينتهي الإرهاب وهناك من يموله وكأنه يأخذ المال من الدولة لضرب الدولة.
الإرهاب لا يحارب بالظاهرة الصوتية، أو بالتصريحات، ضرب الإرهاب مصر في التسعينيات، فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب السعودية فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب المغرب فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب بريطانيا فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب فرنسا فكيف قضت عليه؟
ضرب الإرهاب أمريكا فكيف قضت عليه؟
كيف تعاملت إيران مع الحركة الخضراء؟
أين يوجد المعارض اليوم مهدي كروبي ومير حسين موسوي؟
الإرهاب لا يواجه بالصوت وتصريحات الوزراء، شبعنا كلاماً منذ 2011، المواطن يريد حلاً جذرياً للإرهاب.
البعض يقول إن مكان التفجير جعلنا نشاهد كل هذه التحركات لمواجهة الإرهاب، وأن الإرهاب كان يضرب أماكن أخرى بينما كانت ردود الفعل عادية، وجزء من ذلك صحيح، فالأصل أن يواجه الإرهاب بصرامة وقوة مدعوم بقرارات سياسية قبل أن يتمدد ويصل إلى المنطقة التي وصل إليها وهي قريبة جداً من منزل شخصية كبيرة.
الدولة صغيرة وكان يتوجب مع ظهور أول حالات التفجيرات أن تمشط أماكن الإرهاب بيتاً بيتاً حتى لا يبقى مكان إلا وقد وصله رجال الأمن وبالقانون وحفظاً لأمن المجتمع من الإرهاب والتفجيرات.
كل هذه الأحداث لها صله مباشرة مع تحريض المحرضين المعممين، عيسى قاسم وعلي سلمان، هما يحرضان في الفترة الأخيرة بصورة أكبر من ذي قبل، وصل الأمر بقاسم إغال صدور العامة بالكراهية حتى يتوجهوا للعنف والقتل، وقال إن الموت لابد منه، وكل هذا أمام مرأى ومسمع من الجميع.
سلمان دعا الموظفين إلى الإضراب في الوزارات والقطاع الخاص، حتى لو فقد الموظفون أعمالهم، قالها صراحة، وقال إننا يجب أن تكون هناك تضحيات بالأنفس،
وهذا أيضاً تصريح واضح وموثق، لكن المشكلة ليست في كلام فلان أو علان، أهل البحرين يعرفون طائفية هؤلاء وتحريضهم حتى وصل الأمر إلى تفجير مسجد لأهل السنة والجماعة، هذا نتاج تحريض قاسم وسلمان، وبثهم لخطابات الكراهية للمقيمين وأهل السنة.
لا يوجد من تفسير لخطابات قاسم وسلمان سوى أنهما يستهدفان المجتمع بهدف الوصول إلى صدام طائفي، فحين يصل الأمر إلى استهداف مسجد للسنة، فإن هذا قد يدخلنا في فعل ورد فعل، وهذا مرفوض تماماً.
نقول إن واجب حفظ أمن المجتمع في رقبة الدولة، نعرف أن هناك ضغوطاً ونعرف ماذا يحدث بالخارج، لكن مع كل ذلك لا ينبغي التفريط في أمن المجتمع، ونترك الإرهاب يكبر ويتمادى ويتطور، ونحن نتفرج، ونحاربه بالتصريحات والوعود والتسويف، هذا لا يستقيم، بل سيصل الإرهاب في المرة القادمة إلى مكان أكثر خطورة..!