أعجبتني كثيراً كلمة فضيلة الشيخ الدكتور راشد الهاجري، إمام وخطيب جامع الشيخ عيسى بن سلمان في منطقة الرفاع، بالبحرين الوادعة، في خطبة الجمعة عقب التفجير الإرهابي الذي وقع في مواقف المسجد أثناء صلاة التراويح مساء الأربعاء الماضي، حيث قال فضيلته «إننا لا تحكمنا العواطف ولا تحكمنا ردات الفعل، بل يحكمنا دين».
ودعا المواطنين خلال خطبته بعدم مقابلة الإساءة بالإساءة مضيفاً «إننا لا نقابل فعلهم بفعل مثله، وإن كان القوم يريدون أن يجرونا إلى فعلهم وطبعهم وخلقهم فنقول هيهات، فإننا لا نتعامل بردات الفعل». ومطالبته بترك الأمر للأجهزة الأمنية التي عرفت بمهنيتها وقدرتها السريعة على تعقب وكشف الإرهابيين وضبطهم.
كلمة الشيخ الهاجري حملت معاني ودلالات كثيرة وهامة جداً؛ فهي تعكس عمق الحرص الشديد الذي يتحلى به علماء الدين في البحرين، الذين يحاولون من خلاله الحفاظ على دماء وأرواح أبناء الشعب البحريني بكل طوائفه ومذاهبه، ويحرصون على وحدة الصف الشعبي والوطني، وبذات الوقت تفويت الفرصة على الإرهابيين الذين يحاولون جر البلاد إلى الفتنة عبر الأعمال التخريبية التي يخطط لها من الخارج لصالح أجندة أجنبية لا تريد الخير والأمن والاستقرار للمنطقة عامة ولمملكة البحرين خاصة.
لقد عرف الشعب البحريني بين أبناء المنطقة بأنه شعب متسامح ينبذ العنف والكراهية ومسالم إلى أبعد الحدود، إلا أن بعض الفئات في المملكة، صاحبة الحضارة والثقافة العريقة، قد وقعت تحت تأثير ثقافة الشحن العنصري والطائفي التي روجت لها شخصيات وجماعات تتخذ من الدين غطاءً لها، ولكنها في واقع الأمر أبعد ما تكون عن القيم الدينية، حيث لا يوجد في الأديان السماوية والوضعية ما يبرر زرع الكراهية وسفك الدماء على أسس عنصرية أو مذهبية، ما عدا الخوارج والفرق الباطنية (القرامطة والحشاشين) وعصابات الهاغانا الصهيونية؛ وحدهم من شرع القتل على أسس عنصرية وطائفية.
ومن يقوم بهذه الأعمال أو يحاول القيام بها في البحرين لا يمكن إلا أن يكون منتمياً لواحد من هذه الفرق أو أنه مدفوع من قبل إحداها.
وهنا يتطلب الأمر من الجماعات والشخصيات الدينية والسياسية المعارضة للحكومة البحرينية (إن كانت معارضة وطنية بحق) أن ترفع الغطاء عن هذه الجماعات الإرهابية لإثبات حقيقة ولائها الوطني وإعطاء مصداقية لشعاراتها السلمية التي تنادي بها، وإلا فإن محاولات التغطية على جرائم الإرهابيين تحت ذرائع معينة لا يمكن أن تجلب التعاطف مع مطالب هذه المعارضة التي أصبحت اليوم أمام اختبار صعب للغاية، حيث إن خطاب المظلومية الذي سئم من سماعه الداني والقاصي لم يعد يصلح كوسيلة للتستر على المجرمين الذين يقومون بأعمال إرهابية، بعضها يتم بدوافع طائفية وبعضها الآخر مدفوع الأجر من قبل جهات أجنبية أثبتت التحقيقات والوثائق أنها تدفع بمرتزقتها لاستهداف أمن واستقرار البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي.
وبالعودة إلى كلام الشيخ الهاجري؛ نجد أن هذا الخطاب الذي اتسم بالعقلانية والحكمة الإسلامية والوطنية جدير بأن يكون هو السائد في جميع المنابر الدينية والسياسية والإعلامية، المعارضة وغير المعارضة، لا سيما في مثل هذه الأيام التي جعلها الله رحمة للعالمين.
فحري بكل من يحمل في نفسه انتماء وولاء للبحرين وشعبها أن يبادر إلى مراجعة نفسه ويتخذ من حادثة التفجير الإرهابية التي حدثت عند جامع الشيخ عيسى بن سلمان فرصة لتصحيح مساراته وإعادة حساباته بما يتوافق مع الدين الإسلامي الحنيف والمصلحة الوطنية التي تتطلب الأمن والاستقرار لجميع فئات شعب البحرين المسالم.
باحث من الأحواز العربية
ودعا المواطنين خلال خطبته بعدم مقابلة الإساءة بالإساءة مضيفاً «إننا لا نقابل فعلهم بفعل مثله، وإن كان القوم يريدون أن يجرونا إلى فعلهم وطبعهم وخلقهم فنقول هيهات، فإننا لا نتعامل بردات الفعل». ومطالبته بترك الأمر للأجهزة الأمنية التي عرفت بمهنيتها وقدرتها السريعة على تعقب وكشف الإرهابيين وضبطهم.
كلمة الشيخ الهاجري حملت معاني ودلالات كثيرة وهامة جداً؛ فهي تعكس عمق الحرص الشديد الذي يتحلى به علماء الدين في البحرين، الذين يحاولون من خلاله الحفاظ على دماء وأرواح أبناء الشعب البحريني بكل طوائفه ومذاهبه، ويحرصون على وحدة الصف الشعبي والوطني، وبذات الوقت تفويت الفرصة على الإرهابيين الذين يحاولون جر البلاد إلى الفتنة عبر الأعمال التخريبية التي يخطط لها من الخارج لصالح أجندة أجنبية لا تريد الخير والأمن والاستقرار للمنطقة عامة ولمملكة البحرين خاصة.
لقد عرف الشعب البحريني بين أبناء المنطقة بأنه شعب متسامح ينبذ العنف والكراهية ومسالم إلى أبعد الحدود، إلا أن بعض الفئات في المملكة، صاحبة الحضارة والثقافة العريقة، قد وقعت تحت تأثير ثقافة الشحن العنصري والطائفي التي روجت لها شخصيات وجماعات تتخذ من الدين غطاءً لها، ولكنها في واقع الأمر أبعد ما تكون عن القيم الدينية، حيث لا يوجد في الأديان السماوية والوضعية ما يبرر زرع الكراهية وسفك الدماء على أسس عنصرية أو مذهبية، ما عدا الخوارج والفرق الباطنية (القرامطة والحشاشين) وعصابات الهاغانا الصهيونية؛ وحدهم من شرع القتل على أسس عنصرية وطائفية.
ومن يقوم بهذه الأعمال أو يحاول القيام بها في البحرين لا يمكن إلا أن يكون منتمياً لواحد من هذه الفرق أو أنه مدفوع من قبل إحداها.
وهنا يتطلب الأمر من الجماعات والشخصيات الدينية والسياسية المعارضة للحكومة البحرينية (إن كانت معارضة وطنية بحق) أن ترفع الغطاء عن هذه الجماعات الإرهابية لإثبات حقيقة ولائها الوطني وإعطاء مصداقية لشعاراتها السلمية التي تنادي بها، وإلا فإن محاولات التغطية على جرائم الإرهابيين تحت ذرائع معينة لا يمكن أن تجلب التعاطف مع مطالب هذه المعارضة التي أصبحت اليوم أمام اختبار صعب للغاية، حيث إن خطاب المظلومية الذي سئم من سماعه الداني والقاصي لم يعد يصلح كوسيلة للتستر على المجرمين الذين يقومون بأعمال إرهابية، بعضها يتم بدوافع طائفية وبعضها الآخر مدفوع الأجر من قبل جهات أجنبية أثبتت التحقيقات والوثائق أنها تدفع بمرتزقتها لاستهداف أمن واستقرار البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي.
وبالعودة إلى كلام الشيخ الهاجري؛ نجد أن هذا الخطاب الذي اتسم بالعقلانية والحكمة الإسلامية والوطنية جدير بأن يكون هو السائد في جميع المنابر الدينية والسياسية والإعلامية، المعارضة وغير المعارضة، لا سيما في مثل هذه الأيام التي جعلها الله رحمة للعالمين.
فحري بكل من يحمل في نفسه انتماء وولاء للبحرين وشعبها أن يبادر إلى مراجعة نفسه ويتخذ من حادثة التفجير الإرهابية التي حدثت عند جامع الشيخ عيسى بن سلمان فرصة لتصحيح مساراته وإعادة حساباته بما يتوافق مع الدين الإسلامي الحنيف والمصلحة الوطنية التي تتطلب الأمن والاستقرار لجميع فئات شعب البحرين المسالم.
باحث من الأحواز العربية